الجمعة 29 نوفمبر 2024

روايه انا لها الشمس

انت في الصفحة 69 من 95 صفحات

موقع أيام نيوز


يوما ما لكن الان الوضع مختلف قبل كان أشقائها يحاولون عودتها لزوجها بينما الان ذاك الأرعن قام بخطڤها وهي على ذمة رجل أخر
بادر فؤاد بالحديث كي يلهي الشاب 
اخبارك إيه يا أيهم 
الحمدلله يا سيادة المستشار كله تمام...نطقها بنبرة حماسية ليخبره فؤاد بنبرة جادة 
أنا لسه قافل من شوية مع عمي وقال لي إنه مستنيك بنفسه بكره في مكتبه وهيخلي موظف مسؤل عنك ويضربك لحد ما تبقى بيرفيكت في شغلك

لينظر لحبيبته يخبرها بما دار بينه وبين عمه 
كان عازمنا بعد بكرة على البيت عندهكان عاوز يفرجك على مزرعة الخيل بتاعتنا بس قلت له يأجل العزومة لحد ما نرجع من المالديف
ربنا يسعدكم يا سيادة المستشار...قالها أيهم ليجيبه بابتسامة حنون ترجع لراحته للشاب 
عقبالك يا أيهم
أقبل عليهم علام وزوجته ليرحبا بالشاب بعدما علما بوجوده من إحدى العاملات وقد أخبرهما فؤاد بمجيأه قبل الإتصال به وقف أيهم ليرحب به علام قائلا ببشاشة وجه 
إزيك يا أيهم
الله يسلمك يا باشا... لتنطق عصمت بابتسامة ترحيبية 
نورت القاهرة كلها يا أيهم 
اجابها على استحياء وهو ينظر للأسفل 
متشكر يا هانم
تحدثت عصمت مستفسرة من فؤاد الجالس بجوار حبيبته 
طلبت المطبخ يجهزوا العشا ل أيهم يا فؤاد ولا لسه! 
نطق سريعا بنفس عزيزة ورثها عن والده 
أنا اتعشيت الحمدلله
رفض علام قائلا بتصميم 
وإحنا مالنا بعشاك إنت هنا لوحدك وده بيتك تجيه في أي وقت تاكل وترتاح وتعتبره بيتك التاني
متشكرة يا باباربنا يبارك لي فيك...قالتها إيثار تحت نظرات علام الحنونة ليتابع الشاب موضحا 
والله عزة كانت محضرة لي أكل كتير وأتعشيت وحقيقي مش قادر
تحدث فؤاد ليوقف ذاك الجدل 
خلاص يا باشا سيبه على راحتهبس لعلمك النهاردة سماح علشان عزة كانت قاعدة تحكي لي على الأصناف اللي عملتها لك
واستطرد بملاطفة 
لدرجة إني كنت هجيب إيثار والباشا والدكتورة ونيجي نتعشى كلنا معاك
قهقه الجميع على دعابة فؤاد وواصلوا حديثهم الودود
صباح اليوم التالي 
فاق على صوت التنبيه الذي صدح بالحجرة لينبههم بأنه قد حان اوان الإستيقاظبعينين مغمضتين إستدار بجسده وبسط يده باتجاه الكومود المجاور للتخت وسحب الهاتف ليغلق ذاك الصوت المزعج ثم اعتدل بجسده من جديد ليفتح عينيه ويرى أجمل ما رأت عينيه حبيبته تتعلق بأحضانه كطفلة صغيرة تتشبث بأحضان والدها الحنون كي تحتمي به من شرور العالم الموحشتطلع بعينين هائمتين على ملامحها الهادئة وإسكانت روحها الظاهرة بابتسامتها التلقائية الناتجة عن شعورها العالي بالسلام النفسي الذي بات يسكن كل كيانها مؤخرا نظرا لسطوع شمسها الذي أنارت مؤخراابتسم بسعادة وأمسك خصلاتها المتناثرة على وجهها وثبتهم خلف أذنها ثم همس بصوت خرج متحشرج تأثرا بنومه 
حبيبيحبيبي إصحي
تمطأت بدلال بين أحضانه جعلت السعادة ټقتحم قلبه وتستوطن وبتلقائية ارتسمت إبتسامة جذابة فوق شفتاه الممتلئة حين استمع لهمهمتها المٹيرة لينطق من جديد مدللا إياها 
يلا يا بابا وبطل دلع
تمطأت بتكاسل لتنطق بصوت ناعس وعينين مازالتا مغمضتين 
خلينا نايمين شوية كمانأنا نعسانة قوي
أمسك أرنبة أنفها بين أصبعيه وقام بمداعبتها بدلال ثم تابع بملاطفة 
قومي يا كسلانة ورانا طيارة 
بالكاد بدأت بتحريك أهدابها تحاول فتحهما ثم نطقت وهي تنظر لوجه ذاك البشوش 
تعبانة قوي يا فؤادشكلي أخدت على قعدت البيت وطول الوقت نعسانة وعاوزة أنام
أجابها بإيضاح حسب ما لديه من معلومات بسيطة 
ده تأثير المسكن اللي أخدتيه اليومين اللي فاتواهنبطله من النهاردة وهترجعي لحيويتك تاني
واستطرد يحسها على النهوض 
يلا يا حبيبي وبطلي كسل
همهمت من جديد لټدفن رأسها داخل صدره العاړيضحك على دلال قطته الأليفة التي تختبئ منه إليه لينفض الغطاء من فوقيهما بعد حسمه للأمر ونهض ليحملها فوق كتفه تحت ضحكاتها المرتفعة وهي تترجاه بدلال كاد أن يفقده عقله 
سيبني أنام شوية وحياتي
فتح باب الحمام وأنزلها برفق أمام حوض الإستحمام ليقول بأوامر غير قابلة للنقاش 
خمس دقايق تكوني واخدة حمامك مفهوم
تذمرت لتدق الارض بقدميها بدلال جديد عليها لينسحب هو ويقف أمام حوض غسيل الوجه ليمسك بماكينة تهذيب شعر الذقن وهو يحذرها بعينيه من خلال إنعكاس صورتها الظاهر بالمرآة 
على ما أخلص حلاقة ذقني تكوني أخدتي الشاور بتاعك علشان ألحق أخد شاور أنا كمان 
دقت الأرض بساقها لتنطق متذمرة بدلال أهلك قلبه العاشق 
طب علشان خاطري سيبني أنام خمس دقايق
إقبلت عليه لتقف خلفه وتحتضنه من الخلف وهي تقول بخمول 
خمسة بس يا فؤاد 
لم تكن يوما شخصا غير مسؤل يتصرف بعشوائية دون حسابات لكن معه كل الأمور تبدلت وعادت لنصابها الطبيعيفأصبحت تتدلل كأنها تعوض حالها مع ذاك الجاسرعن كل ما حرمت منه تكافئها عن صبرها وقوة تحملها طيلة أعوامها السابقةفطالما حملت هم حالها والصغير على عاتقها حتى إنحنى ظهرها من ثقل حملهاوالأن بعد ظهور فارسها الهمام شعرت باستكانة روحها وبأن عليها أن تتدلل وتأخذ إستراحة محارب
وضع الماكينة جانبا ليستدير لها يتطلع كثعلب مكار لثوبها الناعم وشعرها المفرود

على ظهرها بطريقة أذابت قلبهفقد كانت هيأتها مغرية بشكل لا يوصف وأكثر من المحتمل لقلب عاشق مثلهإحتوي خصرها بساعديه قبل أن يغمز متسائلا بمشاكسة خطفت قلبها 
إنت عاوزة إيه بالظبط! 
رفعت كتفها لتمط شفتها السفلى بدلال أشعل نيران عشقه المتوهج لتنطق بإنوثة 
عاوزة أنام شوية صغنطتين
نطقت كلماتها بكثيرا من السحر والدلال أفقده لبه ليميل بجذعه ويقوم بحملها بين ساعديه وبدون تفكير تحرك باتجاه الفراش وقام بإلقائها عليه لينطق قبل أن ينضم إليها
إنت اللي إختارتي 
بعد قليل كانت تخرج من كبينة الإستحمام الجانبية ترتدي مئزر الإستحمام القطني وتحاول تجفيف شعرها بمنشفة صغيرة بعدما أخذت حماما سريعا كي يستطيعا اللحاق بموعد الطائرة المتجهة لجزر المالديفنظرت لحبيبها الذي انتهى من تهذيب ذقنه لتطالعه قبل أن تنطق بإلقاء اللوم عليه 
عاجبك كده يا أستاذأدينا هنتأخر على ميعاد الطيارة بسبب تهورك وطيشك
قطب جبينه متعجبا حديثها لينطق بتحميلها لما حدث 
بسبب تهوري بردوا ولا دلعك ودلالك الماسخ على الصبح
فغرت فاهها ورفعت حاجبها باستنكار لما يقول لتنطق بعينين متسعتين بذهول مصطنع 
أنا دلعي ماسخ يا فؤادتمام إبقى شوف مين بقى هيتدلع عليك تاني
وأسرعت نحو الباب لتستدير مرة أخرى تحت إبتساماته وهي تقول 
تصدق إنك شرشبيل بجد
أنطلقت منه قهقهات مرتفعة صدحت بأركان الجناح ليعلو صوته كي يصل إلى تلك التي اندفعت مهرولة للخارج
ماشي يا إيثارأنا بقى هوريك شرشبيل على حقإصبري عليا لما نوصل المالديف وهناك هتتعرفي على الشرشبيل اللي جوايا 
ابتسمت بسعادة وهي تستمع لدعابات مالك فؤادها والروحهمت بتجهيز نفسها على عجالة
كانت تجلس بحجرتها تتحدث عبر الهاتف إلى والدتها بسخط على حياتها بالكاملهتفت من بين أسنانها پحقد دفين على زوجها 
منه لله عمرو إبن إجلالكل ما أجي أتقدم خطوة يوقفني بغبائه
واسترسلت بنبرة ساخطة 
أنا مش عارفة أنا عملت إيه في حياتي علشان يحصل لي كل ده
ردت الأم عليها بنبرة متأثرة لأجل نجلتها 
طب بس إهدي وخلينا نشوف هنعمل إيه في المصېبة اللي حطت علينا دي كمانما هو كان ناقصنا حبس عمرو ده كمان علشان يوقف الموضوع اكتر ما هو واقف
أخرجت كلماتها بغل ظهر بعينيها 
مفيش في إيديا حاجة أعملها غير إني أستنى وكأني إتخلقت في الدنيا دي علشان أفضل مستنية في الدور اللي ما بيخلصش
نظرت أمامها وثبتت نظرها في نقطة اللاشئ وهي تنطق بشرود تتذكر مشوار حياتها 
دخلت الكلية وفضلت مستنية إن حد من ولاد كبارات البلد يبص لي ويتجوزني علشان ينقلني من فقري وأعيش زي بقيت خلق اللهوبرغم إني عملت كل اللي لازم يتعمل علشان أظهر وأبان بين بنات البلد إلا إن الحظ سابني وراح يضحك لبنت منيرة وخلى إبن أكبر راجل في البلد كلها يحبها دونا عن الكلولما حاولت ألفت نظره قبل ما يتجوزها وصدني أستنيت استنيت لحد ما اتجوزها وفضلت قاعدة ومستنية الفرصة لحد ما جت لي وعرفت أوقعه بمساعدة العقربة نسرينوبعدها استنيت أخلف الولدولما جت لي الفرصة طلع لي موضوع الورمواستنيت بنت منيرة تتجوز واتجوزت بس ما ارتحتش
واسترسلت بهسيس حاد 
ده زاد جنونه بعد ما حس إنها ضاعت من بين إيديه خلاص وجه طلع كل غله وغضبه فيا
واسترسلت بحدة 
نخلص على كده لا طبعايروح إبن الهبلة يخطفها ويضيع نفسه ويوقف لي كل خطتي 
قاطعتها والدتها باستحسان 
وأهو اللي عمله جه في مصلحتك وضړبتي عصفورين بحجر واحدأديك خلصتي من الواد ومش هتشوفيه ولا هينكد عليك في كل مرة ييجي يقعد عندكم فيها وخلصتي من خۏفك ليرجع بنت منيرة في أي لحظة
وإنت تفتكري إن نصر هيسيبه لبنت منيرة بالسهولة دي... قالتها معترضة على تنبؤ والدتها لتهتف بقوة 
ده هيهد الدنيا ويقلبها لحد ما يرجعه وبكره أفكركإصبري بس لحد ما يخلص من دوشة الإنتخابات وهتلاقيه إتحول لغول هيبلع كل اللي ييجي في طريقهوأولهم المستشار اللي بنت منيرة جريت واتحامت فيه
واسترسلت بدهاء يرجع لمعرفتها لشخصية نصر الشرسة 
نصر ده عامل زي الحاوي بالظبطجرابه مبيخلاش من الحيلوالمجرمين اللي يعرفهم أكتر من المحترمين وألف من يتمنى يخدمه في الشړ
ولجت الصغيرة من باب الغرفة لتهمس قائلة پانكسار 
ماما أنا جعانة
حولت بصرها باتجاهها لترمقها بنيران شاعلة فطالما حملت تلك المسكينة ما وصلت إليه من إخفاقاتلو لم تخلق أنثى لفتحت أمامها خزائن نصر البنهاوي على مصراعيها ول امتلكت المنزل وضمنت الجلوس على عرشه بعد رحيل تلك الجبروتإجلال لكن لسوء حظها أتت تلك الفتاة وجلبت معها النحسفمنذ ولادتها واللعنات تلاحقها أينما ذهبتهكذا هيئ لها الشيطان بتفكيرها فبدلا من أن تراجع نفسها وتتوب إلى الله من ذنبها العظيم عله يتقبل توبتها ويغفر لهاألقت بجميع أخطائها على عاتق تلك الصغيرة المسكينةهتفت بسخط وكلمات منزوعة الرحمة صاحبتها نظرات كارهة أصابت قلب الصغيرة بالړعب 
غوري يا بت على تحت خلي حد من اللي في المطبخ يحط لك تطفحي
تراجعت الفتاة للخلف لترد بإنكسار وجسد مړتعب خشية من تعنيف تلك القاسېة لها 
نزلت ومش لقيت حد تحت خالص
أشاحت بذراعها ترمقها 
طب غوري اتلقحي برة قدام التلفزيون على ما أخلص كلامي مع جدتك واطلع لك
انسحبت الفتاة ذليلة بخيبتها لتكمل تلك الجبروت حديثها وهي تقول 
كنا بنقول إيه يا ماما
تحدثت الأخرى ولم تعلق مطلقا على معاملة ابنتها شديدة القسۏة لحفيدتها الصغيرة وكأن الرحمة انتزعت من قلبيهما 
سيبك من كل دهإحنا لازم نروح للدكتورة علشان تشوف الورم ده وصل لغاية فين
صاحت بحدة مرعبة لتنطق باعتراض 
قولت لك مش هروح أي مكان غير ما أخلص من موضوع الحمل دهيخرج بس عمرو وأنا هتصرف بأي طريقة إن شالله حتى أحط له منوم في الماية واوهمه بإن حصل بينا حاجة وبعدها نبقى نروح للدكتورة ونشوف الحل إيه
وافقتها تلك المنزوعة العقل على تحالفهما الشيطاني وكأن شعور الامومة انتزع من داخلها فأصبح كل ما يهمهما هو الحصول على ذكر تستطيعا به ضمان بقائها بالمنزل ونيل مكانة عالية به دون التفكير بحياة تلك المړيضة بمرض مهلك قد يودي بحياتها بأية لحظة إذا أهمل.
داخل البلدة أيضاتقف نسرين أمام عربة لبيع الخضروات تنتقي منها
 

68  69  70 

انت في الصفحة 69 من 95 صفحات