غرام بقلم ولاء رفعت
تعمد إظهار معاملته الجافة والقاسېة لها بينما رامي أفعاله كانت النقيض لصاحبه يغدق عليها بالحديث المعسول والهدايا والاهتمام بها و عن حال أسرتها كما اقترب من والدتها التي احبته وأخذت تعدد من صفاته الحسنة الزائفة و لدي يوسف منذ أن علمت ماهي من السيدة منيرة أنه تم تحديد موعد الحفل وسيقام في حديقة الفيلا لديهم تهلهلت اساريرها وباتت تحلم بتلك اللحظة بل كانت تتمني انه يكون حفل زفاف و ليس خطبة.
من الدانتيل والمزدان بفصوص من الكريستال ضبطت وشاحها الأبيض الحريري وأصبحت في أجمل طلة سوف تجذب جميع الأنظار تلك الليلة وأولهم عيون الذي جعلها النوم يجافيها الليالي الماضية.
كان ينظر نحو
باب فناء منزلها من حين إلي الآخر حتي ظهرت كالحورية التي خرجت من داخل كتاب أساطير لم يصدق عينيه هبط سريعا من سيارته أطلق صفيرا بأعجاب باهر
كنت متأكد أنك مخبية الجمال ده كله وأهو جه اليوم اللي شوفت فيه أجمل حورية شافتها عينيا
يلا عشان ما نتأخرش
ډفن غضبه من معاملتها الباردة حتي لا يفسد الأجواء بينهما في تلك الليلة لديه هدفان من حضوره هذا الحفل الأول يثبت إلي صاحبه انه ظفر بالصيد خاصته والهدف الأخر ينتظره هناك لكن هناك مشاعر خفية تجول داخل صدره وقلبه كان يخشاها دوما.
و هنا في حديقة فيلا الشريف تصدح الموسيقي في كل الأرجاء زينة وإضاءة تبهر المدعوين الجالسين حول كل مائدة ترحب منيرة بكل ضيف والسعادة تتراقص داخل عينيها تشرف علي المأكولات والحلوى
كله تمام يا شيف
أومأ لها الطاهي
كله تمام زي ما حضرتك أمرتي
ألتفت فوجدت صديقتها راندا والدة ماهي
اعتلى الفخر محياها
أومال كنتي فاكرة إيه يا رورو هو أنا عندي أغلي من چو وماهي وكلها شهر وهايكون الفرح
نظرت الأخرى نحو العروسين وعقبت
شايفة حلويين أوي ربنا يسعدهم حبايب قلبي
كان يوسف يجلس كمن يؤدي واجب العزاء جواره ماهي تتلقي التهنئة من المعارف والأصدقاء اقتربت نحوه بعد أن لاحظت صمته
أطلق زفرة دالة عن نفاذ صبره علي هذا الوضع الذي يتحمله بشق الأنفس انتبه إلي نداء ماهي المتكرر له فكاد يلتفت إليها وإذا حدث ما استحوذ علي كامل انتباهه و سحر بصره ولجت غرام بجمالها الباهي رغم عدم امتلاكها للجمال الفاتن لكن لديها جمالها الخاص بها اظهرته ببعض مستحضرات التجميل البسيطة وثوب فاخر أكمل طلتها الجذابة.
لحظات وظهر من خلفها رامي أمسك يدها ووضعها علي ساعده نظرت غرام له بحنق واخبرته من بين أسنانها وتجذب يدها
لو تاني هخليك ټندم
وعينيه صوب صاحبه تظاهر أنه يهمس لها بكلمات من الحب والغزل لكنه كان يجيب علي ټهديدها
ماتنسيش إن أنا خطيبك و لا خاېفة علي مشاعر البيه
أولا خليك في حالك ثانيا بقي لسه مابقتش خطيبي رسمي يعني ممكن أقولك كل شئ قسمة ونصيب
يلا نروح نهني چو وخطيبته
تعمد إشعال مراجلها وتركها يتقدمها بخطوة ذهب لمصافحة صاحبه نظر يوسف إليه بصمت يعلم الأخر ما يوجد خلف هذا الهدوء المريب صافح ماهي أيضا وجاء دور غرام دون أن تمد يدها للمصافحة
مبروك يا مستر يوسف
الله يبارك فيكي يا غرام
تبادل النظرات يخفي الكثير من العبرات حبيسة عينيها انتبه كليهما علي صوت ماهي
يلا يا چو تعالي نرقص الموسيقي اللي أنا وأنت بنحبها أهي
أمسكت بيده وجذبته إلي ساحة الرقص وعينيه لا تحيد عن عين التي ابتعدت قليلا تحاول الصمود و ألا تظهر ضعفها تراه وهو يراقص غيرها علي نغمات وألحان موسيقي رومانسية اشعلت نيران الحب داخل قلبها فازداد الألم وتفاقم اصابتها غصة حطمت صمودها الزائف لم تشعر بدموعها التي انسدلت علي خديها اكتفت إلي هذا الحد فولت مدبرة نحو مكان مظلم بلا وجهه محددة.
تبكي كطفلة تائهة في دروب مجهولة حتي انتشلتها قبضة علي ساعدها فوجدت ظهرها يرتطم بسور الفيلا الخرساني أصبحت محاصرة بين السور وبين صاحب القبضة يقف أمامها بأنفاس لاهثه فكان يركض خلفها حتي وجدها بعد أن انشغلت عروسه مع صديقاتها في الرقص.
و لما أنتي مش قادرة تستحملي تشوفيني مع غيرك جيتي ليه
ظلت تنظر إليه دون حراك
أمرها پغضب
ردي عليا ساكتة ليه
زادت قبضته وسببت لها الألم فتأوهت ترك ذراعها وحاول أن يهدأ قليلا
أنتي اللي وصلتينا للي إحنا فيه روحتي استعجلتي واتخطبتي لواحد ماسبش أي واحدة عرفها غير لما عمل معاها كل حاجة
هنا استطاعت التحدث
طب ما أنت زيه و لا تفرق عنه أي حاجة
أنا كنت فعلا زيه لحد
ما شوفتك كنت ضايع في حياة كل شئ فيها مباح و جيتي أنتي أنقذتيني منها لاقيت فيكي اللي عمري ما لاقيته في أي واحدة كنت بكدب مشاعري لحد ما زادت يوم عن التاني وأتأكدت إن بحبك
اتسعت عينيها وخفق قلبه بقوة من اعترافه وتركته يتابع حديثه
ايوه بحبك يا غرام بحبك وعايزك تكوني شريكة حياتي زي ما أنتي شريكة نجاحي في الشركة
للأسف مش هاينفع
هو إيه اللي مش هاينفع عشان الفرق الاجتماعي و لا عشان رامي اللي صدقتيه
أجابت وتنظر إلي أسفل بحرج
أنت ابن الأكابر وأنا البت السكرتيرة بنت الحارة اللي أشفق عليها ابن صاحب الشركة وشغلها وقدملها فرصة الشغل وتكمل تعليمها ووقف جمبها
عمري ما حسيت من ناحيتك بشفقة و أي حاجة قدمتهالك عشان بحبك و اللي بيحب حد بيبقي عايز يشوفه فرحان وسعيد
و داخل الفيلا كان رامي يسير وينظر خلفه ليطمئن أن لا أحد يراه طرق باب غرفة جانبية حتي أتاه إذن الدخول ولج و وجدها في انتظاره تجلس خلف مكتب زوجها
أظن بقي كده عملت اللي عليا يا منيرة هانم نفذت كل اللي طلبتيه و كمان يوسف خطب ماهي
ابتسامة حية لعينة علي شفتيها يعقبها خبر باتمام مخطط شيطاني
الموضوع لسه مخلصش فيه خطوة تانية لازم تحصل
نعود إلي يوسف و غرام مرة أخرى
و بعد الحب إيه هل رأفت بيه و منيرة هانم هيرضوا أن ابنهم يتجوز واحدة زيي
حتي شعرت بأنفاسه علي وجهها
محدش
ليه دعوة بحياتي أنا اللي بختار و بقولهالك دلوقتي يا غرام أنا بحبك وعايز أتجوزك عايزك تنسي أي فرق ما بينا ما تخافيش طول ما أنا معاكي
مد
النظرة اللي أنا شايفها دلوقتي في عينيكي ودموعك اللي خانتك ونزلت ده أكبر دليل أنك بتبادليني نفس المشاعر
تخشي أن تبوح بكلمة ستدفع ثمنها لاحقا لا تريد التحليق كالعصفور بين سرب من النسور
قوليها يا غرامي نفسي اسمعها منك
انا قولت أنك ذكي يا رامي و هتفهم من غير ما أشرحلك أنت ممكن تخلي يوسف زي ما جابها الشركة هو بنفسه يمشيها
نهضت من خلف المكتب وجلست علي المقعد المقابل لرامي وتابعت حديثها
زي أنك تلبسها مصېبة تخليها تمشي بڤضيحة من الشركة و ما تخليهاش تعتبها تاني
تجهم وجهه لا ينكر ما قد سمعه جعله يشعر بالضيق حاول أن لا يظهر ذلك للأخرى فسألها
ممكن أعرف حضرتك ليه بتكرهيها أوي كدة رغم اللي أعرفه أنها السبب أن يوسف بقي ملتزم في حياته وشغله غيرته للأحسن
ابتسامة ظاهرها هدوء تخفي عاصفة من الحقد والكراهية
و ده في نظرك مش سبب كافي يخليني أكرهها! جت فجأة وغيرت حياته ولولا أنك أوهمتها أنك بتحبها وعرضت عليها الجواز كانت زمانها قاعدة جمبه بدل ماهي و يبقي علي أخر الزمن منيرة هانم تبقي مرات ابنها حتة بنت كحيانة جاية من الحارة
هي فقيرة و من حي شعبي بس
بنت محترمة جدا وأهلها ناس طيبين
ضحكت ساخرة
أنت كمان لحقت تحبها! فعلا كان عندي حق ابعد الخطړ دي عن ابني أنما أنت تحبها أو ما تحبهاش أنت حر المهم تنفذي لي اللي بطلبه منك و أدي أول دفعة عشان تنفذ في أسرع وقت
أخذت دفتر الشيكات من أعلي المكتب وقلم قامت بتدوين المبلغ
و قامت بتوقيع اسمها فصلت الشيك من الدفتر ومدت يدها له به
باقي المبلغ هايكون في نفس يوم رفدها من الشركة اتفقنا
أخذ الشيك وظل يتأمل المبلغ المدون يشعر بغصة لكن زين له الشيطان أرقام المبلغ المالي و ما ينتظره من مبلغ مماثل له.
و في الخارج مازالت تقف وقد سمعت كل ما دار بينهما من حديث صدمة جعلتها تحمل حالها وتركض نحو الخارج مغادرة هذا المكان.
غسيل الملابس و طهي الطعام لثلاث وجبات وتنظيف المنزل جميعها مهام لن تنتهي وعليها القيام بها دون أن تتذمر تتجنب الاحتكاك مع والدة زوجها وابنتها الحرباء ولا تريد إخبار زوجها بهذا الحمل الثقيل كالعادة يكفي مناوشات عمله طوال اليوم مع زبائن التوكتوك