جنتي علي الأرض
على السماح لمشاعره بالانجراف في ذلك الاتجاه و لكن الجيد أن عقله ما زال مسيطرا نعم لن يسمح لتلك المشاعر بالنمو أما عن حنقه من تصرفات كريم فالسبب منطقي لأنه يعتبر نفسه المسئول عنها ألم يخبره الضابط بذلك
نعم هي الظروف من أجبرته على ذلك الدور و حالما تطمئن نفسه على سلامتها ستختفي تلك المشاعر بالتدريج
قالت المشرفه انا مكنتش اعرف إنها تعبانه أنا هاطلع دلوقتي حالا اطمن عليها و اطمنك
قال إياد أنا عارف القوانين و إن ممنوع حد يطلع يزورالبنات لكن لو حالةجنه تسمح ممكن تطلبي منها تنزل هنا تقابلني
لم يعتد إياد الكذب و لكن مع حاجته الملحه لرؤية جنه و الاطمئنان عليها لم يجد مناصا من افتعال كڈبة ما فلقد رأى الاستياء الواضح باد على وجه المشرفه حينما طلب مقابلة جنه
زمت المشرفه شفتيها و قالت حاضر يابشمهندس بس ياريت تتفضل على البوابه لان زي ما حضرتك عارف ممنوع مكوث الرجال في البنايه !
خرج لينتظرها على البوابه دقائق و كانت أمام ناظريه تسأل بقلق خير يا بشمهندس هو الظابط سألك عني امبارح
رد إياد و هيسألني عنك ليه
أجابت جنه يعني حضرتك قلت للمشرفه عايزني فموضوع يخص إقامتي هنا في السكن !
قاطعته جنه هو حضرتك قلتله إني مبتش هنا امبارح
سألته ذلك و نظرت إليه تلك النظره ثانيه كما نظرت إليه ليلة رأس السنه في قسم الشرطه النظره التي وضعت فيها كل ذلك الأمل و الثقه بأنه سيكون منقذها من تلك الورطه كانت لمجرد ثوان و ها هي تعيدها مره ثانيه مجرد ثوان ثوان تصرخ فيها بصمت تستنجد به أطلق زفره من الهواء الذي كان يحبسه في صدره
لأنه يريد الاطمئنان على حالتها
الصحيه كما أقنع نفسه بل ليطمئن بأنه ما زال منقذها ليخمد تلك العاصفه التي ثارت في داخله هذا الصباح عندما رأى رجلا اخر يتقرب إليها حتى لو كان أعز أصدقائه فمن جنه ممنوع الاقتراب حتى يسمح لعقله باحداث التوازن مره أخرى
أفاق إياد من شروده وقال اطمني الظابط مسألش بس بعد اللي حصل امبارح أنا محتاج أتأكد إنك مش هتتهوري و تجيبي لنفسك مشكله
قالت جنه پغضب مش معنى إني وقعت فمشكله مره ابقى متهوره و بتاعة مشاكل !
سأل إياد طب كنتي بتعملي ايه امبارح قصاد الفيلا نسرين قالت إن الساعه كانت حوالي سبعه يعني بعد ما خلصتي دوام المكتبه وشارعنا مش في طريق السكن بتاعك و لا في طريق اي حاجه الحقيقه
قالت جنه انا عارفه إن حضرتك اتحملت ريسك كبير لما ضمنتني عند الظابط و أحب اطمنك إني مستحيل اسببلك أي مشكله
ثم أضافت بتلعثم و عموما امبارح انا كنت حابه اتمشى شويه و الوقت سرقني و حصل اللي حصل
قال إياد طب انتي ليه على طول قفله موبايلك انا حاولت اكلمك امبارح وانهارده و على طول مغلق !
ثم أضاف يعني اقصد عشان اكون عارف أخبارك لو الظابط سألني عنك
تمنت جنه أن تنشق الأرض و تبتلعها فهي لم تعرف كيفية استخدام الهاتف الذي أعطاه لها و بعد محاولات عديده لاستكشافه ظهرت لها رساله تحذيريه ومن ثم أصبح شاشه سوداء
قالت جنه بحرج أصل الحقيقيه مش عارفه اقول لحضرتك ايه بس أنا إن شاءالله هدفعلك تمنه زي ما اتفقنا
قال إياد اوك بس مفهمتش ليه على طول مغلق
أغمضت جنه عينيها و استجمعت شجاعتها و قالت أصلي كنت بحاول يعني اعرف ازاي استخدمه و شكلي كده بوظته
قهقه إياد ليزيد احراجها احراجا و قال من بين ضحكاته طب أنا بكره هابعت حد المكتبه يشوفلك حل
قالت جنه أنا لازم اطلع حالا و دلفت داخل البوابه
حاملة معها الكثير من الحرج و بعض من الفرح و الكثير الكثير من الامان و كعادتها كلما رأته حاولت تهدئة ضربات قلبها التي باتت تقرع كالطبول الصاخبه في إحدى حفلات الروك اند رول
صاح رمزي قائلا بقالك شهر و مجبتش أي خبر عنه !
قال الصحفي و الله يا فندم ده ماشي مستقيم من شقته للشغل أو الفيلا عند أهله ولو خرج يبقى مقابلة عمل أو مع حد من أصحابه مفيش حاجه كده و لا كده نقدر نعمل بيها موضوع عنه
عاد رمزي للصړاخ مجددا و إخراج احباطه من فشل محاولاته النيل من إياد الحداد
في هذه الأثناء وصل صوت توبيخ رمزي إلى مسامع معتز قنديل الذي وجدها فرصة سانحه لعرض خدماته و أفكاره على رئيس التحرير فلربما توصل إلى سبق صحفي أو إلى طريقة للربح السريع
طرق الباب و أستأذن بالدخول
قال رمزي اتفضل أنت و المره الجايه تجيني و معاك خبر عدل
و أكمل موجها حديثه لمعتز اتفضل اشجيني انت كمان
قال معتز اسف يا فندم بس ڠصب عني سمعت حديثكو
قال رمزي متأففا و عايز ايه دلوقت
قال معتز بثقه عايز أعرض خدماتي على سيادتك ثم قص عليه كيف استطاع أن يتوصل إلى أدق الأسرار الخاصه بأحد نجوم المجتمع و نجمة السينما و كيف رفضها رئيسه آنذاك
و أضاف أنا اقدر اجبلك قرار أي أحد بس المهم تعبي ميروحش هدر و تيجي على اخر لحظه و حضرتك ترفض النشر
قال رمزي مفكرا من الناحيه دي متقلقش المهم إنك تجبلي أي حاجه تشبه اللي اسمه إياد الحداد ده
قال معتز بخبث مفيش حد معندوش أسرار قذره و اطمن ممكن نشغل دماغنا و بشوية معلومات عنه نخلقله مصېبه بس الأول لازم اجمع معلومات كفايه عنه وده بيتطلب شوية مصاريف
قال رمزي من الناحية دي متقلقش !
أنهت جنه ارتداء هندامها و فتحت النافذه تستنشق الهواء المعطر برائحة المطر شاكرة ربها على نعمه الكثيره و كرمه العظيم ليخرجها من تأملها صوت سماح التي قالت الدنيا تلج يا جنه أبوس إيدك تقفلي الشباك ده
قالت جنه معتذره آسفه بس أصلي بحب ريحة الجو و الدنيا بتمطر
قالت سماح ساخرة تيرارارار أوعي تكوني في حالة
حب !!!!
ردت جنه اتريقي اتريقي
قالت
سماح بهمه طب كفايه رغي بقى هنتأخر
و خرجت كل منها ذاهبة إلى مكان عملها
و في الطريق تذكرت جنه طلب إياد البارحه بإحضار هاتفها معها إلى المكتبه عادت أدراجها مسرعة لجلب الهاتف الذي نسيته في الشقه
و عندما وصلت لم تجده حيث وضعته في المنضده المجاوره لسريرها بحثت عنه في المنضده المجاوره لسرير سماح لتجد هناك ظرفا مكتوبا عليه بخط كبير حبيبة قلب ماما أثارت فضولها تلك الكلمات و بدون أن تفكر كثيرا فتحت الظرف لتجد كومه كبيره من الأوراق و الرسومات بخط يد سماح أمسكت
بالورقة الأولى و قرأت كلاما أدمى قلبها !
سرقها الوقت و هي تقرأ صفحه تلو الأخرى نظرت لساعتها ثم أعادت ترتيب الأوراق داخل الظرف محدثة نفسها معقول يا سماح تخبي عني إنه عندك بنوته طب ليه و يا ترى هي فين و ايه سبب الحزن اللي مالي عينيك معقول سببه حاجه حصلتلها لا قدر الله
لم تدر جنه أتواجه صديقتها باكتشافها أم ستتسبب لها بالاحراج أجلت قرارها فقد داهمها الوقت و حتى الآن لم تجد الهاتف عادت للبحث مره أخرى لتجده في حقيبتها و انطلقت مسرعة إلى المكتبه
الفصل السابع
ليس مثاليا و لكنه بطلي
أنهت جنه إعادة ترتيب الكتب في رفوفها فبعد زياره حافله بالأطفال من إحدى الرحلات المدرسيه قلبت المكتبه رأسا على عقب و استغرق إعادة ترتيب الكتب حوالي الساعتين جلست تستريح على مقعدها واضعة رأسها على سطح المكتب و لثوان أغمضت عينيها
أفاقها صوت نقرات خفيفه بجوار رأسها فتحت عينيها لتجد زوجا من الأصابع و بسرعه رفعت رأسها لتجده واقفا أمامها و الابتسامه تعلو ثغره
قال إياد اسف هو أنا صحيتك
وقفت جنه تفرك يديها و تعدل من ملابسها ثم قالت بغباء
لا لا أنا كنت بدور على حاجه تحت المكتب و بعدين
قال إياد و بعدين عترتي فيها
أومأت جنه برأسها ليكمل إياد طب أنا جيت عشان اشوفلك الموبايل معاكي
ردت جنه ايوه و أخرجته من حقيبتها
اتفضل و آسفه إني بوظته
نظر إياد للهاتف و ضغط بعض الأزرار و قال مش بوظتيه و لا حاجه بس محتاج شحن معاكي الشاحن
ثوان و أخرجته من حقيبتها
اتفضل
قام إياد بوضعه في أحد المقابس و بعد ثوان أضاءت الشاشه
لما يخلص شحن هيظهرلك Full battery
تشيليه و كل ما تشوفي العلامه دي نقصت و اشار بيده الى مربع اخضر اللون و اكمل يبقى محتاج شحن
قالت جنه أنا آسفه تعبت حضرتك معايا
قال إياد لو مش عايزاني اتعب يبقى على طول تطمنيني عليكي
أومأت جنه برأسها غير فاهمه مقصده
أكمل إياد يعني اول ما توصلي السكن ابعتيلي مسج تطمنيني انك وصلتي و لو خارجه مكان برده يا ريت تبلغيني
حاولت جنه استيعاب طلبه و فهم دوافعه هل فعلا يظن انها ستتسبب له بمشكله
قالت جنه حضرتك اطمن انا مش بخرج الا على المكتبه
و أضافت مبتسمه يعني من البيت للمكتبه ومالمكتبه للبيت متقلقش حضرتك
ابتسم اياد بدوره وقال برده مفيهاش حاجه اما تطمنيني
تأففت جنه و كتبت انا وصلت بيت الطالبات دلوقتي ثم ضغطت إرسال
رد إياد برساله تمام استريحي و انا هابقى ابعت عبدالله يوصلك
أرسلت جنه يوصلني فين أنا في البيت فعلا
رد إياد برساله اقصد هيوصلك على حفلة نسرين
أرسلت جنه متشكره مفيش داعي أنا هاجي مع سماح و هنركب مواصله عادي
رن هاتفها ليعلن وصول مكالمه من إياد
تلقت المكالمه الو
إياد بعد ساعتين تكوني جاهزه انتي و صاحبتك و مش عايز رغي كتير !!!
ثم أقفل الخط قبل أن يسمع ردها
بعد ثوان وضعت الهاتف جانبا بعد ان ظلت تنظر له مصدومه !
لقد ظنت أن بطلها مثل باقي ابطال الروايات مثالي لا تشوبه شائبه
و لكن يبدو ان منقذها لديه عيوب فعلى ما يبدو أن خلقه ضيق و وممكن عصبي
تمتمت محدثه نفسها بطل ايه اهي الروايات دي اللي