الأحد 27 أكتوبر 2024

روايه امراه العقاپ

انت في الصفحة 52 من 84 صفحات

موقع أيام نيوز


يبتسم ببعض اللؤم ثم هتف مغيرا مجرى الحديث 
طيب ياخالتو خلاص مش وقته الكلام ده دلوقتي وانتي يا نادين اجهزي عشان في اجتماع شوية بليل تبع الشغل ولازم تكوني معايا 
تطلعت إليه بغيظ ونظرة مشټعلة ثم هتفت بالموافقة 
أي تمام راح أجهز
نظراتها وطريقتها وهي ترد عليه جعلته لم يتمكن من منع ضحكته التي انطلقت بتلقائية وهو يلوح بيده في عدم حيلة ثم يسير مبتعدا عنهم متجها إلى غرفتها 
فتح آدم باب الغرفة دون أن يطرق ودخل فوجد عدنان يجلس على الأريكة فاردا ذراعه على أعلى الأريكة ويضع ساقا فوق الأخرى
فهم آدم بتلك اللحظة أن هدوئه الظاهري ما هو إلا قناع كاذب يرتديه أمامهم ومن الداخل هناك أعصار مدمرة لو خرجت لقضت على كل شيء هو لا يشرب السچائر إلا في حالات غضبه العاتية وكأنه يفرغ غيظه بها 

مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
تحرك آدم وجلس بجواره فوق الأريكة يرمقه بنظرات ثاقبة ولكن عدنان كان ينظر في الفراغ أمامه دون أن ينظر لأخيه وهدر
بعد ثواني معدودة 
عرفت من إمتى 
آدم بخشونة 
لما عملت الحاډث عرفت 
إزاي 
يسأل بسكون تام ولم يكن ذلك الهدوء مطمئن لآدم مطلقا لكنه أصدر زفيرا حارا بعد دقيقة كاملة من الصمت وهو يجيب عليه يخبره بالحقيقة 
عرفت من جلنار 
كان ينفث الدخان من
فمه وبعدما صكت تلك الجملة أذنه صابه الذهول فكتم بقية الدخان في فمه دون أن ينفثه ورمق أخيه بنظرة حمراء هاتفا 
جلنار كانت تعرف ! 
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
أيوة راقبت فريدة يوم افتتاح المعرض وشافتها وهي رايحة لنادر وعرفت بعدها وأنا لما ضغطت عليها قالتلي
يبدو أن الۏحش استيقظ من جديد هامسا بهدوء ما قبل العاصفة 
وأنا آخر من يعلم ولا خلينا نقول المغفل اللي الكل عرف خېانة مراته وهو مش حاسس بيها 
أشفق على أخيه وهو يشعر بمدى المه الذي يمزقه من الداخل ويتظاهر بالقوة والثبات فأجاب عليه بأسى 
مش ذنبك إنك حبيتها ياعدنان وكنت بتثق فيها ومتوقعتش منها الطعن في الظهر ولا إنها قڈرة وو بالشكل ده
مقولتليش ليه ! 
سؤال آخر يطرحه وبهمس منخفض أكثر أخذ إجابة سؤاله بالصمت من أخيه مما جعله يهب واقفا وهو ېصرخ معلنا هبوب الرياح المدمرة 
مقولتش ليه !!! 
صاح آدم مثله مغلوبا على أمره 
كنت عايزاني اقولك مثلا مراتك بتخونك مع ال اللي بتعتبره صديق ومأمنه على شغلك وشركتك كنت عايزاني اقولك كدا في وشك !! حط نفسك مكاني وقولي كنت هتقدر تقولي ولا لا ياعدنان
لحظات قاټلة من السكون المرعب مرت فأعتقد آدم أنه الانفجار الحقيقي سيأتي الآن لكنه على العكس تماما رآه يبتسم بشكل مريب ويهدر بخفوت في ملامح وجه لأول مرة يراها على وجهه 
وجلنار اللي قالتلك !!! 
ادرك جيدا شعوره الآن بعد جملته تلك فاستقام آدم واقفا وتابعه وهو يتجه نحو النافذة يقف ينظر منها واضعا كفيه في جيبي بنطاله تقدم إليه وهتف بصوت رزين 
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
الأهم دلوقتي هو إنك عرفت حقيقتها قبل ما يفوت الآوان 
ابتسم بسخرية وهو يهمس 
كل ده ولسا مفتش
آدم بجدية 
لا مفتش يا عدنان إنت
كان عندك استعداد تطلق جلنار بسببها وكنتوا هتطلقوا بالفعل بس الحمدلله محصلش ودلوقتي اهي جات الفرصة انك تحافظ عليها هي وبنتك ومتخسرهمش 
تطلع لأخيه وهو يبتسم بدفء ثم رتب على كتفه
وهمس باسما 
كبرت وبتديني نصايح كمان يا آدم ! 
بادله الابتسامة وهو يجيب عليه بصوت رخيم 
لا دي مش نصايح يا Boss أنا بقولك الحقيقة اللي إنت مكنتش شايفها 
اكتفى بابتسامته الباهتة فاستكمل الآخر باهتمام 
مش هسألك عرفت مكانهم ولا لا عشان أكيد لقيتهم بس قولي عملت فيهم إيه ! 
نادر هرب بس هجيبه هيروح مني فين يعني 
وفريدة ! 
عدنان بنظرات ڼارية 
لا دي عقابها مختلف معايا 
تنهد آدم الصعداء براحة بعد أن فهم أنه لا ينوي أن يأذيها وهمس 
كويس إنك معملتش فيها حاجة 
عدنان بنظرات تنبع بالشړ والغل 
بس قصاد كدا هخليها تدوق العڈاب أشكال والوان
في تمام الساعة الثانية بعد منتصف الليل 
فتح باب المنزل ودخل ولم يكن المنزل هادئا كالعادة كما اعتاد أن يجده بكل ليلة بل الأصوات المنبعثة من المطبخ أثبتت له أنها مازالت مستيقظة نزع حذائه بجانب الباب وتحرك في اتجاه المطبخ بخطوات متريثة بينما صوت خطواتها وتحركها فكان يصل لأذنه ويشعر به كأنه يراها أمام عيناه 
وصل أخيرا ووقف عن الباب يتطلع لها بصمت وهو يراها تمسك وتقوم بتقطيع الخيار وترتدي إحدى قمصان خاصتها لم يمر الكثير من الوقت وهو يتأملها حتى هتف بصوت رخيم 
بتعملي إيه 
انتفضت في وقفتها بفزع وسرعان ما التفتت بجسدها كاملا له تقول بصوت مزعور 
إنت إمتى جيت !! 
انتظرت أن يجيب عليها لكنه كان ينظر بجمود وبعيناه الثاقبة فتنهدت والتفتت بجسدها مرة أخرى
توليه ظهرها وتهمس 
جعت وبعمل أكل ليا تحب اعملك معايا 
لم تسمع رد منه أيضا سوى الصمت لحظات معدودة وشعرت به يتقدم نحوها في خطوات مدروسة يقترب ويقترب لا تنكر إن اقترابه المتريث هذا اربكها وخصوصا عندما وجدته يقف بجوارها تماما شبه ملاصقا لها ويجذب من يدها السکين هاتفا بخفوت يحمل بحة صوته الرجولية المريبة 
خبيتي عني ليه 
رفعت رأسها لها وتطلعت في عيناه القوية ياله من جبار رغم خړاب نفسه بعد
كشفه لخېانة فريدة له إلا أنه يتفنن في إظهار القوة والشموخ أمامهم وكأن ما حدث لم يحدث طالت النظر في وجهه بثبات ثم مدت يدها وسحبت السکين من يده وعادت تكمل تقطيع الخيار هامسة 
مكنتش هتصدقني ! 
جذب السکين مرة أخرى من يدها لكن هذه المرة كانت پعنف وهو يجيب عليها بصوت غليظ 
ومجربتيش ليه 
رغبت في أن تجذب السکين من يده وهي ترمقه بحدة وتجيب عليه بغيظ لكنه رجع بيده خلف ظهره يمنعها من أخذ السکين 
عشان مكنش عندي استعداد استحمل كلامك الفارغ لو مصدقتنيش كانت هتحصل مشكلة كالعادة وأنا مليش مزاج اخش في جدال معاك وكنت ممكن تتهمني وتقولي إني غيرانة منها عشان كدا بقول إنها بتخونك
عدنان بنظرات مستاءة وصوت بدأ يصبح خشنا 
فتروحي
تقولي لآدم ومتقوليش ليا 
أنا مقولتش لآدم هو اللي صمم إني اقوله لأنه كان شاكك في تصرفات فريدة زيك وزي وزينا كلنا ولما حس إني عارفة حاجة أصر إني اقوله 
أخذ نفسا عميقا محاولا السيطرة على انفعالاته واجابها بشبه ابتسامة ساخرة ظهرت على شفتيه 
طبعا إنتي شمتانة فيا دلوقتي !
هزت رأسها بالنفي بعد لحظات عابرة من الصمت وهدرت 
تؤتؤ مش شمتانة بالعكس أنا عارفة كويس أوي احساس إنك تتطعن في ضهرك احساس إنك تدي الخير ومتاخدش غير الشړ تمنح الحب وتحصل على الكره وإنت دلوقتي حاسس بكدا زي أنا في اللحظة دي بس اقدر اقولك بقينا متعادلين ياعدنان
رمقها بنظرة مطولة وآخر كلماتها تردد في أذنه بقينا متعادلين ألقت الغاز بتلك الكلمات وكان يتوجب عليه هو إيجاد الحل هي من أعطته الخير ولم تأخذ سوى الشړ منحته الحب وحصلت على الكره وحين لجأت لأبيها طعنها بظهرها وسلمها له عقدوا اتفاقيات دنيئة بينهم حتى يحصل هو عليها ويحصل أبيها على أمواله ومكانته هم الآن في خط التعادل فعليا ولكن الحقيقة أنها هي الرابحة ! 
انتهت من تقطيع الخيار وكذلك طعامها كله فحملت الصحون فوق يديها وخرجت بهم تاركة إياه يقف متسمرا كالصنم خرج خلفها بعد لحظات لكنه ذهب لغرفته ليأخذ حماما دافيء وبعد دقائق طويلة خرج وهو يلف نصفه السفلي بالمنشفة الكبيرة وبيده المنشفة الصغيرة يجفف بها شعره وجدها تقف أمام المرآة تقوم بتسريح شعرها بعد أن انتهت من تناول طعامها تأملها
لثواني ثم القى بالمنشفة التي بيده على الفراش واقترب منها تركت هي الفرشاة وهمت بأن تستدير وتتجه للفراش حتى تخلد للنوم لكن تجمد جسدها بأرضه حين شعرت بذراعه يلفه
أنا آسف
الفصل الخامس والعشرون 
لأول مرة تسمع تلك الجملة منه هل حقا يعتذر منها !! والآن !!! رغم أنه اعتذار ليس بوقته تماما وأنه كان عليه أن يفعله منذ وقت طويل إلا أنها تطلعت في عيناه فرأت الحزن والأسف الصادق نبرته العذبة لا تزال تتردد في أذنها طالت النظرات بينهم حتى قطعت هي اللحظة وهمست بهدوء 
آسف على إيه 
على كل حاجة انتي عندك حق أنا فعلا أناني ودلوقتي بدفع تمن انانيتي دي 
لمسة يده اذابت الكثير وأثرتها بسهولة لا تصدق أن من يقف أمامه هو عدنان صاحب القلب المتحجر هل يعترف لها بخطأه حقا ! يبدو أن حقا الخړاب الذي خلفته تلك المشؤومة لم يكن هينا لمعت عيناها بالعبارات وردت عليه في ابتسامة تحمل القليل من السخرية مع الكثير من الألم 
يااااه دلوقتي بتقول الكلام ده اتأخرت أوي 
عدنان بصوت خاڤت وجميل 
عارف إني اتأخرت بس حبيت أوضح ليكي ندمي حتى لو بمجرد كلمة كنت زي الأعمي ودلوقتي فتحت عيني وبدأت اشوف حجات كتير مكنتش شايفها
رغم سعادتها بكلماتها لكنها لن تخنث وعدها مع ذاتها ستستمر في تنفيذ العهد حتى يحين الوقت المناسب تفهم جيدا ألمه وندمه أنه فضل الأخرى عنها لكن ماذا إن كانت هذه مجرد مشاعر زائفة خرجت منه بلحظات عجزه وحزنه عندما شعر بحاجته لها هل سيتراجع ويتخلى بعد أن يستعيد رباطة جأشه أم سيستمر أثر الكلمات في الوجود والتجديد لا تعرف ويأسفها الاعتراف أنها تخشي الوثوق به ! 
استجمعت رباطة جأشها وابتسمت بلطف في وجه لا يحمل ضغينة أو ڠضب فقط ملامح هادئة وصوت ناعم خرج منها مع ثبات استمدته من أعماقها بصعوبة 
فاهمة ياعدنان بس أنا
من وجهة نظري ياريت نأجل الكلام في الموضوع ده بعدين إنت دلوقتي مرهق وتعبان وأنا كمان عايزة أنام
ليس أحمق حتى لا يقرأ في عيناها نظرات الحزن وعدم الثقة لا تثق بكلامه وربما لا تصدقه حتى ولن يلومها فلديها الحق وكيف تأتي الثقة بين علاقة مبنية على اتفاقيات ورقية منذ البداية ! 
لم يضغط عليها ولم يتفوه بحرف آخر فقط ابتسم بدفء وانحنى عليه على جانب جبهتها هامسا 
تصبحي على خير 
بادلته الابتسامة لكن بأخرى باهتة وابتعدت من أمامه بعد ثلاث ثواني بالضبط واتجهت إلى فراشها تسطحت عليه وتدثرت بالغطاء وهي توليه ظهرها وتحدق بالفراغ أمامها في سكون تام تشعر بحركاته وهو يرتدي ملابسه دون أن تراه وبعد دقيقتين بالضبط سمعت خطوات قدمه تتجه نحو الباب وباللحظة التالية كان يفتح الباب
وينصرف بعد أن اغلقه خلفه هبت فورا جالسة وهي تعلق نظرها على الباب بتفكير تتساءل بين نفسها هل غادر المنزل أم خرج ليجلس بالخارج أو بالحديقة ! أزاحت الغطاء عنها ووقفت على قدميها ثم تقدمت بخطواتها نحو الباب تسير بتريث حتى لا تحدث أي ضجة وصلت عند الباب وامسكت بالمقبض وانحنت بجزعة للأمام وهي تديره ببطء شديد وكانت على وشك أن تجذب
 

51  52  53 

انت في الصفحة 52 من 84 صفحات