الخميس 28 نوفمبر 2024

حكاية مع وقف التنفيذ لكاتبتها دعاء عبد الرحمن

انت في الصفحة 58 من 61 صفحات

موقع أيام نيوز

 


وأغلق الشرفه ليتركهما وحدهما يخطفا من الوقت لحظات كفيله بأن تعيد إليهما الحياة من جديد 
لمحت والدها آتى من بعيد فاشارت إليه وعادت للداخل سريعا 
عاد فارس للداخل وحاله كحال الظمآن الذى بلل شفتيه بلسانه 
ها يا حضرة الظابط ايه الاخبار قالها فارس وهو يجلس فى المقعد المقابل للضابط الذى قال بثقة 

كل حاجه ماشيه زى ما أحنا متفقين بالظبط باسم ونادر هيتسجلهم ويتقبض عليهم متلبسين بالرشوة
ابتسم فارس بسعادة وهو يقول بأمتنان 
الحقيقة يا فندم مش عارف اشكر حضرتك أزاى 
ثم تنحنح فى حرج وهو يقول بحيرة 
هو ليه حضرتك عرضت عليا المساعده فى الموضوع ده رغم أن القضية مكانتش معاك من الاول وكانت مع ظابط تانى
ابتسم الضابط وقال 
فاكر قضية القټل اللى طليقتك كانت ماسكاها أهو انا كنت الظابط اللى عرضوا عليه رشوة علشان يغير اقواله فيها من يومها وانا متابع القضية دى وعرفت اللى حصل معاك واستجدعتك اوى ده غير انى كنت متأكد إن فى حد تانى بيساعد وائل وبيخططله من بعيد من غير ما يورط نفسه فى الحكايه 
ثم استند بظهره الى المقعد وهو يقول بتصميم
ولما عرفت موضوعك أنت وعمرو بالصدفه حبيت اساعدك وواحده واحده اتأكدت أن باسم ليه علاقة بالموضوع ده كمان واللى زى باسم ده عاوزله تخطيط جامد اوى وأدلة قوية
علشان نقدر نقضى على فساده ولازم نحط ايدنا فى ايد بعض علشان نعرف نحوط عليه كويس أوى وميعرفش يطلع من ثغرات القانون اللى هو حافظه كويس 
استدرك فارس قائلا
يعنى خلاص مش فاضل غير التسجيل وبعدين نطلع امر بالقبض عليهم
أومأ الضابط براسه وقال مؤكدا 
التسجيل هيتم بكره زى ما اتفقنا مع خبير الاثار فى نفس اليوم بالليل هنقبض عليهم إن شاء الله
نظر إليه فارس بإعجاب وهو يقول 
نفسى اسألك سؤال بيلح عليا دايما
أومأ الضابط برأسسه فقال قال فارس 
أنت ليه مخفتش لما وائل هددك 
ضحك الضابط وقال 
وائل ده كان شكله يضحك اصلا وبعدين بيعرض الرشوة بسذاجه غريبة كده 
علشان كده كنت متأكد ان فى حد وراه عاوز يوديه فى داهيه 
ثم ضحك بشده وهو يتذكر جلسته مع وائل 
وقال 
تصدق يا دكتور فارس أنى لما قلتله حرام وهنروح من ربنا قالى هو أنت مش مربى دقنك ليه 
ضحك فارس وهو يقول 
هو يعنى محدش بيرفض الرشوة غير اللى ملتحين بس اما حاجه عجيبه اوى
تنهد الضابط وقال بشرود 
اعذره يا دكتور الناس واخده فكره عن الظباط ان كلهم زى بعض 
ثم استند بيديه على مكتبه وهو يقول بأسى 
احنا فينا محترمين ومتدينين واصحابى وأعرفهم شخصيا بس مع الأسف بالنسبه للفاسدين نكاد نكون مش باينين اصلا
شعر فارس بالأسى الذى يكسو نبرة صوته فاراد ان يغير مجرى الحديث بمداعبة وقال 
بس أنت غيظته وقلتله أنك هتربي دقنك بس مش دلوقتى
ضحك الضابط ضحكات رنانه وهو يقول 
تصدق والله مكنش قصدى اغيظه انا قلتله اللى في قلبى
قال فارس باهتمام 
وهو شغلكوا يسمح بكده
زفر الضابط بقوة وهو يردف 
وايه اللى يمنع اذا كان فى ضباط مسلمين فى دول أوروبا ملتحين ومحدش بيقولهم حاجه وشايفين شغلهم تمام وهما فى دول نصارى اصلا ودين الدوله الاول النصرانيه حتى الدول اللى فيها بوذيين عندهم ظباط مسلمين ملتحين ومحدش بيتكلم معاهم 
ثم لمعت عيناه وهو يقول بتحدى 
بس عندى أمل فى بلدنا انها هتتغير فى يوم من الايام ان شاء الله 
أهلا أهلا أتفضلوا أتفضل يا بشمهندس نادر أتفضل يا استاذ باسم 
أبتسم باسم وهو يجلس وينظر إلى مفتش الاثار بثقة 
افهم من المقابلة الحلوه دى أن التقرير خلاص اتكتب زى ما اتفقنا 
هتف نادر 
طبعا هى دى عايزة سؤال
فرك الرجل يديه بشغف وهو يقول 
ولو انها مسؤلية كبيرة بس انا مقدرش حد يقصدنى ف حاجه وارجعه أيديه فاضيه
أستند باسم على مكتبه وهو يقول 
واحنا كمان مش هنرجعلك ايديك فاضيه
قال نادر بلا مبالاة 
مسؤلية ايه بس ياراجل اللى بتتكلم عنها أنت كتبت تقرير زى اللى اتكتب قبل كده من واحد تانى خالص
يبقى انت معملتش حاجه جديده يعنى بالعكس ده أنت اكدت على كلام زميلك 
أومأ باسم برأسه وهو يقول مؤكدا 
بالظبط كده ومتخافش مش هيقدروا يشككوا فى ده كمان
قال الرجل بلامبالاة وكأن الامر لا يعنيه 
لمؤاخذه يعنى فى السؤال هو انتوا
ليد بتدفعوا الفلوس دى كلها علشان القضيه تلبسوا انتوا بتكرهوا اوى كده
قال له باسم بحدة 
الموضوع ده ميخصكش أنت ليك تاخد فلوسك وخلاص
حرك الرجل رأسه وقال مؤكدا 
معاك حق وانا مالى خلاص اتفقنا تجولى هنا بكره الصبح ومعاكوا الفلوس وهوريكوا نسخه من التقرير اللى اتكتب
نهض باسم ونادر وهما ينظران إلى بعضهما البعض بأنتصار وقالا بثقة 
تمام أوى كده
كان نادر بصحبة باسم فى شقته الخاصة ليلا بينما سمع باسم صوت رنين هاتف المنزل فقال نادر بقلق 
أيه ده مين بيكلمك دلوقتى
نهض باسم متوجها إلى الهاتف وهو يترنح ثملا وضع سماعة الهاتف على اذنه وقبل أن يجيب سمع صوت أنثوى يصيح به 
أنتوا ايه اللى أنتوا عملتوه ده يا أغبيا
نظر باسم لسماعة الهاتف وهو يعقد جبينه بدهشة ثم اعادها على أذنه مرة أخرى وهو يقول بتشتت 
أنتى مين يا ست أنتى
صاحت پغضب 
أنت غبى أنت واللى معاك وهتدفعوا تمن غبائكو ده غالى أوى
ضحك باسم وهو يقول بترنح 
اهدى بس يا حلوة
صړخت فيه بشدة 
بقى علشان أنت پتكره واحد والغبى اللى معاك بيكره التانى تقوموا تلفتوا النظر لينا ولشغلنا والعين تبقى علينا اللى عملتوا ده مش هيعدى بالساهل
ابدا وأنهت المكالمة پعنف نظر باسم إلى سماعة الهاتف بأستنكار وهو يهوى الى المقعد بجوار الهاتف ويهتف 
طب متعرفناش طيب
نهض نادر قائلا
فى ايه يا باسم من دى
ناوله باسم الكأس فى يده وهو يقول مترنحا 
اشرب ياعم أنت خالينا نفرفش شويه أنت مالك رخم كده ليه النهارده
جلست عزة بجوار عبير فى بيت والدتهما وهى تقول بأستنكار 
يعنى ايه يا عبير يعنى الراجل المتدين بس هو اللى مش پيتخانق مع مراته
قالت عبير بثقة 
لاء مش قصدى أنا قصدى اقولك أن الراجل الملتزم هو اللى ليه حدود حتى فى مشاكله يعنى بمجرد ما تقوليله اتقى الله يبتدى يراجع نفسه ويقول اللهم اجعلنى من المتقين لكن الراجل التانى لو قلتيله اتقى الله هيصرخ فيكى ويقولك طب ما تتقيه انتى ياختى ولا ممكن يقولك قصدك ايه يعني قصدك انى كافر 
قصدى ان الملتزم ليه سقف
معين بيقف عنده مهما عمل بېخاف من ربنا فى الاخر وېخاف لو ظلمك ربنا يقتص منه فى الدنيا والاخرة
مطت عزة شفتيها وقالت باستسلام 
فى دى معاكى حق عمرو ساعات لما بقوله اتقى الله يقولى لما تتقيه انتى الاول 
بس بصراحه ده كان قبل ما يدخل المعټقل مع فارس وبلال لكن من بعدها بقى أحسن كتير فى معاملاته كلها 
ثم قالت بمرح 
يعنى لو كنت اعرف كده كنت لما جه يتقدملى كنت قلتله لاء اقعد شويه مع فارس وبلال وبعدين و ابقى تعالى اتقدم
حركت عبير رأسها وهى تقول 
اه اه صح علشان كان قطع رقبتك ساعتها ولا انتى ناسيه انه كان حساس قد ايه من اى كلام منك على فارس فاكرة لما زعل منك
زفرت عزة وهى تقول بحنق 
متفكرنيش بالايام دى الحمد لله أنها عدت من غير ما حد ياخد باله من مشاعرى دى
رفعت عبير حاجبيها وقالت 
ومين قالك ان محدش خد باله والدة فارس كانت واخده بالها والجديد بقى ان مهرة كمان كانت عارفه
حدقت عزة بها وهى تقول 
بتقولى ايه يا عبير مهرة عارفه انى كنت بحب فارس 
أومأت عبير برأسها مبتسمة وهى تضع ولدها على الفراش بعد أن نام على ذراعها وقالت بخفوت 
أنتى فاكراها عبيطه ولا ايه ولا ناسيه انها كانت ملازمه لفارس ووالدته من وهى صغيرة وقاعده عندهم فى البيت على طول
أسندت عزة رأسها على راحتها وهى تقول بحرج 
يادى الكسوف وانا بكلمها عادى وهى بتكلمنى عادى ولا باين عليها حاجه
ضحكت عبير بخفوت وهى تنهض وتجلس على الأريكة بجوار النافذة فتبعتها عزة وجلست بجوارها
ضحكت عبير بخفوت وهى تنهض وتجلس على الأريكة بجوار النافذة فتبعتها عزة وجلست بجوارها وهى تقول 
ده انا كده هتكسف احط عينى فى عنيها تانى
هزت عبير رأسها نفيا وهى تقول 
بتهزرى يابنتى هى عارفه ان الكلام ده كان زمان قبل ما تتجوزى عمرو
وأنتى عرفتى ازاى اصلا توقع كده ولا هى لمحتلك
رفعت عبير كتفيها وقالت 
مش هى دي المشكله دلوقتى أنا مش عارفه ايه اللى فتح السيرة دى أ حنا دلوقتى فى مشكلة مهرة وباباها لازم أكلم بلال يدخل ويحاول يحلها بطريقته ياريتك يا عزة قولتيلى أول ما عمرو قالك
لوحت عزة بيديها وهى تقول 
ياختى نسيت مش شايفه ماما كانت تعبانه ازاى
دفعتها عبير لتنهض وهى تقول بمكر 
طب أمشى بقى شوفيلك حته تنامى فيها علشان عاوزه أكلم جوزى شويه براحتى
رفعت عزة حاجبها وهى تقول 
بتطردينى من أوضتى اصلا ماشى يا عبير وبعدين أنتى فاكرانى ماليش جوز انا كمان ولا ايه طب انا بقى هروح البلكونه ونقعد نشاور لبعض زى الحبيبة ثم ضحكت وخرجت من الغرفة وأغلقت الباب خلفها
أخرجت عبير هاتفها وهاتفت بلال وبمجرد أن أجابها حاولت أن تغير نبرة صوتها وهى
تقول 
مين معايا
كان بلال مستلقيا على الفراش يستعد للنوم فابتسم وهو يتكإ على جنبه الأيمن وقال 
حضرتك انتى اللى متصله
قالت عبير بدلال 
طيب ممكن نتعرف اصل صوتك عاجبنى اوى
اعتدل جالسا على الفراش بحماس وقد أعجبته اللعبة وقال 
بس انا متجوز
رفعت كتفيها وهى تقول برقة 
وايه يعنى الشرع محلل اربعة
قال هامسا 
بس انا بحب مراتى ومفيش واحده غيرها تملى عينى حتى لو كان الشرع محلل عشره
كتمت ضحكتها وقالت بتبرم
طفولى 
خلاص بلاش جواز نتعرف بس 
هتف ضاحكا 
أيه ده يا عبير أنتى انحرفتى أمتى يا حبيبتى
ضحكت وهى تقول 
ياسلام يعنى دى اللى وقفت عندها يعنى 
قال بحنق 
كده برضه تضحكى الضحكه دى وأنتى بعيد عنى طب انا هاجى أخدك دلوقتى
حاولت ان تخفض صوت ضحكاتها و تسائلت قائلة 
ياسلام يعنى هتضحى بوقت نومك وتنزل وتيجى تاخدنى
همس قائلا بحرارة 
الضحكه دى تخالينى اضحى بعمرى مش بنومى بس
قالت على الفور
لالا أنا بهزر معاك اهدى كده علشان احكيلك على حاجه مهمه اوى تخص فارس ومهرة
أنتبه وارهف سمعه لها وهى تقص عليه ما قاله عمرو لعزة فى الهاتف عن مشكلة فارس ومهرة وحتى هذه اللحظة 
استيقظت مهرة فزعة على صوت صړاخ زوجة أبيها وهى توقظها صائحه 
قومى معايا ياختى بقولك قومى
نهضت مهرة بفزع وهى تصيح 
فى ايه 
صړخت بوجهها 
جيرانى أتصلوا بيا وقالولى ان شقتى اتسرقت قومى يالا تعالى معايا
نهضت مهرة سريعا من فراشها وتوجهت للحمام على الفور توضأت وعادت لحجرتها ارتدت ملابسها وزوجة ابيها تصرخ 
بسرعة ياختى لسه هتقعدى تلفى عشر سنين فى الطرحة 
قالت مهرة بارتباك وهى تحاول لف خمارها 
حاضر حاضر
فصاحت زوجة ابيها پغضب 
انا هسبقك وتعالى ورايا يا غندورة متتأخريش ياختى أنتى عارفه البيت كويس
تركتها وهبطت درجات السلم فى عجلة منها لفت مهرة
 

 

57  58  59 

انت في الصفحة 58 من 61 صفحات