ورد
من هول الكلمات التي تفوهت بها شقيقتها
كلامك كله منطقي يا فداء وملوش أي استنتاج غير أنهم قتلوا ورد وخلصوا من جثتها أنا عارفة كويس أن منذر بيكره ورد عشان رفضته لما قالها أنه طلب إيدها من أخوها بس عمري ما تخيلت أن الموضوع يوصل بيه لقټلها.
نطقت فداء تلك الكلمات بحزم جعل أسماء تسألها باستغراب
ابتسمت فداء بتشفي وقالت
هتشوفي دلوقتي كل حاجة بنفسك.
أيوة
يا أنسة فداء في حاجة جديدة حصلت
قصت عليه فداء كل ما حدث من عائلتها وكيف قاموا بټعنيفها بعدما علموا بذهابها إلى قسم الشرطة.
ردة فعلهم معاك بتثبت أنهم فعلا عملوا حاجة في مرات أخوك المهم دلوقتي تمسحي المكالمة دي من سجل المكالمات عندك وتفتحي عينك كويس لأنهم ممكن يكونوا لسة شاكين فيك.
أنهت فداء الاتصال وحذفت المكالمة من السجل مثلما نصحها مجدي ... نظرت لها أسماء بحيرة وقالت
أنا مش عارفة اللي أنت عملتيه ده صح ولا لا بس اللي أعرفه إن لازم منذر يتعاقب لو كان فعلا قتل ورد.
استطاع قاسم أن يجمع المعلومات الكافية عن ماضي ورد وقد قرر أن يذهب لمنزل خيري ويتحدث مع ورد وهذا بالفعل ما حدث.
جلس قاسم في غرفة الصالون وانتظر قدوم ورد التي حضرت بعد دقيقتين واستغربت سبب حضوره وهذا الأمر ظهر بوضوح في نبرتها
خير يا أستاذ قاسم إيه سبب زيارتك المفاجئة دي وكمان أنت صممت أنك تقعد وتتكلم معايا على انفراد.
أنا قدرت أعرف كل حاجة عن حياتك.
تلك الجملة كانت كفيلة بتبديل حالها وجعل قلبها يدق پعنف خوفا مما سيلقيه قاسم على مسامعها بعد لحظات.
جلست ورد أمامه وتحلت بالشجاعة وهي تقول
إيه بالظبط اللي أنت عرفته عني يا أستاذ قاسم ياريت تقول كل حاجة عرفتها ومتخبيش عليا أي تفاصيل.
أنت متجوزة واحد خمورجي وصايع اسمه منذر عايش مع أمه وعنده أربع أخوات بنات منهم واحدة مطلقة واحدة متجوزة أما الباقيين فهما لسة آنسات المعلومات اللي أنا جمعتها بتقول أنك اتجوزت الشخص ده ڠصب عنك وأنه كان على طول بيضربك وبيهينك وأمه كانت بتشغلك خدامة ليها.
هتفت ورد بهدوء أثار ريبة قاسم
ممكن أعرف حضرتك جمعت المعلومات دي منين
تنهد قاسم وقال
أنا أخدت صورة لياسمين مراتي بما أنها شبهك بالظبط وأديتها لواحد صاحبي ظابط شرطة عشان يعمل عنك تحريات وهو قدر يوصل لكل المعلومات دي بسهولة لأن البوليس أساسا بيدور عليك بسبب البلاغ اللي جوزك وأهله قدموه فيك وقالوا أنك سرقتيهم وهربتي مع عشيقك.
وقعت تلك الكلمات على ورد كصاعقة البرق من شدة قسۏتها صحيح أنها لا تتذكر أي شيء ولكنها متأكدة من أنها لم تسرق أي شيء من هؤلاء الناس.
هتف قاسم بهدوء عكس شخصيته الصارمة
أنا متأكد كويس أنك مسرقتيش حاجة وأن الكلام ده مجرد إفتراء منهم.
تفاجأت ورد من ثقته بها ولكنها تجاوزت تلك المفاجئة بسرعة وأردفت برجاء
ممكن تاخدني عند بيت الراجل اللي أنت بتقول عليه أنه جوزي لأن احتمال لما أشوفه أفتكر حاجة.
استجاب قاسم لرغبتها واصطحبها معه في السيارة وانطلقا إلى الحي الشعبي الذي يقع به بيت منذر.
الفصل التاسع
وصل قاسم بسيارته بالقرب من منزل منذر فتطلعت ورد إلى المنزل الذي كان مألوفا جدا بالنسبة لها وهبطت من السيارة واقتربت من البيت فلحق بها قاسم بسرعة لأنه خشي عليها من هؤلاء الناس.
شعرت ورد بيد رقيقة تسحبها إلى ركن معزول فرفعت بصرها ونظرت إلى صاحبة تلك اليد قائلة باستغراب
أنت مين وليه سحبتيني كده من إيدي!
احتضنتها فداء ورددت بفرحة
أنا مش مصدقة أني شايفاك قدامي يا ورد أنا كنت مفكرة أن منذر قټلك بس الحمد لله أنت طلعت عايشة.
اقترب قاسم منهما ونظر إلى فداء وقال
أنت تبقي فداء أخت منذر مش كده
رمقته فداء بتعجب ثم وجهت سؤالها إلى ورد
مين ده يا ورد!
صمتت ورد ولم تعرف بماذا تجيب فهتف قاسم بهدوء
أنا أبقى جوز المرحومة ياسمين أخت مدام ورد.
رددت فداء بذهول
أخت ورد!! وهي ورد من إمتى عندها أخوات غير أشرف صاحب منذر!!
نظر قاسم حوله يرى إذا كان هناك من يسترق السمع ثم هتف بهدوء بعدما اطمئن أنه لا يوجد أحد يتابع حديثهم
ده موضوع طويل ومحتاج شرح ومش هينفع نتكلم هنا ياريت تتفضلي معانا يا آنسة فداء نروح نتكلم في أي مكان بعيد عن المنطقة وأنا هفهمك كل حاجة.
سارت فداء معهما وصعدت إلى سيارة قاسم الذي انطلق بسرعة قبل أن يراهم أحد.
وصل قاسم إلى أحد المطاعم الفاخرة وجلس برفقة ورد وفداء
وشرح أمامهم كل شيء فخرجت الكلمات بنبرة متعجبة من شفتي فداء التي لا تزال غير قادرة على استيعاب تلك الحقائق التي سمعتها
يا خبر أبيض أنا مش قادرة أصدق الكلام اللي أنا بسمعه ده معنى كده أن ورد مش أخت أشرف وعشان كده هو فرط فيها بسهولة جدا ومسألش عليها.
استكملت فداء بجدية وهي تمسك هاتفها
أنت قولت دلوقتي أن أخوك لما لقى ورد مرمية في الطريق هي كانت مضړوبة ومتبهدلة ومكنش معاها أي دهب أنا لازم أكلم الرائد مجدي وأقوله على كل حاجة.
تحدثت فداء مع مجدي وأخبرته بكل شيء فطلب منهم أن يحضروا إلى قسم الشرطة حتى يأخذ أقوالهم فذهبوا بالفعل إلى القسم وتحدث قاسم أمام مجدي بجميع التفاصيل.
زفر مجدي وهتف بجدية
احنا دلوقتي بقينا متأكدين أنهم حاولوا يقتلوا مدام ورد وعشان يخبوا جريمتهم اتهموها أنها سرقتهم وهربت مع عشيقها ولو واجهناهم دلوقتي هينكروا وهيقولوا أن ممكن يكون العشيق ده هو اللي ضړب ورد وسرق الدهب وهرب.
هتفت ورد بغيظ تملكها من تلك العائلة الحقېرة التي تستحق أن يتم حرقها
المشكلة دلوقتي أننا مش عارفين لحد دلوقتي هما خبوا الدهب فين.
حك قاسم ذقنه وقال
مش مهم نعرف مكان الدهب المهم دلوقتي أننا نثبت أنهم حاولوا ېقتلوك وأن موضوع الدهب ده مجرد ادعاء منهم عشان يخفوا جريمتهم.
هزت ورد رأسها قائلة بمكر فهي على الرغم من عدم تذكرها لماضيها إلا أنها سوف ټنتقم من العائلة التي عذبتها بشدة فقد شهدت أثار هذا العڈاب على جسدها المشوه بالندبات
عندك حق يا قاسم وأنا عندي فكرة ممكن أجيب بيها الدليل بس هحتاج مساعدة فداء.
هتف مجدي بتساؤل
ممكن أعرف إيه الفكرة اللي حضرتك بتفكري فيها يا مدام ورد
تحدثت ورد وشرحت الفكرة أمام الجميع فابتسم قاسم بإعجاب على ذكاء ورد بينما هتف مجدي بانبهار
دي فكرة ممتازة جدا بس هنحتاج إذن من النيابة ده غير أننا هنعتمد بشكل كبير جدا على الآنسة فداء.
نظرت ورد إلى شقيقة زوجها تنتظر ردها فحركت فداء رأسها وقالت
وأنا موافقة ومستعدة للمساعدة جهز أنت يا حضرة الظابط إذن النيابة عشان التسجيل يبقى قانوني وأنا هظبط كل حاجة عندنا في البيت عشان ورد تقدر تدخل وتواجه منذر من غير ما حد يشوفها.
عادت فداء إلى المنزل بعد مرور عدة ساعات من الحوار الذي دار بينها وبين ورد في القسم ثم دلفت إلى المطبخ وقامت بتحضير عصير مانجو ووضعت به مادة مخدرة ثم خرجت إلى الصالة وهتفت بابتسامة بعدما استدعت والدتها وشقيقتها نعمات
اتفضلوا يا جماعة أنا لقيت المانجو رخيصة النهاردة فاشتريت شوية وعملت عصير للكل.
تناولت سامية كأسها وفعلت نعمات المثل نظرت لهما فداء وأردفت بهدوء بعدما تأكدت من شربهما للعصير
أنا هطلع لمنذر شقته عشان أديله الكوباية بتاعته وهنزل على طول.
صعدت فداء إلى شقة منذر دون أن تنتظر ردهما وقبل أن تطرق الباب أخرجت من جيب سترتها مخدر يختلف نوعه عن الذي وضعته في كأس سامية ونعمات.
وضعت فداء المخدر في كأس العصير وقلبته جيدا ثم طرقت باب الشقة ليفتح لها منذر الذي رمقها باستغراب فهتفت بسرعة وهي تعطيه الكأس
ده عصير مانجو احنا عاملينه تحت اشربه بسرعة وهات الكوباية والصينية عشان أغسلهم.
ماشي.
تناول منذر الكأس وشرب العصير كله ثم أعطى شقيقته الصينية وأغلق باب الشقة.
هبطت فداء إلى الأسفل وكما توقعت فقد نامت كل من والدتها وشقيقتها سارت فداء نحو المطبخ وغسلت الأكواب جيدا ثم توجهت إلى الصالة وقامت بفصل الكهرباء عن المنزل بأكمله.
فتحت فداء البوابة لورد وقامت بإدخالها وأعطتها مفتاح شقة منذر وهي تقول
منذر موجود فوق في الشقة وزمان المخدر عمل معاه مفعول وهتلاقيه دلوقتي مسطول ومش قادر يتحرك وده هيساعدك في أنك تاخدي منه كل الاعترافات اللي أنت عايزاها وفي نفس الوقت تضمني أنه مش ھيأذيك.
قامت ورد بإشعال المصباح الذي تحمله في يدها ثم صعدت إلى الشقة ودلفت إليها
ووجدت منذر يجلس فوق الأريكة ويغمض عينيه بشكل جزئي ولا يستطيع تحريك بدنه.
ارتعش جسد منذر بشدة واتسعت عيناه عندما رأى ورد تحمل المصباح وتقف أمامه بهيئتها المرعبة فقد كانت ترتدي فستانا من اللون الأسود وتضع مكياجا مرعبا ومخيفا على وجهها وأنياب صناعية فوق أسنانها تضغط بهما على
فمها الذي يتدلى منه سائل أحمر قاني .
نظرت ورد إلى أركان الشقة وهتفت بلهجة مخيفة مرددة الكلمات التي حفظتها من فداء
ده المكان اللي أنت قتلتني فيه بإيدك وسيبت دمي يتصفى قدامك من غير شفقة أو رحمة ودلوقتي جيت ساعة حسابك يا ظالم.
غطى العرق جبين منذر الذي حاول أن يتحرك ولكنه لم يستطع كما أنه كان مغيبا بشكل جزئي عن الواقع.
اقتربت ورد خطوتين فتمتم بفزع
أرجوك بلاش تقتليني يا ورد أنا أسف والله صدقيني أنا ندمان على كل حاجة عملتها فيك.
حاول منذر أن ېصرخ ويستنجد بالناس ولكن صوته كان ضعيفا للغاية فضحكت ورد بصوت مخيف بث الړعب أكثر في قلب منذر
ندمان على إيه ولا إيه أنا ممكن أسامحك في حالة واحدة بس وهي أنك تقول وتعيد قدامي كل البلاوي اللي عملتها فيا لأني ساعتها بس هحس أنك ندمان وعايز تكفر عن ذنبك.
غمغم منذر بصوت مرتعش وهو يقاوم الدوار الذي يشعر به
ندمان أني كنت بضړبك وندمان على قټلك وندمت أني سمعت كلام ماما ونعمات وخلصت من جثتك بعد ما رميتها بمساعدة أمي في حتة قريبة من الطريق الصحراوي.
خشنت ورد صوتها وهي تصرخ في وجهه بڠصب
ومش ندمان أنك اتهمتني بسړقة الدهب وقولت للناس أني هربت مع عشيقي وأنت عارف كويس أني محترمة ومش بمشي على حل شعري.
هز منذر رأسه وهتف بصوت متلجج
أنت فعلا