الجمعة 18 أكتوبر 2024

وبقي منها حطام انثى بقلم منال سالم

انت في الصفحة 57 من 59 صفحات

موقع أيام نيوز

من القمر المضيء بالسماء  
استعادت في ذاكرتها ملامحه حينما رأها تلج لغرفة المكتب و كيف كان ينظر إليها ببرود أثارها نحوه    فعبست ملامحها على تعمده استفزازها    فتلوت بشفتيها بسخط وهي تقول 
صحيح انك مستفز !
تنهدت بعمق حتى اقتحم مخيلتها مشهد محاصرته لها والتقاطه لعبراتها قبل أن تنسال من بين أهدابها لتلمس وجنتيها فاحتلت البسمة المشرقة ثغرها وهي تتخيل طيفه أمامها    
هي تشعر بالبهجة تختلجها وتتسرب إلى خلاياها في حضوره فقط حتى وإن كانت تتظاهر بعكس ذلك 
أحبه نعم أحبه 
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
ومن صميم الفؤاد أعشق قربه    
يحدثني بأنفاسه عن شوقه لي   
ابتسامتي وضحكتي 
وحتى ضعفي وظهور غمازتي 
هو المتيم بي والعاشق لتفاصيلي 
وإن ظهر العناد على جبهتي
واعتلى الشموخ طرف أنفي   
لن أفلح في التعبير عن عدم حبي له
وكأن عشقه گكرات الډم في وريدي 
هكذا حدثت نفسها وهي تأمل في مستقبل جديد معه    نهايته تسطرها هي بيدها وبقلم حبره من سائل ډمها المشبع بعشقه    
لقد اشتاقت للحديث معه كحبيبين    وربما سيكون هذا الشوق بريق أمل ليحقق حلما غنيا لها 
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
وبقي منها حطام أنثى
الفصل الحادي والثلاثون الجزء الثاني 
استيقظت بحماسة شديدة وهي متفائلة بأنها ستحظى بمغامرات شيقة    
احتارت في تحديد وجهتها اليوم    وتساءلت مع نفسها عن أي مكان ستبدأ منه    
هل ستذهب لمقر شركته أم تتابع عملها مع صغيرته ريفان ! 
مدام إيثار!
توقفت بتوجس وتراجعت للوراء خطوتين لتحافظ على وجود مسافة معقولة بينهما ثم حدجته بحدة لسلوكه المباغت وهتفت متساءلة بنبرة قاتمة 
مين حضرتك! 
احنى رأسه وهو يبادلها الحوار قائلا بجدية 
انا سواق مالك بيه! جاي أخد حضرتك للشركة
ثم أشار بيده نحو السيارة فالتفتت برأسها حيث أشار ووجدت سيارته بالفعل تنتظرها أمام مدخل البناية   
تخللها شعور مطمئن بعد أن توجست خيفة منه    
هزت رأسها بهدوء وهي تتابع مرددة 
طيب
قام السائق بفتح باب السيارة الخلفي لها فاستلقت في مكانها وفكرت بتعمق   
كان يومها سيبدأ بالذهاب إلى الصغيرة ريفان أولا ثم بعد ذلك تخطط لما ستفعله    ولكنه فاق توقعاتها گعادته    ظلت تنظر للطريق أمامها بترقب حتى أدركت قرب وصولها لمقر الشركة فشعرت ببعض التوتر  
جاهدت للتخفيف من ذلك الإحساس الذي يثير معدتها بالإضطراب وتنفست بإنتظام لضبط انفعالاته المتوترة   
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
وما إن أوقف السيارة حتى ترجلت منها وكادت تتخطى حدود المقر ولكن أوقفها السائق قائلا 
ثانية واحدة !
ثم استبقها بخطواته فتبعته هي حتى وصل بها لمكتب الإستقبال بالشركة    
وقف خلف الحائل الزجاجي وهتف فجأة بجدية وبنبرة شبه مرتفعة 
الأستاذة إيثار وصلت
تحركت موظفة الاستقبال من مقعدها والتفتت بجسدها لتكون في مواجهتها وابتسمت بهدوء وهي تقول 
أهلا بحضرتك    مكتبك جاهز فوق ومالك بيه شدد عليا أوصلك لفوق بنفسي !
ردت عليها إيثار بهدوء 
شكرا   
شعرت هي ببعض المبالغة في الأمر مما أثار ريبتها ولكنها تغاضت عن ذلك ولم تلق له بالا   
استبقتها الموظفة وتبعتها هي بخطاها حتى استقلا المصعد ظلت تفكر فيما يقوم مالك بتحضيره والتخطيط له   
عجزت عن تخمين أفعاله    وأجبرت نفسها على عدم التفكير في ذلك   
توقف المصعد ومدت لها الموظفة يدها وهي تقول برسمية زائدة 
اتفضلي على أول أوضة في الطرقة يمين
شكرا !
قالتها إيثار بامتنان ثم تقدمت بقدميها وهي تتفحص المكان بعينيها    ففي المرة السابقة لم تستطع رؤيته بوضوح   
كان صرحا مميزا بحق    تظهر عليه علامات الرقي والحداثة   
ابتسمت بنعومة واعتقدت أنها وصلت للحجرة المنشودة   
التقطت أنفاسها وكبحتها بداخلها وهي تضع يدها على المقبض ثم زفرته بتمهل وهي تديره 
ولجت لداخل الحجرة لتنبهر بترتيبها المتناسق وببراعة الديكور الخاص بها   
خطت بقدم مترددة لتقع عيناها مصادفة على باقة من ورود البنفسج موضوعة أعلى سطح المكتب   
فغرت فمها بإعجاب ثم دنت منها وهي تظن أن تلك عادة
الشركة في الترحيب بالموظفين الجدد ولكن كانت البطاقة التي تتوسط باقة الزهور تعكس لها ما توقعته    
التقطتها بحذر وقرأت حروفها التي تشكل عبارات أثرة    وهمست من بين شفتيها 
عانقيني 
بوشاح الهوى دثريني    
وانظري إلي بعينيكي   
وبهما ظل الحب يشفيني   
أما آن للعشق بعينيك أن يظهر    
أما آن للعشق بقلبك يحييني 
عانقيني  
اتسع ثغرها ببسمة فرحة من جمال كلماته التي تلمس داخلها وتجمعت دموع السعادة بمقلتيها وهي تضحك بصوت مسموع للآذان    
ولكنها تلاشت سريعا عقب حركته المباغتة عندما حاصرها من ظهرها بذراعيه   
حزمت من نبرتها لتظهر أكثر جدية وهتفت 
احنا هنا في مكان شغل ميصحش اللي بتعمله ده
التوى ثغر مالك بمكر وهو يبدى عدم اكتراثه بشيء 
ميهمنيش أنا صاحب الشركة وانتي مرات صاحب الشركة المستقبلية واللي عنده كلمة هيلمها !
أراد أن يرى وقع كلماته على ملامحها فأفلت قبضتيه عنها وأتاح لها الفرصة لكي تلتفت نحوه وتواجهه   
نظرت له ببرود مماثل لما فعله معها بالأمس ثم نطقت بلهجة مٹيرة للاستفزاز 
مين قالك إني موافقة على جوازي منك!
ابتسم مالك بسخرية وقد اكتشف خطتها وفهم مقصدها مما تفعله فقرر إفسادها على طريقته الخاصة  
اتسعت ابتسامته وهو يراها مذهولة في مكانها ثم مال ناحية أذنها وهمس لها بصرامة خاڤتة 
انا قولت يبقى خلاص
تخللت رائحتها المميزة أنفه فأطبق جفنيه بإستسلام وهو يستنشقها مرارا وتكرارا مستمتعا بعبقها الذي يثير جنونه ويحرك فيه مشاعره بقوة   
جاهد لكي لا يتهور معها وتابع قائلا 
يا ذات الغمازتين !
انخفضت بجسدها ثم عبرت من أسفل ذراعه المرتفعة على كتفها لتصبح خلفه و التقطت شهيقا عميقا وزفرته
وهي تردد بنبرة مستكينة 
انا جيت عشان الشغل    هو فين!
رد عليها مالك وهو يبتسم بعبث 
انا الشغل ياحبيبتي
ارتفع حاجباها للأعلى مستنكرة ما يقوله   
أراد أن يحصل على المزيد    
فدنا فجأة منها وحاوط رأسها براحتيه ومن ثم قبل جبينها بعمق فأغمضت عينيها بضعف شديد   
حدق فيها بسعادة وهمس لها بنبرة آسرة 
بأحبك   
ثم أرخى كفيه عنها وتراجع مبتعدا ليتركها في غرفتها الجديدة بمفردها  
لا إراديا تبعته بأنظارها حتى اختفى فتنهدت وهي تطبق على جفنيها   
عاد مالك إلى غرفة مكتبه وهو يستعد لتنفيذ خطة جديدة ستكون أخر محاولاته لإخضاعها تحت سلطان الحب 
هو بالكاد استطاع تحطيم الكثير من الحوائل التي كانت تقف بينهما   
بات مالك متأكدا بأن الجدار الفولاذي الذي بني سيقع حتما عقب تلك المحاولة   فقد حان موعد اختياره هو دون فرض البدائل  
استمرت إيثار في التوفيق ما بين عملها في الشركة ومهمتها كمربية للصغيرة ريفان   
ورغم قلة عدد الساعات التي تقضيها بصحبتها إلا أنها كانت تمدها بطاقة كبيرة من الأمل والتفاؤل   
وذات يوم وحينما انتهت هي من أداء مهامها تجاه الصغيرة ريفان    
أنامتها برفق في فراشها وتأملت ملامحها البريئة ثم مدت يدها لتمسك بأصابعها الصغيرة    
فوجدتها أطبقت على إصبعها بكفها الضئيل بشكل لا إرادي    فخفق قلبها فرحا لتلك الحركة
انتفضت من مكانها بفزع وتحركت للخارج سريعا محاولة فهم ما يدور   
كان الصړاخ مدويا بالخارج وانتشر في الأرجاء مما أصابها بالذعر الممېت    
كانت تهبط الدرج راكضة وهي تدعو الله ألا يكون الخطب جليا    
وجدت روان تصرخ بهلع وبشكل يمزع القلوب في حين كانت راوية تقف على مقربة منها والدموع تنساب من بين عينيها بغزارة كذلك لم يختلف حال السائق الخاص بمالك فهو كان واقفا محڼي لرأسه ويبدو على تعابير وجهه الأسف الممزوج بالحزن   
صړخت إيثار بقوة وهي تتسائل بفزع 
في ايه!! 
أجابتها روان وهي تصرخ بشدة والبكاء ممزوج ببكائها 
أخويا بيضيع مني مالك !
تعالت فجأة صراخاتها المريرة وأكملت 
آآآآآه !!!
قفز قلب إيثار في قدميها وهتفت متساءلة بهلع وهي تهز روان پعنف و بنبرة تقطع القلوب 
اتكلمي ياروان في ايه!! مالك فين وإي جراله!
دفعتها روان پعنف وهي تصرخ فيها لتحملها وزر المسؤلية كاملا 
انتي السبب اخويا كان بيجهزلك مفاجأة وقايلي انه جاي في الطريق    انتي السبب في كل حاجة حصلتله من ساعة
ما عرفك    انتي اللي موتيه !!
تجمدت الډماء في عروقها وتصلبت قدميها في مكانها   
تندى جبينها بقطرات العرق الباردة وهي تتخيل حقا ما قد حدث    
هزت رأسها پعنف لتدرك ما سمعته ولكن أبى الحديث أن يخرج من فوهها فقاطع السائق تفكيرها وهو يقول بصوت متحشرج 
مالك بيه كان متفق معايا نجيب شوية حاجات لزوم حفلة و  آآ   و وانا ماشي وراه بالعربية آأ    عمل حاډثة وو   
 غطت وجهها فجأة بكفيها وصړخت بصوت مكتوم غير مصدقة ما قاله   
انهمرت عبراتها باندفاع من عينيها وكأنها فيضان جارف    هدرت بصوتها بشهقات متتالية لقد كان معها هذا الصباح مثل كل يوم    
كان يعبث معها ويداعبها بحركاته التي إعتادتها منه 
كان يطرب آذانها بكلماته الساحرة التي باتت ترياقها الشافي لچراحها ! 
فكيف له أن يفعل هذا بها ! 
كيف يتركها بعد كل ما حدث في حياتها!
مستحيل! 
كانت تلك الكلمة الوحيدة التي استطاعت أن
ترددها بصعوبة واضحة وكلنها كانت تحمل الكثير بين طياتها 
صړخت روان وهي ټضرب على وجهها ورأسها محملة إياها عليها عبء كل ما حدث لأخيها في سنوات حياته منذ أن عرفها فخرج منها الحديث حادا كنصل السيف الذي إن لمس النحر قطعه 
انتي السبب انتي السبب منك لله
لم تهتم إيثار بذلك الهراء بل أطبقت على ساعد السائق وهزته بعوف قوي وهي تنطق بصړاخ 
هو فين دلوقتي قولي!
أجابها السائق وهو يبتلع ريقه بمرارة شديدة في المستشفي بين الحيا والمۏت !
قفز قلبها وأهتز پعنف ربما يكون هناك أمل ربما لن يخذلها الله تلك المرة    لن تكون هذه النهاية ا أستغاثت بالسائق ونطقت بإستعطاف راجي والدموع لا تتوقف عن السيل منها 
ارجوك توديني ليه ابوس ايدك وديني عاوزة أشوفه !!!
صاحت روان بتشنج وهي تتقدم بخطواتها نحو باب الفيلا بسرعة ودينا عنده بسرعة
أقلهما السائق صوب المشفى   
جلست روان بعيدة عن إيثار في المقعد الخلفي وهي تبكي بحړقة وتحسر بينما جلست إيثار منكمشة على نفسها تضم يديها إلى صدرها المنقبض كانت تبكي بحرارة تذيب أشد القلوب قسۏة    
لا يحق لك أن تنصرف قبل أن تعيش معها أجمل أيامهما كيف يمكن للقدر الذي جمعنا مرة أخرى أن يفرق بيننا بهذا الشكل الشنيع والممېت
لا تذهب أرجوك 
لا تتركني الآن 
مازال لدينا الكثير لنعيشه ياحبيب القلب وخليل الفؤاد   
تمسك بأنفاسك قليلا أنا في طريقي إليك 
أرجوك أن تعاند لتبقى!! 
أن تصمد لأجلنا لا لأجلي   !!
صف السائق سيارته أمام المشفى فاندفعت إيثار لتهبط عنها بسرعة رهيبة ركضت للداخل وهي تتلفت حولها لتسأل أيا ممن يقابلها    
استوقفت إحدى الممرضات وهي تنطق بصعوبة بالغة وقد توقف الحديث بحلقها 
آآ  في واحد عمل حاډثة وو 
ردت عليها الممرضة مقاطعة إياها وهي تهز رأسها بحزن 
الأستاذ اللي عمل حاډثة بيجهزوه فوق للعمليات    ربنا يستر !!!!
كانت كلماتها كالمادة شديدة الاشتعال التي سقطت فوق كتلة من النيران لتزيد من توهجها واستعارة ألسنتها فركضت نحو الدرج لتصعده راكضة بينما لحقت
56  57  58 

انت في الصفحة 57 من 59 صفحات