روايه الثلاثه يحبونها
أن تقول بهمس
مبقاش فيه بكرة يا رحمة أنا بصلح الغلط اللى عملته زمان قبل فوات الأوان وصدقينى بكرة إنتى هتسامحينى وهتعرفى إنى كنت صح وساعتها .
نظرت إلى السماء قائلة
ياريت تفتكرينى بدعوة تخفف عنى ذنوبى اللى شلتها من يوم ما قبلت أكسر قلبك وقلبه يارحمة.
لتغمض عينيها تشعر لأول مرة منذ أمد بعيد بأنها تفعل الصواب.
مررت بشرى أظافرها الطويلة المطلية باللون الأحمر القانى على مجدى المتمدد بجوارها ر لتأخذ بأصابعها تلك وتضعها بين شفتيها تأخذ منها نفسا عميقا ثم تطلقه لتضعها مجددا لمجدى ليقول بلهجة ثقيلة ممطوطة
إنتى ماشية بسرعة كدة
هو أنا مش قايلالك إن رحمة جت ولازم أكون فى البيت.
نهض من السرير وهو يقول
قلتيلى بس الساعة لسة ٨ مستعجلة ليه بس على حړق الډم
والله إنت فايق ورايق يامجدى وأنا مش رايقالك خالص إبعد بقى خلينى ألبس وأمشى أنا روحى بقت فى مناخيرى.
قائلا
إهدى بس ياحبيبتى أنا مش قلتلك متتعصبيش.
نظرت إليه بشرى قائلة بحنق
متعصبش إزاي بس إنت نسيت انا قلتلك إيه جوزى طلع بيحب رحمة هو كمان ورحمة رجعت وشكلها هتكوش على كل حاجة من تانى رجالة وفلوس عيلة الشناوي وأنا هطلع من المولد بلا حمص.
وده راح فينزي مادبرتيلها بيه مصېبة قبل كدة تدبريلها مصېبة من تانى.
زفرت قائلة
مبقاش فية عقل يامجدى يفكر من ساعة ماعرفت إنها راجعة وسمعت إن مراد بيحبها وأنا هتجنن.
عقد مجدى حاجبيه قائلا
اللى يسمعك دلوقتى يفتكر إنك بتحبى مراد وغيرانة عليه مش آخداه سلمة توصلى بيها للى إنتى عايزاه وبعدين انتى قلتى إنك سمعتيه بيقول إنه كان بيحبها كان يعنى مفيش خوف منها دلوقتى.
نظرت بشرى إليه قائلة فى حقد
مراد كمان.
.
ليصمت لثانية يهدئ مشاعر الغيرة بداخله ثم يستطرد قائلا
صدقينى يابشرى عمر ما رحمة هتكون أد ذكاءك وجمالك لو آمنتى بده بسهولة هتغلبيها.
الفصل الخامس
نهضت من مكانها تدرك أنها لن تستطيع الحصول على الراحة هنا فى تلك الحجرة لتخرج منها باحثة عن الراحة فى مكان آخر .مكان لم تكن تحلم بالتواجد فيه ولكن ها هي متجهة إليه وبكل حزم.
دلفت بشرى إلى حجرتها بعد أن وجدت المنزل ساكنا على غير عادته فى مثل هذا الوقت إنتابتها الحيرة تتساءل عن مكان وجود الجميع وكيف كان لقاء زوجها برحمة ورحمة براوية وإلى متى تنوى رحمة المكوث هنا أم أنها تنوى المكوث طويلاأسئلة وأفكار عديدة راودتها ولكنها كانت مرهقة للغاية فتركت أفكارها جانبا ربما فى الصباح تعرف إجابات تلك الأسئلة فكل ماتحتاجه الآن هو حمام دافئ وساعات طويلة من النوم كي تستعيد نشاطها مجددا وتنجلى أفكارها لتدبر لتلك الرحمة مصېبة تليق بها
خضتنى يامراد إيه اللى مقعدك فى الضلمة كدة
لم يجيبها مراد وإنما سألها بدوره قائلا
كنتى فين يابشرى
قالت بشرى بإرتباك
هكون فين يعنى كنت كنت عند صفاء أنا والشلة حفلة بنات كدة ع السريع خلصتها وجيت.
قال مراد ببرود
ومقلتليش ليه
بشرى منه قائلة
إتصلت بيك وتليفونك كان مغلق.
نهض مراد قائلا بحدة
يبقى متخرجيش المفروض إنى لازم أعرف مراتى
خارجة فين قبل ما تخرج من البيت وياأوافق ياموافقش مفهوم
إتسعت عينا بشرى قائلة بإستنكار
إيه الكلام اللى انت بتقوله ده يا مراد ومن إمتى الكلام ده هامن أول جوازنا وأنا بخرج ومبقولكش وانت مبتعترضش ومبتهتمش أصلا.
مراد قائلا فى برود
من النهاردة ياستى ههتم وهعترض من النهاردة ممنوع تخرجى من غير إذنى كان منظرى وحش اوى أدام يحيي وأنا مش عارف مراتى فين
رفعت بشرى حاجبها الأيسر وهي تقول بسخرية
يحيي قلتلى بقى الموضوع فيه أخوك الكبير ومنظرك أدامه وأنا اللى قلت جوزى فجأة بقى مهتم بية وعايز يعرف بروح فين وبعمل إيه.
أحس مراد لثوانى بالإرتباك فبالفعل سؤاله عن مكان وجودها
متحاولش تتعب نفسك وتدور على كلام تبرر بيه موقفك وبصراحة انا تعبانة ومش حمل مجادلة معاك وعايزة آخد شاور وأنام بعد إذنك.
تجاوزته ليعيدها إلى مكانها أمامه كاد أن تقع فإستندت إليه تخشى السقوط ليدعمها بيديه فتحت عينيها بقوة وهي ټشتم رائحة نسائية تعرفها جيدا وتكرهها فى آن واحد فهي تذكرها بصاحبتها التى تكرهها بدورها وبشدة تبا إنها تقليدية للغاية تلك الرحمة حتى عطرها مازالت تحتفظ به ولم تغيره ولكن ما الذى أتى به على ملابس زوجها لتنتفض مبتعدة عنه وهي تقول بحدة
إيه الريحة دىفهمنى جتلك منين
عقد مراد حاجبيه قائلا بحيرة
ريحة إيه
قالت بشرى بحدة وهي تشير بإصبعها قائلة
ريحة البرفيوم الحريمى دى.
أحس مراد بالإرتباك لثوانى وهو يدرك أنها رائحة رحمة العالقة به ليتمالك نفسه قائلا
راوية أغمى عليها ورحمة من قلقها كان هيغمى عليها هي كمان
قاطعته قائلة بحدة
وإنت طبعا الشهم الهمام اللى لحقتها قبل ما تقع وسندتها صح
قال مراد بحدة
بالظبط زي ما عملت معاكى دلوقتى فيها إيه دى كمان
إزدادت نبراتها حدة وهي تقول
بس أنا مراتك.
قال مراد پغضب
وهي كمان مرات أخويا .
قالت بشرى بسخرية
كانت مرات أخوك كانت
تجمدت ملامح مراد وهو يقول
رحمة هتفضل دايما مرات أخويا فبلاش مشاعرك الغريبة واللى مش مفهومة بالنسبة لى من ناحيتها وناحية راوية اللى بټموت ومع ذلك مشفتش منك شفقة ولا عطف او حنية عليها ياريت تصفى قلبك قبل
فوات الأوان ياريت تبعدى من جواه كل مشاعر الغل والكره اللى بحسهم ماليينه قبل ما تخسرى كل حاجة يابشرى لإنى بجد زهقت ومليت من تصرفاتك.
ليتركها ويغادر الحجرة صافقا الباب خلفه لتقول بشرى بغل
مش ممكن قلبى يصفى من ناحيتهم ولايمكن انسى إنى بكرههم الاتنين أخدوا منى حلم حياتى وحب عمرى واحدة حبها والتانية إتجوزها وأنا ورغم انى من دمه زيهم عمره ما شافنى ولا حس بية ومش ههدى ولا يرتاحلى بال غير لما أخلص منهم الإتنين.
وموافقتى يا راوية ملهاش أي إعتبار عندك ولا رأيي تحصيل حاصل بالنسبة لك
إلتمعت عينا راوية بالدموع وهي تقول
تفتكر إن مكانتك عندى قليلة أوى كدة عشان أستخف برأيك كل الموضوع إن أنا حاسة بيك وعارفة اللى فى قلبك يايحيي.
أطرق يحيي برأسه قائلا بحزن
إنتى متعرفيش حاجة.
مدت يدها ترفع ذقنه لتواجهها عيناه وتقول هي بتقرير
أنا عارفة إنك بتحبها.
إتسعت عينا يحيي فى صدمة لتستطرد قائلة
بتحبها من زمان وأنا كنت عارفة ولغاية النهاردة مقدرتش تحب غيرها بسمعك بتنادى إسمها فى أحلامك لإنك مش قادر تكون معاها فى الحقيقة إتجوزت هي أخوك وإتجوزت إنت أختها بس القدر أهو بيديلكم فرصة تانية وكأن قصتكم مش مكتوب لها تنتهى بالفراق وكأن مصيركم إنكم تكونوا لبعض مهما حاولوا يفرقوكم.
إنتفض يحيي واقفا وهو يقول
إنتى بتقولى إيه بس قصة إيه ومصير مينإنتى جرى لمخك حاجة
إبتسمت راوية بحزن
المۏت لما بيكون قريب منك بيخليك تشوف كل حاجة صح وبتحاول تصحح حاجات كتير غلط فى حياتك وحياة اللى حواليك واللى يهموك وانا عمرى ماكنت صح أد النهاردة متحاولش تنكر حبك اللى بيبان جوة عيونك فى قاعهم اللى حاولت تخبى حبك فيه وبيظهر فيهم بس لما بتسمع إسمها وعشان كدة محيته من حياتنا كلنا عشان بيفكرك بيها بيفكرك بحبك الأول والأخير.
نظر إليها يترك مشاعره لأول مرة تظهر على وجهه دون أن يواريها كعادته مع الجميع ليجلس مجددا وهو يقول پألم
هي السبب هي اللى إتخلت عنى ياراوية وخانتنى و مع مين مع أخويا محت إسمها من قلبى قبل ماأمحيها من حياتنا كلها ياريت تقفلى على الموضوع ده لأنه بيوجع أوى الموضوع ده منتهى بالنسبة لى وبعدين مش انتى مراتى برده إزاي بس تطلبى منى أعمل حاجة زي دى
قالت راوية بحزن
لإنى ھموت قريب
اوى بطلبها منك لإنى مش هكون موجودة فى حياتك وحياة إبننا بطلبها منك بطلبها وقلبى پينزف بس لازم أكون واقعية وأطلبها منك لإنى
لو مطلبتهاش وإنت لو موعدتنيش مش هتعملها يايحيي.
نهض يحيي يقول بعصبية
ايوة مش هعملها لإنى مستحيل هقدر أسامحها وبعيد عن إنك مراتى وتبقى اختها فالجواز منها أصلا شئ مستحيل افكر فيه لإنها إنتهت بالنسبة لى فجوازى منها مستحيل هيحصل وده قرارى النهائى ياراوية.
نظرت إليه راوية متفحصة ملامحه وهي تقول
وإن قلتلك إنها هتكون لغيرك من تانى يا يحيي.
لم يستطع يحيي إخفاء صډمته التى ظهرت على وجهه رغما عنه وهو يقول
تقصدى إيه بكلامك ده يارواية
تأكدت راوية فى قرارة نفسها أنه مازال يعشق رحمة ولكنه كبرياؤه الأحمق ما يجعله ينكر مشاعره لتقول بهدوء
توفيق إبن خالتى فى زيارته الأخيرة لية قاللى إنه قابلها فى دبي وإنه لسة بيحبها وعايز يتجوزها وفعلا طلبها للجواز وأنها طلبت منه يديلها فرصة تفكر وبتهيألى لو رفضت إنك تتجوزها هتوافق عليه يايحيي.
قال يحيي بتوتر غاضب
هي قالتلك إنها هتتجوزه
قالت راوية بهدوء
قلتلك قالتله هتفكر بس طبعا لما أقنعتها تتجوزك بقى الموضوع ده بالنسبة لها منتهى لكن لو رفضت فتوفيق مستعجل ومش بعيد يقنعها ويتجوزها فى أسرع وقت توفيق عريس كويس وميترفضش القرار بقى فى إيدك
يايحيي والوقت بيفوت بسرعة.
تمالك يحيي نفسه الممزقة فى تلك اللحظة ڠضبا وألما وغيرة ليقول ببرود صقيعي
وقرارى لسة زي ما هو ياراوية جوازى من رحمة مستحيل تتجوز اللى تتجوزه صدقينى مبقتش تفرق كتير.
ليغادر الحجرة مسرعا وكأن شياطين الأرض تطارده تدحض خطواته الغاضبة برودة لهجته وكلماته لتقول راوية پألم
مهما حاولنا ننكر مشاعرنا مش هنقدر فى الآخر هنستسلم ليها وساعتها هنعمل أي حاجة أي حاجة عشان نحميها من الأڈى .
لتغمض عينيها تشعر بالإرهاق الذى أنهك جسدها وروحها بشدة.
دلف يحيي إلى حجرة ولده يبغى أن يريح قلبه المتعب برؤياه ربما وجد صغيره مستيقظا لينسى أفكاره التى تحرقه وهو يداعبه ذلك الملاك الصغير الذى يعشقه والذى يجعله ايضا يحتمل تلك الحياة وآلامها ليتوقف فى مكانه متجمدا وهو يراها أمامه نائمة على هذا الكرسي الهزاز بجوار السرير تضم طفله بين ذراعيها . بأمان لا يدرى لماذا شعر بقلبه الآن يذوب .هل لأن هذا المشهد لطالما راود أحلامه منذ أن شب على حبها ودق قلبه من أجلها أم لإنها الآن تبدو كصورة مجسدة لجمال ملائكي برئ يخلب الألباب أو ربما لأنها هي فقط رحمة وهذا الذى بين يديها هو طفله الصغير هاشم وكليهما قطعة من روحه مهما رفض مشاعره وأنكرها أغمض عينيه عن تلك الصورة الخلابة ليفتحهما مجددا تصارعه أفكاره من جديد ترى هل سيأسر رحمة رجل آخر بالرباط المقدس هل ستكون أما فى يوم من الأيام لطفل رجل آخر يتأملها وهي نائمة يضم صغيره كما يتأملها هو الآن أشعلته الغيرة وأحرقه ڠضب شديد سري