الأحد 24 نوفمبر 2024

المطارد بقلم امل نصر

انت في الصفحة 19 من 35 صفحات

موقع أيام نيوز


نفسك تجربي وتعيشي القصص دي كمان زيهم هنا بس ياحبيبتي انا عايزة افكرك كويس ان انت جاية من قرية زي انا كمان ماجاية من قرية احنا معندناش الكلام ده ولا الدنيا مفتوحة عندينا زيهم هنا واوعي تفتكري ان كل القصص دي حقيقية لا ياحبيبتي دي معظمها بيبقى وقت حلو وحد فيهم بيضحك عالتاني انما القصص الحقيقية صح بتبقى عددها قليل جدا ودول يبقوا محظوظين صح لو اكتملت بالجواز ومافرقتش مابينهم الظروف زي مابنشوف كدة في الافلام 

سألتها ندى 
طب هو احنا ممكن نبقى من المحظوظين دول يارضوى 
مطت بشفتيها الفتاة واهتزت كتفاها تقول
اممم ماهو الحظ ده بالذات ياندى محدش بيعرف بيجي من انه سكة يعني مثلا احنا في بلدنا عندينا البنتة بتتجوز فيها على ١٤ سنة عادي وبيبقى جوزها يدوبك فارق عنها بكام سنة بسيطة ومعظم الاحيان بيبقى واد عمها او قريبها او حتى جواز صالونات يعني لا بتلحق تطلع ولا تروح معاه وحتى كلام الحب ده ممكن مايعرفهوش
ومع ذلك بتلاقي الجوزاة كملت عادي ويعيشوا مع بعض في سعادة ويخلفوا دستة عيال كمان وبيبقى الحب مابينهم كدة باين في عيونهم من غير مايتكلموا مش بقولك ده بيبقى حظ 
سالتها ندى بإصرار
يعني هي الواحدة بتحس بنفسها لما تحب جوزها او الشخص اللي بتحبه 
يابنتي ايوة زي مابقولك كدة دا انا بشوف اختي بس لما تيجي سيرة جوزها عينها

دي بتلمع ووشها بينور بالضحكة بس عالسيرة امال انا بشرحلك واقولك ايه بس مش عشان شوفت بعيني يارب بقى يكرمك انت ويكرمني انا كمان بالحب الحلال 
رددت خلفها ندي بتمني لانتهاء الحيرة التي تشعر بها 
يارب يارضوى يارب  
في وقت لاحق من اليوم 
حينما عادت يمنى الى منزلهم بعد انتهاء عملها وجدت امامها والدتها تقف لها بوسط الصالة وكأنها كانت في انتظارها واقفة بتحفز وعيناها تقدح شررا القت يمنى اليها السلام بتردد وريبة من هيئتها الغريبة 
مساء الخير 
اومأت نجية برأسها بحركة ساخرة ترد
اهلا أهلا بالست الدكتورة اللي شايفة نفسها ومحدش مالي عينها شرفتي ونورتي 
اضطربت يمنى من طريقة والدتها في الرد والتهكم عليها بدون سبب ولكن مع رؤية الهاتف الذي ببدها بدأت تفهم وحدها وسالتها 
هو في ايه مالك ياما كدة واخداني عالحامي ايه اللي حصل يعني
وخداكي عالحامي !
هدرت بها نجية باستنكار وأكملت 
ليه يادكتورة هو انت في حد قادر يكلمك دا انت بترفضي وترمي على كيفك ولا اكن ليكي ابولا أم مسؤلين عنك وحقهم عليكي انك تاخدي رأيهم على الأقل 
قصدك ايه ياست الحبايب
قالتها يمنى ببعض الدعابة علها تؤثر في والدتها التي صړخت وكأن الدعابة استفزتها
كان عملك ايه يابت ابن خالك عشان تكسفيه قدام صاحبتك وتخلي رقبته قد السمسمة كان عملك ايه وهو رايحلك بأدب يسألك بأدب لعل وعسى تخلي عندك ډم وتحسي بيه  
صاحت يمنى هي الأخرى وقد نفذ صبرها
قولي كدة بقى سبب الزعلة والخناقة الكبيرة دي هو المحروس اللي راح اشتكى لامه وكالعادة هي اشتكلتك انت يعني بيعيد نفس السبب اللي خلاني كرهته وفسخت خطوبتي بيه لما كنت ازعل ولا اټخانق معاه بذمتك دي اخلاق رجالة
قالت الاخيرة بازدراء اثار حنق والدتها فصاحت بصوت عالي 
جرا ايه يابت انت شايفه نفسك على الواد الغلبان ده ليه ها هتلاقى فين في بلدك الفقريه دى واحد موظف وفي ايده شهاده هتلاقى فين واحد يسكنك في البندر عايزه ايه تانى اكتر من كدة يابت سالم قولي 
هتفت بحدة وهي تنسحب من أمام والدتها نحو مكانها الامن في غرفتها 
مش عايزة حاجة ياما استريحتي لا عايزاه ولا عايزة غيرة هو بالعافية مش طايقاه ولا طايقة نفسى ياناس استغفر الله العظيم يارب ده كفاية تناحته وغباء و دمه اللي يلطش 
غبي وتنح ودمه يلطش فاضل ايه تاني يابت عشان تطلعي القطط الفاطسة فيه ما انت مالكليش في الزين ينفع معاكي بس الواعر اللي بيدي بالمركوب 
وصل صوت يمنى من داخل الغرفة
ماشي ياما انا ينفعني اللي بيدي بالمركوب لكن برضوا مش قابلة واد امه ده 
صړخت نجية بعدم سيطرة وهي تتحرك لتلحقها نحو غرفتها 
برضوا البت بتقولي واد امه طب والنعمة يايمنى ما انا سيباكي النهاردة واما اشوف اخرك ايه النهاردة
صباح االخير يا 
لم يكمل جملته حينما لم يجد صالح امامه عالعادة على الفراش تجولت عيناه نحو اركان الغرف بحثا عنه وكانت المفاجأة حينما وجده خلفه تماما شهق مڤزوعا يرتد بأقدامه للخلف متمتما بغيظ
بسم الله الرحمن الرحيم يخربيتك باشيخ
دون ارادته خرجت ضحكات صالح التي لم يستطع السيطرة عليها من كلمات هذا الصغير وتعبيرات وجهه اللطيفة بحق ليدنو حتى جثى على ركبتي وهو يخاطبه بابتسامة حانية 
ايه ياحبيبي انت اټخضيت انا اسف ياسيدي 
نهره محمد بنفي سريع مصاحبا لغضبه الطفولي 
ايه اللي اټخضيت دي كمان انا راجل يعني ماحدش يخضني ولا يخوفني فاهم 
اومأ له صالح يسايره 
طبعا ياباشا دا انت راجل وسيد الرجالة كمان 
ايوة كدة صلح كلامك 
اردف بها الصغير فرك صالح بأطراف اصابعه على جبهته بتوتر قبل ان يسأله بتردد 
ااا هي الحاجة الكبيرة صوتها كان عالي ليه يامحمد وبتتخانق مع مين 
اجاب محمد وهو يتركه ليعتلي بأقدامه حتى استطاع الوصول الى التخت والجلوس على طرف الفراش تتدلى اقدامه الصغيرة منه 
أبدا ياسيدى اصلها كانت بتتخانق مع البت يمنى عشان مش عايزة ترجع لسعد ابن خالي تاني 
نهض صالح من

جلسته على ركبتيه بصعوبة يستندا بكفيه على الحائط غمغم محمد بصوته المحبب
تحب اجي اساعدك مدام مش قادر توقف 
تبسم له صالح وهو يستقيم واقفا
تمتم بها صالح مبتسما وهو يستقيم واقفا ثم حتى جلس بجوار محمد على طرف الفراش وساله بحرج
هي يمنى كانت مخطوبة قبلكدة يامحمد 
لوح له محمد بكفه الصغيرة مجيبا
ايوة ياسيدي امال انا بقولك ايه من الصبح كانت مخطوبة لسعد واد خالي موظف بشركة المية وعايش مع امه وابوه في شقة واسعة في عمارتهم هناك في البندر  
سأله صالح بغصة في قلبه 
طب هما سابوا بعض ليه ماتعرفش ايه سبب فسخ الخطوبة مابينهم 
يمنى كرهته 
هتف بها محمد واردف يتابع 
انا بسمعها تقول كدة على طول لامي اصله واد طري كدة في نفسه وكل كلمة يوصلها لامه بس انا أمي مش هاتسيبها هاتفضل تزن عليها لحد ماتخليها تتجوزا بالعافية دي امي وانا عارفها 
اطرق صالح برأسه ينظر نحو الارض قليلا بحزن قبل ان يرفع انظاره نحو محمد يسأله 
يعني انت متأكد انها هتوافق في الاخر عليه يامحمد 
هتف محمد 
ياعم وانا هاتأكد منين انت كمان انا بس بقولك امي زنانة ياللا انا قايم افتح المية على حوض الجرجير اللي في الجنينة 
اومأ صالح برأسه يستنكر غباءه في الالحاح على الطفل الصغير في أمر كهذا مفروغ منه فإن لم
تتزوج يمنى من ابن خالها سوف تجد غيره كثير ممن يصلح للزواج بها والأكيد انه ليس هو واحد منهم بمستقبله المظلم فالأولى به ان يفكر في مايتنظره من هموم ومصائب وترك احلام اليقظة لغيره مممن مازلت لديهم الفرصة والأمل في الحياة  
نهض محمد من فوق التخت ليخرج اوقفه صالح قبل ان يفتح الباب ويغادر 
محمد هو ابوك لسة مارجعش من مشواره 
هز رأسه بنفي محمد قائلا 
ابويا اتصل من شوية وقال انه راجع العشية 
اخد صالح شهيق طويل واخرجه ثانية يردف له لمحمد 
طب ماتنساش تبلغه لما يوصل اني عايزه ضروري حتى عشان اللحق اسلم عليه قبل ما امشي 
تمتم الاخيرة بصوت خفيض يذكر نفسه 

وفؤ الناحية الأخرى من البيت وشجار نجية مع ابنتها بداخل غرفة الثانية مازال على حاله نجية بإصرار وڠضب لرفض ابن اخيها ويمنى بتصميم على رأيها متحملة مايصدر من والدتها من ذم وكلمات في حقها موجعة تتلقاها بثبات وتحلي بالصبر في انتظار انتهاء والدتها وعلى اطار باب الغرفة تقف الفتاتين للمشاهدة صامتتين فلا تجرؤ واحدة منهم على التفوه ولا التدخل بكلمة فتنال ما تستحقه من توبيخ والدتها سمر و ندى التي كان يصدح هاتفها بطنين واهتزاز لوورد المكالمات الهاتفية التي ظلت تتجاهلها حتى ملت واذعنت مضطرة للإجابة وترك المشاهدة دلفت لدخل غرفتها تغلق الباب فجاءها الصوت المتلهف سريعا فورا 
اخيرا رديتي ياندى دا انا كنت هاتجنن واسمع صوتك هونت عليكي 
صمتت قليلا تستوعب كلماته قبل أن تجيبه
هونت عليا في ايه بالظبط هو انا عملت حاجة
عملتي ياندى لما تسيبني وتجري پخوف مني وانت عارفة ان نيتي سليمة معاكي لما اقعد اتصل بيكي فوق المية مرة والخۏف ينهش في قلبي عشان اطمن عليكي وانت برضوا ماتعبرنيش حتى برسالة 
وصلها صوت انفاسه الحادة وهو يردف بكلماته عبر الاثيرمما جعل توترها يزداد اكثر وقالت 
انت كنت بترن وانا في الحصة يعني ماينفعش ارد عليك ولما جيت هنا مكنتش فاضية عشان اكلمك في مكاني لوحدي 
كدة ياندى طب انا مسامحك بس والنبي ماتعمليها تاني عشان مايجراليش حاجة وتبقيانت السبب 
سالته بتشتت
ليه يعني دا كله عشان بس مارديتش عليك 
ايوة ياندى واكتر كمان دا انا بقيت مابنمش ولا بصحى غير وصورتك بس هي اللي في خيالي دا انا كنت بقعد بالساعات عشان بس اشوفك معدية في الشارع او المح طيفك في شباك الفصل بتاعكم وانت بتتضحكي وتهزري مع البنات زميلاتك دا كله قبل ما اكلمك شوفي بقى بعد ما كلمتك وعرفت انك كمان ميلالي لما خدت موافقتك على الجواز دا انا هاتجنن ياندى هاتجنن وانا كل يوم بحلم باليوم اللي هايجمعني بيكي في بيت واحد وفي أؤضة واحدة 
صمتت وصوت انفاسه ازدادت حده أجفلها سائلا 
هو انت لسة مكلمتيش اهلك على موضوعنا 
تلعثمت تجيبه بارتباك 
لااا لسة  
لسة ازاي ياندى مش تكلميهم وتقنيعهم عشان يبقى ارتباطنا رسمي 
انتفضت مڤزوعة من صيحته وابتعلت ريقها قبل ان تجيبه بدهشة من افعاله 
محدش فاضيلي عشان اقعد معاه ولا اتكلم ابويا من الصبح ماشتوفتوش وامي بتتخانق مع اختي اللي رافضة ابن خالي يرجعلها ثم انت بتزعقلي ليه 
صمتت قليلا وصوت انفاسه خفت حدتها بالتدريح حتى قال ببعض اللين 
معلش ياندى لو كنت بتعصب عليكي بس انت عارفة انا مستعجل على ارتباطي بيكي ازاي 
ضغطت على اسنانها تكبح ڠضبها على هذا الرجل فقالت بعجالة لتنهي المكاملة 
انا هقفل دلوقتي عشان امي جاية عليا 
طب استني دقيقة ياندى قبل ماتقفل 
ضغطت بأصبعها على سطح الهاتف بقوة حتى تنهي استماعها اليه تتنفس براحة وعمق ليدخل الهواء جيدا لداخل صدرها بعد القلق

الذي انتابها اثناء المكالمة منه وهي لا تعلم ماذا تفعل الان 
يتبع
الفصل ١٥ 
وبداخل غرفته كان صالح يقطع الغرفة ذهابا وايابا
 

18  19  20 

انت في الصفحة 19 من 35 صفحات