روايه الثلاثه يحبونها
مريرة من وسط دموعها
ا ورغم إنى نفسى
فيه بس ممكن محتفظش بيه
أخرجتها نهاد من حضنها وهي تقول بجزع
إنتى بتقولى إيه يا شروقمراد مستحيل يقبل بحاجة زي دى مستحيل يخليكى تجهضى طفلكم
مسحت شروق دموعها
وهي تقول فى مرارة
كان ممكن أصدقك لو كان مراد بيحبنى بس مراد مش بيحبنى يانهاد مراد بيحب واحدة تانية
عقدت نهاد حاجبيها قائلة
قالت شروق بسخرية
مريرة
هو فعلا مبيحبش بشرى بس بيحب رحمة مرات يحيي أخوه الكبير
إتسعت عينا نهاد پصدمة وهي تقول
إنتى بتقولى إيه
تنهدت شروق قائلة
هحكيلك يا نهاد لإنى تعبت تعبت ومش لاقية حد أفضفضله غيرك
قالت نهاد بشفقة
طيب إحكيلى ياشروق إحكيلى ياصاحبتى
لتسرد لها شروق ما إكتشفته اخيرا من مشاعر زوجها التى أخفاها داخل قلبه طويلا والتى جعلت من أملها فى عشق زوجها أملا مستحيلا
كان يحيي ممددا على الأريكة داخل حجرة مكتبه داخل منزله يفكر فيما يحدث بينه وبين تلك الشقية الفاتنة والتى ستودى به يوما إلى حتفه من جراء ذلك الصراع الذى يكتنفه حين يكون معها فتارة يود لو آلمها كما تؤلمه كلماتها وخيانتها له قديما والذى يأخذ أنفاسه بعيدا ويزيد من نبضاته مجرد تخيله لذلك
فلاش باك
إنت إزاي تكلمنى بالطريقة دى
قالت رحمة تلك الكلمات بحنق ليقترب منها يحيي خطوة قائلا بصوت حاد النبرات
والهانم عايزانى أكلمها إزاي يعنى هابتصغرينى أدام مراد النهاردة ولا همك بتعمليله أكل وبتقوليله ياكله عشان خاطرك وأنا قاعد جنبك زي شوال البطاطا ولا لية أي لازمة
إنت بتقول إيه مراد ده أخوك يايحييوإبن عمى
إقترب منها بسرعة يمسكها من كتفيها يقربها منه لتلفحها أنفاسه الغاضبة وهو يقول بمرارة
وأنا جوزك فاهمة يعنى إيه جوزك
تأملته بعيون واسعة ليتأمل هو ملامح وجهها وصولا إلى ذلك العرق النابض بقوة ليقاطع رغبته تلك صوت طرقات على الباب وصوت روحية وهي تخبرهم أن الصبي إستيقظ ويبدو أنه يرغب بحضور السيدة رحمة إليه لتهرب رحمة من بين يديه بسرعة تاركة إياه لاعنا تلك الطرقات
إدخلى ياروحية
دلفت روحية إلى حجرة المكتب تبدو على ملامحها إمارات القلق ليعتدل يحيي على الفور و هو يقول
خير ياروحية
قالت روحية بإضطراب
الحاج صالح ومراته وولاده فى الهول ومعاهم رجالة كتير مستنيينهم برة البيت يايحيي بيه وطالبين يشوفوك إنت والست رحمة حالا
عقد يحيي حاجبيه يفكر لثوان ثم قست ملامحه وهو يقول
قالت روحية بإحترام
مفهوم يابيه عن إذنك
لتغادر روحية ويخرج يحيي هاتفه يتصل بمراد الذى أجاب على الفور ليبادره يحيي قائلا بنبرات صارمة
العيلة كلها هنا يا مراد والموضوع ميطمنش أنا مش مرتاح الزيارة غريبة وحاسس بحد لاعب فى الموضوع ده تعالى ع البيت وخلى الرجالة مستعدين لأي غدر
قال مراد فى حزم
متقلقش يايحيي مسافة السكة
ليغلق يحيي الهاتف وهو يغلق زر قميصه العلوي إستعدادا للخروج ومواجهة عمه صالح والعائلة فتلك الزيارة لا تبشر بخير لا تبشر بخير أبدا
قالت رحمة فى توتر
عمى صالح والعيلة أنا مرحتلهمش من زمان أوى وهما مش بيخرجوا من البلد إلا فى أقصى الظروف غريبة
قالت روحية وهي تتناول منها هاشم قائلة
إلا غريبة ولا وشوشهم ياستى مكشرين كدة وتحسى إن ميتلهم مېت ربنا يستر أنا خفت ولولا إنى عارفة إن يحيي بيه قدهم كنت إترعبت
نظرت إليها رحمة قائلة
متقلقيش ياروحية إنتى عارفة إن يحيي فعلا أدهم وهما برده على أد ما يبانوا قاسيين لكن قلبهم طيب وميتخافش منهم
تنهدت روحية لتمرر رحمة يدها على وجنة الصبي بحنان ثم تقول لروحية
خلى بالك منه يادادة وأنا بإذن الله مش هتأخر
قالت روحية
فى عيونى ياستى
إبتسمت رحمة وهي تغادر الحجرة ولم تلبث أن إختفت إبتسامتها وهي تترك قلقها يظهر على ملامحها توجسا من تلك الزيارة الغريبة من عائلة الشناوي تدعوا من كل قلبها ان تمر تلك الليلة بسلام
تأمل يحيي ملامح عائلة الشناوي المتجهمة بتوجس يزداد شعوره بوجود خطأ ما يتساءل عن كنهه وما ان إقتربت رحمة من يحيي ورآها الجميع حتى تحفزوا جميعا ليتقدم منها فارس الإبن الأوسط للحاج صالح وهو يقول پغضب
تعالى ياسافلة
وقف يحيي فى مواجهته والڠضب يعلو ملامحه وهو يهدر قائلا پغضب
فارس إنت إتجننت إزاي تكلم مراتى بالشكل ده أقف مكانك ومتقربش منها خطوة واحدة وإلا قسما برب العزة لأموتك بإيدية دول وما أعمل حساب للقرابة والدم
تجمد فارس فى مكانه يطالع يحيي بنظرات حانقة بينما يرمقه يحيي بنظرات غاضبة متحدية ليردع فارس صوت أبيه الذى قال بهدوء
إهدى يافارس وتعالى جنب إخواتك ياإبنى الله يرضى عنك
تراجع فارس ليقف خلف أبيه
رغما عنه بينما توارت رحمة خلف يحيي الذى شعر بخۏفها وإحتمائها به منهم تمسك قميصه من الخلف كما كانت تفعل بالضبط وهي صغيرة ليرق قلبه ويشعر بالألم فمازالت هي كما هي رحمة الضعيفة والتى تشعر بكره الجميع لها رغم أنه لا ذنب لها فيما فعلته والدتها ومازالت تحتمى به لينقذها من براثن كرههم شعوره بأنه حاميها دفع الډم لعروقه وأكسبه تصميما على ردعهم جميعا اليوم وقد ظهر الغدر فى عيونهم حتى وإن عام فى بحر من الډماء فلن يمسوها بأذى طالما هو حي يتنفس
ليطالع الحاج صالح بنظرة قوية أثرت فى الحاج صالح إعجابا به رغما عنه وهو يقول
ممكن أعرف سر الزيارة الغريبة دى واللى الواضح إنها مش ودية أبدا ممكن أعرف جايين ليه النهاردة ياحاج صالح
قال صالح بهدوء وهو ينقر بعصاه على الأرض مقتربا من يحيي قائلا
جايين نحمى شرفنا يا ولدى شرف عيلة الشناوي جايين نغسل عاړنا بإيدنا
إتسعت عينا رحمة
فى صدمة بينما عقد يحيي حاجبيه قائلا
عار إيه وشرف إيه تقصد إيه ياحاج
دلف مراد فى تلك اللحظة إلى المنزل لتظهر بشرى بدورها والتى كانت تتابع ما يحدث من بعيد ليجتمع الكل ويقترب الحاج صالح من يحيي أكثر قائلا
وصلنى إن بنت بهيرة دايرة عليكوا واحد واحد ياولاد عيلة الشناوي بتوقعكم فى مصيدتها واحد ورا التانى بألاعيبها اللى بتوصلكم لسريرها وبعدين تضطروا تتجوزوها عشان تداروا الڤضيحة مظبوط كلامىولا إيه
كادت رحمة الآن ان ټموت حزنا من كلمات الحاج صالح بينما علا ثغر بشرى إبتسامة وارتها على الفور ولكن ليس قبل أن يلمحها مراد ويدرك انها هي من أخبرتهم بذلك ليتوعد لها بعد إنتهاء تلك المهزلة أما يحيي فقد قال بصوت قاطع صارم متوعد النبرات
خد بالك إن اللى بتتكلم عليها دى تبقى مراتى مرات يحيي الشناوي والعرض اللى بتخوض فيه ده هو عرضى والله فى سماه اللى يجيب سيرة مراتى أو يخوض فى عرضى ما أسيبه عايش على وش الأرض ولو كان مين
تحفز أبناء الحاج صالح وتقدموا بإتجاهه ليرمقهم يحيي بصرامة ويقترب مراد من أخيه بسرعة بينما إتسعت عينا بشرى پخوف فلم تكن تتوقع ان تتدهور الأمور بهذا الشكل ليرفع الحاج صالح يده بإشارة لأبنائه قائلا
خليكوا مكانكوا ياولاد صالح
ليتوقف الجميع مكانهم ينظرون إلى بعضهم بحيرة وحنق بينما رمق
الحاج صالح يحيي بنظرة عميقة غير مفهومة وهو يقول
رد على سؤالى ياإبن صديق إتجوزتها بسرعة كدة ليه وإنت لسة ډافن مراتك يا إبن الأصول
نظر يحيي إلى عمق عيني الحاج صالح وهو يقول بحزم
رغم إن دى حياتى الشخصية وأنا حر فيها ومش مجبر إنى أبرر بس هقولك ياحاج جوازى من رحمة كان بوصية من أختها اللى شافت إنى عمرى ما هرضى أتجوز وأجيب لهاشم مرات أب وفى نفس الوقت خاڤت إن هاشم يتحرم من حنان الأم وملقتش أحن من أختها كأم بديلة ليه
ليخرج من جيبة ورقة مطوية وهو يناولها للحاج صالح مستطردا
الوصية أهي تقدر تقراها بنفسك
فتح الحاج صالح تلك الورقة وقرأها بهدوء ليهز رأسه قبل أن يمنحه إياها قائلا
مظبوط كلامك ياابنى طب ده بخصوص جوازك لكن جوازها الأول بأخوك وجدك هاشم اللى لقاها فى أوضته وهي
قاطعه يحيي وهو يهدر قائلا
عمى الكلام ده محصلش منه حاجة ومراد يشهد بكدة
ليقول مراد بسرعة
فعلا محصلش ياحاج اللى قالك كدة كداب ويستاهل الحړق
قالها وهو ينظر إلى زوجته التى أشاحت بوجهها بعيدا عنه بينما قال يحيي بصرامة
ياريت نقفل بقى ع الموضوع ده لإنى قلتلك ياحاج صالح اللى بتتكلم عنها دى مراتى ومش هسمح لأي حد مهما كان يجيب سيرتها
ليقول فارس بحدة
بس ده شرفنا كلنا شرف عيلة الشناوي
كاد يحيي أن يتقدم بإتجاهه ينوى ضربه ليمسكه الحاج صالح من ذراعه بقبضة حديدية رغم سنه الذى تعدى السبعون لينفض يحيي يده پغضب وكاد أن يشتبك الجميع لتصرخ رحمة قائلة
كفاية بقى كفاية
إلتفت إليها الجميع لتطالعهم جميعا بعيون غشيتها الدموع ولكنها قوية تحمل إصرارا وهي تقول
مش عشان أمى طلعت ست خاېنة ووحشة أبقى أنا كمان زيها وأفضل طول عمرى عايشة بوصمة عارها أنا إستحملت ظلمكم وقسوتكم علية كتير ومن قبلكم جدى الحاج هاشم بس خلاص مبقتش قادرة أستحمل ظلمكم أكتر من كدة
الټفت إليها يحيي يظهر الألم على وجهه تأثرا بألمها الذى يقطر من كلماتها وهو ينادى بإسمها لتشير إليه بيدها أنها بخير وهي تلتفت إلى الحاج صالح قائلة بحزم
أنا معايا دليل برائتى ياحاج صالح
عقد صالح
حاجبيه بينما تبادل الجميع النظرات ليقول صالح بندوء
وإيه هو الدليل ده وريهولنا يابنت بهيرة
هدر يحيي بصرامة قائلا
حاج صالح
لمست رحمة ذراع يحيي مهدئة إياه لينظر إليها فتومئ إليه بعينيها ان يترك لها هذا الأمر ليتركه لها بالفعل وسط حيرته إلتفتت هي إلى صالح قائلة بثبات
دليلى مش هقوله غير للحاجة آمال وده آخر ما عندى
نظر الجميع إلى آمال الواقفة بهدوء بينهم لتومئ برأسها لهم وهي تتجه إلى رحمة قائلة برصانتها المعهودة
وأنا مستعدة أسمعك
يابنتى
أشارت لها رحمة أن تتقدمها لتخطو بالفعل معها ليقول حامد مناديا إياها
أمى
إلتفتت إليه قائلة بهدوء
متقلقش ياحامد دقايق وراجعالكم
ثم نظرت إلى صالح ليومئ لها الحاج صالح برأسه وتذهب آمال مع رحمة ليدلفوا إلى حجرة المكتب وسط توتر وحيرة وقلق من الجميع وخاصة ذلك الذى تعلقت عيناه بحبيبته التى نظرت إليه نظرة طويلة قبل ان تغلق الباب خلفها بهدوء
بعد مرور بعض الوقت
كان الجميع ينتظرون خروج رحمة و الحاجة آمال من الغرفة المغلقة لتتعلق العيون بالباب حين فتح وظهرت الحاجة آمال وهي تمسك بيد رحمة على عتبته يبدوان وكأنهما كانتا تبكيان من تلك العيون المتورمة والأهداب التى مازالت ندية ليقترب يحيي من رحمة على الفور وهو يقول بقلق
إنتى كويسة
أومأت برأسها بينما إبتسمت الحاجة آمال وهي تسلمه يدها
لتستقر فى يده وسط دهشة الجميع بينما إتجهت آمال إلى الحاج صالح ومالت