الأربعاء 27 نوفمبر 2024

روايه ظلها الخادع

انت في الصفحة 1 من 48 صفحات

موقع أيام نيوز

ظلها_الخادع
الفصل_الاول
دخلت مليكه الى المنزل بخطوات بطيئة متهدله ترتمى فوق الأريكه بتعب و وجه متجمد يرتسم فوقه الحزن 
اطلقت تنهيده طويله تدل على على مدى الاحباط واليأس الذان تشعر بهم 
فها هى هى المرة المائه التى تذهب بها لمقابلة عمل و يتم رفضها برغم مؤهلاتها العاليه فقد كانت حاصله على شهادة الماجستير لكن تلك الشهاده لم تنفعها فى شئ 

اخذت كلمات شقيقتها الساخرة تتردد بأذنها كما لو كانت 
نهضت مليكه ببطئ تتجه بخطوات متردده نحو المرأة التى كانت تحتل نصف الحائط تتأمل مظهرها الذى كان شقيقتها و الجميع دائما يسخرون منه واصفين اياها بالمعقده البشعه 
اخذت تنظر الى شعرها الاشقر الناعم الذى كانت تجمعه دائما فوق رأسها بكعكعه حاده و النظارة السوداء الضخمه التى ترتديها برغم بان ليس لديها اى مشاكل بنظرها فقد اعتادت على ارتدائها منذ ان كانت بسن المراهقه مستغله
انها تخفى معظم ملامح وجهها حتى تحمى مشاعرها من الاخرين تحميها من نظرات الاخرين الساخره التى دائما كانت تلاحقها 
زفرت مليكه بضيق بينما اخذ عقلها يفكر بكلمات شقيقتها تلك هل حقا مظهرها هو السبب فى عدم قبولها بشغل اى وظيفه من الوظائف التى تقدمت اليها 
انتفضت بمكانها خارجه من افكارها تلك عندما وصل اليها صوت رنين جرس باب شقتها فقد كانت كلما سمعت رنين هذا الجرس تشعر بالړعب يغزو قلبها فقد انتقلت الى هذه الشقه منذ اقل من شهرين فبعد ۏفاة والدها بعدة اشهر اصر الرجل الذى يملك شقتهم على اخراجها منها و برغم ان والدها قد توفى منذ اكثر من سنه الا انها لم تعتاد على العيش بمفردها حتى الان 
اتجهت نحو الباب تضع اذنها فوقه محاوله الاستراق الى اى صوت بالخارج صائحه بصوت مرتفع جعلته خشن و قاسى قدر الامكان 
ميييين 
وصل اليها صوت صديقة طفولتها رضوى تجيبها بهدوء من خلف الباب
انا يا مليكه افتحى 
فتحت مليكه الباب على الفور ثم استدارت عائده مرة اخرى نحو الاريكه ترتمى فوقها بارهاق وتعب
جلست رضوى بجانبها فوق الاريكه تعقد قدميها اسفلها حذب انتباهها على الفور وجه صديقتها الحزين 
مالك يا مليكه فى ايه 
رفعت مليكه بصمت يديها الاثنين تلوح بها امام وجه صديقتها 
همست رضوى ببطئ و عينيها معلقه فوق يد مليكه
اترفضتى للمرة العاشرة 
اكملت عنها مليكه باحباط
في الاسبوع 
لتكمل بوجه مكفهر حزين
اترفضت من ١٠ شركات مختلفه فى اسبوع واحد مفيش ولا شركه قابله تشغلنى 
تمتمت رضوى بهدوء مربته فوق ذراع مليكه بحنان 
هما اللى خسرانين و الله صدقينى هيلاقوا فين مترجمه زيك معها ماجستير قد الدنيا 
لتكمل و هى تعتدل فى جلستها تهمس بتردد
بقولك ايه يا مليكه 
همهمت مليكه مجيبه اياها وهى لازالت مخفضه رأسها و عينيها مسلطه فوق يدها 
تنحنحت رضوى عدة مرات قبل ان تهمس بارتباك
ما ترجعى تدى دروس تانى 
انتفضت رضوى سريعا مبتعده پذعر الى الخلف فوق الاريكه بعيدا عن مليكه فور ان رفعت الاخيرة رأسها تنظر اليها پغضب صائحه پحده
انتى اتجننتى يا رضوى دروس ايه اللى ارجع اديها تانى 
لتكمل وهى تهز رأسها پحده
ده انا اللى كنت بصرف عليهم مش العكس اولياء الامور كانوا بيستضعفونى حتى العيال كانوا بيتعاملوا معايا على انى اختهم و ياريت اختهم الكبيره حتى 
لتكمل مليكه وهى تفرك خلف رقبتها بحرج
اختهم الصغيره يا رضوى 
تنهدت رضوى متذكره الذى كان يحدث مع صديقتها على يد الاولاد التى كانت تدرس لهم فقد كانوا دائما يستغلون طيبتها مستخفين بها لا يستمعون اليها ساخرين منها دائما حتى اولياء امورهم كان يستغلون طيبة قلبها و يتهربون من دفع ثمن الدروس متحججين بظروفهم الماديه السيئه و البعض الاخر يعطيها مبلغ بخيس جدا عالمين بانها لن تعترض 
همست و هى تلوى فمها باسف
عندك حق دول كانوا بيمرمطوكى 
هتفت مليكه پحده ناكزه اياها پغضب فى ذراعها
ما تحترمى نفسك يا رضوى 
ربتت رضوى على ذراعها مغمغمه پألم 
مش مش قصدى و الله 
مررت مليكه يدها فوق وجهها زافره بضيق
مش عارفه اعمل ايه و هسدد الديون اللى عليا دى ازاى 
مليكه الشركة اللى بشتغل فيها طالبه ناس معانا فى قسم الترجمة 
شركة نوح الجنزورى 
انتفضت رضوى واقفه تهتف پغضب 
اهو انا بقى مكنتش عايزه اقولك على الشغل ده بسبب كده 
مليكه يا حبيبتى 
نوح الجنزورى ده حلم اخرنا نشوفه
فى التلفزيون نشوف صورته فى مجله على النت مش
نحبه و نفضل مضيعين حياتنا عليه 
قاطعتها مليكه بضيق و قد زبلت الابتسامه من فوق وجهها 
فى ايه يا رضوى محسسانى انى اول ما هشتغل عنده هترمى تحت رجله و اقوله بحبك 
لتكمل بحزن و هى مقضبه الحاجبين 
عارفه كويس انه حلم و انه عمره ما هيبصلى و لا هيعرف اصلا ان انا موجوده فى الدنيا دى
قاطعتها رضوى پحده
و لما انتى عارفه كده كويس ليه مغرقه البيت بصوره و ليه لحد دلوقتى كل ما تشوفى صورة له فى اى مجله او جورنال تطلعى تجرى تقصيها و تحتفظى بهم 
غمغمت مليكه بارتباك وقد اشتعلت وجنتيها بالخجل 
زى ما قولتى نوح حلم بالنسبالى حلم 
لتكمل بصوت مرتجف و عينيها تلتمع بدموع حبيسه
حلم جميل بهرب فيه من الواقع اللى انا عايشه فيه 
تناولت رضوى يد صديقتها بين يديها تضغط عليها بحنان
و هو الحلم ده بقى يخاليكى ترفضى كل عريس يتقدملك و ض 
قاطعتها مليكه پحده 
عريس محدش اتقدملى و كان عايزنى لنفسى كله كان طمعان فى حته الارض اللى ورثتها من بابا 
لتكمل بحسره و هى تخفض نظرها الى تنورتها الطويلة السوداء 
و عندهم حق مين هيعجب او هيحب واحده زي 
صاحت رضوى مستنكره وهى تنكزها فى ذراعها بخفه
واحده زيك وانتى مالك بقى ان شاء الله ده انتى كنت احلى بنت فى الدفعه بتاعتنا بس انتى اللى بتحبى تخبى نفسك ورا اللى انتى لبساه ده بعدين ما عندك خالد اخويا ھيموت عليكى و بيحبك من و انتى لسه عيله صغيرة 
همهمت مليكه بارتباك و هى تضغط اظافرها فى كف يدها بتوتر
خ خ خالد انا بعتبره زى اخويا اخويا و انتى عارفه كده كويس 
هزت رضوى رأسها بالايجاب و هى تضغط على يد مليكه بحنان 
عارفه علشان كده بعد ما رفضتيه اخر مرة كان عنده لسه امل انك ممكن تغيرى رايك بس انا نصحته انه يخطب ساره بنت خالتنا و يحاول ينساكى 
همست مليكه بحزن و هى ترفع نظارتها الى فوق جسر انفها بيد مرتجفه كعادتها عندما ترتبك او تحزن 
انا انا اسفه يا رضوى 
قاطعتها رضوى ضاحكه 
اسفه على ايه انتى هبله لو هو اخويا فانتى كمان اختى و توأم روحى و عمرى ما ازعل منك لانى عارفه ان ده ڠصب عنك و مش بايدك 
لتكمل و هى تنهض من فوق الاريكه جاذبه مليكه من ذراعها محاوله تغيير مجرى الحديث
المهم دلوقتى تقومى و تشوفى هتلبسى ايه لمقابله الشغل بكره 
قاطعتها مليكه تهز كتفيها تشير نحو ملابسها التى ترتديها 
هلبس ايه يعنى ما لبسى اهوو 
صاحت رضوى باستنكار تتفحص ما ترتديه مليكه بازدراء
لبسك لبسك ده تنسيه لو عايزه تتقبلى وتشتغلى فى شركه نوح الجنزورى 
لتكمل وهى تتجه نحو احدى الغرف التى تحتفظ بها بجميع الاشياء الخاصه بوالدها
مش الزفته اختك لما نزلت مصر من كام سنه كانت سايبه شنطه فيها لبس تعالى ما نشوفهم يمكن نلاقى حاجه تنفعك
قاطعتها مليكه پحده جاذبه اياها من ذراعها للخلف محاوله ايقافها
انتى هتستعبطى يا رضوى لبس ملاك ايه اللى ألبسه دى لبسها كله مسخره
جذبتها رضوى من يدها تتمتم بسخريه و مرح
المسخره دى هى اللى هتخاليكى تتقبلى فى الشركه يا ست مليكه 
اتبعت رضوى الى داخل الغرفة التى تحتفظ بها باشياء شقيقتها بصمت و قد اقتنعت اخيرا انها اذا رغبت ان يتم قبولها بالوظيفه فيجب عليها تغيير مظهرها هذا كما ليس امامها خيار اخر فلازالت تحتاج المال حتى تستطيع اكمال تسديد الديون التى تراكمت عليها اثناء مرض والدها 
بعد عده دقائق 
شهقت مليكه پحده فور ان وقعت عينيها على انعكاس مظهرها بالمرأه بينما ترتدى احدى فساتين شقيقتها 
لا لا يا رضوى استحاله اخرج بمنظرى ده 
قاطعتها رضوى مثبته اياها من كتفيها بينما تنزع الدبابيس التى تثبت بها شعرها باحكام فوق رأسها لينساب شعرها الاشقر الحريرى فوق ظهرها و كتفيها كشلال من الحرير 
لا هتخرجى و هتعملى مقابله بكره و هتتقبلى يا مليكه علشان تقدرى تسدى الديون اللى عليكى 
لتكمل صائحه باقتضاب نازعه النظاره من فوق عينيها پحده
و تشيلى الزفته اللى على عينك دى انا مش عارفه انتى لابسها ليه اصلا و انتى نظرك مش ضعيف 
زفرت مليكه باستسلام متأمله مظهرها بالمرأه بحسرة فهى تعلم بانها يجب ان تحصل على هذه الوظيفه ليس فقط من اجل سداد ديونها لكن ايضا لكى ترضى فضول قلبها الذى اصبح غارقا فى حب نوح الجنزورى منذ اكثر مم عام وها هى فرصتها الوحيده لكى تستطيع رؤيته 
تنهدت حالمه وعلى وجهها ارتسمت ابتسامه هائمه فاخيرا سوف تستطيع رؤيته و تصبح معه فى ذات المكان فهى تعلم بان اقصى ما ستصل اليه فى حبها هذا هو 
كانت مليكه جالسه فوق مكتبها
الخاص بشركة نوح الجنزورى حيث تم قبولها فور تقدمها للعمل 
تململمت بمكانها بضيق فور تذكرها انها و منذ قدومها الى هنا لم تنجح
فى رؤية نوح و لو لمره واحده 
فقد فشلت جميع محاولتها فى رؤيته حاولت فى الكثير
من المرات رؤيته اثناء خروجه او دخوله للشركه لكن كل محاولتها بائت بالفشل تماما خاصة و رضوى تحاصرها كالدجاجه الام محاوله حمايتها من ارتكاب اى حماقه حتى لا تخسر عملها 
ارتسمت ابتسامه حالمه فوق شفتيها متذكره اول يوم رأت فيه نوح كان منذ اكثر من عام كانت وقتها تنتظر ببهو الشركه الخاصه بنوح انتهاء رضوى من عملها حيث كانوا اتفقوا على الخروج سويا بعد انتهائهم من العمل و عندما انهت مليكه احدى الدروس الخاصه مبكرا قررت ان تمر على صديقتها بمقر عملها خاصة و ان المنزل الذى كانت تعطى به الحصه لا يبعد كثيرا عن مقر الشركه التى تعمل بها 
كانت واقفه تتلملم بضيق امام المصعد تنتظر قدومه فقد كان تأخر كثيرا لكنها اعتدلت فى وقفتها عندما رأت الشاشه المعلقه فوقه تتشير الى اقتراب المصعد 
و عندما فتح بابه لم تشعر مليكه
بشئ سوا بحائط بشرى يضربها بقوه مما جعل توازنها يختل و تسقط
انتى كويسه حصلك حاجه 
ربت نوح فوق ذراعها بهدوء محاولا تبرير ما فعله 
انا اسف انا كنت مستعجل و لما خرجت من الاسانسير مخدتش بالى ان فى حد واقف خصوصا و انه الاسانسير خاص بالاداره
قاطعته مليكه بحرج عندما لاحظت الرجال الذين يقفون خلفه منتظرين اياه يتابعون المشهد بتلملم و ضيق كما لو كانت حشره لا تستحق كل اهتمامه هذا 
حح حصل خير مفيش حاجه 
ومنذ تلك اللحظه و قد وقعت مليكه بحبه تتصيد اخباره من
المجلات
و
شبكة
 

انت في الصفحة 1 من 48 صفحات