الإثنين 25 نوفمبر 2024

حكاية مع وقف التنفيذ لكاتبتها دعاء عبد الرحمن

انت في الصفحة 32 من 61 صفحات

موقع أيام نيوز

 


أمامها حول المائدة وصوب بصره إليها بصرامة وقال 
مش ناوية
تقولى الحقيقة 
أبتلعت ريقها بصعوبة وشعرت بجفاف حلقها وشحب وجهها و قالت بصوت خاڤت مرتعش 
اللى قولتهولك امبارح
هو ده الحقيقة كلها
أومأ برأسه بقوة ونظر إليها ببغض قائلا
وأنا مش مصدق حرف واحد منه لكن مع ذلك 
صمت قليلا وتعلق بصرها به وخفق قلبها بقوة فقال 

مع ذلك هستر عليكى ومش هفضحك لكن عمرى ما هسامحك وعمرك ما هتبقى مراتى
قفز قلبها من مكانها وهى تستمع له وقد تيقنت أنه لن يثأر منها ولن ېفضحها فعادت الډماء تضخ إلى مجرى وجهها مرة أخرى وهى تنظر له بترقب فنهض من أمامها واشار إليها قائلا
واعملى حسابك أمى مش هتعرف حاجة عن الموضوع ده
ثم نظر إليها باحتقار وهو يقول
مش عاوزها ټموت بحسرتها عليا
أستدار متوجها للخارج مرة أخرى ولكنها وقفت وقالت برجاء
أستنى يا فارس ارجوك صدقنى
أستدار إليها بنظرة مخيفة جعلتها تجلس مكانها ثانية بلا حراك وقد شعرت أن الهواء تجمد فى رئتيها فلا تستطيع التنفس أو حتى التألم فتح الباب وخرج مرة أخرى وهو يشعر بالأشمئزاز من المكان ومنها ومن نفسه 
خرج يمشى رويدا على الشاطىء ثم وقف واستدار للبحر نظر إلى سطحه محاولا الوصول لأعماقه ومعرفة أسراره متغلغلا بداخله بعقله واجما فى تلك المرأة التى أصبحت زوجته والتى لطخت شرفه وشعر أن مياه البحر تسخر منه وتؤنبه وأعماق البحر تتهكم عليه بل وتحاكمه كيف لم يكتشف شخصيتها من قبل كيف لم يرى جرأتها معه كيف خدع فيها إلى هذه الدرجة ! هل أحبها إلى أن طمست عيناه عن حقيقتها بكل خبرته ودراسته الطويلة واحتكاكه بالبشر لم يعرفها حق المعرفة بل كانت والدته المرأة الغير متعلمة التى لم تخرج من شارعهم مطلقا إلا للضرورة تعرفها أكثر منه ربما ليس بخبرتها ولكن بقلبها وأحساسها تجاه الآخرين فكيف كان يستهين بهذا الأحساس الربانى
دخل بلال غرفته هو وزوجته فوجدها ترتدى ملابسها مستعدة للخروج فنظر لها متأملا ثم قال
الهانم رايحة فين
ألتفتت له وهى تغلق أزار ملابسها وقالت مبتسمة 
انت لحقت تنسى رايحة مع ماما عند عزة يا سيدى الصباحية عقبال ولادك
عقد ذراعيه أمام صدره وقال 
وعقبال ولادى ليه متقوليلى عقبالك
رفعت رأسها إليه وعقدت حاجبيها وقالت محذرة 
بلال بقولك ايه متخاليش دماغى تودى وتجيب
أقترب منها ببطء وقال بابتسامة 
مفيش خروج انا بقولك اهو
وضعت يديها حول خصرها وهى تقول متبرمة
يعنى مروحش لاختى صباحيتها يا بلال
زفر بهدوء وهو يجلس على الفراش وقال 
يابنتى انا مش عارف أيه حكاية الصباحية دى ومين اللى اخترعها أصلا عريس وعروسه نروحلهم تانى يوم ونضايقهم ليه
لوحت بيدها وقالت بتلقائية 
وانا مالى أنا رايحة معاهم وخلاص يعنى هى جات عليا وبعدين يعنى هنضايقهم ليه دى هى نص ساعة ونمشى
لف ذراعه حولها وأسند جبهته إلى جبتهتها وغمز لها بعينه قائلا
أنت اللى بتقولى كده
ضحكت وهى تنهض من جواره ثم التفتت إليه قائلة
بصراحة معاك حق بس لو مروحتش ماما هتزعل مني
أرتدت أسدالها وشرعت فى وضع غطاء وجهها حانت منها التفافة إليه فوجدته شاردا تماما جلست بجانبه وقالت متسائلة
مالك يا بلال أنت مش زى عوايدك
أنتبه إليها وهز رأسه نفيا وهو يقول
لالا متشغليش بالك مفيش حاجة
مسحت على رأسه وهى تقول بنعومة 
مالك يا حبيبى فيك ايه
رفع رأسه ينظر إليها وقال فى وجوم
بصراحة يا عبير حصلت حاجة النهاردة كده عند ام يحيى ومش هضحك عليكى واقولك مش لاقى تفسير لالا أنا بس مستغرب
قالت فى اهتمام 
احكيلى
قص عليها ما حدث بالأمس عندما كره فارس أن يدخل بلال ليرى مهرة وما حدث أمام قاعة الأفراح عندما رفض فارس السفر إلا بعد أن يطمئن عليها وكذلك المكالمة التى حدثت اليوم أمام الطبيب فقالت عبير بشرود 
وانت مستغرب من أيه مش هو اللى مربيها
هز بلال رأسه نفيا وقال مؤكدا 
لا يا عبير أنا راجل واقدر افهم نظرة الراجل اللى زيى وتصرفاته مفيش عريس فى الدنيا يعمل كده
قالت بقلق 
يعنى أيه يا بلال تفتكر يعنى 
أومأ برأسه موافقا وهو يقول 
أنا مش افتكر أنا متأكد يا حبيبتى بس مستنى فارس لما يحكيلى بنفسه طب لما هى الحكاية كده اتجوز مراته دى ليه حاجة غريبة أوى
شردت عبير بعيدا أكثر وأكثر وهى تقول بداخلها 
ياااه يا عزة ده انت ربنا بيحبك أهى خطيبته اللى اتجوزها وانت افتكرتى أنه فضلها عليكى طلعت فى الآخر برده مخدتش حاجة غير وجوده معاها لكن قلبه فى مكان تانى خالص مكان ابعد ما كنا نتخيل كلنا 
وقفت عزة أمام الفراش تحاول جاهدة إيقاظ عمرو بشتى السبل ولكنها تفشل دائما فما كان منها إلا أن جاءت بزجاجة مياه باردة وسكبت بعضا منها على رأسه هب جالسا فى فراشه وهو يصيح 
ايه يا ماما شغل المكوجية ده على الصبح
عقدت ذراعيها أمام صدرها وقالت ساخرة
ماما مين يا
حبيب ماما وبعدين صبح أيه أحنا العصر يافندى
نظر إليها وهو يفرك عينيه بقوة وقال متذكرا
عزة حبيبتى أه صحيح ده احنا اتجوزنا امبارح وزغاريد بقى وحركات
ثم نظر
إليها بعين مفتوحة والأخرى مغمضة وقال متسائلا
اه صحيح هو حصل ايه بعد الزغاريد انا مش فاكر
حاجة
ضحكت وهى تشير للخارج قائلة
لو مش فاكر اروح أجيب أزازة العصير افكرك بيها ها
أشار إليها يستوقفها وهو ينهض متثاقلا ويقف أمامها قائلا
خلاص انا صحيت اهو 
صباح الخير يا عروستى
أبتعدت عنه وقالت بحزن مصطنع
لا أنا زعلانه منك راحت عليك صلاة الجمعة حتى الضهر مصلتوش واهو العصر كما اذن عليك ينفع كده يا عمرو
مطت شفتيه وعقد جبينه وقال معتذرا 
انا آسف والله يا حبيبتى كنت تعبان أوى معلش أوعدك مش هيتكرر ده تانى
ولف ذراعيه حول كتفيها قائلا بمرح 
خلاص صافى يالبن
رفعت كتفيها وأستدارت وهى تشير للخارج قائلة بحسم 
طب اتفضل بقى على الحمام علشان تلحق اللى فاتك
رفع حاجبيه وقال بصرامة مضحكة
ده طلب ولا أمر !!
رفعت جابيها مثله وقالت 
لا أمر
سار امامها مطيعا وهو يقول 
اه افتكرت ايوة كده اتعدلى معايا
خرج من الحمام وصلى ما فاته من صلوات وبمجرد أن انتهى سمع صوت قرع جرس الباب ووجد عزة تدخل عليه مسرعة وهى تقول
عمرو عمرو يالا تعإلى افتح الباب بسرعة
قال بسرعة وهو يتوجه للمطبخ 
روحى افتحيلهم على ما اضربلى كام سندوشت على السريع كده
قالت بخجل 
لا يا سيدى افتح انت انا مكسوفة
هز رأسه نفيا وقال 
يعنى اموت من الجوع علشان سيادتك مكسوفة أمشى يا بت افتحى الباب
مضت الأيام المتبقية سريعا وعاد الطير إلى عشه القديم تهفو نفسه إلى الأهل والأحباب فتحت أم فارس ذراعيها وهى تعانق ولدها الذى ألقى بنفسه بين ذراعيها على الفور وكأنه يحتمى بها كما كان يفعل فى الصغر ممن يخفيه ولسان حاله يعتذر لها عن عدم طاعتها بتمسكه بهذه الدنيا الغادرة رفع رأسه وقبل رأسها فى شوق كبير وهو
يقول بعينين دامعتين 
وحشتينى أوى يا أمى
قاطعته دنيا من خلفه وهى تقول بترم 
أنا هفضل واقفة كده كتير
أهلا بيكى
أغلق فارس الباب خلفه واستدار لوالدته يعانقها مرة أخرى ويسأل عن حالها وصحتها بينما نهضت دنيا واقفة بحنق وهى تقول 
طب هدخل أنا اريح شويه من السفر
ألتفتت لها والدته وهى تقول بابتسامة كبيرة 
وماله يا حبيبتى ارتاحى انت على اعملكوا غدى هتاكلى صوابعك وراه
نظرت لها دنيا ببرود وقالت 
لا متتعبيش نفسك أنا مش جعانة
نهضت أم فارس واقتربت منها وربتت على ظهرها وهى تقول بود
متعبش نفسى أيه أنت زى بنتى قوليلى بس تحبى تاكلى أيه وانا هعملهولك
أبتعدت عنها واتجهت لغرفتها وهى تقول بتثاقل 
مفتكرش بتعرفى تطبخى الحاجات اللى بحبها
وقبل أن تدير مقبض حجرتها سمعت صوته الهادر وهو يستوقفها پغضب قائلا
دنيااا
ألتفتت إليه لتجد الشرر يتطاير من عينيه وقال بقسۏة 
لما ماما تكلمك تردى عليها كويس
أنكمشت مكانها واستدارت إليه والدته وقالت على الفور
مفيش حاجة يابنى مقالتش حاجة غلط خلاص سيبها على راحتها
والتفتت إليها قائلة 
ادخلى ارتاحى يابنتى
أسرعت دنيا بالدخول إلى غرفتها متفادية النظر إليه فانحنى وقبل يد والدته وقال معتذرا
متزعليش يا ماما حقك عليا
ربتت على ظهره وهى تقول مبتسمة 
أعذرها يابنى هى لسه مش متعوده عليا بكره لما تاخد عليا وتعرفنى كويس هتعرف انى أمها التانية مش حماتها زى ماهى فاكرة وانا بكره ان شاء الله هعزم الست والدتها تتغدى معانا هنا علشان تعرف اننا عيلة واحدة وانى زى أمها 
قبل رأسها وهو يقول 
ربنا يديكى الصحة يا ماما
تركها واستدار إلى حقيبته الصغيرة وأخرج منها هاتف محمول صغير باللون الوردى وأعطاه لها قائلا 
ماما ممكن تدى ده ل مهرة هو فيه الخط بتاعه
نظرت والدته إلى الهاتف ثم نظرت إليه متسائلة 
جايبلها تليفون ليه
قال بحرج 
يعنى حبيت ارفع روحها المعنوية شوية أكيد هتفرح بيه
ثم تابع بارتباك 
مش كده برضة ولا انا غلطان
أخذت منه الهاتف وأومأت برأسها وقالت ببطء
بعد الشړ عنك من الغلط يابنى خلاص انا هديهولها أنا طالعالهم دلوقتى أدخل انت ارتاح مع عروستك بس انا هقولها انه هدية مني انا أتفقنا
ابتسم وقال بحرج 
مش هتفرق يا ماما أنا وانت واحد المهم انها تتبسط وتخرج من حالتها دى شوية
نظرت مهرة إلى الهاتف فى يديها وتأملته قليلا ثم أعادته إلى أم فارس قائلة 
أنا آسفه يا طنط أنا مش عاوزه حاجة
هتفت والدتها معاتبة
ليه يابنتى ده هدية من خالتك ام فارس حد يرد الهدية
ربتت أم فارس على يدها بإشفاق وكأنها قرأت فى عينيها وهى تتفحصه انها علمت من الذى أحضره لها وقالت بهدوء
أنا كنت فاكراكى هتفرحى بيه كده برضة ترفضتى هديتى
نظرت لها مهرة نظرة طويلة وقالت بشرود 
عمرى ما رفضت هدية من من حضرتك وطول عمرى بفرح بالهدايا بس دلوقتى خلاص مبقتش تفرق معايا كتير
أقتربت منها أم فارس وأحاطت كتفها بذراعها وربتت على يدها الأخرى وقبلتها على وجنتها وقالت بتعاطف
تصدقى انك كبرتى فعلا بس لو ليا غلاوة عندك خديه
ثم همست فى أذنها
يا عبيطة بقولك
ده هديتى انا ولا انا بقى خلاص راحت عليا مبقتش ليا غلاوة فى قلبك
قفزت دمعة من عينها فمسحتها سريعا وهى تقول 
متقوليش كده يا طنط ده انت اللى مربيانى
وضعته أم فارس فى يدها وهى
تضغط على يدها برفق قائلة 
خلاص يبقى تاخديه من سكات
قبضت عليه فى يدها وهى تقول 
متشكرة أوى يا طنط ربنا يخليكى ليا
ابتسمت أمها بينما قبلتها أم فارس ثانية وقالت متسائلة 
أخبار التنسيق أيه
نظرت مهرة أمامها وقالت بجدية 
لسه النتيجة بتاعته مطلعتش بس عموما مش هتفرق أى حاجة هتيجى هتعب واذاكر فيها لحد ما ابقى حاجة كبيرة أوى أنا دلوقتى ميهمنيش غير مستقبلى وبس هو ده اللى هينفعنى مش أى حاجة تانية
يتبع
عاد الفارس إلى صهوة جواده مرة أخرى وأستأنف حياته العملية ثانية ولكن هذه المره وهو يجلس خلف مكتب الدكتور حمدى مهران كنائبا عنه ومديرا للمكتب وشريك فيه بمجهوده بنسبة الثلث لينفذ فكر استاذه فى قبول القضايا ورفضها حسب ما يترائى له من
 

 

31  32  33 

انت في الصفحة 32 من 61 صفحات