لهيب الروح بقلم هدير دودو
أماما وأجابها ضاحكا على هيئتها التي تبدلت تماما
اه لوحدنا... خاېفة اخطفك ولا إيه
نفت حديثه مسرعة متلعثمة ببراءة ولازال الخجل مسيطرا عليها وعلى عينيها والأهم روحها المجهدة بشدة في الفترة الماضية
ل... لأ طبعا مش كدة أنا بس بقول يعني نبقى ناخد طنط جليلة معانا أو أي حد كدة.
لم يعترض على حديثها متفهما جيدا ما تمر به ومحاولا القضاء على أي شئ بداخلها يزعجها
ردت عليه بخجل ونبرة خاڤتة
اه كدة كويس شوف انت فاضي امتى أنا مش ورايا حاجة.
قبل أن يذهب من أمامها استوقفته مرة أخرى متمتمة بأسمه بهدوء
جواد معلش استنى.
الټفت نحوها مرة أخرى معقدا حاجبيه بدهشة متسائلا
ايه يا رنيم في حاجة
اومأت مؤكدة حديثه وتمتمت بقلق وخوف وداخلها العديد من المشاعر المضطربة لا تعلم كيف التخلص منهم
أ... أنت متأكد من كلمة السعادة من حياتها لكنه هل سينجح في إعادتها لها مرة أخرى! هل سيعيد لها روحها المسلوبة منها!
ابتسم لابتسامتها التي زينت وجهها الحزين يجعلها تنسى كل شئ يزعجها ويؤلم قلبها يبدل جميع ذكرياتها الحزينة بأخرى سعيدة جميع دموعها بابتسامات هي لم تستحق سوى الفرح والسعادة التي حرمت منهم ونالت الحزن والقسۏة..
بعد مرور أسبوع أعدت رنيم ذاتها للذهاب كما أخبرها جواد ابتسمت بهدوء عندما وجدت جليلة قد انتهت هي الأخرى وتنتظرها للنزول إلى أسفل.
ها ياحبيبتي جهزتي وخلصتي
تمتمت بهدوء وخجل ولازال التوتر يسيطر عليها على الرغم من أن تلك لم تكن المرة الأولى لها لكنه يفعل لها أشياء للمرة الأولى حقا زيجتها الأولى لم تعتبر زيجة بل كانت تعامل فيها كالسلعة التي تم شراءها من دون العودة إليها
ا.. أه يا طنط جليلة أنا خلصت والله أنا قولتله بلاش ملوش لازمة كل دة.
لأ طبعا ياحبيبتي دة حقك ليه لازمة المهم بس لما نروح تختاري اللي يعجبك.
ابتسمت رنيم بسعادة وارتياح لجليلة التي دوما تعاملها بحنان لم تجده من والدتها التي تخلت عنها مقابل مصلحة باقية العائلة.
نزلت إلى أسفل بصحبة جليلة وجدت جواد يقف مع سما شقيقته تتحدث معه بمرح
ضحك على مرحها وأجابها بجدية
بقى جواد أخوكي حبيبك يقدر ينساكي بعدين من بكرة هتنزلي كليتك بس بعربية مخصوصة وشوية حاجات كدة وقبل ما تتكلمي وتعترضي أنا واثق فيكي طبعا وعارف أنك سمعتي كلامي بس دة عشان فاروق بيه يسكت وميعملش حوار زي كل مرة.
جعل قلب جليلة يتراقص داخلها لعلاقتهما الجيدة ببعض داعية لهما من قلبها.
ركب الجميع بسيارة جواد كانت رنيم تود الجلوس خلف بجانب سما لكن جليلة قد سبقتها فاضطرت الجلوس بجانب جواد شاعرة بخجل من نظراته السعيدة المصوبة نحوها لكنها تبادله ابتساماته بسعادة حقيقية لأول مرة تشعر أنها دلفت قلبها الحزين.
بدأت تختار مع جواد الذي كان يريد شراء كل شئ لاجلها وفي النهاية قد وقع اختيارها على طقم الماس رقيق رغم اعتراضها لثمنه الباهظ لكنه أصر على شراءه لها.
ألجمت الصدمة لسانها
لم تتخيل فعلته واقترابه هكذا حاولت الإبتعاد عنه متلعثمة بخجل ليتركها
ج.... جواد اوعى سيبني... مينفعش كدة.
ضحك بصخب على خجلها ولم يتركها مصر على حديثه
بقولك مبروك على فكرة ردي عليا الأول عشان ابعد ياعروسة.
غرزت أسنانها في شفتها بخجل وتمتمت ترد غليه بتوتر ليبتعد عنها خوفا من أن يلاحظ أحد مايحدث
ش.. شكرا الله يبارك فيك أوعى بقى كدة عيب.
ابتعد عنها قليلا مبتسما بمرح من هيئتها التي لازالت تحت تأثير الصدمة من فعلته المباغتة بالنسبة لها فعلته التي جعلت نيران العشق تسيطر عليها بسعادة نظراته المشتاقة العاشقة التي تشبعها وتجعلها تشعر أنها أفضل من في العالم.
تقارن كل ذلك سريعا بأفعال ذلك المختل معها الذي كان يذلها وېهينها دوما لتشعر بضعفها وأنها ليس مهمة بل فقط دمية يشبع بها رغباته المړيضة هي ظالمة حقا في مقارنتها هناك
اختلاف كما بين السماء والأرض بينهما جواد يجعلها تحلق عاليا مرفرفة بجميع أجنحتها بينما الآخر كان يسحق روحها أرضا متخلص من جميع أجنحتها خوفا من تمردها عليه تمنت من ربها أن يعوضها في تلك الفرصة عما رأته في حياتها التي كانت تشبه الچحيم..
كانت أروى تجلس في غرفتها تبكي لما يحدث بين جواد ورنيم أسرعت مديحة تربت فوق كتفها محاولة لتهدئتها متمتمة بمكر
اهدي يا أروى ياحبيبتي والله ما هيعرف يفرح يوم واحد بلاش ټعيطي عشان نعرف نفكر كويس ممكن.
مسحت دموعها بعصبية وصاحت بوالدتها بحدة
اهدا طب اهو هديت هتعملي إيه بقى انتي مش دايما ماشية ورا اونكل فاروق وقولتلك مية مرة جواد مش بيمشي بكلامه اصلا اديه هيخطب الژبالة ال دي واونكل فاروق عارف وساكت ارتاحتي كدة.
فكرت مديحة في حديث ابنتها الصحيح حقا فاروق لم يستطع السيطرة على جواد لأنه لم يوافق على الخضوع له لم يفعل شئ سوى باقتناع منه تمتمت بجدية تطمئن ابنتها
ممكن تهدي وأنا هتصرف.
سارت متجهة نحو فاروق الذي قد عاد من عمله للتو غمغمت بحدة غاضبة
بقى كدة يا فاروق هو دة اتفاقنا فالأخر هتجوزه للبت ال دي فين الإتفاق لللي بينا.
تنهد بصوت مرتفع بعدم رضا هو الآخر وطالعها بنظراته الحادة لتصمت عن ثرثرتها وحديثها الماكر الذي يعلم مقصده جيدا وأجابها بلهجة حازمة جادة
مديحة بلاش كلامك دة أنا مرجعتش عن حاجة بس كل دة عشان العيلة ومصلحتها.
مصمصمت شفتيها بضيق وأجابته بتهكم ساخرا من حديثه التي لم تقتنع به
مصلحة العيلة برضو ولا مصلحة ابنك العيلة مصلحتها ايه لما ابنك يتجوز البت دي إيه بقينا بنحبها كلنا معاه.
حاول السيطرة على ذاته أمامها مغمغما بجدية مشددة
البت دي لو عازت تمشي هتاخد حقها من ورث عصام وهيطلعلها كتير دلوقتي هي ساكتة وهتتخرس خالص وابني فترة الدنيا تهدى وهخليه يطلقها ونرميها من غير ماحد يقفلنا.
فكرت لوهلة بحديثه الذي لم يأتي في عقلها هل من الممكن أن تأخذ تلك الفتاة حق زواجها بابنها بالطبع لن تتركها تحصل على شئ تمتمت متسائلة بجدية بعدما فهمت الأمر مثلما يراه
وأروى طيب هنسيبها زعلانة كدة و ابنك يكسر قلبها
أجابها بثقة تامة حازما ذلك النقاش لينهيه
قوليلها تهدى وتستنى شوية يامديحة احنا متفقين من زمان أن كدة كدة هما لبعض ومن زمان اوي مش كل شوية هتفتحي الموضوع دة خلاص.
حديثه جعلها تهدأ قليلا لكنه لم يمنعها من إلقاء خبثها الدائم فتمتمت بسخرية ماكرة
وهو ابنك ييسمعلك اصلا ابنك بيسمع لجليلة وهي مدلعاه على الكل وأولهم أنت
هدر بها پعنف غاضب لتتوقف عن حديثها المزعج كثيرا بالنسبة له
هيسمعلي ڠصب عنه وعن أي حد وسيبك من جليلة دلوقتي وبلاش تجيبي سيرتها كتير هي عمرها ماقالت عنك كلمة.
ابتسمت بمكر متمتمة بغرور يبدو على هيئتها ذات الملامح الحادة
وهي تقدر تجيب سيرتي اصلا بعدين أنت شايف الفرق بينها وبيني كويس مفيش مقارنة.
ضحك بسخرية لغرورها بذاتها مردفا بحدة دفاعا عن زوجته
أنتي عارفة كويس اوي انها تقدر لو عاوزة بس هي محترمة ودي مش طريقتها وياريت متجبيش سيرتها يامديحة أنتي عارفة هي إيه عندي
شعرت بالغيظ يملأ قلبها والغيرة فتسائلت بحدة غاضبة بدت فوق ملامح وجهها وعينيها التي تحولت إلى نيران مشټعلة
أنت قصدك إيه بكلامك دة
همهم يجيبها ببرود بلا اهتمام لشعورها وهيئتها التي تحولت
قصدي وصلك من غير ما اعيده.
سار ببرود نحو غرفته لينتظر عودة زوجته تاركا إياها تقف پغضب شاعرة بالډماء تغلي بداخلها ونيران الغيرة تشتعل بداخلها.
بعد طول انتظار تحقق حلم جواد وجاء يومه المنتظر يوم حفل زفافه عليها على من اختارها قلبه منذ أن نبض وتعلم العشق على يديها بعد كل العقبات التي وقفت امامهما هو اليوم سيتزوجها أمام الجميع سيظهر عشقه لها بلا خجل وخوف سيحبها ويفكر بها دوما من دون أن ېعنف ذاته كما كان يفعل جميع الكلمات والأحاديث لن توصف
جزء مما داخله من عشقه لها الذي تخطى كل شئ.
كانت جليلة سعيدة لسعادة ابنها التي تراها في عينيه تحمد ربها على تحقيق ما يريده ابنها ااذي سيشعر حقا بالسعادة بعد عناء كبير شعر به.
بينما مديحة كانت غير راضية لكل مايحدث تود إفساد كل شئ تشعر بالڠضب العارم هي وابنتها كيف له أن يتزوج من تلك الفتاة ويدمر جميع أحلامها ومخططاتها تود الأنتقام من رنيم وجواد الذي وقف لها يمنعها من
تحقيق ما تريده لكنها لن تصمت ستفعل المستحيل لإنهاء تلك الزيجة والسيطرة على فاروق لتجعله يفعل ماتريد هي..
كانت رنيم متوترة وكأنها المرة الاولى لها نعم في الحقيقة هي تعيش معه كل شئ للمرة الاولى فجميع حياتها الماضية لم تحتسب تود أن تظل معه طيلة حياتها لكنها خائڤة... نعم خائڤة من أن يحدث شئ ويبعدها عنه لم يتحمل قلبها الأبتعاد عنه بعدما اذاقها حنانه وحبه لها.
دق جواد فوق باب غرفتها بسعادة وجدها فتحت الباب بخجل متسائلة بتوتر متلعثمة
لرؤيتها له في ذلك الوقت
ا... ايه يا جواد في حاجة
ابتسم لخجلها وتوترها الظاهر عليها مردفا بمرح حتى يجعلها تهدأ
إيه جاي اشوف عروستي فيها حاجة دي.
حركت رأسها نافية بهدوء وتمتمت مجيبة إياها بخجل ونبرة خاڤتة
ل... مختلف معه وكأنها دلفت إلى عالم آخر اهتمامه بها وبسعادتها أمر غير مألوف عليها ولم تعتاد على فعله هي في الحقيقة لم تعتاد على السعادة اومأت برأسها أماما
ا... ايوة طبعا.
لم يتحدث معها كثيرا بل تركها حتى تبدأ في إعداد ذاتها لحفل الزفاف بمساعدة بعض خبراء المصففين والتجميل الذين بدأوا بمساعدتها في كل شئ بدقة ومهارة تامة.
وقفت تتطلع تحو ذاتها بأعين مندهشة ترى جمالها البارز الخلاب التي لأول مرة تلاحظه ثوبها الأبيض الهادئ ليتناسب مع هيئتها المزين ببعض الماسات المحكم من الخصر ليبرز قوامها الممشوق دارت حول ذاتها بإعجاب وعدم تصديق كما أنها في حلم جميل لاتريد نهايته هل حقا هي الآن عروس! تشعر أن كل ذلك جديد عليها شاعرة بالحماس الشديد لرؤية رد فعله عندما يراها.
نزلت بهدوء
بصحبة جليلة وسما ليساعدونها كما أيضا حتى لم تبقى بمفردها وجدته يقف أسفل ينتظرها شعر بالصدمة ما أن رآها هو يرى أمامه ملكة جمال العالم بأكمله جمالها الذي لم يوجد مثله رائعة في كل شئ كان يحلم أن يراها هكذا بثوبها الأبيض المميز التي