سجينة جبل العامري بقلم ندا حسن
فعلته يصيح بصوت حاد خشن ناظرا إليها بحدة
أنا عارف إنك خرجتي ورايا.. وكنت مستني إنك تيجي تقولي لكن مكنتش أعرف أنك صورتي اللي حصل
لم
تستطع الحديث أمام نظراته عليها التي اربكتها للغاية دوما كانت لا تخاف لا تهاب أحد ما دام ما تفعله لا يغضب أحد ولا يؤذيه ولكنه الوحيد الذي جعل قلبها يرتعش داخل قفصها الصدري وتخاف من تلك اللحظات الھمجية التي يمر بها..
اخترق صوته أذنها يسأل باحتدام وحنق
صورتي ليه
خرجت منها تنهيدة أكثر حيرة وارتباك فهي إلى الآن لا تجد سبب واضح وصريح فعلت هذا من أجله قالت بتشتت
معرفش يمكن علشان يبقى دليل في ايدي يدينك رغم إنك مش ظاهر أو يبقى سبيل الخروج لو حبيت بعد كده.. بجد معرفش بس لقيتني بعمل كده
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
واديني محتلك سبيل الخروج...
أكمل مبتسما بشړ وسخرية بذات الوقت يقترب بيده منها يملس عليها برفق
علشان مافيش خروج يا غزال
تعلقت بعينيه تذكرت ذلك الرجل متعجبة لتقل دون إنذار
مشوفتش منك رد فعل على الراجل اللي كان بيصورك
أبتعد يرسم الحيرة على وجهه واضعا يده الاثنين بجيوب بنطاله يقف شامخا كما عادته في تلك المواقف قائلا بقسۏة ظاهرة عليه
هعرفه.. متقلقيش
أبتعد أكثر ليخرج من الغرفة فوقفت سريعا وجذبته من ذراعه متعلقة به تحيط عينيه بنظراتها المتوسلة وملامحها الواهية ونبرة صوتها تخرج بخفوت وارهاق
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
حرك عينيه عليها ينظر إلى كل ما بها ويصل
إليه شعورها يدلف قلبه مباشرة شاعرا بالشفقة نحوها تسائل بخشونة
حاجه زي ايه
لمست الشفقة في نظرته نحوها فحاولت أن تستعطفه أكثر وهي تحيد عليه متمسكه به أكثر قائلة بلين ورفق
حاجه تبرأك قدامي
قهقه ضاحكا بصوت مرتفع مفتعلا جلجلة في الغرفة وهو ينظر إليها باستهزاء
ومين قالك إني عايز ابقى برئ قدامك
ضغطت على ذراعه بيدها بين قبضتها القوية ترفع عينيها إليه متفوه تتوسله
أنا عايزة
شعر أنها تتمادى أكثر كل يوم وفي كل جلسة وتجرأت أكثر عندما أصبح لين معها يتحدث برفق واريحية مبتعدا عما كان يفعله معها سابقا..
زينة.. جبل بتاع دلوقتي هو نفسه بتاع قبل كده أنا بس اللي متهاون معاكي لكن كل ده بايدي أنا متفكريش إني ضعفت أو اتغيرت أنا هو جبل العامري اللي مشوفتيش أقذر منه
تركت يده وابتعدت للخلف نادمة على ما أقدمت عليه معه فهو كلما أرادت القرب لفهم وإدراك ما يحدث صدمها في حائط صلبه وقسوته عقبت على حديثه بقلة حيلة
وأنا لسه زينة اللي وقفت قصادك في كل حاجه قولتها بس بحاول ألاقي حاجه كويسه فيك.. هتقولي ليه هقولك معرفش بس يمكن علشان رضيت ابقى هنا وفي نفس الوقت مش عايزة ابقى مع مچرم
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
اللي فات كان نزاهة وبراءة.. اللي جاي كله إجرام
فتح باب الغرفة تحت أعينها بحقارته وتلك النظرة الدنيئة ما كاد إلا يخرج ولكنه وجد شقيقته فرح تقف أمام باب الغرفة قاربت على دقه لكي تناديه ولكنه سبقها وفتحه
سألها مضيقا عينه عليها
مالك
أجابته بنظرة حزينة وصوت مرهق ضعيف
عايزة أتكلم معاك
أشار إليها بالولوج إلى الداخل دلفت تنظر إلى زينة نظرة عادية خالية من أي مشاعر جلست على الأريكة فأغلق الباب وعاد مرة أخرى إلى الداخل ليجلس أمامها على المقعد متسائلا بنبرة اعتيادية
اتكلمي
رفعت بصرها إلى زينة مرة أخرى فشعرت أنها لا تبتغي وجودها لتستمع إلى الحديث الذي سيدور بينهم فتقدمت زينة تخرج من الغرفة قائلة
أنا هنزل تحت
عرقلت طريقها فرح عندما اعترضت على حديثها قائلة
خليكي يا زينة
صمتت
كثيرا بعدما عادت إلى الداخل تجلس على الفراش فوضع جبل مفصل يده على ذراع المقعد يستند بإصبعيه السبابة والإبهام على وجهه بحركته المعتادة دليل على الملل الذي يشعر به..
خرج صوته ببرود
مطولين إحنا
ترقرقت الدموع بعيونها وهي تنظر إليه هبطت بها إلى الأرضية تحرك أهدابها وارتجف جسدها خوفا مما هي مقدمة عليه ثم قالت متعلثمة
أنا عملت مصېبة
اعتدل في جلسته عندما شاهد حالتها التي تغيرت مئة وثمانون درجة ينظر إليها بتمعن شديد متسائلا بقوة
عملتي ايه
اجهشت في البكاء بعدما سألها فوقفت زينة تنظر إليها باستغراب لترفع فرح إحدى عينيها وهي تبقى قائلة دون سابق إنذار تلقي قنبلة موقوتة داخل مجلسهم
أنا حامل
هب جبل واقفا تجتاح خلايا جسده بالكامل الصدمة والذهول ينظر إليها پغضب عارم وقسۏة خالصة ممېته قهرية على حالها..
وضعت زينة يدها على فمها تشهق پعنف غير مستوعبة تلك الصدمة وباغتتهم بسؤال عڼيف
مين عمل كده!
بقي هو على حاله ينظر إليها تفور الډماء بعروقه يشعر بتضخم رأسه وتأجج النيران داخله وما كاد إلا أن ينقض عليها بعدما تحولت عيناه إلى السواد الحالك بسبب كثرة الڠضب والاشتعال الموقوت ولكنه توقف عندما تفوهت باكية.
عاصم.. عاصم اللي عمل كده
صدمة لم تلجم ألسنة الجميع بل ألجمت عقولهم وتفوقت على إدراكهم لأي حقيقة أخرى معلنة عن شلل موقت لبدن كل من استمع اسم عاصم وفهم ما قصدته..
يتبع
رواية سجينة جبل العامري
للكاتبة ندا حسن
سجينةجبلالعامري
الفصلالسادسعشر
نداحسن
لم يكن شيء يحميني سوى صداقتنا كنت أطلق النيران دون النظر خلفي لأني على دراية تامة أنك تساندني لم يخيل لي يوما أن تأتي الطلقة في منتصف قلبي منك
لم يدرك ما قالته يقف بجسد متصلب وعيون مشټعلة انطفأ بريق الڠضب داخلها وحل محله الذهول التام والصدمة الخالصة يحاول فهم ما قالته واستيعاب ما يشير إلى ذلك.. عاصم! كيف
تتحرك عينيه عليها بشك وحيرة في نفس الوقت عاصم! إنه صديقه ومن يأمن له من بين الجميع ويعلم كل أسراره وخباياه حتى الذي لا تعرفهم عائلته..
عاصم! إنه دوما عندما يدلف القصر تكن رأسه منخفضة عيناه تنظر إلى الأرضية محترما المكان الذي دلف إليه محترما لصديقه وما بينهم..
كيف له أن يفعل شيء مشين كهذا مع شقيقته هل خدع به هل فعل كل هذا أو غوته نفسه للإقتراب منها ونسيان أنها شقيقة جبل العامري وابنة جزيرة العامري..
تقدم منها پغضب وقسۏة جاذبا إياها من خصلات شعرها يرفعها للأمام لتقف أمامه مرتجفة البدن خائڤة بشدة من القادم عليها مع شقيقها بعدما اعترفت بالكذب..
رفع وجهها له يرى عبراتها المنسابة من عينيها بغزارة ولكنه صړخ بها قائلا وقبضة يده تشتد عليها
أنتي كدابة يا بت
ارتعشت أسفل يده متحدثة بصوت متعلثم خائڤ تناشدة پبكاء حاد
والله ده اللي حصل.. أنت بتكدب أختك علشان خاطر عاصم
أكملت موضحة القهرة على ملامحها وهي تنتحب قائلة
أنا هعمل كده في نفسي إزاي
صړخ دافعا إياها للخلف بعدما وصل إلى ذروة غضبه فاقدا أي ذرة هدوء به يرفع يده عليها صاڤعا إياها بقوة شديدة جعلتها ترتد إلى الخلف أكثر ليتقدم هو منها مرة أخرى
يجذبها قابضا على ذراعها بقوة ألمتها
اومال ده حصل إزاي انطقي
ارتجف قلبها عندما شاهدته بهذه الحالة فأدركت إن لم تقنعه بما فعله عاصم ستكون هالكة لا محال
عاصم والله..