الخميس 28 نوفمبر 2024

حكاية مع وقف التنفيذ لكاتبتها دعاء عبد الرحمن

انت في الصفحة 57 من 61 صفحات

موقع أيام نيوز

 


وعلشان مكنش عاوز يديها حقوقها جالكوا المكتب بتاعكوا وكان عاوز يتهمها فى شرفها ظلم ويفترى عليها وأنت قعدت تنصحه وتقوله حتى لو هانت عليك مراتك ازاى عيالك يهونوا عليك تلطخ سمعتهم بالشكل ده وميقدروش يرفعوا راسهم قدام الناس بعد كده وفضلت تذكره بالله لحد ما قام مشى من قدامك وهو بيقول أنا مش عارف هو ده مكتب محاماه ولا جامع 

انتبه فارس متذكرا وهو ينظر غلى الرجل وقد عرفه وقال بدهشة 
مش معقول
أومأ الرجل براسه وهو يقول 
شفت بقى الدنيا صغيرة ازاى 
أطرق فارس مفكرا وقد شعر برفض طلبه قبل أن يطلبه وحاول أن يبحث عن مخرج آخر
لعمرو الذى كان ينظر إليهما بحيرة ودهشة لا يعرف ماذا يقول قطع مفتش الاثار شروده وهو يقول موجها حديثه لفارس 
أؤمرنى يا أستاذ فارس حضرتك كنت جايلى ليه
رفع فارس رأسه ببط ونظر فى عينيه وهو يقول بأحباط 
الحقيقة أنا كنت جاى متحمس بس دلوقتى مبقتش عارف هتساعدنى ولا لاء
نظر له الرجل بابتسامة ونهض من خلف مكتبه وجلس على المقعد أمامه ووضع يده على قدم فارس وهو يقول ممتنا 
أنت ليك جميل فى رقبتى عمرى ما هنسهولك ابدا
علت الدهشة وجه فارس وهو ينظر إليه بصمت فأردف الرجل قائلا
أنا بعد ما مشيت من عندك فكرت فى كلامك كويس وضميرى فضل ينقح عليا وانا بسمع كلامك عمال يدور جوا عقلى وفضلت طول الليل صاحى مش عارف اسمع اى حاجه غير الحوار اللى دار بينا فى المكتب عندك 
حسيت انى ندل وأنى كنت هلوس سمعت ست شريفه عاشرتها سنين طويلة مشفتش منها غير كل شرف وامانه 
كنت هضيع مستقبل ولادى وسمعتهم علشان العند علشان بس أثبتلها أنها مش هتاخد منى حاجه ڠصب عنى بالمحاكم 
واكتشفت انى مقدرش استغنى عنها وان الموضوع كله كان عند فى عند 
روحتلها واعتذرتلها واتصالحنا ومن يومها وانا شايلك جميلك ده فى رقبتى وبدعيلك ليل نهار 
رغما عنه لمعت الدموع فى عينيه وهتف فى قلبه 
يااااه يا ما أنت كريم يارب صحيح اللى عند ربنا مبيضعش ابدا
ربت الرجل على قدمه مرة اخرى وقال مطمئنا 
قولى بقى أنت عاوزنى اساعدك فى ايه وانا رقبتى ليك
خرج فارس وعمرو من هيئة الاثار وقد بدت السعادة فى عينيى كل منهما وقال له فارس بحماس 
شفت بقى مش قلتلك أن ربنا مش هيسيبنا ابدا
رفع عمرو يده للسماء وهو يقول 
الحمد لله يارب 
ثم نظر إلى فارس متسائلا وهو يقول 
ودلوقتى المفروض هنعمل ايه الخطوه اللى جايه
ابتسم فارس بمكر وهو يقول 
الخطوة الجايه هما اللى هيعملوها مش أحنا وساعتها هيبقوا كتبوا نهايتهم باديهم
بمجرد أن انتهى مفتش الاثار من وضع الملفات التى بيده فى درج مكتبه حتى سمع
طرقات خفيفة على باب حجرته 
ورأى رجلين يراهما لاول مرة مد نادر يده يصافحه وهو يقول 
أقدملك نفسى مهندس نادر 
واشار إلى صاحبة وقال 
وده الاستاذ باسم المحامى 
واردف قائلا 
عاوزين حضرتك فى كلمتين وهنمشى على طول 
ابتسم مفتش الاثار إليهما ابتسامة واثقة وقال 
اتفضلوا خير يا بهوات
بدأ نارد فى مساومته فى التقرير الذى سيقدمة للنيابة عن قطعة الاثار ولكن الرجل تظاهر بالتردد قائلا بحنكة 
بس المبلغ ده صغير اوى على العمليه دى
تدخل باسم وحاول اقناعه بطريقته الخاصه فى الحديث وانتهت المقابله على وعد منه بالتفكير قائلا
ادونى يومين افكر وبعدين تجولى نتكلم فى التفاصيل
تبادل باسم ونادر نظرات الانتصار وقال باسم 
يبقى اتفقنا معادنا بعد يومين
خرج نادر بصحبة باسم من عند الرجل الذى تبسم بثقة وهو يخرج هاتفه النقال ليجرى اتصالا هاما 
أيه أنت مش هتروح بيتك ولا ايه قال فارس تلك العبارة وهو يمشى بجوار عمرو الذى كان يسير بجواره فى
طريقة إلى بيت والدته 
فقال عمرو
لا أنا هبات عند أبويا النهارده أصل حماتى تعبانه شويه ومراتى وأختها بايتين عندها
ثم ألتفت إلى فارس وقال متسائلا
وأنت مش رايح المكتب 
هز فارس رأسه نفيا وقد علت قسمات وجهه سحابة حزن وقال 
ماليش نفس اعمل حاجه خالص يا عمرو أنا هروح البيت يمكن اعرف اشوفها ولا أكلمها
ربت عمرو على كتفه وحاول أن يكون مرحا وقال 
أنا مكنتش أعرف أنك هيمان اوى كده يا عم فارس
ألتفت إليه فارس بصمت حزين ثم سار فى طريقه ودعه عمرو دخل بيت والدته بينما دلف فارس إلى بنايته المقابلة له صعد الدرج ولكنه لم يطرق باب شقته وأنما صعد درجات عدة أخرى ووقف أمام بابها لا يعرف ماذا يفعل 
افتقدها بشدة يريد ان يملىء عينيه بوجهها البرىء ولو لمرة واحدة فقط وقف مترددا تدور الافكار برأسه تعذبه وتقتله 
وأخيرا وضع رايته مستسلما وهبط درجات السلم مرة اخرى متوجها إلى شقته 
وضعت والدته طعام العشاء امامه على المائدة وهو شاردا فى وجوم وكأنه فى عالم آخر عاقدا ذراعيه امام صدره وقد تقابلا حاجبيه بشدة 
وضعت يدها على يده وهى تقول بهدوء 
مش هتاكل يا فارس
أوما برأسه وأمسك ملعقته وظل يعبث فى طبقه الذى امامه وهو مطرق الرأس وقد عاد إلى وجومه الدائم فقالت 
يابنى مش كده ده انت مكلتش من امبارح ولا بتدوق طعم النوم حتى
تنهد بقوة وقال بأسى 
مش عارف اعمل ايه يا ماما ياريتنى ما كنت كتبت الكتاب كنا عملنا الفرح على طول
رفع رأسه إليها وهو يقول بضعف 
ماما أنتى مبتشوفيهاش خالص
شدت على يده وهى تقول بسعادة مصطنعة
شوفتها النهارده وهى نازله مع مرات ابوها وكان شكلها باين عليه أنها كويسه 
نظر إليها بلهفة وقال على الفور 
كلمتيها
ابتسمت وقالت 
كلمتها وهى مرات ابوها هتمنعنى أكلمها كمان وبتسلم عليك وبتقولك متقلقش عليا
خفق قلبه وضغط على يد والدته دون أن يشعر وهو
يقول 
بجد يا ماما بجد كويسه
ابتسمت والدته وهى تؤكد له ما قالته ثم عادت لتكمل طعامها فى صمت بعد ان رأته قد بدأ فى تناول طعامه 
نظرت إليه نظرة خفية بأسى وهى تهتف داخلها اقولك ايه بس يابنى اقولك الورده دبلت فى يوم وليلة من كتر الهم والبكى 
وقفت مهرة فى الليل فى نافذتها ترجو ان تراه ولو لمرة واحدة تطل برأسها للأسفل بشدة لعلها تلمح ظله فتفاجأت بصوت زوجة ابيها تقول ساخرة 
أدخلى من الشباك يا بت انتى ابوكى قال مفيش واقفة فى الشبابيك
ألتفتت إليها مهرة وعادت إلى الوراء وأغلقت النافذة بهدوء فهى لا تريد أن تدخل فى مجادلة كلاميه مع هذه المرأة على الاطلاق جلست على الفراش بعد أن اغلقت النافذة وتناولت احد الكتب بجوارها وشرعت فى قراءتها فنظرت إليها زوجة ابيها نظرات ساخرة وعادت ادراجها من حيث أتت بعد قليل دخل يحيى بعد طرق الباب عليها وأطل بوجهه فتبسمت له وقد لمعت الدموع فى عينيها فاقترب منها وجلس بجوارها وامسك يدها وهو يقول بإشفاق 
متزعليش نفسك بكره ابوكى يصفى ويرجع فى كلامه
انسابت العبرات على وجنتيها وهى تقول متسائلة 
ماما عامله ايه
أومأ براسه وهو يقول 
ما انتى عارفه انها قاعده عند خالتك وبتسلم عليكى وبتقولك متزعليش منها هى مشيت وسابتك فى ساعة ڠضب ومعرفتش ترجع تانى لما ابوكى جاب مراته هنا
أطرقت براسها وقالت له متسائلة 
وانت يا يحيى قاعد فين دلوقتى
قال مبتسما 
عند واحد صاحبى هو مش من هنا اصلا من الارياف ومأجر أوضه هنا علشان الدراسه وانا قاعد معاه ومرتاح متقلقيش عليا
أطرقت برأسها ثانية وهى تقول باسى 
يارب دايما تبقى مرتاح يا يحيى
نظر إليها بشفقة ورفع وجهها إليه بيده وقال مبتسما 
هخاليكى تشوفيه متزعليش
أمسكت ذراعيه بلهفة وهى تهتف به 
بجد يا يحيى
أشار لها أن تخفض صوتها ثم قال بخفوت 
اه والله صدقينى بس أدينى يومين كده ماشى 
أومأت برأسها فرحا وهى تمسح دموعها براحتيها وهى تقول ممتنة
متشكرة اوى يا يحيى ربنا يخاليك بس يومين كتير اوى مينفعش
قبل كده
كتم ضحكته وهو يقول بمرح 
طب اعملى مكسوفة طيب طب استنى
نهض واتجه إلى الباب ليطمئن أن زوجة ابيه لا تتجسس عليهما وبعد ان اطمئن تماما أخرج هاتفه وهو يقول لها بخفوت 
تعرفى توطى صوتك على الاخر وأنتى بتتكلمى فى التليفون 
قفزت من فراشها فرحا كالفراشة وقال بخفوت مماثل 
ربنا ميحرمنيش منك يا يحيى
أشار لها أن تفتح النافذة وتطل منها وهى تتحدث حتى لا يظهر صوتها خارج الغرفة بينما وقف يحيى مراقبا من طرف خفى حتى لا يحدث اى هجوم مباغت من زوجة ابيه عليهما وهى تتحدث فى الهاتف انتفض فارس وهو مستلقى فى فراشة سابحا فى شروده وذكرياته على صوت رنين الهاتف نظر إليه فوجد رقما غريبا غير مسجل لديه فزفر بضيق تركه وعاد إلى استرخاءه من جديد وهو لايعلم أن نصفه الاخر الذى اشتاق إليه هو من يهاتفه الان 
جذب يحيى الهاتف من مهرة ووضعه فى جيبه فى اللحظه التى دخلت فيها زوجة أبيه واضعة يدها فى خصرها قائلة 
أنت هتبات هنا ولا ايه يا يحيى
تنحنح بحرج وهو يقول 
لا انا ماشى دلوقتى
قالت بابتسامة صفراء 
براحتك يعنى انا مش قصدى أمشيك ولا حاجه
ربت يحيى على كتف مهرة وهو يقول بنظرة تفهمها 
هجيلك بكره ماشى
أومأت له مهرة برأسها وهى تمسك بيده التى على كتفها
خرج يحيى من غرفتها واتجه إلى باب الشقة مباشرة حتى لا يحدث احتكاك بينه وبين زوجة ابيه فينتج عنه مشكله اخرى مع أبيه 
خرج وأغلق الباب خلفه بينما جلست مهرة على فراشها محتضنة قدمها كما تفعل دائما وتنظر لارضية الغرفة وكأنها تناديه وتحاول ان تخترقها لتراه 
خرج فارس يقف فى نافذة غرفته يستنشق هواء الفجر العليل 
ويملىء به رأتيه بقوة ويزفر بهدوء وهو يسبح ويستغفر كما تعلم من بلال 
نظر للأعلى مرات عديدة يتلمس ظلها أو ضوء غرفتها سمع صوت هاتفه فهرول إليه ونظر فيه 
فظفر بضيق عندما وجد اسم عمرو هو المتصل كان يعتقد انها هى ولكن انقطع الامل 
عاد مرة اخرى إلى النافذة وهو يجيب عمرو بحنق 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ايه اللى مصحيك لحد دلوقتى يابنى انت
قال عمرو مشاكسا 
انا كنت قلقان شويه وقفت فى الشباك لقيت العاشق الولهان واقف هو كمان عمال يبص لفوق يمكن يعرف يشوف الست جوليت ولا حاجه
نظر فارس إلى البناية
التى تقبع عن يمين بنايته قليلا فوجد عمر يقف فى الشرفة ويشير إليه بيده واضعا الهاتف على اذنه
وقال 
معلش بقى شوفتنى انا طبعا عارف انك كان نفسك تشوف
حد تانى النهارده
تنهد فارس بعمق وهو يقول بشوق 
وحشتنى أوى يا عمرو 
قال عمرو مبتسما 
معلش يا روميو اصبر بكره تبقى فى بيتك
هتف فارس پغضب وهو يضرب سور الشرفة بيده 
امتى بس يا عمرو وازاى بعد اللى حصل ده
سمعت صوته ياتى إليها ويتسلل إلى مسامعها فى سكون الليل وقد نامت العيون وخلا الاحبة بعضهم إلى بعض 
تفاجأ فارس بعمرو وهو يقول له بمرح 
قول لجوليت تدخل جوه شويه لحسن هتقع كده
استدار فارس كلية بجسده وهو ينظر للاعلى فرآها لم يستطع أن يتبين ملامحها جيدا وعينيها بسبب الظلام ولكن رآها ورأته ابتسم عمرو وعاد أدراجه إلى الداخل
 

 

56  57  58 

انت في الصفحة 57 من 61 صفحات