روايه غيوم ومطر
غطوا علي جميع الاسئله فانتباه الجميع تركز علي شهد وخطيبها باسم في البدايه ثم انتقل اليها تباعا هى كانت اكيده من تواضع فستانها لكنها مع ذلك كانت محط الانظار وشبكتها التى تعمدت ارتداؤها اليوم غطت علي شبكة شهد البسيطه مجرد ذكر كلمة الخطوبه تجعلك محط انظار ومع شبكه كشبكتها كانت مثار حسد ايضا البنات استوقفوها جميعا لمشاهدة خاتمها وعندما شاهدوا صورة زفافها الصغيره التى تحتفظ بها في محفظتها فغروا فاهم من الدهشه فتصميم فستانها الخلاب لم يكن معتاد في وسطهم
باسم خطيب شهد كان طبيب في بداية حياته معيد لديهم في الكليه في قسم الطفيليات راتبه قليل حاليا واسرته متوسطة الحال كحال معظم الاسر المصريه لكن مستقبله مضمون كعضو هيئة تدريس شهد كان لها ترتيب متقدم مثلها هى ورحمه اما فاطمه فكانت تناضل كى فقط تنتقل الي السنه التاليه سهام الحب اصابت باسم منذ اللحظه الاولي التى شاهد فيها شهد في احدى المحاضرات وتمكن من خطبتها بصعوبه فظروفه الماديه الحاليه تعبانه كما يقولون لكن نظرة واحده منها الي سعادتهم علمت منها انهم يتغذون بالحب ويكفيهم حبهم ليسترهم في ايامهم الصعبه
فريده تعلقت عيناها بالساعه الكبيره الموجوده في غرفة الانتظار الثوانى لا تمر ابدا والدتها ووالدة عمر كانتا متماسكتان بشكل لا يصدق كلتاهما قضت الوقت في السجود والدعاء فالدعاء يرفع البلاء هى كانت تعلم جيدا ان العمليه تستغرق ساعات وساعات وغرفتين عمليات وفريقين طبيين يعملان في نفس الوقت المستشفي كانت علي قدم وساق كخلية النحل الكل يعمل بجهد فعمليتهم من العمليات الكبيره التى تستنزف الجميع المبلغ الضخم الذي دفعه عمر لاتمام العمليه اضاف بطوله علي بطولته فهو ضحى بكل سنوات عمله في الخليج لاجلها ومع ذلك لم يتردد لحظه ووهبها كل شيء حتى عمره حتى الشقه جهزها علي اعلي مستوى حاول ان يعوض نقصه في المستوى التعليمى بأمواله لكن فريده كانت تعلم جيدا انها اجهزت علي اخر
انخرطت في افكارها الخاصه ورغما عنها مع انها حاولت التماسك الا ان دموعها غطت وجهها افاقت من شرودها علي صوت والدتها وخالاتها يحمدون الله بصوت عالي انتبهت لتجد ممرضه من الفريق الطبي الاول تطمئنهم وتخبرهم ان عمر خرج من العمليات وان حالته مستقره اخبرتهم ان عمر انتقل الي غرفة الافاقه مؤقتا وعندما يتأكدون تماما من استقرار حالته سوف ينقل الي غرفة عاديه دموعها زادت بشكل كبير وحمدت الله كثيرا فعلي الاقل عمر تجاوز الازمه لم تكن لتسامح نفسها اطلاقا لو شعرت انها بحاجه الي الانفراد بنفسها اكثر مكان تستطيع الخلوة فيه كان غرفة عمر التى خرج منها قبل العمليه وسوف ينقل اليها بعد افاقته التامه فرشت سجادة الصلاه وظلت تصلي حتى ارتاحت فتحت مصحفها الصغير الذي حملته معها وبدأت في القراءة بخشوع قلبها تعلق بالامل في كرم الله عز وجل فالله كريم وسوف ينجى احمد كما نجى عمر بعد ساعات سمعت حركه عند الباب التفتت لتجد الفريق الطبي يقوم بنقل عمر النائم الي غرفته نهضت تراقبهم وهم يحملونه بلطف ويرقدونه علي فراش الغرفه
فريده اقتربت منه بهدوء وقالت انا هنا يا عمر عمر فتح عيونه فجأه وقال فريده انت هنا الحمد لله ثم اغلق عيونه مجددا واستسلم للنوم مشاهدته وهو مازال تحت تأثير المخدر ادمعت عيناها عمر ضحى بنفسه من اجل حبها وهى لا تحبه الي الان وهذا ظلم بين له لكنها ستحاول نعم هو يستحق المحاوله
ربما لو تجاهلت سخرية فاطمه القاتله التى اسمعتها اياها عندما اخبرتها عن عمر فسوف تستطيع القبول به زوجا هو الان زوجها وهى ستبذل قصاري جهدها لتكون الزوجه التى يستحق
نظرت في ساعتها الان مرت 5 ساعات منذ دخول احمد الي العمليات ومحمد اصر علي حضور العمليه كامله استاذ الجراحه المشهور الذى يقوم باجراء العمليه يكون والد صديق محمد المقرب ووافق علي حضور محمد معه بالتأكيد الان العمليه شارفت علي الانتهاء واحمد سيخرج لهم بخير ان شاء الله مع فرصه للحياه بدون خوف لمدة سنوات طويله تصل الى خمس وعشرون عاما وربما اكثر اذا ما نجحت العمليه وتقبل جسده الكلي كلما كان تطابق الانسجه نسبته عاليه كلما زادت فرصة قبول الجسم للزرع واعتبار الكلي الغريبه كأنها جزء منه وعمر اثبت انه جزء منهم نتيجة التطابق كانت مدهشه تكاد تصل الي نسبة تطابق التؤام القت نظره اخري علي عمر وعندما تأكدت انه بخير غادرت غرفته وقلبها معلق بالامل
عند باب العمليات محمد بفرحة غامره كانت كل ذره من جسده تدل علي الارتياح من منظره علمت ان العمليه قد نجحت وتمت الزراعه بنجاح بالطبع هذا ليس دليل علي تقبل الجسد للكليه ولكن جزء هام قد مر وهو تجاوز مخاطر عملية النقل نفسها احمد سوف يقضى اسابيع في العزل بعد العمليه لانه سوف يتلقى عقاقير تثبط من مناعته حتى يتقبل جسده العضو الغريب عمر فكر بذكاء حتى
اختياره لموعد العمليه كان مراعى فيه جميع التفاصيل لاقصى درجه احمد كان قد توقف عن الدراسه بسبب حالته المرضيه وعمر كان يعلم ان حالته الصحيه تؤثر بالسلب علي نفسية اخوته فحرص علي اجراء
العمليه قبل امتحاناتهم بفتره حتى يتمكنوا من التركيز عمر اخبرها انه سوف يستلم عنهم الحمل وقد فعل فعلا
دموع محمد اختلطت بدموعها وارتياحه وصل اليها يبثها الامل تفائلت بالخير وانتظرته فمن كان يتوقع ان يحدث ما حدث فريده جذبته من يده وقالت تعالى نطمن ماما وخالتو
الصبر والدعاء كان كل ما يملكونه عمر ضحى بجزء غالي من جسده لاجل احمد فتمنوا ان يكون المقابل يستحق احمد
وضع في العنايه المشدده لاسابيع ومنعت عنه الزياره خوفا من انتقال العدوي اليه بسبب نقص مناعته فأي عدوي الان قد تكون قاتله مبدئيا ارتياح الاطباء لعدم حدوث مضاعفات معتاده لمثل ذلك النوع
من العمليات كالجلطات و العدوى كانت مثل طاقة الامل التى تؤكد المعجزه التى تحدث بعد اسبوعين