رواية وبهامتيم انا بقلم امل نصر
لا تلقن هذا الأرعن ما يستحقه من سباب فضغطت ترد كازة على أسنانها وهي تعبر بيدها بعادة اعتادت عليها في الحديث
تاني برضوا هتقول تسيب وتأخير ودا معناه إن حضرتك مخدتش بالك من كل اللي رغيت وحكيت فيه بقولك ايه يا بشمهندس ما تروح تراجع المصلحة وتشوف المشروع دا من امتى احنا بدأين فيه دا غير المشاكل اللي وقفت الحال شهور وبالمرة كمان تعرف ان الأسعار زادت الضعف وان اللي أنت بتقوله عن الفلوس اللي هعوضها كله فشنك عشان الغلا اللي هب علينا هيخسرني كل مكسب هيجي من الشغلانة النحس دي.
حركة يداها الناعمة وهي تؤدي مع كلمة معها بهذا الأنسيال الصغير المتلف حول رسغها بدلاية من حرفين ملتصقين او كلمة محفورة لا يعلم ولكنها افقدته تركيزه وشتته عن الرد عليها لعدة لحظات قبل أن يستدرك بخشونة قائلا
قالها ثم التف ذاهبا يغمغم بصوت عالي
مش كفاية إني قبلت اشيل مسئولية الشغلانة دي من نصها وشربت المقلب وهي من امتى أساسا في شغلانة بتعمر بإيد ست دول يفلحوا بس في الخړاب.
تمتمت شهد هي الأخرى بحنق من خلفه ټضرب كفا بالاخر
لا حول ولا قوة ألا بالله روح يا خويا اعمل ما بدالك يعني هتخرجنا من الجنة يا خي بلا نيلة
بداخل مقر الشركة التي يتم بها عقد المقابلات لاختيار الموظفين الجدد كانت صبا مع صديقتها الجديدة مودة مازلن في انتظار دورهن في الإختبار الذي يجريه رئيس العمل حتى يتم استلام الوظيفة ف قالت بريبة تتسرب داخلها
ردت مودة وعينيها تناظر الجالسات حولها بهيئات مختلفة من منتقبة بملابس واسعة للغاية لمحجبة بملابس عصرية إلى أخرى منفتحة ترتدي جيبة قصيرة وملابس ضيقة وزينة صاړخة عدة أنواع مختلفة من البشر كلهن نساء
عندك حق طبعا القعدة
هنا كلها طرية بشكل مستفز والواحد نفسه جزعت وبقى حلمه يشوف حاجة خشنة بشنبات أو عضلات او حتى عادي المهم يبقى فيه تغير بدل ما حاسة كدة اني قاعدة في كوكب النساء هههه.
صدر صوت ضحكتها بشكل لفت الأنظار نحوها فتبسمت لهن صبا تردد بحرج
أسفين يا بنات معلش.
إمسكي نفسك بجى واعملي حساب الجعدةاللي احنا فيه دي ولا عايزاهم ياخدوا فكرة عفشة عنك
دلكت مودة بكفها على موضع اللكزة تردد
اه إيه ده ايدك تقيلة اوي يا بنت ابو ليلة وأيه الغل ده في الضړب زي ما يكون في ما بيني وما بينك طار يا شيخة اه .
زفرت صبا بضيق حقيقي ولم تستجيب لمزاحها فحالة من عدم الإرتياح كانت تتنابها بشدة ولا تعلم سببها جعلتها تفرك بكفيها وتزفر بضيق ف خاطبتها مودة ملطفة
الټفت صبا نحو الغرفة الواسعة والممتلئة بالنساء فبدا على ملامحها بعض الإقتناع وتسائلت
طب ليه موضوحوش مش يمكن كنا جينا احنا كمان في يوم الرجالة
حركت مودة رأسها بسأم تردف بمهادنة
يا صبا متبقيش شكاكة كدة ودقاقة في كل حاجة ما هو مش معقول يعني هيكون كل الهيلمان ده معمول عشان الڼصب او مقلب كاميرا خفية كبري شوية يا ماما كبري.
قالت الاخيرة وهي تشير بسبابتها على جانب رأسها سمعت منها الأخرى وتجسرت تهدأ نفسها وتطمئنها أن كل شيء سيكون خيرا بإذن الله.
حتى انتبهت على نداء الموظفة المسؤلة بإسمها ف انتفضت محلها تجيب الفتاة
ايوة انا صبا مسعد .
رمقتها السيدة بنظرة مقيمة من رأسها حتى حذائها في الأسفل لتزيد من توتر الأخرى قبل أن تردف
اتفضلي يا صبا مستر حلمي مستنيكي في المكتب جوا
سمعت منها لتقف وتهندم في ملابسها بقلق شعرت به مودة التي وقفت هي الأخرى ولكن لتؤازرها
إهدي يا صبا وخدي نفس طويل وخرجيه عشان تبقي واثقة في نفسك كدة مع الراجل اللي جوا ده وتعرفي تجاوبي صح على كل سؤال يتوجهلك.
أومأت لها تهز برأسها ثم تحركت تذهب وهي تعيد برأسها كل ما ذاكرته بالأمس من معلومات عن قواعد وأساسيات هذه المقابلات وما قد يوجه لها من رئيس العمل وكيف يكون رد فعلها كفتاة تليق بالوظيفة .
القت التحية وهي تلج لداخل غرفة مدير العمل والذي كان منتبها لها وكأنه ينتظرها
السلام عليكم .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
قالها الرجل وهو ينهض عن مكتبه ليصافحها بكفه استغربت صبا في البداية ثم رصخت مضطرة لتبادله المصافحة لتفاجأ بحرارة الترحاب بابتسامة لم تعجبها وكفه تطبق على كفها
اهلا اهلا يا صبا نورتي وشرفتي دا ايه الجمال ده
على الفور نزعت كفها صبا لترتد بأقدامها للخلف قائلة بعملية
اهلا وسهلا يا فندم.
شملها الرجل الأربعيني بنظرة مقيمة هو الاخر ليقول بإعجاب صريح
ما شاء الله يا صبا انتي جميلة اوي .
جميلة أوي!
تمتمت بها بعدم استيعاب ف على حسب معلوماتها هذه العبارات لا تقال بهذه الصراحة أبدا من رئيس العمل!
اتفضلي اقعدي يا صبا.
قالها الرجل وهو يشير بكفه أمامها اذعنت لتجلس على الكرسي المقابل لمكتبه مرددة با عتيادية
شكرا يا فندم.
جلس هو الاخر يقول بلزاجة لم تعجبها
قوليلي يا مستر حلمي بلاش يا فندم دي انا راجل بسيط ومحبش الرسميات خصوصا من الموظفين اللي عندي ما انا خلاص قررت اقبلك.
عقبت صبا باستغراب
على طول كدة يا فندم من غير اختبارات
طالعها حلمي بابتسامته المستفزة والتي لا تغادر وجهه
لا طبعا هختبرك ما انا خدت فكرة خلاص عن الشكل الخارجي فاضل بقى اعرف إمكانياتك في العمل ها مؤهلاتك إيه بقى
اتخذت صبا وجه جدي وهي تردف له
حضرتك انا بكالوريوس تجارة انجلش دا غير اني واخدة كورسات كتير في الإدارة والحاسب الالي حضرتك انا درجاتي في المحاسبة كلها جيد جدا.
لوح حلمي بكفه قائلا بعدم اهتمام
لا لا سيبك من المحاسبة والكلام الفارغ ده انتي اهم حاجة تعرفي تتعاملي مع الكمبيوتر ومكتبة الطباعة والباقي انا اقدر افهموهلك بسهولة وعلى راحتك كمان انا ممكن اصبر عليكي.
صاحت صبا باستهجان وعدم تقبل
باقي إيه اللي تصبر عليا فيه حضرتك وازاي يعني اسيبني من المحاسبة هو انا هشتغل إيه بالظبط عندك
سكرتيرة.
نعم!
بقولك سكرتيرة يا صبا وانتي فيكي كل المؤهلات ما شاء الله عليكي
سمعت منه لتنتفض من محلها تهتف باعتراض
يا نهار اسود لا طبعا مينفعش يا فندم انا جاية هنا على أساس اللي انتو نشرتوه امبارح طالبين فيه محاسبين ووظايف تانية وانا عايزة اشتغل محاسبة .
نهض حلمي يرواغها بسماجة أدهشتها
وتشتعلي محاسبة ليه بس دا شغل يهد الحيل ويوجع قلب انا رئيس الشركة وشايفك تنفعي واجهة للمكتب بهيئتك الأنيقة دي دا غير إن هزودلك المرتب للضعف وانتي بشطارتك بقى ممكن اخليهم أضعاف.
زاد الإحتقان داخلها حتى كاد أن يفقدها صوابها لتهدر غير أبهة بسلطته أو سنوات عمره التي تفوقها بالضعف فخرج صوتها بلكنتها الجنوبية
شطارة مين وأضعاف إيه دي اللي انا هبصلها دي انا بت ابو ليلة يعني تحت رجلي الفلوس.
على عكس ما توقعت ڠضب الرجل أو انفاعله نحوها وجدته يناظرها بابتسامة بلهاء تعلو ثغره يقول لها
الله دا انتي طلعتي صعيدية كمان يا صبا طب ما تتجوزيني يا بت وانا اخليكي هانم بلا شغل بلا مرمطة.
اتجوزك دا إيه يا خرفان يا......
قطعت تقضم شفتها السفلى عن إكمال الباقي وتحجم نفسها عن الإمساك بأقرب ألة ثقيلة او حادة تجدها أمامها حتى تخرج غليلها بشج رأسه مع تذكرها للعواقب التي تنتظرها من أبيها الذي سيمنعها عن العمل نهائيا بعد ذلك هذا إن لم يزوجها لفرد من أبناء عمومتها في الصعيد ڠصبا لذلك لم تجد أمامها سوى أن تتناول حقيبتها وتخرج على الفور مغمغمة بغيظ
نفدت من تحت يدي يا بن الفرطوس .
بوجه مكفهر دلفت لمكتب المهندس مجدي بعد أن هاتفها لتأتي على عجالة لحل هذه المعضلة الجديدة بحضور المهندس الجديد الذي كان حاضرا هو أيضا في انتظارها ع الإتفاق هو الاخر القت شهد بالتحية متعمدة عدم النظر إليه
مساء الخير.
اهلا مساء الخير أستاذة شهد.
تفوه بها الرجل مرحبا بعد ان نهض عن مكتبه ليصافحها بمودة صادقة
نورتي مكتبي المتواضع.
تبسمت له شهد متخلية عن عبوسها وهي تتخذ مكانها مقابل هذا المدعو حسن والذي كان يناظرها من طرف أجفانه بجسلته وهو مستند بمرفقه على سطح المكتب قبضته أسفل ذقنه بعجرفة تجاهلته لترد على الاخر بزوق
المكتب منور باصحابه يا بشمهندس ربنا يحفظك.... ها خير بقى
اطلق ضحكة سريعة الرجل ليقول
كدة على طول برضوا مش تستني طيب على ما نقوم بالواجب.
قالها وهو
يلتقط هاتفه من سطح المكتب أمامه ولكن شهد أوقفته معترضة
لا الله يخليك بلاش مضايفة ولا تطلب أي حاجة انا سايبة الشغل متلتل فوق راسي.
تحمحم الرجل يجلي حلقه في البداية ثم تفوه يبدأ حديثه
حيث كدة بقى أنا مضطر ادخل في المفيد على طول وأكيد يعني بوجود المهندس حسن انتي دلوقتي خدتي فكرة لوحدك.
سمعت منه شهد لتنقل بعينيها نحو المذكور فقالت بتهكم مقصود
طبعا يا فندم الجواب باين من عنوانه أكيد بقى البشمهندس حكالك عن اللقاء الجميل اللي جمع ما بينا من شوية.
إلتف حسن هو أيضا متفاجئا من جرأتها في الحديث التي استفزته ليرد بسخرية هو الاخر
اه امال إيه واسأليه حضرتك انا وصفت في زوقك واحترامك أد إيه إسأليه
ابتسامة جميلة اربكته قبل أن تفيقه بقولها
مفيش داعي إنه يحكي ولا يقول أنا عارفة ان انت مقصرتش.
ضړب حسن بكفه فوق سطح المكتب يزفر پغضب مرددا
اللهم طولك يا روح .
تدخل المهندس مجدي يقول بمهادنة
صلو ع النبي يا جماعة لازم نتفاهم عشان نوصل لحل جو التشاحن ده مينفعش
واحنا عايزين نخلص من ام الشغلانة الصعبة دي.
مطت شهد بشفتيها وهي تلتف نحو الرجل وقالت تحرك يداها كفعلتها في الصباح لتسرق أنظاره في التركيز على هذه الجملة الصغيرة المتدلية من الإنسيال وهي تقول غير منتبهة له
الكلام دا يا سيادة البشمهندس تقوله لحد غيري انت أكتر واحد عارف بالمرار اللي شربته انا في المصلحة دي وعارف بالخساير اللي بتحملها مضطرة عشان موقفش الحال ونخلص بقى ع الموعد.
انتبه حسن على الأخيرة ليرد مقارعا
حلو اوي البداية دي يا أستاذ مجدي الأستاذة دي اللي بتقولك انها عايزة تخلص في الموعد كانت سايبة الشغل النهاردة يضرب يقلب والعمال مع نفسهم.
زفرت شهد لتهدر كازة على أسنانها
تاني برضوا هيقول إهمال