روايه لم يبقي لنا الا الوداع مني احمد حافظ
على للمأذون فأنا كلمته وزمانه على وصول واطمن بنتي هتبريك وهتتنازل عن أي حق ليها عندك حتى شبكتك هسلمهالك هي وكل حاجة جبتها الله الغني عن أي حاجة تيجي من طرفك ولو على حق بنتي برقبتك فربنا قادر وعادل وبكرة يجبر خاطرها ويطيب كسرها وينسيها حتى اسمك
جلست أمامه تحدق بعينه بثبات وقوة ولم يرف لها جفن تعلم أنه سيمضي بعيدا عنها ويرحل ولكنه سيخلف بقلبها چرحا غائرا تعلم أنه لن يندمل أبدا وبلحظة مر شريط حياتها برفقته أمامها وأحست بيد باردة تنزع وجوده من داخل كل ذكرى جمعتهما معا ذات يوم فجأة ساد المكان هدوءا مريبا فرفعت عينيها فأبصرت الشيخ يغلق دفتره ويغادر مستغفرا بينما تجمد أمجد بمكانه بوجوم وقبل أن تشيح وجهها بعيدا تلاقت أعينهما وبثوان وجدته يجثو أمامها ويتطلع بملامحها بحزن ولم تدر كيف السبيل لتمنع دموعها من الانهمار أمامه فتلك هي نهاية قصتهما ولحظة وداعهم الأخيرة ومن مكانه تابعهم شهدي فتسلل بعدما أدرك أن لا خوف على ابنته من الآن فصاعدا ظل الصمت يغلفهم لدقائق قطعها أمجد بقوله
أنا ضعفت وشيطاني عماني وخلاني مش شايف إلا نفسي وافتكرت إن طالما بتحبيني أبقى ضمنتك ومش هنكر أني فعلا حسيت بالغيرة منك بس فنفس الوقت كنت خاېف عليك خۏفت أحسن يكون في حد شبهي ويضايقك علشان كده اتصرفت وبدأت أضيع منك أي فرصة تجيلك
أنا همشي زي ما أنت عايزة وهختفي بس مش خوف منك ومن تهديدك أنك تفضحيني لا أنا همشي لأني مش قادر أشوف نفسي صغير في عينك أكتر من كده
غادر فأسرع والدها وضمھا بقوة لټنهار منار بين ذراعيه تنتحب حبها المسلوب وجرحها الغائر فمد شهدي يده ورفع وجهها نحوه وأردف
عارف أني مينفعش أتكلم وأنت بالحالة دي لكن حقك عليا يجبرني أقولك إن اللي اتبنى بينكم على الغلط كان لازم يتهد وأحمدي ربنا إن قصتك أنت وأمجد انتهت قبل ما خسارتكم تكون أكبر
لم يستطع أمجد العودة إلى منزله وقاد سيارته حتى صفها بأبعد نقطة فوق قمة المقطم وأسند رأسه بانهزام فوق مقود سيارته يفكر بخسارته الفادحة لمنار والتي لن تعوض أي فتاة أخرى حتى ليان فهو شكلها طويلا على يده وزرع خصاله بداخلها وأطلعها على طباعه حتى بدت في نهاية الأمر بالصورة التي تمناها دائما والآن ضاعت من يده ولا فرصة أمامه ليستعيدها مجددا فمن المؤكد أن والدها سيحيطها بدرع حمايته ليمنعه عنها زفر أمجد ورفع رأسه وتطلع حوله وتذكر نظرتها حين علمت بحمل زوجته كم ود بتلك اللحظة أن ينفصل بها عن العالم ويضع كفيه على كتفيها ويهزها بقوة لتمردها على أمره واقتحامها مكتبه دون إذن ولكنه خشى أن تساله ليان وتصر على معرفة صفتها بحياته حينها كان سيخسر على الرغم من تأكده أن زواجه بليان لم يك إلا رغبة مؤقتة فاز بها وبالنفوذ الذي طالما رأى أنه حقه وناله بصفقته مع والدها وأن ما جمعه بها هو الواجب الزوجي وليس الحب إلا أنه لا يقدر على ضياعها منه أو خسارتها أبدا
هرجعك وهدفعك تمن رفضك ليا غالي يا منار علشان مش أمجد المشير اللي تتكلمي معاه ببجاحة وصوت عالي وتطلبي منه الطلاق وأنت المفروض تبوسي إيدك وش وضهر أنه اختارك وحبك ودخلك حياته والله ونسيت أصلك يا بنت شهدي ووقفتي قصادي تتهدديني لا وعايزة تحط راسك براسي وتتساوى معايا فالنجاح وماله يا منار مش اطلقتي وخرجتيني برا حياتك ڠصب عني يبقى استحملي مني أي حاجة بقى
المفروض آجي من بدري ونحتفل سوا بالبيبي اللي ربنا أكرمنا بيه بس ڠصب عني يا ليان أنا
تعمد أمجد بتر حديثه والابتعاد عنها ونكس رأسه وولاها ظهره فتطلعت ليان نحوه پخوف وحين رأت اهتزاز جسده هرولت ووقفت أمامه وأحاطت وجهه بكفيها وسالته بقلق
مالك يا أمجد إيه اللي حصل ووصلك للحالة دي حبيبي أرجوك بلاش تخوفني
عليك أنا أول مرة أشوفك زعلان للدرجة دي
مد أمجد يده وأدناها منه وضمھا بامتلاك قائلا
بعد ما مشيتي واحد صاحبي من منطقة سكني القديمة اتصل وبلغني إن في واحد زميلنا اتوفى بصراحة أنا كنت فاكره عامل مقلب فيا لكن لما اتأكدت من الخبر مكنتش مصدق فأخدت بعضي ومشيت ومردتش أتكلم معاك علشان مكسرش فرحتك بعد العزا قعدت شوية مع والده ووالدته وبسبب الحالة اللي شوفتهم عليها مقدرتش أرجع على البيت وفضلت الف فالشارع لحد ما حسيت إن نفسيتي هديت من الخنقة اللي كنت فيها أنا عارف إن ملكيش ذنب أكسر فرحتك بابننا بس صاحبي دا كان له معزة كبيرة عندي ولحد اللحظة مش متخيل أني خسرته
ربتت ليان وجنته ومسحت بأصابعها فوق شعره وأردفت
ادعي له يا أمجد وأعمل له صدقة جارية باسمه دي أفضل حاجة تعملها لصاحبك علشان يعرف أنه
ساب وراه الصاحب الصالح
التقط أمجد يدها وقبلها وأومأ لها قائلا
أنا مش عارف من غيرك يا ليان كان حصل إيه حقيقي أنت ونعم الزوجة الصالحة اللي ربنا أكرمني بيها المهم أنا عارف إن دمي تقيل شوية بس صدقيني هحاول أعوضك عن القلق والخۏف اللي اتسببت لك فيهم بس قصاد كده عايزك فأي زيارة للدكتورة تخديني معاك علشان أشوف ابني وأسمع دقات قلبه واطمن عليك من الدكتورة وإن شاء الله لما الدكتورة تأكد لي أن ما فيش أي ضرر عليك من السفر هاخدك ونسافر أي مكان أنسيك فيه أي حاجة عملتها بقصد أو دون قصد وزعلتك مني
عانقته بسعادة وقبلت وجنته واستكانت لبعض الوقت بين ذراعيه ولكنها ابتعدت عنه فجأة ونظرت إليه وسالته بغيرة
إلا البنت اللي اسمها منار ورفضت تشتغل فالمؤسسة ملحظتش أن تصرفها كان غريب يعني واحدة جاية علشان مقابلة شغل المفروض أنها تكون ملتزمة أكتر من كده ولا أنت إيه رأيك
مش عارف بصراحة أساسا أنا بعد ما سالتها عن كام حاجة حسيت أنها مش مظبوطة حركتها مريبة ونظراتها مريحتنيش ففكرت أني لو رفضت أنها تشتغل ممكن تستغل الرفض وتطلع تتكلم عن المؤسسة علشان كده قدمت لها عرض تافهة رفضته وبصراحة أنا استغربت أنها كانت لسه موجودة فالمكتب ولولا أنها مشيت كنت هتطردها
عموما بعد كده لما تيجي واحدة تقدم على شغل أرفض أو خلي أي حد تاني يعمل الانترفيو مكانك علشان أنا بغير عليك ومش حابة أنك تتعامل مع أي واحدة
قبض على إصبعها وقبله قائلا
وأنا تحت أمرك يا حبيبتي ولو تحبي أنا ممكن امشي أي موظفة فالمؤسسة وأجيب مكانهم رجاله علشان مراتي حبيبتي تبقى مطمنة
لا يا حبيبي أنا بهزر معاك أنا صحيح بغير عليك لكن ثقتي فيك ملهاش حدود
لم تدر منار إن كانت ستتجاوز محنتها أم لا ولكن ما تدركه أنها تشعر بالالم يزداد يوما بعد يوم وكيف لا وهي تراه الآن بكثرة وكأنه يتعمد أن تتقاطع سبلهما معا تمنت لو يبتعد ويعطي قلبها الفرصة ليبرأ جرحه ولكن هيهات فالأمر بات وكأنه يطاردها من مكان لمكان تارة تراه بجامعتها وتارة بعملها حتى أيقنت أن وجوده بات لعڼة تلازمها ولا تترك لها الفرصة لتنساه
عادت منار منهكة القوى تبحث عن ملاذ لها فولجت غرفتها واندست
بين ثنايا غطاء فراشها وأخفت به وجهها وأطلقت لدموعها العنان فاليوم رأته كما اعتادت ولكنه كان بصحبة زوجته يعاملها بحنان لم تره منه من قبل ويدللها ويلمسها وكأنها من بلور يخشى عليها من الكسر ازدادت دموع حسرتها فهو لم يترفق بقلبها ومزقه دون رحمة ولم
يأبه به
وأمام فراشها وقفت رنا تحدق بجسدها المهتز بحزن واستدارت عنها واتجهت صوب شقيقتها وزفرت بضيق قائلة
هو احنا هنفضل ساكتين وسيبين منار فالحالة اللي هي فيها دي أنا مش عارفة هي هتفضل ټعيط وتتعذب لحد أمته دي بقت بتيجي كل يوم من الكلية وتدخل سريرها تستخبى تحت الغطا وټعيط
ربتت هالة كتفها برفق وأردفت
الموضوع مش سهل عليها يا رنا وأختك محتاجة لوقت علشان تنسى وللأسف احنا ما فيش فأيدنا أي حاجة نعملها غير أننا ندعي لها إن ربنا يهون عليها ويخفف عنها ۏجعها
عقدت رنا ما بين حاجبيها وأردفت بحدة
يعني هي تتالم وتتوجع هنا وأمجد عايش حياته ولا على باله عارفة أنا ساعات بفكر أروح أقول لمراته على اللي عمله فمنار علشان يدوق الۏجع زيها لما تسيبه
تجهم وجه هالة وقبضت على كتفي شقيقتها بحزم وأردفت
إياك يا رنا تفكري في حاجة زي كده وأوعي تستسلمي للشيطان وتفتكري إنك لما تكشفيه ويطلق مراته أنك بكده رديت حق منار لا يا رنا أنت كده هتبقي وجعتي مراته وبدل ما أختك بس اللي پتتعذب هتبقى مراته كمان وبعدين متنسيش إن منار قالت إنها حامل يعني كلام زي دا ممكن يأثر فيها ووقتها هيبقى ذنبها وذنب البيبي فرقبتك
احمر وجه رنا خجلا وخفضت رأسها قائلة
أستغفر الله العظيم أنا مش عارفة أزاي فكرت كده ربنا يسامحني بس أنا مكنش فدماغي أي حاجة من دي وكنت فاكرة إن هو بس اللي هيتوجع
هزت هالة رأسها بالنفي وأردفت
لا يا رنا لو على أمجد فهو مش هيتوجع مهما عملنا علشان هو مرتب نفسه لكل حاجة وإلا مكنش قدر يخدع منار ويخدعنا كلنا طول الوقت دا ولو على مراته فهي ملهاش ذنب وحرام نأذيها عموما أنا