الجمعة 22 نوفمبر 2024

رواية شهد محمد

انت في الصفحة 7 من 95 صفحات

موقع أيام نيوز

أنت عمرك ما قولتيلي انك بتيني
نظرت له نظرة ساحرة جعلته يظن انها ستجيبه وتريح قلبه ولكنها تقت قائلة وهي تت لباب الشقة 
انا هتأخر .....لازم توصلني للجامعة تاني علشان يامن هايجي ياخدني من هناك
زفر بضيق ومرر ه في خصلاته ما هدمت هي آماله وتجاهلت سؤاله لا والأنكى انها تفوهت م ذلك الغبي امامه مما جعله يشعر ان قلبه يتأكل من ة غيرته ولكن ماذا يفعل هو ليس به شيء سوى الأنتظار ليفوز بها 
وقف ينتظرها أمام الحرم الجامعي بطلته الرجولية المبهرة يستند على مقدمة سيارته واضع ه بجيب بنطاله ويخفي ات قهوته بنظارة شمسية عريضة زادته جاذبية على جاذبيته زفر بنفاذ صبر وهو يتطلع لساعة ه فقد 
تأخرت اليوم على غير عادتها لمح نغم من بع ولوح لها ببسمة هادئة بتوتر وهي تضم كتبها وتهمهم مرة 
اهلا يا استاذ يامن أزي حضرتك
تمام الحمد لله .....قوليلي فين نادين اتأخرت ليه كده النهاردة 
هاااااا ......أصل .....نادين ......
كانت تتلعثم بشكل ملفت جعله يتوجس قائلا
حصل حاجة يا نغم 
نفت برأسها وكادت تخترع له كڈبة ملائمة ولكنها حمدت ربها انها وجدت نادين وتقول بثقة أجادتها 
Sorry
كنت في المكتبة ومأخدتش بالي من الوقت
زفرت نغم بأرتياح بينما هو أومأ لها بملامح جامدة دون تعبير يذكر وعرض على نغم مجاملا 
تعالي هنوصلك
لترد وهي تتناوب النظرات بينهم 
لأ انا هاخد تاكس
ليصر هو 
انا قولت هنوصلك يلا مش عايز اعتراض متبقيش شبه صاتك
لتتذمر نادين 
ومالها صاتها مش عاجباك ولا ايه 
زفر أنفاسه دفعة واحدة وهو ينزع نظارته ورشقها بنظرة حادة أن يصعد للسيارة فأخر ما ينقصه هو الجدال معها مرة آخرى لتنكزها نغم بها و وبختها بصوت خفيض للغاية 
اتكلمي عدل هو مايقصدش حاجة 
ويلا أمري لله هاجي معاكم إلا تقتلوا بعض في السكة ليصعدوا للسيارة ايضا غافلين عن ذلك الذي يتتبعهم به منذ بادئة الأمر بقلب يتأكله من ة غيرته 
استقلت السيارة واغلقت بابها بقوة وأمرت السائق
بعصبية مفرطة 
وديني النادي
أومأ له السائق في طاعة وشرع بالقيادة دون أي حديث فقط صب كافة تركيزه على الط تنفيذا لأوامر رب عمله الصارمة ولكن ماذا يفعل بفضوله الذي جعله يرفع بندقيتاه و يسترق النظرات لها من خلال مرآته الأمامية لاحظ انها ليست على ما يرام فكانت ملامحها واجمة بة وتهز قدميها بتوتر أشعره بالريبة ولكنه لم يهتم فما شأنه هو ليعود من جد ويصب كافة تركيزه على الط بينما هي كانت حالتها ترثى لها تفرك جبينها وكأنها تحاول أن تجاهد شيء ما برأسها فحقا سأمت
من تجاهل الجميع لها وشعورها الدائم كونها غير مرغوب بها زفرت بقوة ما
شعرت ان كافة مقاومتها قد ذهبت ادراج الرياح وانها حقا بحاجة ماسة لوسيلة تنتشلها من ذلك الواقع المرير وتوقف ضجيج رأسها ست حقيبتها بأي مرتعشة وظلت تبحث بداخلها بعصبية مفرطة ولكن لم تجد ضالتها لټلعن تحت انفاسها بقوة وتصرخ آمرة 
لف وارجع ........عايزة اروح الدقي
جعد حاجبيه الكثيفين مستغرب وسألها بتوجس 
تحت أمرك ........بس هو حضرتك كويسة
وضعت خصلة من شعرها خلف اذنها وهدرت منفعلة وبأعصاب تالفة 
أنت هتحقق معايا ملكش فيه وتسوق وأنت ساكت
زفر انفاسه غاضبا وقد اشتدت عروق ه المة بعجلة القيادة وتمتم بغيظ 
بداية مشرقة بالتفاءل ....شكلي مش هعمر في الشغلانة دي زي اللي ها ...
ألتقطت حديثه و ان تتفوه بشيء كان هو يضغط على مكابح السيارة بقوة و يعود أدراجه محدث فوضى عارمة بالط لتصرخ هي به 
انت اټجننت بتعمل ايه 
أجابها بكبرياء وبصوت أجش 
هرجع جنابك للقصر واسلم مفاتيح العربية لوالدك الله الغني عن شغلنتكم
زفرت بقوة وقالت بنبرة شبه راجية كي تلاحق الأمر لكي لا يغضب ابيها ويمنعها من الخروج كليا 
اسمع انا مش قصدي انا بس مضايقة و عمري ما اتعصبت على حد بيشتغل معانا
أعجبه جملتها الآخيرة وشعر انها ليست متعالية كما يظهر عليها ليلتفت لها يطالع تلك الفيروزتان التي تفيض بحزن بين جعله يصمت هنيهة ان تهمس هي معتذرة 
أنت شكلك ابن
بلد وجدع خلاص بقى
تنهد في عمق وهو يفرك ارنبة انفه وقال بتراجع 
حصل خير يا انسة انا تحت أمرك ......
شكرا
اومأ لها برحابة وانطلق بها مرة آخرى بينما هي زفرت بإرتياح واستندت على مقعدها تنتظر أن يوصلها لتجلب ذلك الشيء الذي يساعدها على التحكم في ذمام نفسها 
كانت مغتاظة منه ترشقه بنظرات قاټلة وهو يتجاهلها تماما وكأنها غير مرئية بالنسبة له وبالطبع لم يعجبها ذلك فقد كان يتبادل مع نغم الحديث بكل رحابة دون أي انفعال او عصبية بل كانت بسمته تزين ه بشكل جعلها دون قصد تتمعن به بطة هي ذاتها تجهل المغزى منها 
لتقول نغم وهي تشاكسها كي تتبادل معهم اطراف الحديث عوضا عن سكوتها المقيت ذلك التي لم تتعود عليه 
انت ايه رأيك يا نادين 
هاااااا رأي في أيه ....
_ لا ده أنت مش معانا خالص !!
زفرت بنفاذ صبر وهدرت 
نغم اخلصي واتكلمي
أجابتها نغم 
انا قولت لأستاذ يامن انك تقضي اليوم معايا وهو وافق
نظرت له كي يأكد حديثها ولكنه اكتفى بهز رأسه واخبرها بإقتضاب وبملامح جامدة وهو يركز نظراته على الط 
وبالمرة تجيبي المراجع والكتب علشان أجبلك زيها
زفرت بغيظ وحولت نظراتها لنافذة السيارة كي لا تز الوضع سوء فهو يتعمد ان يتجاهل حديثها و يذكرها بقراره السابق ويثبت لها أن سلطته هي الأقوى رغم كل ما تفوهت به سابقا 
شعر بالريبة من المكان التي طلبت ان يتوقف به وظل يتسأل بسره لماذا اتت لتلك المنطقة الشعبية التي تخالف تماما بيئتها ولماذا أصرت ان ينتظرها بعا تكاثرت الأسئلة برأسه مما جعله يلعن تحت انفاسه ذلك الفضول اللعېن فما شأنه هو أنتشله من شروده صعودها للسيارة وقولها 
تقدر تمشي يا اوسطا 
قالتها وهي تدس ما جلبته بحقيبتها خفية وكأنها تحوي على سبيل راحتها الوح بتلك الحياة وإن كادت تسند ظهرها للخلف وتجلس بأريحية أكثر أجفلها صوته الأجش
محمد ...... قالها وهو يلتفت نصف التفاتة جعلها تنتفض بطة استغربها بة ولكنه كرر موضحا
اسمي محمد تقدري تناديني بيه
رمشت عدة مرات ثم هزت رأسها وردت 
انا ميرال فاضل
اتشرفت بحضرتك يا انسة ميرال تي اوصلك فين 
قالها وهو يعتدل في جلسته ويشعل محرك السيارة مما جعلها تجيبه بلا أي شغف وبنبرة كئيبة 
رجعني البيت 
لاتعلم لم تشعر براحة عارمة بذلك المنزل ربما لأنه يذكرها بأيام طفولتها او ربما لأن نغم هي الشخص الوح الذي تبقى على طبيعتها معها وتعود تلك القديمة البريئة التي لا يشغلها شيء
فقد جلست تلاعب خصلة من شعرها الطويل بأناملها واها شاردة بنقطة وهمية بالفراغ لتباغتها نغم متسائلة 
مالك يا نادين بتفكري في أيه 
تنهدت وأخبرتها بتهكم 
هيكون فأيه يعني أك في الحرباية وابنها
عيب كده يا نادين ده جوزك وميصحش تقولي على مامته كده
امتعض ها وقلدت طتها ساخرة 
عيب تقولي على مامته كده ....والنبي اتنيلي علشان جبت أخري منه ومن امه
زفرت نغم بلا فائدة من تمرد صديقتها وسألتها من جد بترقب 
طب مش هتقوليلي
كنت فين 
لتتأفأف هي بعصبية 
يووووه بقى يا نغم قولتلك كنت في المكتبة انسي بقى الله يكرمك دماغي ورمت من أسئلتك مش هيبقى انت وهو عليا
لتتنهد نغم وتربت على ساقيها قائلة في مة خالصة لها 
خلاص مش هسألك تاني .....بس عايزاك تعرفي ان يامن بيك .....أديله فرصة وحاولي تفهميه
أعترضت بعصبية من جد 
انت ليه مش عايزة تفهمي يامن ده لو أخر راجل في الدنيا مستحيل أه .....
ليه بس والله ده حد كويس اوي
!!
هزت رأسها م اقتناع وأخبرتها متهكمة 
حد كويس ..... والذل اللي بيذله ليا ده تسميه أيه وكبته لحريتي ده اسميه
ايه
هو بيعمل كده علشان خاېف عليك وصدقيني اللي بي بيعمل أكتر من كده
نفت برأسها واسترسلت بنبرة مخټنقة وكأن صديقتها دون قصد دعمت ذلك البركان الخامل بداخلها للأنفجار
هو خاېف على الفلوس مش عليا ....خاېف على الثروة العظيمة دي تفلت من تحت اه
انت بتبصي للأمور من زاوية واحدة يا نادين مش يمكن بيك بجد ومش عايزك تي عنه
لوحت بها بلا مبالاة وكأن الأمر لا يعنيها وقالت بحنق
عمري ما يته ولا عمري هنسى انه مفروض عليا .....وعمري ما هنسى أن امه كانت السبب في مۏت أمي
تفوهت بأخر جملة وهي تضع ها على اها وها بدأ ينتابه تلك الرجفة المصاة لتلك الذكرى المريرة التي تترأى امامها من جد الآن ولن تقدر على مواجهتها مرة آخرى
أت نغم غصتها بينما هي أنكمشت وصړخت بهستيرية ودمعاتها تدفق كالحمم ټحرق قلبها
مش عايزة أفتكر ............مش عااااااايزة
حقك عليا انا عارفة أنت مريتي بأيه وحاسة بيك والله مكنش قصدي أفكرك
نفت برأسها وقالت بنحيب قوي مي القلب وهي ټدفن ها بصدر صديقتها 
لأ محدش عارف أنا مريت بأيه .........محدش حاسس بيا .......كلكم بتهاجموني وبس
انا مش بهاجمك يا نادين أنا بنصحك علشان نفسي تسامحي وتنسي وتبدأي صفحة جدة
نفت برأسها وهي تشعر انها على حافة الجنون وقالت بنبرة ممزقة لأ حد 
أنا عمري ما هسامحهم ومش ههم مروني زي ما دمرو امي أنا هاخد حقي وحق أمي منهم ولو أخر يوم في عمري .....هفضل أكره الست دي وأكره أبنها ....
هزت نغم رأسها تسايرها وظلت تمسد على ظهرها كي تهدأ لتستكين الآخرى وكأنها بحاجة لذلك التقارب ولكن دمعاتها كانت لا تنضب ما ظل يترأى أمام وهو لا يستطيع التواصل معها لا يعلم ما اصابه ولا متى اها لتلك الدرجة هو كل ما يعلمه أن شيء كالمغناطيس لها فهي تتمتع بشخصية قوية ناجحة جريئة تعرف كيف تجعله مهوس بها ربما كما يقولون الممنوع مرغوب وكان ذلك القول بمحله تماما عندما يتعلق الأمر بها انتشله من دوامة افكاره وشروده الذي اصبح ملازم له في الآونة الأخيرة صوتها الناعم وهي تبادر كعادتها المهتمة متغاضية عن عصبيته معها بلأمس 
هتفضل على الحال ده كتير 
نفى برأسه وأخبرها بإقتضاب 
مالو حالي انا كويس
ابتسمت بسمة باهتة لم تصل لاها ثم كوبت وجنته قائلة 
احكيلي يا حسن أيه اللي مضايقك شاركني وبلاش تحمل نفسك فوق طاقتها
انزل ها بضيق وتأفأف ان ينهض ويت للشرفة 
يووووووه عايزاني أقول ايه وانا عارف أن عمرك ما هتفهميني
لحقت به و احاطت
خصره من الخلف وهمست بنعومة لا تليق إلا بها 
والله هفهمك جرب تتكلم مش هتخسر حاجة
انزل ها وابتعد متذمرا 
معنديش طاقة للكلام و لو سمحت سبيني لوحدي محتاج اراجع شوية تصميمات
تنهدت بعمق من حدته الغير مبررة بالمرة بالنسبة لها ولكنها كعادة قلبها اللين ألتمس له الأعزار وهمست بإصرار عجيب لتكسر حالة الكآبة التي هو عليها وتقترح
طيب هعملك قهوة .....وهقعد معاك انا ب اتفرج عليك وانت بتشتغل ونتكلم شوية ما تخلص
لم يشغل باله
بأهتمامها وكأن أي شيء يصدر منها هو إعتيادي و لن يشكل فارق معه ليزفر في ضيق و يغمض بنيتاه بقوة بنفاذ صبر وهو

انت في الصفحة 7 من 95 صفحات