روايه الثلاثه يحبونها
دى اللى إسمها بشرى عشان أبعدها عن المكان قبل ما تيجى وتبقى کاړثة عندك حل يا حبيبتى
سردت على مسامعه خطتها الصغيرة الذكية ليدرك أن فاتنته هي فتاة مليئة بالمفاجآت وأن عشقه لها ليس من فراغ ليس من فراغ أبدا.
الفصل العشرون
دلفت شروق إلى حجرة مراد بجسد يرتعش قلقا على هذا الممدد على سرير المستشفى تحيطه الأربطة البيضاء المرعبة إنهمرت دموعها فى صمت وهي .ترى شحوب وجه الذى أوجس قلبها خيفة عليه جلست بجواره ومدت يدها تحيط بيده اليسرى السليمة بلهفة حزينة تقول بهمس مرير
لتسرع وهي تهز رأسها بجزع قائلة
لأ بعيد الشړ إنت مش ممكن يجرالك حاجة أبدا مفهوم إنت روحى يامراد ومن غيرك أموت.
أ
أنا عرفت دلوقتى ليه مراد إتجوز على مراته شروق هي بجد اللى تستاهله هي مراته الحقيقية واضح جدا إنها بتحبه وأكيد هو كمان بيحبها.
هي فعلا بتحبه بس مع الأسف هو مش شايف حبها ده معمي بحب واحدة تانية.
عقدت رحمة حاجبيها وهي تعتدل قائلة
واحدة تانية بس مراد مبيحبش بشرى وإلا مكنش إتجوز عليها وكمان مش باين أبدا إنه بيحبها.
قال يحيي بهدوء
بشرى مش هي الإنسانة اللى بيحبها يارحمة
عقدت حاجبيها قائلة فى حيرة
أومأ برأسه إيجابا قائلا
أيوة.
إزداد إنعقاد حاجبيها وهي تقول
مين دى قول بسرعة يايحيي متحيرنيش.
تأملها لثوان حبست فيهم أنفاسها ليقول هو بهدوء
إنتى.
نهضت وقد إتسعت عيناها فى صدمة قائلة
أنا
أومأ برأسه قائلا
أيوة إنتى بس إهدى كدة وأقعدى عشان أفهمك.
جلست
ومازالت الصدمة ظاهرة بعينيها ليستطرد يحيي قائلا بشرود
من زمان عرفنا إن عمى إتجوز وجاب طفلة تانية غير راوية إسمها رحمة وإنها جميلة ورقيقة زي البدر بتشبه مامتها بالظبط كان نفسنا نشوفها بس جدنا كان مانعنا ولما هربت مامتها وباباها اتوفى دخلت هي حياتنا دخلتها بطلتها بجمالها بسحرها بطيبتها وخفة ډمها دخلتها بروحها الكبير كان عاميه حبه عن إنه يشوف إن إخواته هما كمان حبوا حبيبته أما الصغير ولإنه طايش ومچنون ومريض نفسى قدر يتجوزها رغم حب أخوه الكبير ليها وحبها ليه وبعدها إكتشف الأخ الكبير أن أخوه الوسطانى كمان بيحبها لما إعترفله بالحب ده فى لحظة ضعف منه بعد جوازها من أخوهم الصغير كانت صډمته كبيرة وهو شايف إخواته حبوها زي ما حبها هو بس اللى كان متأكد منه إنهم محبوهاش أده وإنهم لو حبهم فى يوم إنتهى من قلوبهم حبه هو مش ممكن ينتهى وإنه محفور فى جلده فجأة الصغير عرف إنها مبتحبوش وده جننه والأخ الوسطانى بدأ يفوق من وهمه قبل ما يتجنن هو كمان لكن حب الأخ الكبير لرحمة هو الحاجة الحقيقية بس فى حياتهم واللى فضلت زي ما هي متغيرتش والأكيد إنه هيفضل يحبها مهما طال بيهم العمر
إبتسم لها برقة لتبتسم له بدورها ثم مالبثت أن إختفت إبتسامتها وهي تقول
طب ومراد إمتى هيحس بشروق يايحيي
قال يحيي بغموض
مراد خلاص بدأ يفوق من وهمه معتقدش فاضل كتير ويحس بيها وبحبه هو كمان ليها ولو محسش بيها فأعتقد الحاډثة دى هتفوقه بالكامل.
أومأت برأسها موافقة وعيونها على هذا الباب المغلق والذى تضم جنبات حجرته حبيبان مثلهما تماما تنقصهما فقط النهاية السعيدة.
وحشتنى أوى يامراد وحشنى صوتك و قوم ياحبيبى بالسلامة ومش مهم ترجعلى المهم تقوم وأشوفك أدامى زي زمان ولو من بعيد حتى قوم عشان خاطرى وخاطر إبنك وأخوك قوم عشان خاطر كل اللى بيحبوك متسيبناش كدة متعذبين فى بعدك عننا عشان خاطرى قوم قوم يامراد.
إنهمرت دموعها لتظل هكذا برهة من الوقت حتى هدأت قليلا لتنهض وتميل بحنان ثم تعتدل قائلة
أنا همشى دلوقتى عشان معملش ليك مشاكل مع بشرى بس هجيلك تانى وهفضل أجيلك وأجيلك لحد ما أشوفك مفتح عيونك لحد ما أشوفك مراد حبيبى بتاع زمان.
لتنظر إليه تتأمله للمرة الأخيرة ثم تغادر الحجرة بخطوات بطيئة منكسرة حزينة لتجد يحيي و رحمة بالخارج منهم تمسح دموعها برقة ثم تقف أمامهما قائلة بحزن
أنا همشى دلوقتى عشان بشرى بس من فضلك يايحيي لو حصل أي حاجة بلغنى بيها علطول.
أومأ يحيي برأسه فى هدوء قائلا
متقلقيش ياشروق هبلغك.
قالت شروق بإرتباك خجول
أنا يعنى من بعد إذنك هجيله تانى عارفة إنى بتعبك معايا بس ڠصب عنى يايحيي عايزة أشوفه وأطمن عليه بنفسى.
إبتسم يحيي قائلا
انا مقدر مشاعرك ومتقلقيش إبقى كلمينى بس ورحمة هتظبط كل حاجة.
أومأت برأسها بهدوء ثم إلتفتت شروق إلى رحمة تتأملها قائلة بصوت ظهر به حزنها رغما عنها
إنتى رحمة
أومأت رحمة برأسها قائلة
أيوة.
تمالكت شروق نفسها وهي تقول
كتر خيرك على اللى عملتيه معايا يحيي قاللى إنك صاحبة فكرة الفحوصات اللى شروق لازم تعملها عشان لو إحتاجوا يعملوا عملية لمراد متشكرة متشكرة أوى.
أمسكت رحمة يد شروق قائلة بحنان
دى حاجة بسيطة عشان أجمع إتنين بيحبوا بعض.
نظرت شروق إلى عيون رحمة التى ظهرت بهما روحها الطيبة لتدرك سر حب الجميع لها حتى هي أحبتها على الفور لتبتسم إبتسامة باهتة قائلة
ربنا يخليلك يحيي ويخليكى ليه.
نظرت رحمة إلى يحيي الذى بادلها نظرتها بعشق قائلة
يارب.
إبتسمت شروق بحزن وهي ترى هذان العاشقان أمامها لتتمنى لثوان فقط لو كانت هي ومراد مثلهما لتخفض بصرها قائلة
انا لازم أمشى ومتشكرة أوى على تعبكم معايا.
قال يحيي
إستنى هوصلك.
إبتسمت قائلة
مفيش داعى نهاد صاحبتى مستنيانى برة بعد إذنكم.
لتغادر تتبعها عيونهم بينما كانت هناك عينان تابعت ما يحدث بشئ من الريبة ربما لم تستطع سماع حديثهما من هذا المكان البعيد ولكن ما شاهدته لا يبشر بالخير أبدا لترفع هاتفها قائلة
مجدى إنت لسة ممشتش صح
لتزفر براحة قائلة
طيب فيه واحدة خارجة دلوقتى من المستشفى
لابسة فستان أزرق وعينيها خضرا وشعرها كستنائى إمشى وراها وإعرفلى كل حاجة عنها مفهوم
لتغلق هاتفها وهي تنظر پحقد إلى هذان العاشقان اللذان جلسا مجددا إلى جوار بعضهما البعض وكأنه إن تركها ستهرب منه
حمدت ربها ان مجدى قد جاء فى اللحظة المناسبة ليطمأن عليها وأنها طلبت منه المغادرة حتى لا يراه يحيي ولكنه لم يغادر بعد ليتبع الفتاة وتصل هي إلى
ما يخفونه عنها نعم ستصل بكل تأكيد إلى الحقيقة.
إنتبه يحيي على صوت إضطراب تلك الأجهزة المتصلة بأخيه لينظر من خلال النافذة الزجاجية بسرعة ليلاحظ تحرك يد أخيه ويسرع بالدلوف للداخل تتبعه رحمة سرير مراد يلاحظ سكون أخيه مجددا وعودة الأجهزة لمسارها الطبيعي ليغمض عينيه بخيبة أمل فقد ظن أن أخاه قد أفاق من غيبوبته ليفتحهما على صوت شروق التى قالت
حصل حاجة يايحيي مراد فاق
لاحظت رحمة تجاهلها الدائم لها لتتجاهلها بدورها بينما قال يحيي
للحظة حسيت إنه فاق بس الظاهر إنى كنت غلطان.
أومأت بشرى برأسها ثم قالت
طيب أنا هروح البيت آخد شاور وأغير هدومي وأرتاح شوية
لتنظر إلى رحمة وهي تستطرد قائلة
المكان هنا بقى خنيق أوى ومحتاجة بريك مش هتأخر يايحيي.
كادت رحمة أن ټموت غيظا من تلك التى تسمى بشرى والتى تترك زوجها فى غيبوبة وتعود للمنزل فقط كي تأخذ حماما وتبدل ملابسها ثم ترتاح قليلا بينما هناك محلا للملابس أمام المستشفى قد تستطيع شراء شئ مناسب لها
منه وهناك حجرة محجوزة لها بالمستشفى أيضا يمكنها أن تاخذ به حماما ثم كيف تستطيع أن تنام وترتاح بينما زوجها يرقد على الفراش أسير غيبوبة لا تعرف هل سيفيق منها أم لا لتهز رأسها بعدم رضا بينما قال لها يحيي ببرود
ماشى يابشرى السواق تحت هيوديكى ويبقى يجيبك تانى.
أومأت برأسها بهدوء ثم وسط دهشة رحمة قائلة
مش عايز حاجة أجيبهالك وأنا جاية يايحيي
شعرت رحمة بالحنق من تلك المأفونة والتى بدأت رحمة تدرك نواياها الخبيثة وما يضمره قلبها لزوجها لتقول رحمة بغيظ
لأ ياحبيبتى متشكرين جوزى لو عايز حاجة هيطلبها منى أنا وهجيبهاله أنا هاتى إنتى لجوزك وإنتى جاية هدوم ومتتأخريش لإنه أكيد هيحب مراته تكون جنبه لما بإذن الله يفوق.
كاد يحيي أن يبتسم وهو يدرك غيرة زوجته الرائعة عليه ووقوفها تدافع عن حقها به بضراوة ليكتم إبتسامته ولكنه شعر بداخله بالسعادة المطلقة وبعشقه الذى يشمل ذرات كيانه لتلك الجميلة زوجته بينما نظرت بشرى إليها يأكلها الغيظ من تلميحاتها الغير مباشرة ولكنها مقصودة و بشدة ليحمر وجهها ڠضبا وكادت أن تتفوه بكلمات حانقة ولكنها كتمتها بدورها فى اللحظة الأخيرة وهي ترسم إبتسامة باردة على وجهها قائلة
إن شاء الله ياحبيبتى
لتنظر إليها من رأسها لأخمص قدمها قائلة بشفقة مزيفة
طيب أجيبلك فستان معايا يارحمة إنتى مغيرتيش من إنبارح وبصراحة المنظر مش تمام ويأثر اكيد على سمعة عيلة الشناوي.
ليتدخل يحيي بالكلام قائلا بهدوء ولكن بنبرة خرجت تحذيرية وشديدة الصرامة
مراتى مبيهماش المظاهر والكلام الفارغ ده يابشرى
لينظر إلى عيون رحمة قائلا بحنان
مراتى بتشرفنى أيا كان مظهرها مظهرها اللى أنا شايفه دلوقتى كامل ومش محتاج أي حاجة
رفعت رحمة حاجبيها تأثرا وقد غشيت عيونها الدموع تشعر بقلبها يغرق فى عشقه فماذا هناك أكثر من الڠرق فى العشقهي حقا لا تدرى.
بدورها تتابعهما بشرى بقلب يشتعل حقدا تشعر أنها تكاد ان ټموت قهرا الآن ليلتفت يحيي إلى بشرى قائلا
لكن طبعا لو حبت هبعت أجيبلها بدل الفستان عشرة بس معتقدش إن وضع أخويا دلوقتى يخلينا نفكر فى حاجات تافهة زي دى.
إلى هنا ويكفيها ما لاقته من كلمات يحيي التى تحمل لها تقريعا غير مباشرا وتجريحا مقصودا لتقول بملامح عجزت عن إخفاء الحقد بهم
آااه طيب أنا ماشية سلام.
لتبتعد بشرى بخطوات سريعة غاضبة وتقول رحمة بدهشة
هو فيه كدة بشرى دى إيه ياساتر مراد مستحملها إزاي بس
قال يحيي بهدوء
دى الحاجة الوحيدة اللى شفعتله عندى جوازه من شروق بشرى بجد متتطاقش وشروق مختلفة عنها خالص.
قالت رحمة
مفيش أصلا وجه مقارنة بينهم دى حاجة ودى حاجة تانية خالص أنا عن نفسى حبيت شروق وحسيتها بجد بتحب مراد بس اللى مش قادرة أفهمه ليه مخبى جوازه منها
نظر إليها بنظرة ذات مغزى لتفهم نظرته وهي تومئ برأسها قائلة فى تقرير
بشرى أكيد .صح
كاد أن يوافق على كلماتها حين