روايه لحن الحياه
هدي الباب ورحبت بهم...صعدت الدرج سريعا ودلفت غرفتها وسقطت بعدها علي الفراش تائهه في حياتها
مازالت صورة حسين وزوجته والحب الذي في عينيهم يقتحم مخيلتها هي لا تحقد عليهم بالعكس أنها تشعر بالسعادة وهي تراهم أزواج سعداء ...
ليعلو رنين هاتفها فألتقطت حقيبتها لتخرج هاتفها فوجدت رقم ورد وكالعادة اتصال ورد يكون بخاصية مكالمات الفيديو
وحشاني اوي يامهرة ..تعرفي اني حلمت بيكي امبارح
فأتسعت ابتسامه ومهرة ونسيت كل مامرت به اليوم لتظهر أمامها مبتسمه
وحلمت ب ايه بقي ... اوعي يكون حلم وحش اډبحك
فتعالت ضحكات ورد وغمزت لها بشقاوة
حلمت أنك هنا في تركيا انتي وجاسم
فضحكت مهرة وهي تعلم أنه ليس حلما وانما رغبة شقيقتها في لقائها
فتعالت ضحكات ورد
تعالى بقي يامهرة انتي وجاسم وقضوا كام يوم هنا
وهمست بخجل
كنان عنده مزرعة في انطاليا حلوه اوي ... هتتبسطي انتي وجاسم جدا
وعندما ارتسمت الحالمية والهيام علي وجه ورد ..ابتسمت مهرة
فين كنان ياسندريلا هانم
وسمعت صوت كنان ويبدو أنه قد أتي للتو
فتمتمت مهرة وهي تطالع زوج شقيقتها يحتضن شقيقتها ويقبل وجنتها بحب
بخير كنان
وضحكت وهي تستمع لتذمر ورد
ابتعد كنان
فأشار كنان لمهرة
فأرتبكت وهي تنظر لشقيقتها عبر الهاتف
صحيح يامهرة فين جاسم... نفسي في مره اكلمكم سوا مع بعض
فهتفت وهي تتحاشا نظراتهم
وابتعد كنان بعد ان قبل ورد مجددا علي وجنتها
سأهاتفه غدا ليصطحبك لهنا في عطله
وفور ان أصبحت ورد بمفردها هتفت بلهفة
أخبار جاسم معاكي ايه
وتابعت ورد بأمتنان
تعرفي يامهرة ديما يتصل يسأل عني .. ويوصي كنان عليا بجد انا بعتبر جاسم زي أكرم اخويا
ورفعت اصبعها بتحذير
وضحكت بعدها.. لهتف مهرة بحنق
كده ياورد تبعيني
فأبتسمت ورد بمشاغبة
انتي اختي وانا عارفاكي
وانتهى الحديث بعد ان وصتها ورد بنصائح لا تعلم من اين اكتسبتها شقيقتها ..فيبدو أن الحب له سحر خاص
وعادت تستلقي علي الفراش بعد ان ازالت حجابها وأغمضت عيناها لتغفو بعدها دون شعور
جلس في غرفة مكتبه شاردا .. متسائلا هل هي هذه الحياه التي تمناها ... يريد ان يعيش براحه زوجه تحبه ويحبها وأطفال ينجبهم ويعوضهم عما رأه هو بحياته... واغمض عيناه بأرهاق ليسمع طرقات علي باب غرفته..فزفر أنفاسه هاتفا
أدخل
لتدلف هدي متسائله
احضر العشا ياجاسم بيه
فأجاب جاسم وهو ينهض
لاء انا خارج ياهدي... ابقي شوفي مهرة واطمني عليها
وانصرف بعدها ..لتنظر هدي له متعجبه من هيئته المرهقة تلك
.................
وجد والديه جالسان يرتشفان الشاي ويشاهدون احدي المسلسلات القديمه ومندمجان ..ثم تعالت ضحكاتهم
ليقترب أكرم منهم دون سلام وجلس علي الأريكة المقابة لهم
فتلوي سهير شفتيها بأمتعاض
الناس تقول سلام عليكم ..مساء الخير
ليرفع أكرم عيناه ..ثم نظر الي والده المندمج في المسلسل
انا هنقل لشقتنا القديمه
فأنتبه عزيز له ثم حدق بزوجته التي لطمت على صدرها
وتبعد عن امك حببتك يااكرم
فتسأل عزيز
ليه كده يابني ..مش كفايه أخوك مبنشفهوش غير علي النوم
لتنهض سهير متجها نحوه
ياميلت بختك ياسهير في ولادك ..ربيتي وكبرتي وابنك عايز يسيبك
وأخذت تولول علي حالها إلي ان سقطت مغشية عليها
فصړخ عزيز وهو يري زوجته ساقطھ على الارض وانتفض أكرم بفزغ واقترب منها هاتفا
ماما فوقي
ليدفعه عزيز
اطلع شوف الدكتور اللي قصادنا امك هتروح مني
...................
حاوطها كنان بحب وهم يشاهدوا احدي المسلسلات التركيه والتي تحكي عن تراثهم وتاريخهم
وكلما سألته ورد عن شئ أجاب بأعتزاز وحب لتاريخ وطنه .. لتشعر ورد بالحنين إلى وطنها هاتفه
نحن أيضا لدينا تاريخ عظيم
وابتعدت عنه قليلا ليصبح وجهها مقابل لوجهه
مصر جميله جدا كنان
فأبتسم كنان وهو يعلم شعورها
اعلم حبيبتي
واحتوي وجهها بين راحتي كفيه
واحببتها عندما تزوجت
فعقدت ساعديها أمام صدرها وابتعدت عنه قليلا
ماذا تقصد انت لم تكن تحب مصر
فضحك وهو يحرك رأسه ويجذبها له مجددا
صراحه لا ..انا احب الدول الأوربية أكثر لتحضر عقولهم
لتدفعه عنها
ابتعد كنان ..كيف تخبرني بهذا
ونهضت وهي تهتف بتذمر
كيف لا تحب مصر... وانا لا احب تركيا
فضحك وهو ينهض نحوها
قولت لم اكن أما الآن انا أعشقها واحبها ومغرم بها
مابكي اليوم ورد
فأبتعدت عنه بحنق
اشتقت لوطني .. انا هنا اشعر بالغربة كنان لا أحد معي
فضمھا كنان بحب
سأعرفك على ليليان شقيقة بشير صديقي
وتذكر أمر الحفل
صحيح ورد اريد ان أخبرك بأمر ما
لتنتبه له ورد وقد نسيت كل شئ وهي سارحة في عينيه
ما هو الامر حبيبي
لينسي كنان نفسه ويميل نحوها ليحملها
غدا أخبرك حبيبتي ..فكما تقولون الصباح رباح
...................
استيقظت مهرة بفزع من نومها وهي تجد نفسها بنفس ملابسها التي خرجت بها بالصباح ..وأخذت تحرك يدها على وجهها وهي تتذكر وجه والدتها الحزين وهي تخبرها أنها حزينه منها وعليها
ليه زعلانه مني يا ماما
وألتقطت هاتفها لتجد ان وقت اذان الفجر قد اقترب فنهضت من فوق الفراش بتكاسل وأتجهت نحو المرحاض لتنعش جسدها بالماء الفاتر وتبدل ملابسها ثم تتوضئ وتنتظر أذان الفجر ..
.................
هبطت الدرج وهي تشعر بالجوع فبعد ان صلت واستغفرت شعرت بالراحه وأيضا بالجوع ..فضحكت على حالها وهي تدبدب على بطنها
لتتجه نحو المطبخ وتفتح الثلاجه لتبدء في تحضير وجبة خفيفة لها
وبالفعل أعدت طبقين وبدأت تأكل بنهم ... إلي ان شعرت بخطوات خلفها لتجد جاسم بملابس امس ويبدو أنه أتى للتو من الخارج
واقترب منها ..لتتوقف عن الطعام
كملي اكلك يامهرة ...انا جاي اعمل لنفسي قهوة وهخرج
لتنظر إليه بأشفاق فالأرهاق ظاهر علي ملامحه
تعالا كل معايا الأول وبعدين اعملك قهوة
وكاد ان يرفض ولكن عندما مدت يدها له بالخبز مع ابتسامة استعجبها منها قرر مشاركتها
ايه كمية الطماطم اللي في الأكل ديه
فضحكت بمتعه وهي تأكل
بيض بطماطم ..وجبنة بطماطم بس ايه رأيك
فتناول جاسم لقمه
من زمان اوي مأكلتش الأكل ده
فحركت رأسها وهي تأكل
هتسيب الجبنه الرومي والكيري واللنشون والزيتون والبسطرمه وبيض الأومليت وتاكل ده يعني
فضحك علي عباراتها
انا باكل كل ده
فتمتمت وهي تأكل
اه نسيت القهوة اللي ليل نهار بتشربها
فأبتسم وهو يمسح فمه بعدما قضم لقمتان
نمتي ليه وانتي جعانه
فرفعت عيناها نحوه
مكنش ليا نفس اكل ..صحيت صليت وبعد كده نزلت أشوف حاجه اكلها
وتسألت
انت كنت فين
فتنهد وهو يغمض عيناه
قبلت صديق ليا ...
ولا تعلم لما أرادت ان تسأله ذلك السؤال
انت بتصلي ياجاسم
فضحك ساخرا
هو انا مش مسلم
فأشاحت وجهها عنه بخجل
مقصدش بس في ناس كتير مسلمين بالاسم بس
فأبتسم وهو يميل نحوها
بصلي من وانا طفل علي فكره ..والدي الله يرحمه من عمر الاربع سنين كان بيوديني المسجد احفظ قرآن وبعد ما ماټ استمريت علي كده
وابتسم وهو يشعر بالحنين نحو والده واغمض عيناه
كان ديما يقولي ان المسلم الصح لازم يوازن بين دينه وعلمه .... النجاح ميبقاش نجاح وانت جاهل دينك
فتعجبت من ذلك الاب الذي رغم انه رحل وتركه وهو لم يتعدي الثانية عشر الا ان كل شئ مازال مترسخ في عقل ابنه بل ويتحدث عن والده بكل حب وفخر .. ماهذا الاب الذي ظلت ذكراه محفورة إلي اليوم
وشردت في والدها فأرتسمت الحسړة علي شفتيها
لتجد نفسها تسأله دون وعي
وكنت هتتجوز رفيف ازاي وهي يعني
فأبتسم وهو يعلم مغزي سؤالها
الدنيا بتاخد الواحد يامهرة ومن وقت للتاني بنحتاج اللي يقومنا ويمسك ايدينا
ومال نحوها وهي ينظر ليعينيها
كلنا تايهين في الحياة يامهرة...وبندور على نفسنا الضيعة والمحظوظ فينا اللي بيلاقي طريقه
فأبتسمت بأرتباك ثم طأطأت رأسها
انا قبلت حسين قبل مااطلع الشقه وعزمني اني اسهر مع اخواته بعد ماعرف اني طالعه اقعد مع ابلة صفاء واستاذ عادل وانك جاي تاخدني بس متأخر
فمد جاسم يده نحو وجهها ولامس خدها بحنان
انا واثق فيكي يامهرة ...وفاهمك كويس بس احيانا الضغوط بتخلينا نلغي تفكيرنا ومتنسيش اللي عملتيه في الشركه
فحدقت به متذكره اهانته لها
قولتلي أنك مبتحبش الفضايح ومعناها كان واضح أوي
ودمعت عيناها لتجده ينهض ويضمها اليه
انتى اخدتي ليه الكلمه عنك ..انا كنت أقصد عموما
وعلى العموم متزعليش
وبعد برهة ابتعد عنها مبتسما
بتشمي في ايه
فرفعت عيناها نحوه ضاحكة
هعترفلك بحاجه بس متضحكش عليا ..انا بحب ريحة البرفان بتاعك أوي من أول يوم قابلتك فيه
فتعالت ضحكات جاسم بدهشه
من اول يوم قابلتيني فيه وجيتي ټهدديني
فحركت رأسها متمتمه
أصل ريحة البرفان مميزه اووي
وبعد يوم مرهق وشد وجذب انتهي بضحك
وأشرق الصباح وهم مازالوا جالسان بالمطبخ يحتسي هو القهوة وهي ترتشف من كأس الشاي خاصتها
ريم هي البنت اللي حكتلك حكايتها قبل كده وساعدتها
ليشرد جاسم قليلا ثم حرك رأسه بتذكر
على العموم انا هنقلها الفرع الجديد اللي هيتفتح .. عشان تبعد عن نادين وميحصلش تصادم بينهم من تاني
فضاقت عيناها
واشمعنا نادين متتنقلش ولا عشان خالها الوزير وعمها السفير وجوز خالتها اللي معرفش ايه
فضحك جاسم وهو يرتشف من فنجان قهوته
لواء وباباها مدير بنك
فتهجم وجه مهرة وتمتم وهو يكتم ضحكته بعد ان رأي حنقها
نقلي لريم في مصلحتها صدقيني هناك وضعها هيبقي أفضل وعلي فكره ياسر هو اللي هيمسك الفرع الجديد لأني واثق فيه رغم أن وجوده معايا في الشركه بيفرق
فطالعته مهرة قليلا وهي تدور الفكره في عقلها وبدأت تتثاوب ..ليبتسم جاسم
تعالي نطلع ننام ساعتين
لتنهض معه وهي تفكر في أمر ريم مع طباع ياسر الجامده فهي رأت تعامله معها أمس
..............
وقفت رقية بجانب خالتها بالمطبخ وهي ترغب ان تخبرها لما
لا تفكر بها فقد فكرت بصديقاتها زوجة لمراد
ايه رأيك في تسنيم صاحبتك انا حاسه أنها معجبه بمراد
لتقطع رقية حبات الطماطم بقوه ..فتنظر لها خالتها ضاحكه
ديه طماطم يارقية مش لحمه ياحببتي
فأنتبهت رقية ونظرت للسکين وكيف تصب ڠضبها عليها
انتي مالك النهارده كده
فرفعت رقية عيناها تطالع خالتها
انا كويسه ياخالتو اه
لتربت خالتها علي ذراعها برفق
مقولتليش بقي ايه رأيك في تسنيم صاحبتك
فتشيح وجهها بعيدا عن أنظار خالتها
حاضر ياخالتو هعرفهم ببعض
لتجد خالتها ټحتضنها بسعاده
يارب المرادي العروسه تعجبه ونفرح بقي
وغمزت لها بحب
عشان نفوقلك انتي بقي ياروقية
فضحكت رقية ساخرة وداخلها يتقطر آلما
تبحث عن عروسه لحبيبها
....................
بدأت تجهيزات الحفل التى ستقام بعد غد بالفيلا وتولت فريدة خانو كل مايتعلق بالأمر ... كانت ورد تقف في الحديقة تطالع التجهيزات وقد اشتاقت لجواد رغم انها يوميا تحادثه ولكن قد اعجبته الاقامه لدي عمه وزوجة عمه اللطيفه ويبدو انها طيبه فجواد