سجينة جبل العامري بقلم ندا حسن
ارتجفت فجأة وشعرت أنها تريد البقاء لأجل ذلك الطفل الذي ألقى نفسه داخل أحضانها تشعر بأن عليها إخراج القسۏة المزروعه به عنوة من داخله..
حاولت التبرير قائلة
قولتلك إني...
قاطع حديثها لأنه يعرف ما الذي ستقوله كما كل مرة لن تتركه وتترك الجزيرة تعتقد أنه غبي لا يفهم ما تريده فقط لأنه يجاريها
مش هتسيبيني عارف.. بس أنتي موجودة لغرض تاني غير جبل العامري.. أنا مش صغير يا زينة بس مع ذلك أنا مبسوط أننا بنتعامل أحسن من الأول
ربتت بيدها على ذراعه قائلة محاولة الهرب من محاصرته
هون على نفسك دلوقتي وخلي موضوعنا بعدين
زفر بهدوء يجيبها بنبرة حانية لم تستمع إليها من قبل أبدا تخرج من بين شفتيه
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
حاولت الفرار مرة أخرى من الحديث عنهم يبدو أنه الآن في حالة لن تتكرر عليهم مرة أخرى
هتعمل ايه طيب مع عاصم
ألمه قلبه وهو يقول بحزن طاغي
مش هعرف أقف في وشه
اعتدل في جلسته يعود للخلف على الفراش يتمدد عليه ناظرا إليها ثم أشار بيده قائلا
تعالي
اقتربت منه على الفراش تجلس جواره ممددة القدمين فابتعد عن الوسادة ورفع رأسه على فخذها يريد الشعور بأن هناك ملجأ له مكان كلما وقع احتواه مكان يكن الأمان عند الدمار يكن الحب عندما يجتاحه الكره والقسۏة.
أمسك بيدها يرفعها إلى رأسه لتبتسم بهدوء وهي تحرك أصابع يدها بين خصلاته متغلله في فروة رأسه تشعر بأنه كسر حقا بسبب شقيقته هدم جبل العامري وقع پعنف وأثر خلف اهتزاز الجزيرة بأكملها.. تشعر بحزنه وألمه على ما حدث لصداقته الوحيدة.. لأول مرة يتحدث بهذه الطريقة يلقي نفسه بين يديها ويترك لها الحرية في التفكير والتعبير.. منذ متى وهو هكذا.. كل هذا أثر صډمته
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
لماذا لا تدري ولكن القلب والعقل يريدون هذا وهي لن تكون العائق لن تكون إلا زينة مختار الذي وعدته بالبقاء إلى أن تأتي عليه بما تريد من شعور وغيره..
وهو كان هناك ألم كبير يجتاح قلبه يفتت كل ركن به بالدق عليه وكأن الطبول تقرع داخله..
تلك الحړب الضارية ستبدأ وتنشب بين
قلبين إحداهما اعترف بما به والأخر مازال لا يدري ما يصيبه..
في الصباح
ولج إلى الداخل ليجد الغرفة المتواجد بها جلال بابها مفتوح وهو قد أغلق بالأمس دلف إلى الداخل ليرى الغرفة فارغة ليس بها أحد والأحبال الذي كان مربط بها ملقاه على الأرضية وجوارها سکين حاد كان هنا بين الأدوات.. استطاع أن يقطع الحبل ويفكر أسر نفسه وهرب من الجبل لأنه على علم بكل ما به.. وخرج من الجزيرة مؤكد لأنه من أكثر الأشخاص دراية بمداخلها ومخارجها
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
أبتعد عن الغرفة ليذهب إلى عاصم ولكن يبدو أن هناك من يراقبه في الجزيرة أيضا من بعد جلال كي يرسل إليه عبر الهاتف ما يريد طاهر في الوقت المناسب..
أخرج هاتفه من جيبه ليجد هذه المرة الرسالة اتيه من طاهر محتواها صورة تجمعه مع جلال بعد هروبه ورسالة مرفقة لها تنص على مش عاصم بس اللي خاېن
أغلق الهاتف وبقي واقفا قليلا.. ما فكر به طوال الليل كان صحيح.. أنه جلال ذلك الخائڼ الذي كان مزروع بينهم يرسل المعلومات إلى طاهر وېغدر به غدر لا مثيل له..
خرجت ضحكة ساخرة من بين شفتيه يحرك رأسه يمينا ويسارا وهو الذي كان يعتقد أن لا تفوته كبيرة أو صغيرة أتضح أن الخائڼ الذي كان بينهم كان من داخل القصر وهو الذي غدر به وبشقيقته وأوقعه بصديقه..
تحرك متجها إلى عاصم دلف عليه رفع نظره إليه ليجده جالسا على الأرضية كما تركه فقط يستند بظهره إلى الحائط لم يقوى على النظر إلى عيناه دلف إلى الداخل وانحنى بجذعه إلى الأسفل ليبقى في مستواه تحت نظرات الآخر المستغربه مما يفعله ليجده يقوم بفك أسره من تلك الأحبال المکبلة إياه
خرج صوته ينظر إليه قائلا
يا ترى ھموت دلوقتي ولا ظهرت براءتي
رفع رأسه إليه ببطء ووقفت عيناه تقابله مباشرة لم يقوى على الحديث فقط الأعين تتحدث بالندم الشديد والحزم البالغ لما صدر منه يرسل إليه عبارات الندم والقهر والآخر يبادله الخذلان والعتاب..
خرج صوت جبل مبحوحا
أنا ماليش غيرك يا عاصم
تهكم الآخر يخرج صوته بسخرية شديدة ينظر إليه بقوة
يبقى عرفت إني معملتش حاجه
أومأ برأسه إليه وأبتعد بعينه مرة أخرى لا يمتلك الجرأة التي تجعله يتحدث أمام عيناه بتلك السهولة
عرفت كل حاجه.. جلال هو اللي عمل كده في فرح وهو الخاېن.. وهرب
انتفض بدن عاصم وهو ينظر إليه پصدمة يسأله بقوة واستنكار
هرب!
استدار بوجهه إليه يرفع يده على كتفه يربت عليه قائلا بندم شديد وأمل في أن يسامحه ويغفر له ما حدث
عاصم.. أنا مش عارف أقول ايه قرفان من نفسي علشان شكيت فيك بس دي أختي.. ندمان على اللي عملته بس أنت أخويا أكيد هتسامحني
شعر بأنه نادم حقا فقال بجدية وخشونة
هسامحك يا جبل لكن مش هكمل معاك
وقف على قدميه ينظر إليه بعتاب ثم قال بحزن
مسموح ليا أمشي أكيد بعد ما عرفت كل حاجه
تحرك من أمامه يبتعد ليذهب تاركا إياه وحده كما قال له في الأمس بعد النيل منه والدعس على كرامته وتدنيس الصداقة بينهم لن يبقى معه ولن يكن صديقه مرة أخرى فهو عزيز.. عزيز للغاية
اخترق صوت جبل أذنه الذي وصل إياه بحزن واحتياج شديد
عاصم أنا محتاجلك
وقف في مكانه ثابتا واستدار ينظر إليه بعمق وقوة تلقي الأسهم بانفسها على كل منهما إحدى الأسهم نادمة حزينة راجية السماح والعفو والأخرى مستنكرة لا يهون عليها كل ما بينهم ولكنها تتقابل بالعتاب الممزوج بالحزن..
لحظات يتبادلون فيها النظرات تعود على ذاكرة كل واحدا منهما لحظات طفولتهما سويا وشبابهما معا عملهم وإطلاق النيران على الجميع وهما في ظهر بعضهم البعض لا يترك أحدهم الآخر.. لا يجوز أن ينتهي كل هذا بهذه السهولة.. لا يجوز أن يفوز جلال بما فعله ولا يفوز الشك باعدهما عن بعضهم ليبقى كل منهم ظهره منحني وحده..
اقتربوا الاثنين من بعضهم البعض ليتقابلون في عناق حاد خرج من
أجساد قوية ذو عضلات قاسېة شرسة كل منهم سحق الآخر لا يود تركه وادمعت عيني جبل وهو يقول نادما
سامحني يا صاحبي
استشعر الآخر ما به فبادله تلك الدمعات التي لا تخرج إلا