الخميس 28 نوفمبر 2024

سجينة جبل العامري بقلم ندا حسن

انت في الصفحة 19 من 104 صفحات

موقع أيام نيوز

أنتي مش في ملك أبوكي
كانت الصغيرة تقف بينهم صامتة والآن أتى دور أن ينفرج فمها بالحديث الهادئ وهي تنظر إلى الأعلى لتأتي بوجه شقيقة والدها
خلاص يا عمتو إسراء معملتش حاجه
أبعدت فرح نظرها إلى وعد بعد لحظات وهي لا تستطيع أن تترك تلك الفتاة واقفة هكذا أمامها وقامت بتوبيخ الأخرى بتهكم وسخرية
وأنتي عرفتي منين يا قلب عمتو.. وبعدين بتدخلي في كلامنا ليه هي زينة معرفتش تربيكي
أجابتها الصغيرة بهدوء وتودد إليها ليست قاصدة شيء
أنا متربية يا عمتو بس كنت بقولك إن إسراء مش قصدها
ڼهرتها پعنف ورفعت وجهها إلى الآخر تلقنها الحديث القاسې إليها وكأنها التي تأمر هنا
وأنتي مالك اخرسي خالص ومش عايزة أشوف الهبل ده في القصر تاني
ذهبت من أمامهم إلى الداخل بعد أن دفعت إسراء في كتفها لتعبر إلى الغرفة قائلة بغيظ وضيق
جاتكم القرف.. مش عارفه ايه البلوة اللي اتحدفت علينا دي
نظروا إليها الاثنين بذهول بعدما عبرت إلى الغرفة
لقد تابعتها إسراء بعفوية ناظرة إليها وهي تتسائل أهي مچنونة أم مختلة الأمر يختلف..
ابتسمت بسخرية بعد أن نظرت إلى وعد وحركت رأسها يمينا ويسارا غير قادرة على استيعاب تصرفات وحديث تلك الغريبة..
في المساء بعد أن توجه الجميع إلى غرفهم بعد تأخر الوقت كان الجو هادئ للغاية في سكون الليل لا يصدر أي صوت إلا من الخارج أصوات الكلاب الذي تنبح في الطرقات..
وصوت ذئب مزعج للغاية يأتي إليهم ليمر عبر أذنهم من الغابة.. ككل يوم الحرس كل منهم في موضعه..
لا يوجد اختلاف في هذه الليلة سوى تفكير من هم داخل القصر وأولوياتهم لا يوجد سوى مخططات لكل فرد بينهم كي يحصل على ما يريد..
بداية من أكبر امرأة بهم وهي والدته التي أصبح وجود ابنة ولدها أمر حتمي لن تتنازل عنه وليحدث فعلى والدتها أن تتزوج بابنها الآخر.. كثير من الأمور داخل عقلها تدور حول هذا الأمر من مخاۏف قادمة بسبب زينة ووجودها معهم بعد أن علمت بعمل ولدها.. ومخاۏف أكبر من تصرفات جبل القاسېة..
جبل وتذكره لها ولشراستها عنفوانها وحدتها وتلك القوة الهشة التي تمثل أنها عليها تفكيره كله كان حولها.. حول امرأة وضعها في رأسه كي يكسر أنفها ويجعلها راضخة له
وهي زينة ولم تكن تفكر في أي شيء سوى الفرار والهرب تركت كل ما خططت له وكل ما كان يعكر صفو تفكيرها وتلك التدابير التي لم تحسنها ووضعت كل تركيزها في طريقة للهرب من هنا الآن قبل الصباح..
بينما تغير تفكير شقيقتها البريئة للغاية هي الأخرى إسراء تحول كل ما تريده في يوم وليلة بعد أن تقابلت مع ذلك الجسد الصلب الطويل الذي يبتلعها كلما وقفت أمامه ذلك الصوت الرجولي المميز ذو البحة الغريبة التي أصبحت تميزها من بين الجميع.. لا تدري لما ذلك التفكير به وما الذي فعله بها!.
وأخيرا وليس أخرا هنا فرح هي الأخرى من الأشخاص الذين يعيشون داخل القصر وتغير تفكيرهم وهذا حدث بعد أن نهشت الغيرة قلبها بسبب تلك الجميلة الرقيقة التي تتصنع كل ذلك كي تستحوذ على تفكيره.. وتفكير غيره.
والصغيرة التي لا تفقه أي شيء مما يدور حولها بين الجميع وأولهم والدتها وعمها الق اتل الذي يهددها بها تفكيرها تغير وتحولت أولوياتها بعد أن عانقتها جدتها والدة والدها وطالبت بالقرب منها والمكوث معها ولكنها أيضا تريد العودة إلى مكان نشأتها وتلك الحياة التي اعتادت عليها...
لحظة واحدة كانت هي الفاصلة بين ذلك السكون وحالة المرج تلك حدثت عندما صړخ أحد الحراس على البقية وهو يرى النيران المشټعلة خلف القصر تصعد للأعلى مصحوبة بالدخان الذي صعد معها وسبقها..
لقد شعروا أن هناك نيران وعبرت رائحة الدخان إلى أنفهم ولكن هذا عاديا يحدث فلا خوف ولا رهبة
كانت النيران نشبت خلف القصر وارتفعت للأعلى ولم يلاحظ
أي حد منهم إلا عندما رصدها واحدا منهم بعينيه من الأمام بعد أن تعالت للغاية بدخنتها فصړخ عليهم جميعا وحدثت حالة غريبة من الهرج والمرج بينهم وكل منهم ترك سلاحھ في غرفة الحرس الصغيرة وسارعوا بالركض للنيران كي يخمدوها بالمياة..
استمع من في القصر جميعهم إلى ما يحدث وقد خرج جبل معهم هو الآخر والتفكير ينهش عقله كيف حدث ذلك ېصرخ عليهم من كل إتجاه خوفا من أن تتصاعد أكثر ويحدث ما لا يحمد عقباه
كانت قد اشتعلت ببنزين وتصاعدت للأشجار الذي سكب عليها هي الأخرى بنزين وتأكلت الأسلاك المتواجد وكل ما كان في محيط خلف القصر وجانبيه..
بينما في الخفاء وتلك الدوامة تأخذهم للقضاء على النيران في الخلف هبطت زينة مع شقيقتها وابنتها الدرج برفق دون إصدار صوت حتى لا ينتبه إليها أحد من الداخل وهم لم يخلدوا للنوم بعد إلا عندما يسيطروا على النيران..
ترتدي بنطال من الجينز الواسع وتيشرت بنصف كم أبيض اللون وخلف ظهرها حقيبة صغيرة ليس بها إلا جوازات السفر وقليل من النقود والهواتف..
لم تأخذ أي شيء آخر وقفت خلف البوابة الداخلية للقصر وهم خلفها تنظر إلى الخارج لترى أن كان هنا أحد يراها فلم تجد فسارعت معهم للخارج تركض إلى أن وصلت إلى البوابة الخارجية.. بوابة قصر العامري.. نظرت إليها بابتسامة واسعة وقلبها يدق پعنف وقوة.. مزيج من المشاعر كالخۏف والسعادة يمكثون داخلها..
فتحت البوابة وأخرجتهم استدارت تنظر إلى الخلف لترى النيران تبدأ بأن تخمد فابتسمت أكثر وهي تراهم من بعيد والجميع يركض ثم خرجت خلفهم سريعا..
خرجت من قصر العامري! خرجت بابنتها وشقيقتها الآن تراقصت السعادة والفرحة على أعتاب قلبها بدلا من ذلك الخۏف الذي أرهبها.. الآن تحررت من سجن جبل العامري.. الآن فقط تستطيع أن تقول إنها امرأة حرة قوية لا أحد يستطيع ترويضها..
كان الهروب أمر صعب للغاية الفرار من جزيرة العامري مستحيل ولكنها امرأة قوية نالت منها الصعاب ونالت هي من المستحيل..
قم بالتسجيل أيها التاريخ داخل كتبك زينة مختار هربت من سجنها
قصر العامري ونالت من العائلة بأكملها أكتب أنها لازت بالفرار من جزيرة العامري ولن تكن مرة أخرى سجينة جبل العامري
يتبع
رواية سجينة جبل العامري
للكاتبة ندا حسن
سجينةجبلالعامري
الفصلالسابع
نداحسن
أشعلت النيران بقلب الجميع تتخذها سبيلا للهرب من سجنها تحلم بالفرار فانقلب كل شيء على رأسها وأشتعلت النيران بقلبها
وقفت زينة في منتصف الغرفة بين ابنتها وشقيقتها تنظر إليهم وهم يبادلونها النظرات المستغربة بعدما استمعوا إلى حديثها الذي لم يدلف عقلهم..
تقدمت منها إسراء تنظر إليها بغرابة تتسائل
قصدك ايه أننا هنمشي دلوقتي وبعدين فين حقك وحق وعد اللي جينا علشانه
تابعت النظر إليها هي الأخرى وقالت بجدية
أنا مش عايزة أسمع أي أسئلة ولا أي كلام
أشارت شقيقتها بيدها إليها وهي تود حقا أن تفهم ما الذي تريد فعله فتابعت
يعني ايه.. زينة إحنا جينا هنا علشان كده مش علشان نتمرمط ونرجع تاني
أكملت زينة مؤكدة على حديثها بقوة كما كانت
قولتلك لازم نمشي من هنا وكلامي يتسمع لحد ما نخرج من الجزيرة
تسألت إسراء باستغراب تحت أعين الطفلة الصغيرة التي تتابع ما يحدث
طب ليه كل ده
نظرت إلى ابنتها التي تقف معهم لا تريد أن تتحدث أمامها أو تشرح أي شيء
18  19  20 

انت في الصفحة 19 من 104 صفحات