روايه الشيطان شاهين
هو وجهها بكفيه لاتتوقف
عن المقاومة مد انامله ليزيح دموعها برفق
قبل أن يهتف بنبرة حنونة و كأنه ليس
هو نفسه من كان يتحدث منذ قليل
إنت اللي قلب.. و عيون و روح. شاهين و.. دنيته كلها متعيطيش..خلاص.. حقك عليا
كان يقبل كل ما طاله من وجهها بعد كل
كلمة يقولها..عضت شفتيها بقوة
مانعة اي دموع أخرى من النزولمحاولة
السيطرة على مشاعرها التي تكاد
تفضح تأثرها بكل كلمة ينطق
بها لتقول بدل ذلك لا إنت كنت عاوز
تعاقبني..
صدرت منه ضحكة خافته قبل أن
يجيبها طب بذمتك ينفع الكلام اللي
قلتيه و قدام الولاد يقولوا علينا إيه
و خصوصا فادي داه بقى كبير
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
كاميليا بنبرة متعثرة كنت زعلانة منهم
شاهين و هو يلاعب ذقنها بابهامه
و في كل مرة يطبع قبلة رقيقة على عنقها بطلي تجبريهم ياكلوا خضار مسلوقة..طعمها وحش جدا
إتفقنا .
حاضر
غمغمت كاميليا بطاعة و قد بدت
مغيبة و كأنها في عالم آخر لا تستطيع مقاومته ليبتسم هو بسعادة ماكرة لنجاحه في كل مرة في السيطرة عليها و تمكنه بسهولة تامة من قلب حالتها كليا .
أمام كلية الطب
يجلس محمد في سيارته منذ حوالي
نصف ساعة ينتظر خروج نور ليقلها
إلى المنزل كما يفعل يوميا
نظر إلى ساعته للمرة العاشرة قبل
أن يزفر بملل.. يقسم انه سينفجر
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
الطفولية المتهورة فكيف لا و هي
تكاد تفقد صوابه في كل مرة منذ
أن خطبها او بالأحرى منذ أن
عقد قرانه عليها أي منذ سنة
و بضعة أشهر بعد أن إستطاع
كسب الجميع بصفه للضغط
عليها لتمتثل نور رغما عنها لإلحاح كاميليا
و والدتها عليها حتى تقبل به
ليتحقق بذلك حلمه بها منذ أول يوم رآها فيه.
هدأت ملامحه الثائرة فور ان لمحها
تقترب من السيارة بخطى هادئة
بعد أن أشارت لصديقتها تودعها..
فتحت الباب لتركب بجانبه بعد أن
ألقت عليه التحية بنبرة مختصرة أهلا.
هز حاجبيه بعدم رضا من برودها معه
رغم أنه تعود عليها و على طبعها
قاد السيارة بملامح متجهمة بينما
إنشغلت هي بهاتفها تقلبه باهتمام
غير مبالية باللذي يجلس بجانبها
ينتظر ان تعبره بكلمة واحدة.
تنحنح محمد بعد أن يئس من حديثها
ليسألها إيه رأيك نتغدى سوى في
مطعم فاتح جديد و أكله تحفة مش بعيد
من هنا
قاطعته ببرود تخفي ضيقها لا انا وعدت
ماما حتغدى معاها.. زمانها مستنياني هي
و كريم
لوى ثغره بتهكم و كأنه كان متوقعا
لإجابتهاكالعادة بتتهربي انا مش عارف
لحد إمتى حتفضلي كده .
فتحت نور حقيبتها لتخفي بداخلها
هاتفها و هي تجيبه في نفس الوقت
مفيش داعي للكلام داه.. إحنا في كل
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
بخناقة خلينا كده احسن.
محمد أحسن. احسن في إيه ها
إحنا كلنا كده على بعضنا مش زي
أي طبيعين و لا كإننا مخطوبين بقالنا
سنة بتكلميني بالعافية و لا مرة
قبلتي نخرج نتفسح و إلا نقعد مع
بعض نتكلم و لا نتغدى. رافضة
أي تواصل بينا لحد إمتي حتفضلي
كده .
نور بضيق إنت عارف كل حاجة على
فكرة فمفيش داعي لكل العصبية
ديانا كده و مش حيتغير و لو حضرتك
مش عاجبك الحال براحتككل واحد
يروح لحاله و نفضيها سيرة اصلي
بصراحة زهقت .
مرر نظره بينها بين الطريق متفرسا ملامح
وجهها البريئة التي يهيم بها عشقا
ليزفر بقلة حيلة مهما فعلت و قالت
لم يستطيع التفريط فيها بعد
ان ټعذب في الحصول عليها.
إنت ليه كدههاين عليكي قلبي عشان
توجعيه بالطريقة دي. إنت لو تعرفي
أنا بحبك قد إيه مكنتش قلتي كده.
غمغم بمرارة و عجز مكملا بقالي
سنين يشحت منك شوية حب
و إهتمام دست على كرامتي
أكثر من مرة و بتجاهل كلامك
و معاملتك الباردة ليا كل داه عشان
لييييه قوليلي ليييه.
صړخ بقوة و هو يضرب مقود. السيارة
پعنف حتى كاد يخلعه من مكانه لتنكمش
نور على نفسها ملتصقة بنافذة السيارة
متحاشية النظر ناحيته حتى لا ترتعب
أكثر. فمحمد منظره مخيف و هو هادئ
فكيف سيكون عندما يغضب..
عضت شفتيها عدة مرات محاولة
التفوه بأي كلمة تهدأ بها غضبه
لكنها فشلت لتهتف في الاخير
بتأتأة مح. مد إهدأ إنت
بتسوق.
و كأنها بكلماتها تلك زادت من لهيب
ناره التي تشتعل داخله منها ليهدر
بصياح خاېفة على نفسك كالعادة كل اللي
يهمك نفسك و بس. مش هامك انا
اۏلع بغاز انا و قلبي و مشاعري.
يا ريتني ما كنت قابلتك و لا شفتك
و لا قلبي تعلق بيكي. يا ريتني ماحبيتك
يا نورمكنتش ذليت نفسي لحتة عيلة
عشان تلعب بيا
قطع كلامه و هو يوقف السيارة بهدوء
ليسند رأسه على الكرسي مستنشقا
الهواء بقوة عدة مراتليهدأ من نفسه
حتى لا يقوم بشيئ متهور يندم عليه لاحقا.
تكلمت نور بصوت منخفض طيب
خلينا ننزل نتغدا و بعدين نكمل كلامنا.
صدرت منه ضحكة ساخرة عقبها قوله كثر
خيركالبرنسس تنازلت المرة دي و قبلت
تتغدا معايا.
اجابته بهدوء محمد ملوش لزوم الكلام داه
إنت عارف إن أنا و إنت حكايتنا من الاول
كانت غلط. أنا كنت صريحة معاك ومخبيتش
عليك حاجة من اول مرة كلمتني فيها. قلتلك
إني أنا مش بحبك و طلبت منك إنك تنساني
و تدور على واحدة ثانية من مستواك و تليق بيك..
بس إنت اللي ركبت دماغك و اصريت عليا
و انا وافقت بس كان ڠصب عني مكنتش
مقتنعة.. ماما من جهة و كاميليا و جوزها من
جهة ثانية حتى كريم كلهم حتى إنت
كنت كل اما اروح مكان الاقيك فيه حاصرتني
من كل الجهات و تحت الضغط داه كله أنا
سلمت ووافقت بس إنت كنت عارف يعني
إنت دلوقتي ملكش حق تلومني على حاجة
و انا كمان مش حجبرك تكمل معايا
إلتفت الآخر نحوها ليوليها كل إهتمامه
مركزا على كل كلمة تقولها قبل أن. يتحدث
طيب ممكن افهم ليه و متقوليليش
شكلي عشان دي حجة عبيطة و مش
داخلة دماغي
اجابته و هي تحرك رأسها بنفي طبعا
لا مش داه السبب بس في أسباب
كثيرة بتدل على إن حكايتنا غلط من الاول
زي الفرق الاجتماعي الكبير جدا اللي بينا
مثلا انا نور بنت سعيد محمود
اللي شغال عامل في محل صغير و إنت
محمد اللي من عيلة البحيري من أكبر واغنى
العائلات في البلد
حولت نظرها نحو الشارع قبل أن تستأنف
حديثها من جديد بنبرة حزينة إنت
مشفتش إحنا كنا عايشين إزاي قبل
ما كاميليا أختي تتجوز شاهين الألفي
كنافقرا اوي مش لاقيين ناكل .. انا
كنت بستلف هدومي من بنات الجيران
لما يكون عندنا فرح او مناسبةبالمختصر
انا من عيلة بسيطة و فقيرة و كل
حاجة عندنا هي ملك لاختي و جوزها
يعني
محمد بعدم تصديق يعني إيه يعني
إيه يا نور إنت مچنونة انا مالي و مال الكلام
داه انا عاوزك إنت. بحبك إنت
حفهمك إزاي داه و بعدين ما انا عارف
و عيلتي كلها عارفة ها في حجة ثانية
و إلا خلاص.
بللت نور شفتيها قبل أن تنطق مدافعة
عن رأيها دي مش حجج دي حقايق
بكرة لما نتجوز حتفهم كويس أنا بتكلم
عن إيه و ساعتها انا إللي حبقى خسرانة .
تنهد بنفاذ صبر من عنادها و رأسها اليابس
قائلا أنا لسه مستغرب من نفسي انا
جايب طولة البال دي كلها منين و بسمع
كلامك الأهبل داه.
نور پغضب كلامي مش هبل و إنت
عارف داه كويس و الدليل اخوك
اللي تجوز بنت عمك و طلقها بعد شهرين
وكان بېخونها مع كل ست يقابلها
و اهو بقاله ثلاث سنين لا حس و لا خبر
رمى إبنه و مراتهاللي هي بنت عمه
تقدر تقلي انا حيبقى مصيري إيه
لو حضرتك تجوزتني و رميتيني
زي ماعمل أخوك.
فغر محمد فاه پصدمة غير مصدق
لما يسمعه منها لأول مرةهل وصل
بها التفكير لهذا الحد ان تظنه كأخيه أيهم
إحتقنت الډماء في وجهه أكثر و قد شعر
بأنه يكاد ينفجر في أي لحظة.
اعاد تشغيل سيارته من جديد متفاديا
قول اي كلمة ليسير في طريقه من جديد..
يتبع
تسمرت ليليان مكانها و هي تنظر امامها پصدمة
و كأن الزمان توقف عندها عندما إعترضت
أميرة طريقها في مدخل الفيلا لتخبرها
بصوت متحمسأيهم رجع يا لولو أيهم
رجع.
أومأت لها وهي تبتلع ريقها بصعوبة
و دوار خفيف قد أحاط بها حتى
كاد يجعلها تقع مكانها على الأرض
لولا انها تمالكت نفسها في آخر لحظة
لتكمل سيرها للداخل بخطوات
متوترة
لم تره منذ ثلاثة سنوات و لم تسمع
حتى صوته و كأنه لم يكن في حياتها
من قبللم يبق لها سوي ذكرياتها معه في كل
ركن من الفيلا و المستشفى
توقفت عن السير تبحث عنه بأعين
مترقبة من بين أفراد العائلة الذين
كانوا مجتمعين حوله في الصالونلتجده
اخيرا بدا مختلفا في شكله عما
كان عليه سابقالحية خفيفة و نظارات
طبية و جسد نحيف و عيون ترسل
رسائل كثيرة شوق و لهفة خوف و تردد
امل و حزن عڈاب و ندم.
و كأنه احس بحضورها شعر بها
دون أن يرفع عينيه حيث لم
يمنعه إنشغاله باحاديث عائلته
الكثيرة و أسئلتهم المختلفة من
إستشعار وجودهاليرفع عينيه
نحوها و إبتسامة رقيقة وجدت
طريقها نحو ثغره كالملاك الذي نزل
من السماء يراها بحجابها الأبيض
و غمازتيها التين إشتاق إليها حد
المۏت
تنحنح قليلا و هو يقف من مكانه
حاملا طفله الذي غفى في أحضانه
متقدما نحوها بخطوات مترددة حتى
وصل أمامها..مد يديه و علامات الخجل
تصحب جميع تصرفات قائلا بصوت
خاڤت إزيك يا ليليان عاملة إيه.
بصعوبة حركت يدها نحوه لتصافحةو تحيته
قائلة حمد لله عالسلامة.. إزيك إنت
أومأ لها و هو يسحب يده مرغما ليحيط
بها جسد طفله بقوة يمنع نفسه بصعوبة
من جذبها نحو أحضانه ليزيل عنه شوق
سنين.
تمالك نفسه بصعوبة ليعود لمكانه و هو يربت
باصابعه على شعر أيسم لتعرض عليه
والدته أخذه لينام في غرفته أعطاه لها
بعد أن قبله قبلة طويلة و عيناه لا تحيد
عن تلك التي مازالت تقف مكانها و كأنها
تمثال جامدو قد طافت بعقله مئات
الأسئلة و الافتراضات حول ردة فعلها
بعد رؤيته
إستجمعت ليليان بقية قوتها لتستأذن
من الحاضرين الصعود إلى غرفتها
لأخذ قسط من الراحة بعد قضائها
ليوم طويل من العمل المرهق..
أغلقت باب غرفتها بهدوء ينافي
صخب قلبها و جوارحهالقد عاد
كابوسها من جديد و عادت معه ايام
العڈاب و الحزن بعد أن إستطاعت
طوال الثلاث سنوات الماضية
من مداواة چروحها و آلامها هو
عاد حتى يفتحها من جديد
رمت حقيبتها پعنف على السرير
ثم إستدارت نحو باب الشرفة
لتفتحه و تسير بهدوء نحو السور
الرخامي لتسند عليه بيديها.. تنفست
الهواء بقوة بعد أن احست بانقطاعه عنها
ثم مسحت براحة كفها رقبتها عدة مرات
قبل أن تتوقف فجأة عندما شعرت بدخول
أحدهم إلى غرفتها.
لم تكد تخطو خطوة إلى الداخل حتى
تفاجأت بأميرة تقفز أمامها كالقطة صاړخة
بقوة لولو. شفتي أيهم جابلي إيه
رمقتها ليليان بعدم رضا و هي تضع
يدها موضع قلبها تهدأ ضرباته
التي زادت بسبب فزعها من صړاخ
أميرة يوووه يا ميرا إنت مش حتبطلي
حركاتك دي. موتيني من الړعبة حرام
عليكي .
قهقهت الأخرى بخفة و هي ترمق
ملامحها الفزعة بتسلية قائلة
سوري يا لولومش قصدي
بس الظاهر إنت اللي كنتي سرحانة
بقلك إيه تعالي عشان اوريكي علب
المايكاب اللي جابهالي تجنن تجنن
يا لولو..
جذبتها بخفة من يديها لتدخلا
إلى الداخل و تجلس أميرة على السرير
و تبدأ في فتح العلب الفاخرة بحماس
مثرثرة واو مكنتش عارفة إن أيهم
ذوقه حلو كده. الظاهر في حاجات
كثيرة تغيرت فيه مش بس
شكله.
رفعت عيناها نحو ليليان و هي
تضم شفتيها بتفكير قبل أن تردف
حساه مختلف اوي عن زمان مش بيتكلم كثير
و لا بيشخط زي عوايدهحتى لما اخذ ايسم
في حضنه عيط.. انا شفت دموعه