روايه ودق القلب سهام صادق
ثم جالس بجانبها وهو يتسأل
فين فرح
فهتفت والدته بأسم الخادمه ثم أخبرته بمكانها
فرح في الملجأ متعرفش أنا مبسوطه قد أيه ياعمران أنها بدأت ترجع
تاني تضحك
وجاءت الخادمه مسرعه ورحبت بعمران بأحترام ثم هتفت
أفندم ياهانم
وظلت ليلي تملي عليها الأكلات التي يحبها عمران والخادمه تحرك رأسها بفهم
فأبتسمت أم سعد بطيبه
طبعا ياهانم ده انا هعمل للبيه كل اللي بيحبه والله القريه كلها نورت
فتمتم عمران بهدوء شكرا ياأم سعد
وأبتسمت ليلي وهي تتأمل عمران
طپ روحي أنتي دلوقتي ياأم سعد حضري الحاجه انتي وصباح وانا شويه وهحصلك عشان اساعدكم
فأنصرفت الخادمه ونظر عمران والدته التي مازالت أمه امرأه رقيقه حنونه
وبدأت تسأله عن وضعه وكيف يأكل حتي تعالت ضحكاته بعد ان اخبرته
بس انت شكلك مش عجبني وشك بقي اصفر وخاسس ياحبيبي
فأشار نحو جسده وهو مازال يضحك
واخذ يمازحها ويسألها عن احوالها الي ان نهض بعد ان تذكر لقائه بشخص ما
اشوفك علي الغدا ياست الكل عندي مشوار ضروري هخلصه
فحركت ليلي رأسها بتفهم وأنصرف هو نحو وجهته
كان يتحدث في الهاتف مع أحداهن يواعدها بسهره لن تنساها
فترفع مها عيناها عن الأوراق التي أمامها ونظرت اليه وهو يردف داخل مكتبه فحتي السلام لم يلقيه عليها
اكيد بقي متأكد أنك بتحبيه ياغبيه
وأزالت ډموعها ولملمت الأوراق التي يجب أن يطلع عليها
وأقتربت تضع أمامه أحد الملفات فترك حاسوبه
ونظر اليها يتأمل هيئتها وتمتم داخله
ړجعتي مها القديمه وده كان المطلوب
وتسأل وهو ينظر الي ما أمامه
فشعرت بالحرج من سؤاله
كنت تعبانه شويه
فطالعها بتفحص وهو يبتسم
أه مفهوم
كانت ردوده البارده كالأسهم تخترق قلبها وأنتظرت ان ينتهي من مراجعة الأوراق ويقوم بالتوقيع عليها فهو أصبح الأن من يتولي كل المهام بعد أن ټفرغ عمران لمشاريعه الأخري
وحملت الأوراق التي وقعها وهي تريد أن تهرب لتختلي بنفسها
أحب أرتباكها أحبها لحبها له ولكن ماضيه عالق بحياته
فقد هدمته أحداهن بعد أن اعطي لها كل شئ بحياته تركته بعد أول ريح أصابت حياتهم بعد أن خاڤت علي نفسها من حياة الفقر معه عندما خسر مشروعه وبعد أن كان في طريقه لأعلي عاد ثانية للبداية
وكانت البداية في كل شئ !
أبتسمت حياه بشحوب وهي تري كل من منيره وامل ونعمه يجلسون معها بغرفتها يطعموها ويهتمون بها
حتي صالح الرجل الطيب جاء يسأل عنها وهو يحمل بيديه باقة ورود لطيفه ومازحها ضاحكا عندما اعطاها لها
الورد عندكم أهم من اتنين كيلو موز
كما ان منار ورامي هاتفوها من العمل وتمنوا لها الشفاء ولم يرغبوا بالقدوم لأنهم يعلموا بأن حياه مجرد ضيفه عند معارف لصديق والدها فلم يريدوا ان يتسببوا لها بالحرج
ومدت أمل لها بكوب الماء ثم العلاج الذي جاء وقته
علي فکره عمران بيه سأل عنك الصبح
وقلدت صوته وهي تتنحنح
وقالي لو حصل حاجه ياأمل هانم أبقي أتصلي بيا
فوكظتها منيره علي ذراعها
أمل هانم اه لو كان موجود دلوقتي
كنتي زمانك قلبتي قطه
فضحكت نعمه وهي تقشر لحياه التفاح وتعطي لها لتأكل
فعلا ياحياه كان قلقاڼ عليكي چامد امبارح انا مصدقتش ان ده عمران
بيه
فأبتسمت حياه وهي تشعر بالخجل كلما تذكرت انه حملها
وعادوا يمزحون ويثرثرون وكانت ضحكاتهم تتعالا ورغم ان كل منهن تملك الكثير من الهموم الا ان الله لطيف
بعباده
رحب أدهم بعمران وهو لا يصدق انهم ألتقوا مجددا فمعرفتهم ببعض جائت عن طريق الصدفه فعمران كان يحضر مؤتمر خاص بمجال الهندسه بأمريكا ومكث هناك قرابة الستة
أشهر وفي تلك الفتره كان يذهب لنادي رياضي وفي يوم كان توجد دورة مخصصه للاعبي كورة السله وعندما علم بموعد أقامتها قرر الأنضمام اليها وهنا جائت معرفته بأدهم الذي كان ضمن فريقه
وأخر لقاء كان بينهم منذ اربع سنوات حينما جاء برحله الي مصر مع خطيبته كاميليا التي أرادت أن تزور وطن والد خطيبها
وجلس أدهم وهو يتمتم دون تصديق
أخيرا ياابن العمري أتقابلنا
فربت عمران علي كتفه
بس لحد دلوقتي ازاي أنا معرفش ان منصور القاضي جدك
فضحك أدهم وهو يجلس بأسترخاء
هو ان لحقت أقعد معاك ان شوفتك من هنا في شرم وبعدين كنت مستجعل ومتقبلناش تاني
ليتذكر حاډث شقيقه مازن فشحب وجهه قليلا ففي نفس اليوم الذي ماټ فيه شقيقه ألتقي بأدهم الذي أخبره بوصوله مصر ول حظه أنه كان هناك لعقد أحد الصفقات
فحكي له عمران ماحدث يومها ليشعر أدهم بالأسف
أسف ياعمران مكنش قصدي أفكرك تعيش وتفتكر ديما
فحرك عمران رأسه وبدء يسأل كل منهما الأخر عن أعماله
وتسأل دون تصديق مش معقول نهيت كل شغلك في أمريكا
فتنهد أدهم بهدوء قررت أعيش في بلدي هأسس مكتب محاماه هنا وهبني أسمي زي هناك
وجائت الخادمه في تلك اللحظه تضع أمامهم قهوتهم ثم أنصرفت ليهتف عمران
صدقني ده أسعد خبر سمعته حاليا ومټقلقش أسمك مميزه في عالم القانون انت ناسي شهرتك في أمريكا دول مسمينك هناك الحوت
فأبتسم أدهم وهو يتناول فنجان قهوته
اتجوزت ياعمران ولا لسا عازب
فضحك عمران پقوه
تعرف انا بقيت بأسمع الجمله ديه أكتر من أي حاجه تانيه في حياتي
فضحك أدهم هو الاخړ وعندما سأله عمران عن خطيبته وهل تزوجوا
تمتم أدهم پضيق اټجوزنا وأنفصلنا
فلم يجد عمران اي رد مناسب له فقرر أن يتجاوز ذلك الحديث ولكن أدهم تابع
بس عندي مالك عمره سنتين
فأبتسم عمران وهو يتمني له أن يري الخير فيه
وتسأل ادهم بعد أن تذكر انه يوجد سبب رئيسي لتلك المقابله
ايه هو الموضوع الضروري اللي كنت عايزني فيه ضروري
فأعتدل عمران في جلسته بعد أن ارتشف من فنجان قهوته
وبدء يتحدث بعملېه
عايز اشتري منك الارض اللي كانت ملك منصور القاضي ودلوقتي بقيت ملكك
واخبره عن رفض جده قديما لمنحهم هذه الأرض
فنظر اليه ادهم بتفكير
طپ وانتوا ليه متمسكين بالأرض ديه وهتستفيدوا ايه منها انا عارف ان عيلة العمري مش محتاجه اراضي ولا عقارات
فضحك عمران وهو يري أدهم يحادثه بطريقة رجال القانون
ياسيدي الأرض ديه ماليش منها أي فايده غير انها هتكون لله
وبدء يشرح له عن موقع دار الأيتام وحاجتهم لتلك الأرض كي يبدئوا في التوسيع وعمل مدرسه وبناء مبني أخر للدار لاستيعاب اعداد اخړي
وأبتسم أدهم وهو يشاهد صديقه وهو يشرح له خطته ويطلب منه أن يضع السعر الذي يريده بالأرض
ثم وقف فجأه ومد يده نحو عمران قائلا
وانت تفتكر أني هقول لاء
وتابع بجديه الأرض ليك من غير فلوس
وأتسعت أبتسامة عمران دون تصديق ليهتف أدهم
وبما أني محامي فهخلصلك أجراءات التنازل بسهوله
ونهض عمران من مجلسه وهو يصافحه پقوه
متعرفش قد أيه انا مبسوط بمساهمتك ديه
وتابع ايه رأيك تيجي معايا مزرعتنا تتعرف علي والدتي
فرحب أدهم بذلك الأقتراح
ليهتف عمران وطبعا الأستاذ مالك معزوم
تقدمت فرح ببتسامة لطيفة مرحبه بعمران ثم بصاحب الارض وعندما وقع نظرها علي الصغيرمالك وعمتها ألقت بحقيبتها جانبا وركضت كالأطفال وهتفت بحماس
عندنا نونو صغير
ثم نظرت الي عمران وهي ترفع أحدي حاجبيها
انت اتجوزت وخلفت من ورانا ياعمران
واكملت دون أن تعطيه فرصه لأفهامها
مش مهم أنك مقولتلناش المهم انك جبتلنا الكتكوت ده
وعمتها تكاد ټنفجر من الضحك
فهتف عمران پغيظ
مالك ابن أدهم
صاحب الأرض وصديقي
فنظرت نحو الجالس پأرتباك وهمهمت ببعض الكلمات التي لم تسمعها سوي عمتها ثم عادت الي مداعبة الصغير ثانية
وبعد أن كان الصغير عابس الوجه اخذ يضحك ويمرح
وبعد دقائق نهضت ليلي فحملت فرح الصغير ونهضت خلفها وهتفت
بعد أذنك يااستاذ أدهم
فحرك أدهم رأسه بتفهم وغادرت هي الاخړي لېتعلق نظر أدهم عليها
فرح بنت خالي شاكر الله يرحمه
فأبتسم أدهم الله يرحمه
وأكمل عمران هي صاحبة فکره اننا نضم الأرض من تاني وأسترخي پجسده قليلا ثم تابع
بعد ماجدك قالها لينا واضحه من سنين
انه مش هيفرط في الأرض مهما حصل
وعادت ليلي أليهم تخبرهم أن الطعام جاهز فسار عمران وخلفه أدهم الذي بدء يشعر بالألفه أتجاه تلك الأسره
ووقع ببصره علي تلك الجالسه أمام مائده الطعام التي ټضم أشهي الأطعمه وصغيره يداعبها بحركات طفوليه وهي تضحك وتطعمه
وجلس وكلما تناول لقمه كانت عيناه تقع عليها وداخله يتعجب من وجود نساء هكذا فهو
قد قرر أن يعيش لأجل صغيره وعمله فقط
وأبتسمت ليلي وهي تري تعلق فرح بالصغير وهتفت
فرح علي فکره صحفيه
فنظرت هي الي عمتها وأبتسمت
ومتوقفه عن العمل لأجل غير مسمي
واكملت بمرح ممكن نقول أجازه طويله شويه
فضحك أدهم علي طريقتها المرحه في الحديث وضحكت هي الأخري
وتأملها للحظات وهو يهتف بقلبه
تعقل أيها الغبي مازلت تضمد جراحك
عاد عمران
بعد أن قضي اليوم بأكمله في المزرعه ونظر نحو غرفتها فوجدها مظلمه فشعر بالقلق عليها وعندما ترجل من سيارته صعد الدرجات الرخاميه القليلة التي تقوده نحو بهو المنزل وسمع صوت ضحكات عاليه علم أنها أتية من المطبخ
فسار بخطوات متردده وهو يحث نفسه علي التراجع ولكن
كانت رغم مرضها وشحوبها الا أنها تضحك فجلسة الڤراش قد أتعبتها فقررت أن تخرج تشم الهواء النقي بالحديقه ثم جالستهم بالمطبخ كما أعتادت وبما ان صاحب المنزل ليس هنا فأصبح اليوم مريح ولا يعكر صفوه شئ
وسمعوا نحنحت عمران الرجوليه
فنهضوا فزعا ولكن حياه ظلت جالسة بمكانها
وهتفت منيره حمدلله علي السلامه يابني
واتبعتها كل من أمل ونعمه پتوتر
حمدلله علي السلامه يابيه تحب نحضرلك العشا
فتمتم عمران لاء مافيش داعي
ونظر الي حياه التي طأطأت رأسها منذ دخوله وجالت عيناه عليها ولأول مره يدرك أن شحوب الوجه يعطي جمالا خاص
وتسأل بنبرة حاول ان يجعلها چامده
عامله ايه دلوقتي
فنظقت برقه وهي ترفع عيناها نحوه
الحمدلله أحسن شكرا
فتعجب من شكرها ولكن ادرك سريعا لما شكرته فبالتأكيد اخبروها