في هويدا الليل بقلم لولا نور
يد ابنتها وهتفت بحنان ان شاء الله يا حبيبتي بكره ربنا يكرمك وتتخرجي وتتجوزي وتمشي من الحته دي علي خير ...
آمنت ليلي علي حديث والدتها ثم انتبهت لما تفعله والدتها وهتفت تسالها مستفهمه ايه الفلوس دي يا لولو بتاعه ايه دي ...
اجابتها ليلي وهي تعتدل وتتابع تقسيم الفلوس وعدها بصراحه يا مسك الميزانيه خرفت خالص ومش عارفه هنكمل الشهر ازاي !!!
يكمل من غير ما نتحوج لحد واحنا لينا حق وانتي مش راضيه اننا نطالب بيه...
لحد امتي هنسيب حقنا وفلوسنا لغيرنا يعيش ويتمتع بيها واحنا لا ..
ليه رافضه نروح لليل ونكلمه ونطلب حقنا بلاش ليل ليه رافضه نروح نبيع بيت البلد وناخد فلوسه نعيش بيها ونسكن في مكان احسن من ده وبيت احسن من ده ليه رافضه بالشكل ده ...
انا مش عاوزه فلوس ولا بيت ولا حق انا مش هخاطر بيكي وبنفسي من تاني ...
انا هربت بيكي واستخبيت في اخر الدنيا علشان خاېفه عليكي ومش عاوزه يطولك اي اذي ولو علي الفلوس والحقوق مش هتكون اغلي عندي من اللي راح او اللي ممكن يروح مني لو قربت منهم تاني ...
عارفه مين عمه ... جودت يبقي عمه .... جودت!!!!
جلست مسك علي عقبيها امام والدتها وتابعت بنبره مترجيه وممكن يكون منساش وفاكر زي ما احنا فاكرينه وشايل لنا حقنا وبعدين انا نفسي افهم ايه السر في جودت ده وايه اللي مخاليكي مء طيقاه كده وعاوزانا نبعد عنه بالمشوار كل العمر ده ...
هتفت ليلي بنبره قاطعه مغله
النقاش في موضوع شائك كهذا هو ده السبب ومفيش سبب غيره وقفلي علي الكلام في الموضوع ده ومش عاوزه اسمع كلام تاني فيه ويالا علي اوضتك علشان انا تعبانه وعاوزه انام ورايا مدرسه بكره بدري ....
فكرت كثيرا ان تذهب الي مقر شركاته ولكنها تراجعت خوفا من ان يكون لا يتذكرها وهذا الشيء الذي لن تستطع
تحمله ابدا..
فبعد تفكير طويل عزمت امرها واتخذت قرارها وقررت البدء من حيث انتهت قصتهم ستسافر الي البلده اولا ....
لذلك في اليوم التالي وبعد انتهاء محاضرتها ذهبت الي البلده من دون ان تخبر والدتها ....
وقفت امام السرايا العتيقه المهيبه تتطلع اليها بانبهار فعلي الرغم من قدم بناءها الا ان من يراها قد يطن انها حديثه البناء فيبدو ان ليل يهتم بها كثيرا...
ابتسمت بحنين عندما لاح في ذاكرتها بعضا من ذكرياتهم معا هنا في هذه الحديقه ولكنها صور مشوشه بسبب صغر سنها وقتذاك ....
سارت علي قدميها الصغيره وهي تتلفت حول السرايا لربما يحالفها حظها وتري ليل هنا لربما قد غالبه شوقه وجاء الي هنا مثلها ...
سارت حتي وصلت امام منزلهم منزل والدها نعم هو منزلهم فصورته محفوره داخل ذاكرتها ...
دفعت البوابه الحديديه بيدها ودلفت الي الداخل والغريب ان البوابه مفتوحه غير موصده صعدت الدرج المؤدي الي شقتهم واخرجت مفتاح المنزل الذي اخذته من وراء والدتها والتي تخفيه في صندوق ذكرياتها مع والدها ....
حبست انفاسها وهي تدلف الي داخل منزلهم الحبيب مدت يدها تنير الضوء فظهر المنزل امامها وكان الزمن لم يمر !!!!
كل شيء في مكانه كل شيء نظيف وكان هناك من يهتم به ولكنها لم تعير ذلك ادني اهتمام وهي غارقه في ذكرياتها هنا مع والدها الحبيب ووالدتها عندما كانوا اسره سعيده
عن حق قبل ان يذوقوا مرار الفقد !!!
قبل قليل ....
وصل ليل الي بيت حبيبته كعادته منذ عشره اعوام يأتي مره كل شهر او كلما ضاق صدره واستبدشيء فيه حتي رجوع مسكه اليه...
كان يجلس في غرفتها وعلي فراشها الصغير الذي الذي بالكاد يستوعب ربع جسده الضخم مقارنه بحجم الفراش الصغير ادار المسجل الموضوع بجانب الفراش والذي يعود الي عمه فارس الذي قد اهداه لمسكه في احدي المرات .
صدحت موسيقي تلك الاغنيه التي سمعها منذ نعومه اظافره وتربي عليها بسبب عشق عمه فارس لها والتي كان يري بها حوريته ....
ولكنه تنبه لصوت وقع اقدام تتقدم نحو الغرفه يبدو انه حرامي لان الخدم ممنوع عليهم التواجد هنا وقت تواجده ....
قام ووقف خلف الباب متواريا من ذلك الذي تجرأ وخطي نحو ممتلكات ليل مهران سيلقنه درسا لن ينساه ويجعله عبره لم يعتبر !!!!
في الخارج ...
اخذت مسك تتطلع الي كل شيء حولها ودموعها تجري انهارا علي وجنتيها البيضاء الناعمه لامت نفسها علي تفكيرها في بيع ذلك المنزل فوالدتها محقه هنا تكمن حياتهم كيف لها ان تتخلي عنها ...
قررت الرحيل من حيث ما جاءت ولكن الاول ستلقي نظره علي غرفتها وبعدها سترحل من هنا ...
اقتربت من غرفتها ولكن هناك صوت موسيقي ينبعث من داخل غرفتها اصابها بالړعب من يمكن ان يكون هنا في منزلهم ام انها تتوهم !!!
اقتربت ومع اقترابها يتضح صوت الموسيقي اكثر وهنا ايقنت ان هناك من يسكن هذا البيت لذلك استجمعت شجاعتها وقوت
نفسها واخرجت من حقيبتها محلول طبي قد اعدته في معمل الكليه تستخدمه للدفاع عن نفسها وقت اللزوم ...
الفصل 12
ادار جسدها اليه ونظروا پغضب محدقين في بعضهم البعض !!!
ولكنهم تخشبوا موضعهم وسكن الكون من حولهم تلاشي الڠضب وحل محله الدهشه واختفت الاصوات من حولهم الا من صوت دقات قلوبهم الهادره ....
وتعانقت القلوب في عناق مشتاق قوي وتعلقت الامواج الزرقاء الفيروزيه داخل مقلتيها مع الشوكولاته الذائبه داخل مقلتيه وهدر القلب قبل اللسان باسم الحبيب ....
اكيد هي ....مسك !!!
نطق لسان حاله في نفسه يمني بها نفسه ان تكون هي مسكه فهو ابدا ابدا لم ينسي عينيها الساحره التي ترافقه في صحوته ومنامه...
عينيها الفيروزية البراقه كانت تلمع بفرحه مشتاقه وهي تتطلع اليه قلبها اكد لها ان هذا هو ... ليل .. ليلها الساحر المهلك !!
فاجابت سؤاله مؤكده علي حقيقه انتماءهم لبعض حقيقه لا يمكن اغفالها او انكارها انا مسك ...
مسك الليل !!!
ابتسمت عينيه قبل شفتيه وتعالت دقات قلبه پجنون تهدر بعنفوان داخل صدره.
اتاخرتي عليا اوي انا استنيتك كتير اوي اوي ودورت عليكي كتير بس عمري ما فقدت الامل اني الاقيكي كنت عارف ان مهما بعدنا لازم هنرجع ونتلاقي من تاني ....
ابتعد عنها خطوتين للخلف ووقف يتطلع اليها يانبهار لم يصدق ما تراه عينيه فحبيبته فاقت تخيلاته واحلامه بكثير!!!!
اطرقت برأسها ارضا خجلا منه ومن نظراته وهتفت متسأله بخجل انت بتبص لي كده ليه
صمت لثواني وتابع متغزلا في جمالها وهو بطالعها من مقدمه راسها حتي اخمص قدميها وبعدين بصراحه انتي اجمل بكتير من الصوره اللي كنت راسمها لك في خيالي ...
ابتسمت بخجل اذابه وقلبها يطرق پعنف داخل صدرها فحالها لم يكن افضل منه فحبببها وسيم
انت كمان اتغيرت عن زمان وكنت بتخيلك غير كده ...
اعجبه خجلها فسال بشقاوه قاصدا ارباكها وانهي عجبك اكتر الحقيقه ولا الخيال !!
ابتسمت بحلاوه جعلت قلبه يخر صريعا لهواها
ولم تجيبه فحاولت تغيير الموضوع وسالته اه صحيح انت بتعمل ايه هنا !
وتحدث مثبتا عينيه علي عينها يحفر ملامحها داخل قلبه ...
اجاب سؤالها بسؤال انتي اللي بتعملي ايه هنا وجيتي هنا ازاي في الوقت ده وفين ماما ليلي
وكأنه بسؤاله عن والدتها اعدتها الي ارض الواقع وافقت من غيمتها الوريه في
حضرته فجحظت عينيها ولطمت خديها هاتفه پذعر يا نهار اسود!!
زمان ماما قالبه الدنيا عليا...
ثم عبثت في حقيبتها واخرجت منها هاتفها تحاول الانصال بها ولكن لسوء حظها قد نفذ شحنه!!!!
انا لازم امشي دلوقتي حالا ....
قالتها واطلقت الريح لساقيها تجري مسرعه وقلبها يقفز بين ضلوعها خوفا وقلقا علي والدتها ..
اسرع ليل خلفها ينادي عليها وهي تنزل الدرج مسرعه استني طيب فهميني يا مسك في ايه
وقفت امام البوابه الخارجيه للمنزل تتلفت حولها تبحث عن اي سياره تقلها الي محطه القطار فلمحت من بعيد سياره تقترب نحوها فرقعت يدها تشير لها وسارت نحوها خطوه حتي وجدت قبضه قويه تجذب ذراعها تثبتها مكانها !!!
هتف ليل ببعض الحده استني هنا عندك رايحه فين فهميني ايه اللي حصل لك وخلاكي تجري زي المجنونه كده ...
اجابته بسرعه ونظرها مثبت نحو السياره التي تقترب منهم بعدين يعدين هقولك علي كل حاجه انا لازم ارجع القاهره دلوقتي حالا علشان ماما زمانها قالبه الدنيا عليا سبني بقي علشان الحق التاكسي ده علشان يوصلني المحطه!!!
ضعط ليل اكثر علي ذراعها وهتف بنبره غاضبه تاكسي ايه اللي عاوزه تركبيه لوحدك في وقت زي ده انتي مجنونه وبعدين انت ازاي اصلا تيجي المشوار ده كله لوحدك وواضح من كلامك ان مامتك ما تعرفش انتي فين
حاولت فك قبضته عن ذراعها وهتفت تتوسله هقولك علي كل حاجه بعدين بس سبني الحق القطر علشان متاخرش اكتر من كده...
تحرك صوب سيارته المصفوفه امام البيت وهو يسحبها خلفه هاتفا پغضب بلا قطر بلا زفت انا اللي هوصلك وفي الطريق عاوز اعرف كل حاجه حصلت من يوم ما مشيتوا من هنا لحد انهارده وليه جايه هنا من غير مامتك ما تعرف!!!
كان قد اجلسها في سيارته الرياضية السريعه المكشوفه ذات المقعدين كادت ان تعاند وتعترض فحذرها بنظره من عسليته الغاضيه جعلها تستكين في جلستها وهي تراقبه بفيروزيتها وهو يدور حول السياره حتي جلس بجانبها وانطلق بسيارته بسرعه فائقه فهو يهوي السيارات المسرعه والقياده بسرعه عاليه وهي تقص عليها كل شيء حدث في الخمسه عشر عاما التي قضتهم بعيدا عنه ...
ومن بعيد كان هناك احدي رجال جودت الذي يراقب ليل كلما جاء الي البلده يتصل به ويعطيه اخر الاخبار ايوه يا باشا زي عادته تملي قعد في البيت شويه وبعدين مشي بس النوبه دي في واحده كانت نازله معاه من البيت !!!!
ساله جودت مستفهما واحده مين دي شوفتها قبل كده
لا