الإثنين 25 نوفمبر 2024

المطارد بقلم امل نصر

انت في الصفحة 29 من 35 صفحات

موقع أيام نيوز


قوم وانا اقعد مطرحه 
استجابت وردة الى تدليلها بابتسامة رائعة خطفت قلب شقيقها واسعدت يمنى التي تابعت نحوها
شعرك جميل قوي تقليل وناعم كدة انت عاملة زي البنات اللي بيجوا في الاعلانات 
نهض صالح ليجلس امام شقيقته على عقبيه ليتابع حديث يمنى واستجابة شقيقته معها حتى هي بدأت تنتبه له ونظرت له مطولا قبل ان تجفل معه على دلوف رويدا السريع الى داخل الغرفة نحوهم وخلفها يونس ايضا تردد 

بسرعة يا جماعة لموا نفسيكم وروحوا الست اللي برة ابنها البيه جه فجأة وقاعد معاها دلوقت 
هدر صالح پغضب 
ودا ايه اللي جابة ده دلوقت 
اجابته سيدة بپخوف 
بيجي معانا احيانا ياولدي لما يبقى عايز يطمن على حالتها بنفسه من الدكتور حن عليك ياولدي قوم بسرعة لاحسن حد يشوفك واروح انا في داهية معاك 
تسمر صالح مكانه لا يريد المغادرة مع شعوره باستجابتها في النظر اليه وكانها بدأت تستوعب حضوره حتى منه يونس يوقفه على اقدامه بقوة 
مش وقت الضعف دلوقت قوم معايا شد حيلك خلينا نمشي وننفد بجلدنا على الاقل يبقالنا فرصة في شوفتها مرة تانية 
انتبه صالح على كلمته فصحح يونس 
قصدي تشوفها انت يعنى 
نهض صالح مستلسما لسحبه بصعوبة وعيناه لا تفارق شقيقته التي تعلقت هي الأخرى به وكأنها بدأت تستوعب وجوده رغم عدم تفوهها بكلمة واحدة توقف صالح امام الباب بنزل الغطاء على وجهه خاطبها قائلا 
راجعاك تاني ياورة راجعلك ومش هاسيبك تاني بس اظبط ظروفي وارجعلك بابنت ابوي 
طب يالا بقى جر اتسحب بهداوة واستناني على باب السلم الخلفي وانا راجعلك 
تمتم بها يونس وهو يربت على كتف صالح بتشجيع فتحرك الاخر بالمقبض وقبل ان يفتح الباب القى نظرة اخرى نحوها ونحو يمنى بأعين تغشاها الدموع من تحت النقاب بعد خروج صالح التف يونس نحو يمنى التي تسمرت محلها من الحزن 
دقيقيتين بالظبط وتنزلي عشان تحصلينا لو حسيتي بأي قلق اتصلي على طول 
اومأت له يمنى وقبل ان يخرج يونس استدار مخاطبا وردة 
انا ماشي ياقمر ماشي وهاسيبك ااه بس لو الوحد يعتر على واحدة في نص حلاوتك ېخرب بيتك ياصالح 

في البلدة وبعد ان عادت ندى متأخرة عن

ميعاد رجعوها بساعتين على الاقل دلفت لتجد منزلهم تقريبا خالي من افراده حتى اجفلت على صوت ضحكات صاردة بصخب من قلب غرفة الجلوس تقدمت لتعرف من الضيف فاتفاجأت بشقيقتها سمر
التي جذيتها من ذراعها توقفها بعيدا حتى ادخلتها لغرفتهم معا 
توك ما جاية ياست البرنسيسة ايه ياست هانم ما كني استنيتي للمغرب احسن 
اردفت بها سمر نحو شقيقتها التي ردت بتأفف 
اووف ياسمر عليكي وعلى زنك ما قولتلك من قبل ما اطلع اني رايحة ازور واحدة صاحبتنا عيانة دا انا استأذنت امي كمان 
هتفت سمر بحذر لعدم سماع صوتها خارج الغرفة 
ايوة قولتي ياندى بس ياحبيتي المشوار مايخدتش اكتر من ساعتين دي زيارة واحدة عيانة مش فسحة 
اجفلت ندى من حدة شقيقتها فردت ببعض اللطف 
اهو اللي حصل بقى يا سمر ضحكنا شوية انا وبقية البنات معاها وخدتنا الحكاوي ونسينا الوقت المهم بقى كنت عايزة اسألك مين الضيوف اللي مشرفينا النهاردة في اوضة الجلوس وعايز اعرف كمان هو ابويا سأل عليا ولا لأ 
تكتفت سمر تجيبها بامتعاض 
اطمني ياختي مسألش عليكي عشان هو مارجعش لسة من برة اصلا واما عن الضيوف بقى فدى تبقى عمتك روحية اصلها وصلت النهاردة من اسوان وسألت عليك على فكرة 
تبسمت ندى تردد بسعادة 
الله دي وحشتني قوي وربنا انا هاروح اسلم عليها 
استني هنا الاول 
اوقفتها سمر من ذراعها استدارت اليها الأخرى تسأله باستفسار 
بتوقفينى ليه بابنتي هو في ايه بالظبط 
ردت سمر من تحت اسنانها 
ياناصحة يافالحة انت ناسية ان عندينا صالح وعمتك لو شافته وعرفت بقصته مش بعيد تعمل مصېبة وتفضح الدنيا 
استوعبت ندى تردد پصدمة 
يانهار اسود ايو صح دا انا كنت ناسية طب احنا هانعمل ابه دلوقتي
يتبع
الجزء الخامس 
الفصل ٢٣ بقلم امل نصر 
فتحت سمر الباب الخلفي للمنزل ليتسلل منه الأربعة في الداخل يمنى وصالح ويونس وسالم بعد تنبيههم لهم من قبلها سابقا في الهاتف بوجود الزائرين الجدد في المنزل 
هي عمتك في البيت بقالها فترة طويلة يابت
سأل سالم مخاطبا سمر والتي أجابته على الفور 
ايوة يابوي اصلها جات من العصرية واحنا دلوكت الساعة داخلة على تمانية العشية وطول الوقت كانت بتسأل عليكم انتوا التلات واحنا كل شوية نطلعلها بحجة شكل 
وه دا احنا دي تلاقيها قلقت على كدة 
قال يونس وهو يخلع الشال الصوفي من رقبته فرد سالم بسأم 
واحنا كنا نعرف يعني بجيتها ماهي اللي طبت فجأة كمان ومدتناش فكرة بتلغراف ولا حتى تلفون 
اردف يونس بحيرة 
ايوة بس احنا دلوك هانقولها ايه انه حجة دي اللي هانبرر بيها غيابنا احنا التلاتة طول الوقت ده 
اي حجة ياعمي وخلاص عمتي روحية طيبة أساسا وما افتكرش انها هاتكدب حد فينا المهم دلوقت احنا لازم نفكر ونشوف مكان لصالح يبات ويقعد فيه بعيد عن عمتي 
قال صالح من جهته وهو يقوم بخلع الرداء النسائي الأسود
ومعه غطاء الوجه 
ياجماعة ماتشلوش همي انا هاطلع دلوقت اتصرفلي في نومة في جمب مداري في البلد ولو غلبت يعني هاطلع عالجبل ما انا ليا عشة هناك كنت قاعد فيها قبل ما اجيلكم 
هدر عليه سالم بصوت خفيض 
تطلع الجبل كيف انت كمان هو انت ناقص لديب ولا حاجة عفشة هناك تهجم عليه في الدنيا الضلمة دلوقت 
تبسم له صالح وهو يتحرك لينزل بجسده جالسا على حجر كبير وجده أمامه في ارض الحديقة 
ياعم الوحوش والديابة امرها هين طلقة في الهوا وهاتخوفهم وتبعدهم عني انا خلاص اتعودت عليهم 
طب والبرد الشديد اتعودت عليه برضوا كمان 
سألته يمنى برد فعل غاضب اثار الحنين بقلبه نحوها وتابعت 
انت جسمك ضعيف وراسك لسة جرحها مطابش يعني انت مش حمل برد ولا انفعال حتى 
رد سالم أيضا 
عندها حق ياولدي دا السقعة في الوقت ده تنشف الډم وتجمد الحي في مكانه 
ايوة انتوا الاتنين يعني هاتبيتوه فين يعني بعد الكلام والحديت دا كله 
اردف بها يونس بسأم فوجد الإجابة من ناحية أخرى 
انا عملت حسابي من قبل ما تيجوا يابوي فرشت للأستاذ صالح في اؤضة الخزين بتاعة الغلة وحبوب القمح دا لو يرضى يعني 
قالتها سمر وهي تنظر صالح بخجل اثار ابتسامة داخله شبهها من طباع شقيقتها يمنى فقال مشفقا 
وانا ليا حق اعترض واكسفك بعد ما قدرتيني وافتكرت فيا يااا 
اسمها سمر ياولدي  
قالها سالم وأكمل له 
كدة حلو قوي يالا انت روح مع سمر دلوك هاتوديك لفرشتك واحنا بقى هانلف وندخل من الباب التاني عشان نسلم على اختي ياللا يايونس ياللا يا يمنى 
اردف بكلماته الاخيرة وهو يتحرك للخروج فتحرك خلفه شقيقه لكن يمنى تثاقلت اقدامها في التحرك بعد أن ذكرها برحيله المحتوم هتف ابيها بحزم 
جري رجلك شوية يايمنى خلينا نطلع واختك تقفل الباب من جوا أومأت هي لأباها ثم خرجت بعد أن تقابلت عيناه بعينه حتى اختفت من أمامه تنهد صالح بثقل وكأنه يشعر بما تقوله بأعينها 

عمتي روحية حمد الله عالسلامة ياجميل 
هتفت بها

ندى بمرح فور أن طلت برأسها لداخل غرفة الجلوس التفتت اليها المرأة بصيحة هي الأخرى 
اهلا بالسنيورة الحلوة ندى تعالي بابت سلمي وحشتيني يابت الفرطوس 
ماتعرفيش تتصلي وتكلميني مع حتى مع امك في التلفون صغيرة انت على السؤال على عمتك يابت ها قوليلي صغيرة 
قهقهت ندى بضحكة جلجلت في قلب الغرفة فهتفت نجية من الناحية الأخرى 
وطي صوتك يابت وخفي الضحك شوية في شباب في الأؤضة هنا قاعدين 
سيبك منها يابت مافيش حد غريب دا واد عمتك عيد مش فاكره
التفتت ندى على الجهة التي تشير اليها فتقابلت عيناها بأخرى بنية على وجه أسمر ضاحك حتى ظهرت أسنانه البيضاء يقول لها 
انا مش حد غريب انا واد عمتك يعني اضحكي وخدي راحتك في الضحك كمان 
انخفصت عيناها من الخجل امامه مع ابتسامة كبيرة حاولت اخفائها لتجفل على نكزة أخرى من عمتها وهي تخاطبها 
ما قالك انه مش غربب اتحركي يالا وروحي سلمي عليه 
خطت مضطرة نحوه حتى وصلت اليه لتمد اليه كفها على استيحاء قابله هو بمرح وهو يردف لها 
وه وه وه دي بتتكسف صح ياجدعان الله يرحم خنقاتها معايا واحنا صغيرين فاكرة لما زقتيني في حوض الميا وابوكي بيسقي الأرض زمان 
انطلقت الضحكات الصاخبة من الجميع في قلب الغرفة وضعت هي كفها على فمها تداري ضحكتها ايضا وتبتعد بخجل عنه قالت روحية بمشاكسة لابنها 
ما انت اللي كنت خايب وحيلك مبتوت تعملك ايه هي بقى 
لا والله ياما عمري ماكنت خايب دا هي اللي كانت عفريتة ودايما تاخدني على خوانه ومن ضهري صح ولا لاه ياندى عيني في عينك كدة وكدبيني لو كنت بتكلم غلط ها قولي ان كنت بتكلم غلط 
هزت برأسها اليه غير قادرة على الرد من فرط ضحكها أمامه هتفت روحية من خلفها 
اهي اللي كانت عفريتة زمان ياخوي كبرت وادورت وبقت عروسة تملى العين والقلب ناقصها غير فارس خيال 
اومأ برأسه ضاحكا يردد بمكر 
ايوة ماانا واخد بالي 
واخد بالك من ايه ياناصح 
رددها خلفه سالم بمرح وهو يدلف الغرفة وخلفه يونس ويمنى أيضا هتفت على اثره روحية وهي تنهض بتهليل 
وه يامرحب يامرحب بالناس اللي غايبة من الصبح ومحدش شايفها 
لساكي برضوا لسانك مسحوب ياروحية يابت ابوي 
قالها سالم قبل ان يعانق شقيقته ويرحب بها بشوق لقاء الأحباب 

بعد قليل كان الجميع مجتمعون على مائدة الطعام بتناولون وجبة العشاء في جو اسري افتقده الأشقاء منذ زمن طويل قالت روحية بمشاكسة كعادتها مخاطبة نجية 
اهو وكلك الحلو ده يانجية هو اللي مخلي اخويا فيكي بيديه واسنانه 
ردت نجية على مشاكستها 
يعني من غير الوكل الحلو سالم ما فيا بآيديه وسنانه طب انت ايه رأيك في الكلام ده ياابو العيال 
رأيي ان اختي رأيها صح 
قالها وصمت يرى رد فعل زوجته التي سهمت پصدمة فعاد يردد ضاحكا سالم 
وانت كمان صح يام العيال هو انا اقدر استغني عنيك حتى لو ما طبختليش واصل حتى 
ضحك الجميع وتفاخرت نجية بزهو امام روحية التي تابعت موجهة خطابها لشقيقها الأصغر 
واخد بالك انت ياحزين مش ناوي بقى تحل عقدتك انت كمان
في واحدة بيديك وسنانك ياواد عديت التلاتين سنة 
تأوه يونس بفكاهة قائلا 
يا بوووووي عليك يابت ابوي ماتفكرنيش دا انا لو عليا لكنت اتجوزت من عشر سنين وعبيت البيت بعيالي لكن اعمل ايه بقى في نقص الفلوس ها قوليلي اعمل
 

28  29  30 

انت في الصفحة 29 من 35 صفحات