الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية مظلومه

انت في الصفحة 20 من 118 صفحات

موقع أيام نيوز


بحبك قد ايه
لكن للاسف انتى لحد دلوقتى لسة مفهمتنيش
مفهمتيش انى لما رفضت انك تشتغلى كنت بحميكى من اقرب الناس ليا 
وعلشان مش عايز حد يضايقك او يحاول يقرب منك وياخدك منى
بحاول احافظ عليكى لكن انتى اللى رفضتى
تنهد بشدة وهز راسه يمينا ويسارا خاېف تخيبى ظنى فيكى بعد كل الحب اللى حبيتهولك
انتهى اليوم بالنسبة الى سيف  بمجرد ان وضع راسه على وسادته لينام بعد حديث طويل مع نفسه بشأن قلقه على نيرمين 

اما بالنسبة الى عمر  فليلته تبدأ عند انتهاء عمله فيخرج الى احد الملاهى الليلية مع صديقه حازم كما تعود على ذلك كلما اتيحت له الفرصة
فى تلك الليلة جاءه صديقه كما اعتاد كى يخرجوا سويا لتبدأ سهرتهم الا ان عمر  فتح له الباب ولم يكن جاهزا كان يرتدى بنطال قصير وتيشرت لونهما اسود مع بعض الرسومات البيضاء على التيشرت
كان يرتدى ملابس البيت واستشف حازم من ذلك ان عمر  لا يرغب فى الخروج هذه الليلة
حازمايه ده انت لسة ملبستشمش ناوى تخرج ولا ايه
عمر  وهو يذهب الى الثلاجة بخطوات بها بعض الكسلاجيبلك معايا حاجة ساقعة 
حازملا دا انت شكلك كده مش هتخرج طب مش كنت تقولى بدل ما اجيلك على الفاضى
عمر على اخر لحظة غيرت رايى
حازم وايه اللى خلاك تغير رايك
فتح عمر  زجاجة المياه الغازية وشرب منها ثم اغلقها واتجه الى المطبخ الذى صمم على الطريقة الامريكية 
عمر انا هعمل نسكافيه وهعملك معايا
حازمطيب مادام انت ناويت على كده يبقى اقلع الجاكيت بقى ونقضى السهرة هنا وامرنا لله
ابتسم عمر  ثم قالمش كده احسن
حازممع انى مش فاهم ليه بس اهو تغيير برده
وبينما عمر  يصنع النسكافيه له ولحازم راى حازم على الطاولة التى تفصل الركنة عن التلفاز جريدة مطوية فاخذها ليتسلى بها لحين ينتهى عمر  من صنع النسكافيه
عندما فتحها وجد الاعلان الذى به صورة نيرمين  وعندها علم حازم ان هذه هى نيرمين  التى يتحدث عنها عمر  دائما فاغلقها واعادها مكانها
جاء عمر  بالنسكافيه وجلس على الركنة الطويلة التى امام التلفاز وبجانبه عمر  يجلس على الركنة الجانبية
ثم تحدث عمر  قائلامش سيف  عين نيرمين  مكان السكرتيرة بتاعته
حازم بتعجبوعرفت منين
عمر هو اللى طلب منى النهاردة انقل السكرتيرة لفرع تانى علشان نيرمين  تشتغل مكانها
حازمانا شايفك مبسوط اوى
عمر طبعا لازم ابقى مبسوط دى جتلى برجليها
حازمهى جاية علشان تشتغل ولا جاية علشان تهلس مع حضرتك
نظر عمر  اليه بنظرة ايحاءلا جايا علشان تشتغل بس ده ميمنعش ان انا اشوف نفسى برده
حازم وهو ياخذ النسكافيه هى الصورة اللى فى الجرنال ده صورتها
عمر يعنى مش عارف
حازميعنى
انا خمنت انها هى بس حبيت اتاكد منك
عمر هى فعلا
حازم وهو ينظر الى عمر قولى الصراحة انت حبيتها
نظر عمر  اليه باستخفاف وقالهى مين دى
حازمالبنت دى
عمر وانت تعرف عنى كده برده
حازممش عارف ليه حاسس انها مش مجرد واحدة نفسك فيها وخلاص
حاسس ان الموضوع عندك اكبر من كده
عمر ههههههههههههه لالالا يبقى انت اللى فهمت غلط
انا يا ابنى مش بتاع حب وكلام فارغ من ده انت عارفنى كويس اوى مافيش واحدة قدرت توقعنى
حازم بابتسامةمش يمكن تكون هى دى اللى فعلا وقعتك
تهرب عمر  من الحديث قائلاانت عمال تلف وتدور على ايه
حازملانى عمر ى ما شوفتك مهتم بواحدة زى اهتمامك بدى
عمر ده لانها استعصت عليا وانا واخد الموضوع تحدى مش اكتر
وانا عايز اشوف من فينا اللى هيكسب التحدى انا ولا هى
حازمبس انا انصحك تبعد عنها لو الموضوع زى ما انت بتقول ان سيف  بيحبها
عمر هو صحيح انا حاسس ان سيف  بيحبها بس سيف  اصلا قلبه مقفول من ناحية الستات خالص بسبب حبه القديم
ومجتش على دى يعنى
ثم تحدث بصوت هادئ ينم على خبثه المدفون قائلاانا جربت معاها الطريقة الاولى ومنفعتش يبقى فاضل اجرب الطريقة التانية
حازموايه هى الطريقة التانية
عمر انى اديها الامان منى خاااااااااالص ولا اكنى بفكر فيها لحد ما تثق فيا وبعد كده ههههههههههه انت عارف بقى
حازمبس انا حاسس انها مختلفة عن اللى انت عرفتهم يا عمر  ماتسيبك منها بقى وعندك الستات كتير
عمر وليه انا اللى اشوف غيرها ليه هو ميدورش على غيرها
وبعدين انا مستغرب ليه ساب سلمى  اللى بټموت فيه واختار دى
مع انها جميلة جدا وغنية زيه وليدى هايلة وعارف اصلها وفصلها لكن دى ميعرفش عنها غير اسمها
حازموليه متسألش نفسك السؤال دهاشمعنى انت مصمم على دى
عمر علشان عاجبانى
حازملا يا عمر 
علشان بتحبها وانت كل اللى غايظك ومضايقك انها ميالة لسيف  عنك
ومش بتديك ريق حلو علشان كده عايز ټنتقم منها
عمر طب ممكن نغير الموضوع ده
لانه خد اكتر من حقه وانا معنديش استعداد اقعد اقنع فيك
حازم وهو يغمز بعينيهاللى يريحك
نظر اليه عمر  بغيظ وقال ما تيجى نتفرج على التلفزيون 
اهو احسن من كلامك البايخ ده
حازمماشى يا عمر  نتفرج اما نشوف اخرتها معاك ايه
استيقظت نيرمين  فى الصباح فى نشاط وهى سعيدة لانها ستبدأ حياة جديدة فى العمل الذى ستشغله وارتدت ملابسها الانيقة وحجابها الهادئ الذى ينساب على رقبتها برقة ونعومة
وارتدت حزائها ثم هندمت نفسها امام المرآة وتفقدت ملابسها وتاكدت انها جاهزة للخروج
خرجت من غرفتها وهى سعيدة قابلتها دادة فاطمة
ايه ده ايه ده ايه الجمال ده كله
لا انتى لازم تقراى المعوذتين احسن تتحسدى
نيرمين هتحسد على ايه يعنى يا دادة
دادةاسمعى الكلام بس انا خاېفة عليكى
ابتسمت نيرمين  ثم سالت على سيف اومال سيف  فين
دادةمستنيكى فى المكتب
نيرمين هو اللى قالك انه مستنينى
دادةلا مقاليش بس اكيد مستنيكى علشان الشغل ولا ايه
نيرمين طب عن اذنك يا دادة انا رايحاله
ابتسمت دادة فاطمة وهى تراقب نيرمين  اثناء ذهابها للمكتب لقد كانت السعادة تبدو على وجهها كوضوح الشمس
دق الباب
سيف ادخل
فتحت نيرمين  الباب ثم تقدمت بخطوات هادئة
نظر اليها سيف  ولكن عندما رآها لم يبتسم
تعجبت نيرمين  هل فى مظهرها ما يضايقه
سيف تعالى اقعدى
جلست نيرمين  وهى تنظر اليه 
كان سيف  بيده بعض الاوراق نحاها جانبا ثم قالانتى لبستى الطقم ده ليه النهاردة
نيرمين عادى 
انت شايف فيه حاجة مش كويسة
سيف يعنى حاسس انه ملفت شوية
نيرمين بالعكس ده هادى اوى
كان سيف  متضايق لانه يعلم انها تبدو جميلة جدا بهذه الملابس 
على الرغم من ان ما ترتديه كان محتشما جدا
نظر فى ساعته ثم قالفاضل ربع ساعة وهنمشى فطرتى ولا لسة
نيرمين انا ماليش نفس
سيف وبعدين بقى انتى كده هتخلينى اتاخر لحد ما تفطرى
نيرمين لا متتاخرش ولا حاجة انا فعلا مش بفطر اصلا
سيف الشغل مش سهل زى ما انتى فاهمة ده كله تعب يعنى لازم تتغذى كويس
ولو مش هتفطرى يبقى خلاص هغير راييى فى موضوع الشغل
نيرمين لالالالا خلاص هروح اكل حاجة على السريع كده ومش هنتاخر اوك
سيف ماشى مستنيكى
خرجت نيرمين  من مكتبه بخفة ورشاقة لتتناول فطورها بينما كان يتتبعها سيف  بنظراته الحزينة
هو نفسه لم يكن يعلم لماذا كل هذا الحزن يبدو انه يعطى الموضوع اكبر من حجمه وقلقه الزائد على نيرمين  هو ما يجعله
يشعر بهذا الاحساس
بعد عدة دقائق جاءته نيرمين  وهو يمسك بمافتيح السيارة ويتأهب للخروج اليها فلما بادرته بالمجئ سألهافطرتى
نيرمين  وهى تبتسمايوة فطرت
سيف بجدولا بتاخدينى على قد عقلى 
نيرمين لا والله فطرت حاجة كده على الماشى 
على فكرة انا مش متعودة افطر بس فطرت علشان متزعلش
ابتسم لها وهو يقترب منها قائلاطب يلا علشان منتاخرش
نيرمين هو انت مش هتسبقنى على الشركة 
سيف  بتعجب شديدسلامتك
اسبقك ازى يعنى
نيرمين على اساس انى هركب تاكسى
دقق فى عينيها محاولا ضبط النفستاكسى ايه اللى انتى عايزة تركبييه
نيرمين  وقد ارتبكت من نظرتهعلشان مينفعش توصلنى بعربيتك كل يوم الناس هتقول ايه لما يشوفونى كل يوم راكبة معاك
وخصوصا انى السكرتيرة بتاعتك شكلها مش لطيف
سيف يهمك شكلك قدامهم لما اوصلك كل يوم ومش همك انك تركبى تاكسى رايح جاى يوميا لوحدك
نيرمين  وهى تحاول تجنب مضايقتهانت اتضايقت ولا ايه
انا مقصدش حاجة غير انى بحاول احافظ على سمعتك وسمعتى
اخرج سيف  نفسا شديدا دليل على انه يحاول ان يتحكم فى اعصابهشوفى يا نيرمين  ممكن تشيلى الناس من حساباتك خالص
كده كده الناس هتتكلم سواء ركبتى ولا مركبتيش واكيد الناس عارفة ظروفك من صورك اللى مالية الجرايد وعارفين انك قاعدة عندى  لو هتمشى بالمبدأ اللى بتفكرى بيه ده يبقى كمان شوية هتقوليلى هسكن فى شقة تانية
فياريت متبصيش الناس قالت ايه او هتقول ايه
انزعجت نيرمين  من كلامه وظلت واقفة تنظر امامها وهى تفكر فى ماقاله
سيف واقفة ليهيلا علشان منتاخرش
ذهبت نيرمين  معه الى السيارة وقد فارقت الابتسامة وجهها نظر اليها سيف  ثم نظر الى السائق وهو يفتح الباب لنيرمين  فجلست فى الكرسى الخلفى
و جلس سيف  بجانب السائق فى الكرسى الامامى
كانت تنظر من نافذة السيارة وهى مستمتعة نوعا ما بما تراه من اشجار على جانبى الطريق وكانت نسمات الهواء تلاطف وجهها فتغمض عينيها احيانا من شدة الهواء الذى يداعب عينيها
وفى لحظة تراءى لنيرمين  لحظة خروجها من الغابة فظهر على وجهها الانزعاج وهى تنظر الى تلك الغابة وهذا المكان بالذات ولكن السيارة تخطت ذلك المكان لسرعتها فظل نظرها معلقا بالنظر اليه ومالت على النافذة وهى ملتفتة للخلف تدقق فى تلك الناحية
لاحظ سيف  ذلك من مرآة السيارة الامامية الټفت اليها قائلافى حاجة يا نيرمين  
نظرت اليه وما زالت اثار الانزعاج على وجهها
سيف انت شوفتى حاجة 
نيرمين وهى تحاول ان تتجاهل ما راتهلا مافيش
شعر سيف  انها رات شيئا ما ولكنها لم تفصح له عن ذلك
وصلت السيارة الى الشركة
وكان الموظفون يقفون عندما يرون سيف  تحية له
نظرت نيرمين  اليه وقالتايه ده انا حاسة انهم بېخافو منك اوى
انت بتعاملهم ازاى
سيف  مبتسمابعاملهم عادى هكون بعاملهم ازاى بس اللى بيغلط بيشوف وش تانى منى
نيرمين  وقد بدأ الخۏف يتسلل اليهاافهم من كده انى لو غلطت هتورينى الوش التانى
سيف انتى وشطارتك بقى
والشغل شغل معنديش مجاملات
ثم نظر اليها قائلالازم تبقى فاهمة ده من دلوقت
احست نيرمين  انه يخيفها من العمل معه حتى تتراجع عن قرارها ولكنها قررت ان تواجه الامر بصبر 
وستحاول ان تكون متقنة فى عملها حتى تمتص شعوره بعدم الرضا عن تعيينها
وركب الاسانسير معها وضغط على زر التشغيل
لاحظ انها تشعر ببعض الدوار
سيف مالك شكلك مش مظبوط
نيرمين حاسة انى دايخة شوية
ابتسم سيف  قائلاانتى عندك فوبيا الاماكن المغلقة ولا ايه
نيرمين لا طبعا 
دى دوخة عادية
دخل سيف  مكتبه الفخم وجلس على الكرسى وقال لنيرمين اقعدى واقفة ليه
جلست نيرمين  وهى تنظر حولها فلم تكن تتوقع ان مكتبه بهذه الفخامة انه مكتب ضخم بحجم شقة
سيف مالك مستغربة المكان ولا ايه
نيرمين  لا ابدا 
رفع سيف  الهاتف وكلم عمر  وطلب منه الحضور وان تاتى معه مدام آمال
احست نيرمين  بعدم الراحة عندما سمعته يتحدث مع عمر 
دق عمر  الباب وسمح له سيف  بالدخول
تفاجأ عمر  بوجود نيرمين  فقالايه ده ايه المفاجأة الحلوة دى 
ازيك يا انسة نيرمين 
نيرمين  وهى لا تشعر بارتياحالحمد لله
سيف  يحاول شد انتباه عمر  فقال لمدام آمال الانسة نيرمين  اول يوم ليها هنا النهاردة واكيد هى متعرفش طبيعة الشغل
ياريت تاخديها تعرفيها هى هتعمل ايه بالظبط
وفهميها ايه اللى مطلوب منها
كان عمر  يعلم ان سيف 
 

19  20  21 

انت في الصفحة 20 من 118 صفحات