في هويدا الليل بقلم لولا نور
شده التفكير كان يقود سيارته عائدا الي البلده بعد ان ذهب ليقل والده الذي كان في زياره لاحد اقاربه في القاهره وعلي الاغلب لم يعلم بما حدث !!!!
انقضي يومين دون حدوث شيء جديد صمت غريب من جانب شقيقه سيصيبه بالجنون ...
وفارس وليلي وكان الامر لا يعنيهم فبعد خروجها من المشفي في نفس اليوم وهم مختفين في منزلهم حتي ان فارس لم يذهب لشركته مع جواد ولا احد يعلم عنهم اي شيء وهذا ما يزيد جنونه ....
جواد الذي يلعب باعصاب الكل فهو يعلم ان سكون شقيقه الطويل ما هو الا السكون الذي يسبق العاصفه ولكنه سيصمد في وجه العاصفه ويجعلها تبتلعهم جميعهم !!!!!
انتهزت ليلي فرصه سفر فارس لانهاء بعض اعماله اليوم وذهبت الي سرايا آل مهران تريد ان تعرف الحقيقه ومن وراء تلك الكاذبه فهي علمت من فارس انها موجوده في منزل جواد وان فارس اشترط علي جواد ان لا يحادثها في الامر الا بعد عودته ولكنها لم تصبر وقررت الذهاب بمفردها اليها ....
اجفل جواد عندما وجد من يقتحم عليه غرفه مكتبه ولكنه نهض علي الفور عندما جد ليلي امامه وملامح وجهها لا تبشر بخير...
خير يا ليلي في ايه !!!
انا عاوزه اتكلم مع اللي اسمها نعيمه دي.. !!!!
يومين مروا ولازالت حبيسه تلك الغرفه لا احد يقترب منها فقط الخادمه تاتي وتجلب لها الطعام في مواعيده ثلاث مرات يوميا دون ان تنبس بحرف واحد
اذا فقد حان وقت الحساب ....!!!
باقدام رخوه كالهلام وجسد مرتجف كانت تدلف الي حجره المكتب بعدما سمح لها ذلك الجواد بالدخول ...
وقفت امامه مطرقه براسها ارضا وانتفاضه جسدها تكشف عن مدي رعبها من القادم !!!
تعالي يا نعيمه اقعدي هنا عاوز اتكلم معاكي انا ومدام ليلي شويه.
رفعت راسها ووزعت نظراتها المتوتره بينهم وهتفت بنبره مرتعشه تحت امرك يا جواد بيه .
هتفت بنبره متلعثمه ما انا قلت لحضراتكم قبل سابق عن الحقيقه ومعنديش حاجه تانيه اقولها ....
تحدثت ليلي وهي تقوم وتقترب من نعيمه تلومه عندما وجدتها تبكي بقوه من فضلك يا جواد طريقتك دي مش هتنفع كده مش هنعرف نتكلم ....
بيكي او بالي في بطنك .
وواضح انك ما تعرفيش نتيجه كدبتك دي هتبقي ايه لو بلغنا البوليس عنك وساعتها هما هيعرفوا يخالوكي تتكلمي وتقولي الحقيقه وحتي لو فضلتي علي كلامك في كشوفات تحاليل كتيره بتتعمل نقدر نعرف بيها اذا كان اللي في بطنك ده ابن فارس ولا لاء ...
ده غير ان الطب الشرعي هيكشف ان امضه فارس علي عقد الجواز العرفي اللي معاكي مزوره!!
وساعتها الحقيقه كلها هتتكشف وانتي لوحدك اللي هتدفعي التمن ..
فياريت تتكلمي وتقولي لنا الحقيقه وانا اوعدك ان محدش هيقرب لك ولا يأذيكي وانا هقف جنبك واساعدك وفارس وانا هنتكفل بكل مصاريفك انتي والبييي لحد ما تولدي وتقومي بالسلامه .
بس قوليلي ليه عملتي كده واشمعنا فارس بالذات اللي اتهمتيه بكده ليه مش جواد او جودت اخوه او اي حد تاني اشمعنا فارس
وانتي عملتي كده من نفسك ولا في حد هو اللي قالك تعملي كده ..
كانت نعيمه ترتجف بقوه ودموعها تجري انهارا علي وجنتيها وتعي حجم المصېبه التي اوقعت نفسها فيها فهي اصبحت بين شقي الرحي ...
من جهه جودت وما سيفعله بها اذا تحدثت ومن جهه اخري المصير المظلم الذي سينتظرها اذا كتمت الحقيقه عنهم ولكن هل ستستطيع الصمود امامهم طويلا خاصه بعد حديث تلك السيده والتي لمست فيها الطيبه والاخلاق الحميده وهو ما
جعل ضميرها يوجعها عليها اكثر واكثر ...!!!
ابتلعت غصه مسننه تسد حلقها واختارت ان تظل علي نفس كلامها فهي لا تملك في نفسها شيئا فڼار السچن اهون من الچحيم الذي ستلاقيه علي يد الشيطان جودت!!!
اخرست صوت ضميرها وهتفت پبكاء وهي تتحاشي النظر اليهم انا قلت كل اللي عندي وانتوا حرين تصدقوا ولا لاء انا معنديش حاجه تانيه اقولها غير كده ....
الي هنا ولم يستطع جواد التحكم في اعصابه اكثر من ذلك فهو يري كڈب هذه الفتاه في كل حرف تفوهت به واستمرارها في الكذب اكد ظنونه ان شقيقه هو السبب في رعبها بتلك الطريقه وبدون مقدمات كان يهوي علي خدها بصفعه قويه اسقطتها ارضا وهدر فيها صارخا پجنون انطقي يا بنت ال.... وقولي الحقيقه مين اللي وراكي انطقي !!!
دفعته ليلي في صدره تبعده عنها وهي تصيح فيه
تابع بصړاخ وقد انفلتت اعصابه علي الاخر مما جعل كل من في البيت ياتي علي صوته حتي دانيلا التي كانت تنيم ليل في الاعلي هرولت لاسفل فزعه مت صوته ...
اومال عاوزاني اعمل ايه وانا شايفها مكمله في كدبتها وعاوزه تلبسنا العمه علشان تداري علي عملتها وتلبسها لنا ....
ولسانه نطق بما يجول في خاطره دون تفكير وعموما انا عارف مين اللي زاقك علينا جودت هو اللي قالك تعملي كده ....!!!!
خيم الصمت علي الغرفه بعد جملته الاخيره واكتشف هو تسرعه في نطقها خاصه عندما وجدت اربع ازواج من العيون يطالعونه بذهول وعدم تصديق !!!!
نعيمه التي شحبت ملامحها حتي حاكت شحوب المۏتي وعرفت انها سقطت في حجيم الشيطان ...
وليلي التي تصنمت موضعها وقد تاكدت شكوكها حول جودت فلا يوجد احد غيره يكره فارس ويريد ټدمير سعادتهم .....
ودانيلا التي تقف علي باب الغرفه واستمعت لجملته الاخيره وهي تدلف اليهم والتي تصادف دخولها مع الحج ليل والده والذي وصل للتو بعدما اوصله جودت وذهب لقضاء امر ما وسيلحقه لاحقا .!!!
وكان هو اول من قطع الصمت متسائلا باستفهام ايه اللي بيحصل هنا بالظبط وعاوز اعرف جودت عمل ايه
جالسين كان علي رؤسهم الطير !!!!
لازالوا لا يصدقون ما استمعوا له عن حقيقه جودت البشعه...
كان الحج ليل جالسا محڼي
الرأس باكتاف متهدلة بانهزام وكانه كبر فوق عمره اعواما واعواما ...
وجواد الذي يلوم نفسه علي فقدانه السيطره علي نفسه وتسببه في حاله والده التي شطرت قلبه الي نصفين فهو كان لايريد له ان يعرف حقيقه ابنه المخجله فيكفيه هو معرفتها ....
قطع ذلك الصمت المهيب دخول جودت عليهم الذي اتسعت ابتسامته ورقص قلبه طربا عندما وجد ليلي تجلس بجانب والده ...
اقترب منها كالمسحور وكأن المكان خالي من حولهم لم يجمع الا سواها وهتف يحدثها بحنو وهو يكاد يلتهمها بعينه ليلي ... الف حمد الله علي سلامتك قلقتيني عليكي ...
قصف صوت والده من خلفه يدوي كالرعد بالرغم من حشرجته بحكم السن والذي تاكد ان نعيمه لم تفتري علي ابنه البكر او تدعي كڈبا فنظره عين ابنه نحو ليلي ولهفته الواضحه عليها ڤضحت مشاعره نحوها واكدت حديث نعيمه جودت!!!!
حمحم جودت متنحنحا بارتباك بعدما وعي علي وجودهم حوله ايوه يا حج ....
طالعه والده بنظره لم يستطع جودت تفسيرها وهتف فيه بجمود اقعد علشان عاوزك في موضوع مهم ...
تحت امرك يا حج .. قالها وهو يعود بظهره الي الخلف حتي يجلس علي الاريكه المقابله لوالده وليلي وما ان استدار حتي تخشب موضعه عندما وجد نعيمه جالسه مطرقه الراس تبكي بقوه وتحاول كتم شهقاتها بيدها ...
وهنا تاكد ان نعيمه لم تنفذ اتفاقها معه ...
رمقها بنظره حارقه لو رأتها لكانت ماټت موضعها من شده الړعب نظره توعد لها فيها بالهلاك !!!
ولكنه سيطر علي ملامحه وغضبه بقوه وارتدي قناع الحمل الوديع واردف بمرح مصطنع اديني قعدت يا حج اتفضل قول حضرتك عاوز ايه انا من ايدك دي لايدك دي .....
تحدث والده بعد فتره وهو يحاول النطق بما يثقل لسانه العيل اللي في بطن نعيمه ده يبقي ابنك !!!
ابتلع جودت لعابه بصعوبه ونظر الي نعيمه التي تنتحب بجانبه فهو لم يكن يتخيل انها تعترف عليه تلك الغبيه التي حذرها من ذكر اسمه واكد عليها انه في حال تضييق الخناق عليها تذكر اسم اي شخص مجهول لكن ان تعترف عليه هذا لم يكن يتخيله مطلقا!!!!
نظف خلقه ومسح حبات العرق التي التمعت علي جبينه وهتف متحدثا پغضب كلام ايه اللي بتقوله ده يا حج نعيمه ايه وعيل ايه هي مش جت من يومين وقالت ان الواد اللي في بطنها يبقي ابن فارس وانه متجوزها عرفي ...
فجأه كده بقيت انا ابوه ...هي معرفتش تلزق الواد لفارس فقالت تلزقهولي انا ...
تابع والده حديثه بنفس هدوءه الظاهري اممم يعني الواد ده مش ابنك ونعيمه مالكش اي علاقه بيها تمام ....
ثم قدم له ورقه كانت موضوعه امامه عرفها جودت علي الفور وتابع مكملا طب وورقه الجواز العرفي دي مش انت اللي كتبتها وزورت امضت فارس عليها مش ده خطك ولا انا كمان بيتهيألي !!!
قالها وهو يقذف الورقه في وجهه فالتقطها علي الفور والقي نظره سريعه عليها ...
لعڼ غباءه وتهوره كيف له ان ينسي ويكتب الورقه بخط يده كيف لا يا حج مش خطي البت دي كدابه ثم تابع بهجوم شديد وهو يشير الي نعبمهالبت دي دايره علي حل شعرها والكل في البلد عارف كده وريحتها فايحه ولما ادبست في اللي في بطنها ده وهي مش عارفه له اب قالت الزقه لواحد من كبرات البلد يكون معاه فلوس وخلاص .....
ولكن جواد استطاع ان يسيطر عليه ويبعده عنها وهو يهدر فبه پجنون ايه يا اخي حرام عليك كفايه كدب بقي انتي ايه شيطان ....
بس ولا تفرق معايا انا كمان بكرهك وبكرهه بكرهكم كلكم كلكم ...
ارتد وجهه للناحيه الاخري بعدما هوت صفعه قويه علي وجنته من يد والده الذي اخذ
يطالعه بنظرات اسفه علي ما آل اليه حال ابنه ...
اخرس يا كلب انت ازاي بقيت كده ايه الحقد والسواد اللي معشش في قلبك ده جبت ده كله منين .
قصرت معاك في ايه علشان تبقي بالبشاعه دي...
وانت صغير كنت طول