السبت 23 نوفمبر 2024

روايه الثلاثه يحبونها

انت في الصفحة 10 من 35 صفحات

موقع أيام نيوز

هاشم حتى لو الحاجة دى هي الجواز منك يا يحيي 
إتسعت إبتسامة يحيي الساخرة وهو يقول
لا والله كتر خيرك بجد مش عارفين نشكر أفضالك علينا بتضحى أنا عارف 
تجاهلته رحمة مجددا وهي تركز مع الصبي الذى يجذب خصلات شعرها بشدة لتحاول أن تبعد يده عن شعرها برفق ولكنه تمسك بها أكثر مسببا لها الألم الذى ظهر على وجهها ليراه يحيي بوضوح ورغما عنه إقترب منهما بسرعة ويمسك يد الصغير برفق يفتح قبضته بيد بينما باليد الأخرى يخرج خصلاتها من يده ويرجعهم إلى خلف أذن رحمة بحركة بدت عفوية إلا أنها أشعلت النيران فى قلبيهما 
ترجعهما لذكريات مضت حين كانت خصلاتها تطير مع الرياح فيمد يحيي يده ويرجعهم إلى خلف أذنها ملامسا إياها بحنو كما يفعل هكذا الآن بالضبط وتغيم عينيه بنظرة عاشق راغب وبالفعل كان يترجم حبه لها برقة وحنو 
تركها فجأة وقبض على يده بقوة وهو يشيح بوجهه عنها مانحا إياها ظهره لثوان وتاركا إياها وسط فوضى من المشاعر والحيرة قبل أن يتجه بخطوات بطيئة للخارج ولكنه توقف قبل أن يغادر تماما ليلتفت إليها بجانب وجهه قائلا
ياريت تبقى تلمى شعرك وانتى مع هاشم لإنه بيحب شد الشعر أوى ومش كل مرة هكون موجود 
لم ينتظر ردها وإنما إبتعد مغادرا لتجلس على سرير هاشم حاملة إياه وهي تمد يدها تضعها على خافقها المتسارع النبضات تشك فى إمكانية أن تكون له زوجة وتلك الذكريات تحاصرها وتجذبها إليه بقوة 
سمعت بشرى طرقات على باب حجرتها لتزفر بملل ثم تقول
إتفضل 
دلفت سيدة فى العقد الخامس من عمرها تبدو الطيبة على ملامحها تحمل صينية وضع عليها طعاما لتنزل الصينية على الطاولة القريبة منها وهي تبتسم فى وجه بشرى
التى رسمت إبتسامة مزيفة على شفتيها وتلك السيدة تقترب منها وتجلس على السرير بجوارها قائلة فى طيبة
إزيك يابنتى دلوقتى بقيتى أحسن 
أومأت بشرى برأسها قائلة 
الحمد لله ياست آمال جو الريف جميل أوى وفعلا حاسانى من يوم ما جيت هنا إتحسنت كتير 
ربتت السيدة آمال على يد بشرى قائلة 
ولسة كمان لما تاكلى أكلنا وتقعدى معانا أكتر هتتحسنى يابنتى ده انتى كنتى جاية وشك أصفر لون اللمونة بالظبط الحمد لله الدموية ردت فى وشك وبقيتى زي الفل 
كادت بشرى أن تصرخ من كثرة كلام تلك السيدة تقول فى نفسها يالها من سيدة ثرثارة كيف أصمتها
لتكتفى بإيماءة بسيطة برأسها كإجابة وبإبتسامة باهتة حتى تمل آمال وترحل وبالفعل نهضت السيدة آمال وكادت أن تغادر ولكنها توقفت وإستدرات إلى بشرى قائلة
إنتى كشفتى يابنتى
عقدت بشرى حاجبيها قائلة
كشفت
أومأت آمال برأسها قائلة
أيوة فى البندر عند الدكتورة لتكونى حبلى 
جزت بشرى على أسنانها وتمالكت أعصابها وهي تقول
ايوة كشفت ومفيش حاجة من الكلام ده خالص هم شوية برد وأنيميا وبالعلاج هبقى تمام وبعدين أنا مش قلتلكم ان مراد مأجل موضوع الخلفة ده شوية 
قالت آمال بإستنكار 
وليه بس يأجله مش يفرح بضناه وهو فى عز شبابه ولا هيستنى لما يكبر وإنتى تكبرى ويبقى خطړ عليكى الخلفة ساعتها بقى هيفكر يجيب عيال
كادت بشرى أن ټقتل تلك السيدة ولكنها تمالكت أعصابها وهي تقول 
لما هروح البيت هكلمه فى الموضوع ده ياست آمال 
إبتسمت آمال قائلة
أيوة كدة يابنتى أوعى تسيبيه عايش كدة بالطول والعرض ويسافر ويسيبك كل شوية إسمعى كلامى يابنتى من غير ما تربطيه بالعيال بيبقى جوزك مش جوزك الراجل من دول لو مربطتوش مراته بحتة عيل بيبقى سهل على أي حرمة تخطفه ويضيع منها وتبكى بدل الدموع ډم 
لم تجيبها بشرى وهي تفكر فى كلام السيدة آمال لتغادر آمال بهدوء بينما كانت بشرى شاردة فى كلماتها التى ذرعت بذور القلق فى قلبها ترى هل من الممكن أن تخسر مراد من أجل الأطفال هل من الممكن أن يتركها من أجل عدم إنجابها فربما عاد عدم إهتمامه بها لإنه ادرك أنها أرض بور لا يمكنها أن تمنحه طفلا وريثا له حتى أنه لم يهتم برحيلها ولم يحادثها ولو لمرة واحدة طوال وجودها فى هذا المكان لترفض هذا الإحتمال فهي تدرك أنه يحب تلك الفتاة الحرباء وإن تزوج سيتزوجها هي لتتسع عينيها فى صدمة ماذا لو 
لترفض أيضا هذا الإحتمال فرحمة تعشق يحيي ولن ترضى بمراد زوجا لها ولكن هي تزوجت هشام من قبل وقد كان أخيه أيضا لذا من الممكن أن تتزوج مراد الآن لتنفض افكارها وهي تخبط رأسها بخفة قائلة 
أمال لو مكنتيش إنتى
اللى دبرتى كل حاجة عشان تجوزيهم إنتى نسيتى انها إتجوزته ڠصب عشان الڤضيحة المهم من هنا لبكرة بالليل لو مقدرتيش تفكريلها فى مصېبة يبقى تلمى شنطتك وترجعى القاهرة يابشرى 
لتبتسم براحة وهي تنهض تتجه إلى طاولة الطعام تنظر إليها بنهم وقد شعرت فجأة بالجوع 
تأملت شروق ملامح مراد فى
عشق تنتابها سعادة لا حدود لها وهي ترى ملامحه النائمة لأول مرة منذ ان تزوجته فلطالما كانت تستيقظ تجده قد رحل وتركها وحيدة تتأمل جدران حجرتها فى ألم تتمنى أن تحقق يوما أحلامها وتستيقظ لتجد حبيبها نائما بجوارها أو ربما يتأملها بعشق وهي نائمة كما تتأمل هي مراد تماما تنهدت ها هي إحدى احلامها تتحقق وها هي تستيقظ وتجد معشوقها بجوارها نائما ربما يوما تستيقظ وتجده مستيقظا بجوارها يتأملها بعشق من يدرى ربما 
رفعت يدها ومررتها على وجنته بحنان ليفتح عينيه فجأة ويبتسم عندما رآها تبعد يدها بسرعة يحمر وجهها خجلا ليمسك يدها ويقربها من وجنته مجددا يمررها بنعومة على بشرته الخشنة قليلا والتى لم يحلقها بعد لتنظر
إلى عينيه اللتين حاصراتها بنظراتهما وتقع فى سحرهما ټغرق فيهما 
صباح الخير 
نظرت إليه مشتتة الذهن مضطربة القلب وهي تقول
ها 
إتسعت إبتسامته وهو يكرر بنعومة قائلا
صباح الخير 
تنحنحت لإجلاء صوتها الذى ضاعت نبراته وهي تقول
إحم صباح النور 
رفع يدها وهو يقول
مكنتش أعرف إن الصباح معاكى حلو أوى كدة لو أعرف كنت قضيت معاكى كل صباح لية ياشروق 
نظرت إليه شروق فى لهفة قائلة
بجد يامراد بجد الكلام اللى إنت بتقوله ده
لهفتها تلك اللمعة فى عيونها عشقها الذى يظهر فى نبراتها كل هؤلاء أشعروه بالذنب تجاهها فأقل كلمة منه ترضيها وبينما هي تعشقه هو لا يبادلها ذلك العشق بل يعشق أخرى بلا أمل وتلك الأخرى تقف فى طريقه فلا هو قادرا على أن ينالها ولا هو قادر على المضي قدما فى حياته دونها حتى بعد إدراكه لحبها لأخيه الأكبر والأدهى حب أخيه الأكبر لها مما يفقده الأمل فى إقترانهما يوما ولكن يظل العشق عشقا ليس بيدنا إختيار من نعشق ولا نحن قادرين على نسيان معشوقنا حتى وإن أردنا النسيان بكل جوارجنا 
طال صمته وهو يتأملها لتخبو فرحتها ويظهر الحزن على وجهها لتطرق برأسها وهي تقول
أكيد مش بجد إزاي بس هتقضى كل صباح معايا وأنا مجرد زوجة فى الخفا بتجيلها تقضى معاها ساعتين وتمشى
لكن اللى تقضى معاها كل صباح ليك ولياليك هي بشرى مش كدة يامراد
رفع مراد ذقنها بيده لتتقابل عيونهم ويرى بهم دموع حزينة تأبى السقوط ليقول بحنان
إحنا مش متفقين من الأول على كدة ياشروق وكنتى عارفة إن ده وضعنا ودى حياتنا ليه حاسس دلوقتى بإن وضعنا مبقاش يعجبك
نظرت إلى عينيه مباشرة وهي تقول
لإنى بحبك واللى بيحب بيغير بيتمنى حبيبه يكون ليه هو وبس ڠصب عنى مش عايزاك تبعد عنى والله ڠصب عنى 
سقطت دموعها على وجنتيها ليشعر بالضعف يأكل قلبه بالألم لحزنها ومشاعرها الجميلة والتى لا يستحقها يغوص بالذنب ولكنه قاوم كل تلك المشاعر وهو يمد يده ويمسح دموعها قائلا
طب إهدى دلوقتى ومتعيطيش يرضيكى أول يوم أبات معاكى فيه أشوفك معيطة بالشكل ده
إبتسمت رغما عنها متجاهلة حزنها فلديه كل الحق هو لا يجب ان يرى دموعها الآن لا يجب أن يراها ابدا فلا يجب ان تزيد همومه فلطالما قال لها مرارا وتكرارا أنها واحته التى ينسى بها كل همومه لتبتسم قائلة 
معاك حق ياحبيبى إستنى بقى لما احضرلك احلى فطار من إيدى 
اقترب منها هامسا
وتتعبى نفسك ليه ياشوشو ما أنا فطارى جاهز أهو وأدام عيونى 
وقبل أن تنطق بحرف كان يأخذها في رحلة خاصة بهم وحدهم أنستها كل شئ فيما عدا هذا الذى يمنحها أروع شعور فى حياتها شعورها بالعشق العشق اللذيذ 
كان يحيي جالسا فى حجرة مكتبه عاقدا كفيه امام وجهه يفكر فى عمق فى مشاعره المتصارعة تجاه رحمة إنها

حقا مشاعر معقدة إن لم يستطع فك صراعها والتحكم بها ستؤدى به حتما إلى الجنون 
رن هاتفه لينظر إلى شاشته ثم يعقد حاجبيه بضيق وهو يرى إسم المتصل لقد كان يكن لهذا الشخص احتراما ولكن منذ أن علم برغبته فى الزواج من رحمة تبدلت مشاعره لغيرة وكره لا يستطيع التحكم بهما كاد أن يتجاهل هذا الإتصال الهاتفى ولكن شيئا ما دفعه للرد ربما هو الفضول لمعرفة سبب مكالمته ليرد قائلا بصوت هادئ يحاول التحكم فى نبراته
ألو 
أجابه صوت توفيق الهادئ بدوره قائلا
إزيك يايحيي عامل إيه دلوقتى
زفر يحيي قائلا
بخير ياتوفيق خير
ظهر الإضطراب على صوت توفيق وهو يقول
انا انا عارف إنى بتصل فى وقت مش مناسب بس الحقيقة الحقيقة يعنى أنا كنت طلبت طلب كدة من مدام رحمة وهي قالتلى إنها هتفكر وأصلى يعنى أنا بكلمها كتير ومبتردش علية والحقيقة أنا لازم أحدد موقفى عشان أعرف هعمل إيه لإن السفر إتحدد بعد أسبوع والموضوع مش هينفع يتأجل أكتر من كدة 
جز يحيي على أسنانه وهو يتظاهر بعدم معرفته بالأمر قائلا
ممكن أعرف إيه الموضوع اللى مش
هينفع يتأجل ده
قال توفيق بإرتباك
الحقيقة مش هينفع لإنه موضوع خاص 
إلى هنا وكفى موضوع خاص بينك وبين رحمة فى أحلامك يافتى ليقول يحيي بهدوء يخالف ثورة مشاعره
عموما أنا هكلمها وأخليها ترد عليك 
قال توفيق بسعادة
شكرا شكرا بجد يايحيي أنا فى إنتظار مكالمتها سلام 
أغلق يحيي هاتفه بعصبية وكاد أن يكسره ولكنه تمالك أعصابه وهو ينهض ويتجه بخطوات غاضبة لحجرة رحمة ليفتحها پغضب ويقف متسمرا أمام ذلك المشهد يتأمل رحمة الواقفة أمام
المرآة تبدوا كما لو كانت خارجة توا من الحمام بذلك الشعر الندي الملتف حول وجهها ببراءة تنظر إليه بعينين متسعتين من الصدمة لتفيق من صډمتها وهي تقول پغضب
إنت إزاي تدخل علية بالشكل ده
أفاق من سحر مظهرها الرائع والذى يغرى قديسا ليبتلع ريقه بصعوبة قائلا
بتقولى إيه 
كادت رحمة أن
تبتسم لولا إحراج الموقف تدرك أنه ليس منيعا ضدها كما يحاول أن يبدو يقف هناك يبدو على ملامحه كل الإضطراب لتقول معيدة كلماتها ولكن بنبرة هادئة ذهب عنها الڠضب بقولك إزاي تدخل علية فجاة كدة من غير إستئذان
قال فى إرتباك
أصل يعنى أنا كنت هو 
لينفض إرتباكه وهو يقول بحزم
انا كنت جاي أقولك
10  11 

انت في الصفحة 10 من 35 صفحات