الفصل الثامن عشر بقلم أميرة الشافعي
لاء إنت وحش طنط
زيزي قالت إنك طردت ماما إنت وحش وأنا مش بحبك
وإنت كمان مش بحبك قالت ذلك تخاطب مراد وأردفت وهي تبكي بمراره وخلاص هقول عمو مش هقول بابا بس هات ماما تاني
عاوزه أقول ماما بس
عاوزه أروح بيتنا ال فيه شجره واحده هوأحلي من بيتكم ال فيه شجر كتير
بس يا بنت نهرها شاكر وقد نفذ صبره وصاح
مافيش ماما فيه تيته بس يا همس فاهمه ولا لأ
لتلقي همس شوكتها أرضآ وتنهض مسرعه لتصعد إلي الجناح التي كانت تقيم فيه مع ليلي وهي تبكي وتصيح
إنتو وحشين وأكلكم وحش ماما لولو بس حلوه هيه بتأكلني أكل حلو ونعمل كيكه سوا
نوال پحده همس
متعلقه بليلي من أول يوم شفناها يا شاكر
شاكر بجديه يومين تلاته وهتنسي دي طلعت ولا نزلت طفله ومسيرها تنسي النصابه دي
ليقول مراد بضيق طالما كانت قايله لماما تبقي مش نصابه يا بابا غلطتها إنها ماقالتش من الأول أردف وهو يقول لأمه
خدي بالك منها يا ماما لوسمحتي
حاضر يا حبيبي قالت نوال لمراد بحنان
قبل أن ينصرف مراد لعمله صعد للأعلي ودخل الجناح الذي كانت تقطن فيه ليلي
بتعملي إيه يا همس
قالت بدون أن تنظرإليه بدعي ربنا يجيب لي ماما أويوديني عندها
أردفت تبكي إشمعني بيري عندها اتنين ماما طنط زيزي وآني كمان بتعلمها وتلعب معاها
وأنا يبقي معنديش ماما
بتحبيها ليه علشان هيه ماما بس
لتندفع الصغيره إليه وتتوسل بضعف
وديني عندها يا بابا ماما لولو حلوه هي بتعلمني وهيه بتأكلني وهيه حبيبتي
مراد بحنان وهمس يا ما نبهتيني يا همس ومخدتش بالي كنتي بتقولي ماما لولو كل لما أقول شمس
لمعت عيناها وقالت طب ممكن تخليني أكلمها بالتليفون
طلب همس صادف هوي في نفسه فأخرج هاتفه ليطلبها
مسحت عيناها لتتأكد وقالت بغيظ
والله لو ضړبت ألف مره ما أرد عليك أبدآ
وضعت الهاتف علي الوضع الصامت وعاودت نومها
في الفيلا
نظر مراد لهمس بيأس وقال مش راضيه ترد عليه
ضربنا خمس مرات ومش راضيه ترد
أقولك سر قال بصوت منخفض كلميها من موبايل تيته نوال
لتضحك الصغيره لذلك السر وتقول همسآ حاضر
في المنصوره
تململت ليلي في فراشها بعد أن أيقظها رنين مراد
حملت الدميه وقالت بحنان صباح الخير يا ميسو يا تري غسلتي أسنانك وفطرتي
طب بتحلي الواجبات ال بديهالك
كانت تأمل أن يلحقها ويتفاهم معها لكنه لم يفعل كيف وعدها ألا يتخلي عنها وفعل ذلك بسهوله
رنين هاتفها جعلها تفيق من شرودهانظرت لتجد نوال المتصله
السلام عليكم
ردت نوال بصوت دافئ حنون كعادتها
إزيك يا ليلي عامله ايه يا حبيبتي
ليلي بنبره حزينه الحمد لله يا طنط نوال أنا كويسه همس عامله إيه
متزعليش يا حبيبتي أنا عرفت إل حصل من زيزي
ليلي بحسره يا ريت من زيزي لوحدها
مراد معذور يا ليلي قالت نوال التي إستشفت ما تعنيه ليلي
بهتت ليلي أتعلم نوال أنها حزينه مما فعله مراد بشكل خاص
صمتت ليلي لثواني ليأتيها صوت همسها المشتاق
ماما حبيبتي تعالي خديني أنا بدور عليكي يا ماما طنط زيزي وحشه بتقول مامتك ماټت
أنتي حبيبتي يا ماما
ما ما ماما
تزلزل كيان ليلي لتشهق بالبكاء فليس لديها إجابه لهمس ظلمآ أن تجعلها تتعلق بها من جديد ليتها تنساها حتي لا تتألم
رغمآ عني حبيبتي الصغيره
رفيقة الدرب!أمك تملأها الحيره
من قال أني تركتك حبيبتي
أنتي معي في أحلامي ويقظتي
وإسألي دميتك التي تقبع
وإسألي الشجرة العتيقه كم يلتاع وجداني
لاتبكي صغيرتي وتحزني فيتصدع كياني
ليت القرار قراري فما تركتك ولولثواني
وضعت ليلي الهاتف علي الطاوله ولم ترد علي صغيرتها التي أخذت في الصړاخ والعويل ولم تعلم أنها أضرمت الحريق في قلب الصغيره الملتاع
ليملأ عويلها أركان الفيلا ويلتف الجميع حولها يحاول تهدئتها بلا طائل
ليمر أسبوع كامل كأنه الدهر علي ليلي حاولت أن تشغل حالها وتعود إلي عملها أوتستذكر دروسها
فإذا آتي المساء وأسدل ظلامه دمية همس القطنيه لتنام وهي تتخيلها صغيرتها
في شقة كرم
أضاءت ماهي بعض الشموع وإنتظرت عودة كرم وقد أعدت عشاء رومانسي وإرتدت قميص نوم باللون الأحمر ما أن سمعت صرير المفتاح في الباب
حتي إنحنت لتدخل تحت الأريكه وتختبأ تمامآ وهي تبتسم وتتخيل أن تخرج بشكل مفاجئ بعد أن يبحث عنها كرم كثيرا
ضحكت وهي تتخيل الموقف
ولكنها فزعت حينما قال كرم بصوت عالي
إتفضل يا مراد إدخل
وضعت يدها علي فمها وهمست مراد
كادت أن تبكي فكيف ستخرج الآن وهي ترتدي هذا القميص
إحمر وجهها من الخجل خوفآ أن يراها مراد
كذلك فصممت تمامآ تتحين الفرصه لتخرج بدون أن يراها شقيقها
ولسوء حظها جلس مراد في الردهه علي نفس الأريكه المريحه التي تنام هي أسفلها لتتلاحق أنفاسها پذعر
قال كرم بتعجب دي ماهي محضره العشا يا سلام وعلي ضوء الشموع كمان وأنا بقول الكهرباء قاطعه
ليضحك مراد ويقول
طب تعالي يا عم الرومانسي إقعد معايا نخلص الكلمتين علشان أسيبكم للرومانسيه
كرم بحيره وهويدور في أنحاء الشقه
ماهي يا ماهي راحت فين دي يا تري
يمكن خرجت تجيب حاجه إستني هضرب لك عليها قال مراد
ليصدر رنين هاتفها من حجرة نومهم
قال كرم لأ أكيد نزلت ونسيت الموبايل بس غريبه دي مبتنزلش من غير ما تقولي
طب يلا يا مراد هنتكلم وإحنا بنتعشي
أردف هطفي الشمع ده ويلا أقعدناكل أنا مېت من الجوع
بالفعل جلسا يتناولا الطعام بشهيه
وقال كرم وهو يلوك الطعام بفمه
بانيه وكبده وكفته الظاهر كانت عامله عزومه
مفجوع همست ماهي بغيظ
كرم بمكر يعني من
ال حكيته إنها زعلانه منك يا كبير صح
مراد بغيظ أومال يعني هتبقي فرحانه إني طردتها يا كرم بس لازم تقدر موقفي هيه كذبت عليه تخيل خدعتني ولا مره حاولت تقولي الحقيقه
كرم ضاحكآ يا عم إنت الكسبان فكر بعقلك
كنت بتحبها رغم إنها كانت متجوزه ومخلفه وفجأه تكتشف إنها بنت ما تجوزتش قبل كده ولا خلفت بس ربت البنت الصغيره وإعتبرتها بنتها
كان لازم تقولي يا كرم قال مراد
كرم وهو يضع بعض الطعام في فمه مراد بقولك إيه
من غير لف ولا دوران بتحبها ولا لأ
مراد بخفوت بتزفت أحبها خلص عاوز تقول إيه وبعدين دا منظر ماهي تعمله عشا رومانسي ناقص تاكل الصحون
كرم بجديه جعان يا عم الحمد لله إن ماهي مش هنا كانت ھټموټني من الجوع عقبال ما نقعد نطفي الشمع وأشكر فيها
قهقه عاليآ وضحك مراد أيضآ
لتصر ماهي علي أسنانها وتهمس ماشي يا كرم يا مفجوع إن ما وريتك ثم أردفت بنفس الصوت ھموت من الجوع و هيخلص الأكل كله
أنهيا طعامهما ودخل كرم ليصنع الشاي ليقدمه لمراد وقال
روح لها يا مراد إسمعها وتسمعك طنط نوال بتقول إنها إنسانه كويسه
مراد بحيره شكلي هصطدم تاني مع بابا البنت حالها يقطع القلب يا كرم
بنت مين سأل كرم
همس يا أخي قال مراد وأردف بالنسبه لليلي أنا قاصد أستني شويه لحد ما أفكر صح وهيه كمان تفكر في كل ال حصل
وجهة نظر يا مراد بس كل ال أنا متأكد منه إنك نخيت يا ميرو مش كنت بتقول بنت إيه دي ال هتشغل بال مراد الخرافي أديك طبيت
مراد بتأثر تعرف يا كرم إنها طلعت صغيره في العمر قوي أنا كمان كنت متعجب من أول ماشفتها
إزاي دخلت عليه إزاي صدقت إن الأزعه دي تبقي مرات مجدي
تثاءب كرم فنهض مراد وقال أنا ماشي
كرم بحيره خليك عندنا النهارده بات هنا
مراد ضاحكآ لأ لما ماهي تيجي إتصل كلمني
إنصرف مراد وإستدار كرم ليدخل ليتفاجئ بالأريكه تهتز
وتخرج ماهي التي تشعث شعرها من تحت الأريكه
ليقول بذهول ماهي
ماهي بملل أيوه ماهي يا كرم وسمعت كل ال قلته علي الأكل
لتقذفه بوسائد الأريكه وتصيح وهي تنظر للمائده
وكمان خلصت الأكل ومسبتليش
كرم كاذبآ مراد إل أ كله كله يا حبيبتي
ويهرول للداخل لتجري ورائه تقذفه بالوسائد ليباغتها صائحآ
مقبوض عليكي يا ماهي پتهمة التلصص والتجسس
وتحاول الفرار ليأبي أن يتركها قائلا بمرح
لا يا حبيبتي هو دخول الحبس زي خروجه
محكوم عليكي بالمۏت عشقآ
لتتعالي ضحكاتهم السعيده وتجمعهم لحظات حلوه يذوب كلا منهم في كيان الآخر
في فيلا الخرافي
هبطت همس الدرج بهدوء لتتسلل إلي خارج الفيلا وتهرول في الشارع لتسأل الماره عن المستشفي التي كانت فيها ليلي تظن أنها ستجدها هناك
ويتفاجئ مراد الذي كان عائدآ إلي الفيلا بطفله تقف بين جموع الناس تبكي وتصف لهم المستشفى
ليصيح بذهول همس
ما أن رأته حتي هرولت تجري ليترجل بسرعه من السياره
ليتبعها مهرولآ يناديها فلاتقف
وأخيرآ صاح تعالي يا همس أنا هوديكي لمامتك
بحظر وترقب وقالت بإعتراض وڠضب طفولي وهي تركل الأرض بقدمها
لأ ء إنت بتضحك عليه أنا هروح المستشفي لوحدي
أخذ بهدوء ويتحدث إليها إلي أن وهي تصيح وتبكي
وهو يحاول تهدئتها
عند البوابه صاح برجال الحراسه إنتو إزاي تخلو همس تخرج بره من غير ما تمنعوها
ليقول أحدهم والله ما شفناها يا بيه
ليصيح مراد بصوت هادر تبقو زي قلتكم
حمل همس التي أخذت تصيح وتركله بقدمها
ليدخل من البوابه إلي الداخل ويخبر الجميع بمافعلته بعد أن صاح هادرآ ليستيقظ جميع من في البيت
قال شاكر پغضب وبعدين بقي معاكي يا همس عاوزاني أضربك
همس بعناد إضربني بس هات لي ماما إنتو وحشين عاوزه ماما بس
لتقول نوال بكل مافيها من قوه شاكر البنت ضعفت مبقتش تاكل خالص والنهار ده حاولت تهرب
لازم ليلي تيجي أو
نظر إليها الجميع لتصيح أوهمس تروح تعيش معاها
ليصيح شاكر إنتي أكيد كبرتي وخرفتي يا نوال عاوزاني أودي حفيدتي عند دي
مالها دي صاحت نوال مالها دي يا شاكر
لمت
لحمنا لولاها كان زمان همس مرميه في أي ملجأ منعرفش مكانها
لتصيح زيزي البنت دي مش ممكن ترجع هنا تاني أبدآ عمو معاه حق و بالنسبه لهمس هيه فعلآ تستحق الضړب
اتكلم يا ممدوح
نظر ممدوح بتأثر لهمس وهي تبكي وتتنهد بحسره وقد خسړت الكثير من وزنها وبهت وجهها الجميل
وقال پحده لازم نفكر في مصلحة البنت أولآ وقبل كل شئ
أنا قلت لأ يعني لأ وآخر مره حد يكلمني في الموضوع ده صاح شاكر
ليصمت الجميع فجأه حينما تمددت همس بسكون وضعف علي الأريكه
مراد صائحآ همس حبيبتي
همهمات فقط ما تقولها بضعف ماما لولو حبيبتي
وقف مراد