حكاية مع وقف التنفيذ لكاتبتها دعاء عبد الرحمن
وعلشان مكنش عاوز يديها حقوقها جالكوا المكتب بتاعكوا وكان عاوز يتهمها فى شرفها ظلم ويفترى عليها وأنت قعدت تنصحه وتقوله حتى لو هانت عليك مراتك ازاى عيالك يهونوا عليك تلطخ سمعتهم بالشكل ده وميقدروش يرفعوا راسهم قدام الناس بعد كده وفضلت تذكره بالله لحد ما قام مشى من قدامك وهو بيقول أنا مش عارف هو ده مكتب محاماه ولا جامع
مش معقول
أومأ الرجل براسه وهو يقول
شفت بقى الدنيا صغيرة ازاى
أطرق فارس مفكرا وقد شعر برفض طلبه قبل أن يطلبه وحاول أن يبحث عن مخرج آخر
لعمرو الذى كان ينظر إليهما بحيرة ودهشة لا يعرف ماذا يقول قطع مفتش الاثار شروده وهو يقول موجها حديثه لفارس
رفع فارس رأسه ببط ونظر فى عينيه وهو يقول بأحباط
الحقيقة أنا كنت جاى متحمس بس دلوقتى مبقتش عارف هتساعدنى ولا لاء
نظر له الرجل بابتسامة ونهض من خلف مكتبه وجلس على المقعد أمامه ووضع يده على قدم فارس وهو يقول ممتنا
أنت ليك جميل فى رقبتى عمرى ما هنسهولك ابدا
أنا بعد ما مشيت من عندك فكرت فى كلامك كويس وضميرى فضل ينقح عليا وانا بسمع كلامك عمال يدور جوا عقلى وفضلت طول الليل صاحى مش عارف اسمع اى حاجه غير الحوار اللى دار بينا فى المكتب عندك
حسيت انى ندل وأنى كنت هلوس سمعت ست شريفه عاشرتها سنين طويلة مشفتش منها غير كل شرف وامانه
واكتشفت انى مقدرش استغنى عنها وان الموضوع كله كان عند فى عند
روحتلها واعتذرتلها واتصالحنا ومن يومها وانا شايلك جميلك ده فى رقبتى وبدعيلك ليل نهار
رغما عنه لمعت الدموع فى عينيه وهتف فى قلبه
ربت الرجل على قدمه مرة اخرى وقال مطمئنا
قولى بقى أنت عاوزنى اساعدك فى ايه وانا رقبتى ليك
خرج فارس وعمرو من هيئة الاثار وقد بدت السعادة فى عينيى كل منهما وقال له فارس بحماس
شفت بقى مش قلتلك أن ربنا مش هيسيبنا ابدا
رفع عمرو يده للسماء وهو يقول
ثم نظر إلى فارس متسائلا وهو يقول
ودلوقتى المفروض هنعمل ايه الخطوه اللى جايه
ابتسم فارس بمكر وهو يقول
الخطوة الجايه هما اللى هيعملوها مش أحنا وساعتها هيبقوا كتبوا نهايتهم باديهم
بمجرد أن انتهى مفتش الاثار من وضع الملفات التى بيده فى درج مكتبه حتى سمع
طرقات خفيفة على باب حجرته
ورأى رجلين يراهما لاول مرة مد نادر يده يصافحه وهو يقول
أقدملك نفسى مهندس نادر
واشار إلى صاحبة وقال
وده الاستاذ باسم المحامى
واردف قائلا
عاوزين حضرتك فى كلمتين وهنمشى على طول
ابتسم مفتش الاثار إليهما ابتسامة واثقة وقال
اتفضلوا خير يا بهوات
بدأ نارد فى مساومته فى التقرير الذى سيقدمة للنيابة عن قطعة الاثار ولكن الرجل تظاهر بالتردد قائلا بحنكة
بس المبلغ ده صغير اوى على العمليه دى
تدخل باسم وحاول اقناعه بطريقته الخاصه فى الحديث وانتهت المقابله على وعد منه بالتفكير قائلا
ادونى يومين افكر وبعدين تجولى نتكلم فى التفاصيل
تبادل باسم ونادر نظرات الانتصار وقال باسم
يبقى اتفقنا معادنا بعد يومين
خرج نادر بصحبة باسم من عند الرجل الذى تبسم بثقة وهو يخرج هاتفه النقال ليجرى اتصالا هاما
أيه أنت مش هتروح بيتك ولا ايه قال فارس تلك العبارة وهو يمشى بجوار عمرو الذى كان يسير بجواره فى
طريقة إلى بيت والدته
فقال عمرو
لا أنا هبات عند أبويا النهارده أصل حماتى تعبانه شويه ومراتى وأختها بايتين عندها
ثم ألتفت إلى فارس وقال متسائلا
وأنت مش رايح المكتب
هز فارس رأسه نفيا وقد علت قسمات وجهه سحابة حزن وقال
ماليش نفس اعمل حاجه خالص يا عمرو أنا هروح البيت يمكن اعرف اشوفها ولا أكلمها
ربت عمرو على كتفه وحاول أن يكون مرحا وقال
أنا مكنتش أعرف أنك هيمان اوى كده يا عم فارس
ألتفت إليه فارس بصمت حزين ثم سار فى طريقه ودعه عمرو دخل بيت والدته بينما دلف فارس إلى بنايته المقابلة له صعد الدرج ولكنه لم يطرق باب شقته وأنما صعد درجات عدة أخرى ووقف أمام بابها لا يعرف ماذا يفعل
افتقدها بشدة يريد ان يملىء عينيه بوجهها البرىء ولو لمرة واحدة فقط وقف مترددا تدور الافكار برأسه تعذبه وتقتله
وأخيرا وضع رايته مستسلما وهبط درجات السلم مرة اخرى متوجها إلى شقته
وضعت والدته طعام العشاء امامه على المائدة وهو شاردا فى وجوم وكأنه فى عالم آخر عاقدا ذراعيه امام صدره وقد تقابلا حاجبيه بشدة
وضعت يدها على يده وهى تقول بهدوء
مش هتاكل يا فارس
أوما برأسه وأمسك ملعقته وظل يعبث فى طبقه الذى امامه وهو مطرق الرأس وقد عاد إلى وجومه الدائم فقالت
يابنى مش كده ده انت مكلتش من امبارح ولا بتدوق طعم النوم حتى
تنهد بقوة وقال بأسى
مش عارف اعمل ايه يا ماما ياريتنى ما كنت كتبت الكتاب كنا عملنا الفرح على طول
رفع رأسه إليها وهو يقول بضعف
ماما أنتى مبتشوفيهاش خالص
شدت على يده وهى تقول بسعادة مصطنعة
شوفتها النهارده وهى نازله مع مرات ابوها وكان شكلها باين عليه أنها كويسه
نظر إليها بلهفة وقال على الفور
كلمتيها
ابتسمت وقالت
كلمتها وهى مرات ابوها هتمنعنى أكلمها كمان وبتسلم عليك وبتقولك متقلقش عليا
خفق قلبه وضغط على يد والدته دون أن يشعر وهو
يقول
بجد يا ماما بجد كويسه
ابتسمت والدته وهى تؤكد له ما قالته ثم عادت لتكمل طعامها فى صمت بعد ان رأته قد بدأ فى تناول طعامه
نظرت إليه نظرة خفية بأسى وهى تهتف داخلها اقولك ايه بس يابنى اقولك الورده دبلت فى يوم وليلة من كتر الهم والبكى
وقفت مهرة فى الليل فى نافذتها ترجو ان تراه ولو لمرة واحدة تطل برأسها للأسفل بشدة لعلها تلمح ظله فتفاجأت بصوت زوجة ابيها تقول ساخرة
أدخلى من الشباك يا بت انتى ابوكى قال مفيش واقفة فى الشبابيك
ألتفتت إليها مهرة وعادت إلى الوراء وأغلقت النافذة بهدوء فهى لا تريد أن تدخل فى مجادلة كلاميه مع هذه المرأة على الاطلاق جلست على الفراش بعد أن اغلقت النافذة وتناولت احد الكتب بجوارها وشرعت فى قراءتها فنظرت إليها زوجة ابيها نظرات ساخرة وعادت ادراجها من حيث أتت بعد قليل دخل يحيى بعد طرق الباب عليها وأطل بوجهه فتبسمت له وقد لمعت الدموع فى عينيها فاقترب منها وجلس بجوارها وامسك يدها وهو يقول بإشفاق
متزعليش نفسك بكره ابوكى يصفى ويرجع فى كلامه
انسابت العبرات على وجنتيها وهى تقول متسائلة
ماما عامله ايه
أومأ براسه وهو يقول
ما انتى عارفه انها قاعده عند خالتك وبتسلم عليكى وبتقولك متزعليش منها هى مشيت وسابتك فى ساعة ڠضب ومعرفتش ترجع تانى لما ابوكى جاب مراته هنا
أطرقت براسها وقالت له متسائلة
وانت يا يحيى قاعد فين دلوقتى
قال مبتسما
عند واحد صاحبى هو مش من هنا اصلا من الارياف ومأجر أوضه هنا علشان الدراسه وانا قاعد معاه ومرتاح متقلقيش عليا
أطرقت برأسها ثانية وهى تقول باسى
يارب دايما تبقى مرتاح يا يحيى
نظر إليها بشفقة ورفع وجهها إليه بيده وقال مبتسما
هخاليكى تشوفيه متزعليش
أمسكت ذراعيه بلهفة وهى تهتف به
بجد يا يحيى
أشار لها أن تخفض صوتها ثم قال بخفوت
اه والله صدقينى بس أدينى يومين كده ماشى
أومأت برأسها فرحا وهى تمسح دموعها براحتيها وهى تقول ممتنة
متشكرة اوى يا يحيى ربنا يخاليك بس يومين كتير اوى مينفعش
قبل كده
كتم ضحكته وهو يقول بمرح
طب اعملى مكسوفة طيب طب استنى
نهض واتجه إلى الباب ليطمئن أن زوجة ابيه لا تتجسس عليهما وبعد ان اطمئن تماما أخرج هاتفه وهو يقول لها بخفوت
تعرفى توطى صوتك على الاخر وأنتى بتتكلمى فى التليفون
قفزت من فراشها فرحا كالفراشة وقال بخفوت مماثل
ربنا ميحرمنيش منك يا يحيى
أشار لها أن تفتح النافذة وتطل منها وهى تتحدث حتى لا يظهر صوتها خارج الغرفة بينما وقف يحيى مراقبا من طرف خفى حتى لا يحدث اى هجوم مباغت من زوجة ابيه عليهما وهى تتحدث فى الهاتف انتفض فارس وهو مستلقى فى فراشة سابحا فى شروده وذكرياته على صوت رنين الهاتف نظر إليه فوجد رقما غريبا غير مسجل لديه فزفر بضيق تركه وعاد إلى استرخاءه من جديد وهو لايعلم أن نصفه الاخر الذى اشتاق إليه هو من يهاتفه الان
جذب يحيى الهاتف من مهرة ووضعه فى جيبه فى اللحظه التى دخلت فيها زوجة أبيه واضعة يدها فى خصرها قائلة
أنت هتبات هنا ولا ايه يا يحيى
تنحنح بحرج وهو يقول
لا انا ماشى دلوقتى
قالت بابتسامة صفراء
براحتك يعنى انا مش قصدى أمشيك ولا حاجه
ربت يحيى على كتف مهرة وهو يقول بنظرة تفهمها
هجيلك بكره ماشى
أومأت له مهرة برأسها وهى تمسك بيده التى على كتفها
خرج يحيى من غرفتها واتجه إلى باب الشقة مباشرة حتى لا يحدث احتكاك بينه وبين زوجة ابيه فينتج عنه مشكله اخرى مع أبيه
خرج وأغلق الباب خلفه بينما جلست مهرة على فراشها محتضنة قدمها كما تفعل دائما وتنظر لارضية الغرفة وكأنها تناديه وتحاول ان تخترقها لتراه
خرج فارس يقف فى نافذة غرفته يستنشق هواء الفجر العليل
ويملىء به رأتيه بقوة ويزفر بهدوء وهو يسبح ويستغفر كما تعلم من بلال
نظر للأعلى مرات عديدة يتلمس ظلها أو ضوء غرفتها سمع صوت هاتفه فهرول إليه ونظر فيه
فظفر بضيق عندما وجد اسم عمرو هو المتصل كان يعتقد انها هى ولكن انقطع الامل
عاد مرة اخرى إلى النافذة وهو يجيب عمرو بحنق
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ايه اللى مصحيك لحد دلوقتى يابنى انت
قال عمرو مشاكسا
انا كنت قلقان شويه وقفت فى الشباك لقيت العاشق الولهان واقف هو كمان عمال يبص لفوق يمكن يعرف يشوف الست جوليت ولا حاجه
نظر فارس إلى البناية
التى تقبع عن يمين بنايته قليلا فوجد عمر يقف فى الشرفة ويشير إليه بيده واضعا الهاتف على اذنه
وقال
معلش بقى شوفتنى انا طبعا عارف انك كان نفسك تشوف
حد تانى النهارده
تنهد فارس بعمق وهو يقول بشوق
وحشتنى أوى يا عمرو
قال عمرو مبتسما
معلش يا روميو اصبر بكره تبقى فى بيتك
هتف فارس پغضب وهو يضرب سور الشرفة بيده
امتى بس يا عمرو وازاى بعد اللى حصل ده
سمعت صوته ياتى إليها ويتسلل إلى مسامعها فى سكون الليل وقد نامت العيون وخلا الاحبة بعضهم إلى بعض
تفاجأ فارس بعمرو وهو يقول له بمرح
قول لجوليت تدخل جوه شويه لحسن هتقع كده
استدار فارس كلية بجسده وهو ينظر للاعلى فرآها لم يستطع أن يتبين ملامحها جيدا وعينيها بسبب الظلام ولكن رآها ورأته ابتسم عمرو وعاد أدراجه إلى الداخل