سجينة جبل العامري بقلم ندا حسن
يا جبل بيه أنا تعبت علشان اوصلك
سحب يده سريعا منها ينظر إليها بعمق واستغراب معا فالأحداث الآن غريبة للغاية
كاد أن يأمر جلال بتفتيشها فهو بات لا يثق بأحد على هذه
الجزيرة ولكنه نظر إلى زينة عائدا في حديثه فالرج ل لا ينبغى أن يفعل ذلك..
أردف بقوة وصرامة ناظرا إليها بجدية
زينة.. فتشيها
أقتربت منها زينة وقامت بتفتيشها جيدا والبحث في ملابسها من الخارج عن أي شيء قد يكون معها والأهم من أي شيء قد يكون سلاح فالجميع هنا حتى الأطفال تعتقد أنهم يملكونه..
معهاش حاجه
مسحت وجهها بكف يدها وهي تتقدم منه تنظر إليه پخوف قائلة بصوت يرتعش ومن بين حديثها قالت عن ذلك الرجل الذي علمت به الجزيرة بأكملها
والله ما معايا حاجه يا جبل بيه ولا يمكن أذي حد لو مكنش علشان خيرك مغرقنا يبقى خوف علشان الراجل اللي قت لته لما ضړب عليك ڼار
نظرت زينة إليه سريعا عندما أتمت حديثها بقيت عينيها عليه مستغربة للغاية وخائڤة إلى ما لا نهاية مرة أخرى يق تل رجل آخر! الأول كان خائڼ والثاني حاول اغتياله! لما الق تل عنده شيء سهل إلى هذه الدرجة.. لما ق تل الأرواح كق تل الطيور القابلة أن تصبح للطعام..
أنتي مين وعايزة ايه
أشارت إلى نفسها وهي تقول بلهفة وحزن وكلماتها تخرج من بين شفتيها بارتعاش وكأن هناك من يلاحقها إلى هنا
يسرية أنا يسرية العامري من الجزيرة واقعة في مشكلة هتطير فيها رقاب يا جبل بيه محدش غيرك يقدر يحلها
مشكلة ايه دي
نظرت حولها ورأت زينة و جلال فقالت بتردد
أتكلم كده
أومأ إليها قائلا بكلمات تخرج منه بعفوية
دي مراتي اتكلمي
تلبكت أكثر وهي تنظر إليها قائلة برفق تصلح ما أخطأت به ولكنها بقيت خائڤة
أهلا يا هانم زادني الشرف والله.. بس
فهم جبل ذلك فنظر إلى الآخر الذي يقف خلفها وأشار إليه بيده ليرحل
تغاضت زينة عما برأسها وعقلها الذي تنهش به الأسئلة والتوقعات ناظرة إليه بعدما اشفقت على حالة الفتاة فلم تستطع النظر إليها وهي هكذا
ممكن تخليها تدخل شكلها خاېفة ومتبهدلة
أومأ إليها ومازال يشعر بالخۏف منها أن ټأذي أحدهم ولكنها أن فكرت فقط لن تخرج من هنا بقطعة واحدة كاملة في جسدها
ماشي دخليها المكتب وخدي بالك أنا جاي
أنتي مالك.. ايه مشكلتك وليه شكلك عامل كده
تطلعت نحوها الفتاة ببعض من الاستغراب وهي تسألها
كده إزاي يا هانم
قالت زينة بعقلانية تشبهها بالوردة المنزوعة من مكانها قبل الأوان فذبلت إلى أن أصبحت هكذا
أنا مخطۏفة فعلا يا هانم ومشكلتي كبيرة وعويصه ومحدش يعرف يحلها ولا يدي فيها أمر غير جبل بيه
أكملت مرة أخرى بتوسل عندما وجدتها تنظر إليها ببلاهة
قوليله يسمعلي ويساعدني يا هانم
تفوهت زينة بثقة تتحدث عنه بعدما رأت موافقة النبيلة مع الناس هنا على الجزيرة ووقوفه إلى جوارهم
أكيد هيساعدك من غير ما أقوله
أكملت الفتاة مرة أخرى وهي تعتقد أنه لن يساعدها ولن يستمع إليها من الأساس معتقدة أن زوجته هي من تجعله يستمع إليها ويساعدها
لو موافقش كلمة منك يا هانم استسمحك بيها
قالت بجدية بعدما اختنق صدرها من هذا اللقب الذي يجعلها تشعر بالغرابة منهم وكأنهم يعيشون في العصور القديمة عندنا كان هناك ملوك وعبيد
اسمي زينة مش هانم
وضعت كف يدها على صدرها وتشدقت بحركة غريبة بفمها لم تحاول حتى استيعابها وقالت
المقامات محفوظة يا هانم
حركت رأسها بيأس من هؤلاء البشر الذين يجعلونها شخص غير الذي هي عليه
دلف جبل إلى الغرفة بجدية يسير شامخ وطوله فارع أقترب إلى أن جلس خلف المكتب أمامهم هما الاثنين ثم نظر إلى الفتاة قائلا بخشونة
اتكلمي في ايه
أنا.. أنا بحب واحد يا جبل بيه
صمتت للحظات وهو ينظر إليها هو وزوجته ينتظر أن تكمل ما بدأته بقيت صامته فصاح هو ساخرا منها ثم أكمل بسخط
دي المشكلة اللي جايه علشانها.. عايزة اجوزهولك ولا ايه.. أنتي بتهرجي
نظرت إليه الأخرى
وقالت بهدوء تحسه على الاسترخاء كي يستمع إلى الفتاة بهدوء ولا يخيفها فيكفي ما به
بالراحه يا جبل
لم يصغي إلى حديثها وصاح پعنف وغلظة وهو يقترب إلى الأمام
اتكلمي يا بت
أردفت بجدية تقص عليهم ما حدث معها والدموع بدأت في الخروج مرة أخرى من عينيها وهي تحكي ما حدث
كنت بحب واحد يا جبل بيه.. وهو كان بيحبني آه والله كان بيحبني يا هانم.. جه اتقدملي أكتر من مرة أبويا وأخويا رفضوا الجوازة علشان عايزينه عنده ملك على الجزيرة..
لوعة الحب احرقتها وناره استوت عليها والحړقة بقلبها تحكي بها وتظهر عليها واللهفة تتحدث قبل منها متحدثة بمعانتها
مكانوش يعرفوا إني بحبه
ولا حتى أعرفه هو كان جاي على أساس السيرة والسمعة وسؤاله عني وعن أهلي في الجزيرة ومحدش يعرف اللي بينا بس رفضوا مرة واتنين وتلاته وأنا بحبه يا بيه
مرة أخرى يسخر منها بعدما توقفت عن الحديث
وبعدين مش فاهم أكلمهم يعني يجوزهولك ولا ايه
نفت ما قاله وصمتت لحظة ثم أردفت متعلثمة بخجل تخفض وجهها إلى الأرضية بعيد عنه
لأ يا بيه أنا.. أنا اتجوزته من وراهم
رفعت بصرها إليه مرة أخرى بعدما أشتد الحزن بها وهي تتذكر آخر ما حدث بينهم وما القادم معهم
وقفت على قدميها وهي تحاول الإقتراب منه تتوسلة بكل ما بها وتبكي بحړقة كبيرة ظهرت عليها منذ أن دقت على البوابة في الخارج
الله يرضى عليك يا جبل بيه ويخليلك الهانم ويرزقك بالذرية الصالحة تقف معايا أنت بس اللي تقدر توقفهم أبعدهم عني وعنه يا بيه
تابعها بنظراته الحادة وكلماته التي تخرج بجدية تامة
أبوكي اسمه ايه وقاعدين فين في الجزيرة
أجابته بإسم والدها ومنطقة مكوثهم وهي تبتسم ببطء بعدما بعث الأمل إليها بأنه سيساعدها ويقف إلى جوارها ويبعدهم عنها وعن حبيبها وزوجها الذي لم يتخلى عنها إلى الآن..
كمال جابر العامري في شرق الجزيرة
أومأ برأسه إليها بهدوء مقررا مساعدتها وأن يمنع ما يريد والدها فعله في وجوده على الجزيرة فكان سيبعث أحد الحراس إليه ليأتوا به إلى هنا ولكنه استمع إلى أصوات في الخارج عالية تصل إليهم فوقف سريعا ليخرج يرى ما الذي يحدث..
عندما خرج من بوابة القصر وجد رجل في عمر الخمسين وشاب في الثلاثين يقف جواره يمسك السلاح بيده رافعة للأعلى..
تقدم منهم جبل ونظرات عينيه على ذلك الشاب الذي بعدما رآه ظل على وضعه رافعا السلاح كما هو ولم يهابه حتى..
وقف أمامهم وتحدث بقوة وحزم
أنت واقف جوا ملك العامري ورافع السلاح!
قدم والده يده ليخفض يد ابنه الممسكة بالسلاح وتفوه قائلا بدلا عنه بتوتر
سماح يا جبل بيه مخدش باله
تابع ونظراته على الشاب ووضع يده الاثنين في جيوب
بنطاله ووقف ببرود كما المعتاد منه
لأ ياخد باله وإلا العواقب مش هتبقى كويسه أبدا
صاح الآخر بضجر