رواية عيون معصوبة بقلم ډفنا عمر كاملة
ان ماكنتش الحاجة غالية ما ترتاحوش يا بنات يونس
أبرار بجدال لأنها أكبرهم وفيها ايه يا تيتة لو جبتي لينا الفوانيس اللي تعجبنا طب خلي ماما هي اللي تشتري هي عارفة بنحب ايه
أنا اشتريت فوانيس واتفضينا مش هنشتري حاجة تاني ونغرم فلوس علي الفاضي
نكسوا الصغار رؤسهم بينما لمعت عين أكبرهم بضيق كانت تظن جدتها ستكون أكثر حنان وحب معهم لكنها لا تحبهم فقط تحب ابناء وبنات عمها الأخر لا تحبهم ليتهم ما عادوا هنا وتركوا أبيهم
نظرت لوالدتها ولأول مرة تفهم وتعي ما تعاني منه
كأنها نضجت سنوات تفيض عن عمرها الحقيقي
ويتضخم لكنها تتصبر بأن الڤرج قريب
رهف ماتيجوا نحكي لبابا اللي بيحصل معانا من تيتة وازاي ماما
زعلانة وبتعيط
حفصة بس ماما علمتنا ما نقولش لبابا حاجات تزعله أبدا في التليفون
أبرار أيوة ده الصح عشان مش يزعل وهو لوحده
رهف بس تيتة مش بتحبنا
حفصة بتعب ولاد وبنات عمنا التانيين
أبرار ماتزعلوش يابنات أهم حاجة ماما وبابا بيحبونا يلا بقى ننام عشان سهرنا أوي
تلحفوا بالحزن غافلين عن من تقبع بمفردها تشكوا حالها لله وتتحمل لتصل لبغيتها فإما أسقطت الغمامة التي تغشي عيناه
إلى الآبد
نوفيلا عيون معصوبة
بقلم ډفنا عمر
الحلقة الثالثة
ذراعيها النحيفة تتشابك حول ركبتيها الأشد نحولا
وجهها الشاحب المنحوت بالقهر تتوسطه عينان شاخصتان تبصر بهما الفراغ أمامها ورأسها تتزاحم به الأفكار القاتمة تتسائل بصوت العقل الهامس هل ستربح معركتها مع غفلته المظلمة وتجتذبه لفضاء بصيرة ضاوية لا يريد يونس إدراكها مكتفيا بطاعة عمياء تعصب عيناه عن حقيقة ما تكابده هي والصغار من ذل ومهانة وحرمان
الإجابة ظلت مبهمة لديها وتعاقبت أيام الشهر الفضيل واقتربت من ثلثها الأخير والانتظار مازال قائما ليدوي رنين الهاتف مخترقا سكونها وزوجها يحدثها عبر الهاتف ايه أخبارك يا رضوي والبنات كويسين
جاء صوتها فاتر لينعقد حاجباه بقلق
عايشين انتي بتتكلمي كده ليه هو في حاجة حاصلة معرفهاش ولا لسه زعلانة عشان موضوع الفلوس اللي ببعتها لأمي
أنده علي البنات عشان تكلمهم
مازال صوتها يكتسي ببرود ثلج لا يذوب فيهدر عليها
رضوى مالك!! لحد امتي هتعامليني بالبرود ده كل اما اكلمك تنادي البنات وتختفي وماتكلمنيش انتي ماقولتليش ليا كلمة حلوة من وقت ما نزلتي
يابنات تعالو بابا عايزكم على التليفون
هكذا صاحت على صغارها متجاهلة عتابه ليزداد حنقه وتشابك حاجبيه بحيرة وضيق من حالها الغير مفهوم
ابتسم رغما عنه لصغيرته قريب يا حفصة عاملة ايه يا روح بابا وفين اخواتك
كويسة استني هناديهم ونتصل بحضرتك كاميرا بقالك كتير مش شوفتنا
بعد قليل اتصلوا عليه بمكالمة فيديو وما ان أبصرهم حتي تعجب شحوبهم ونحافتهم خاصة الصغيرة حفصة التي فقدت الكثير من وزنها ألا يأكلون
خاسين ليه كده يا حبايبي شكلكم بتغلبو ماما في السحور والفطار زي عوايدكم بس ده صيام لازم تاكلوا كويس
أبرار ابدا يا بابا والله بس زهقنا من الفول والطعمية والجبنة القريش نفسنا في بيتزا وكنتاكي وحاجات كتير ماما مش بتجيبها
رهف هو ماينفعش نرجع نعيش معاك تاني يا بابا محدش هنا بيسأل علينا ولا عمو حسان ولاعمو وائل كمان في حاجات زعلانين منها بس خايفين نقولك تزعل وماما قالت لينا مش نقولك كلام يزعلك
تدخلت حفصة تضيف رتوش جديد لصورة الحقيقة الغائبة عن أبيها بس لازم تعرف يا بابا إن تيتة مش بتحبنا زي ولاد وبنات عمنا اشترت لينا فوانيس وحشة اوي مش بتغني بس جدو صلاح ابو ماما هو اللي جابلنا فوانيس جميلة أوي
رهف وكمان ماما قالت مش هنجيب لبس عيد عشان مفيش فلوس أول مرة يا بابا نعيد من غير هدوم جديدة أنا واخواتي
جحظت عيناه ولا
يصدق ما يسمعه من ألسنة الصغار !
ما الذي يحدث كيف لا يسأل عنهم أحد
أين شقيقاه حسان ووائل ولما يشكون من والدته
أيعقل ألا تحبهم كما يقولون
ولما لا تلبي رضوي لهم احتياجاتهم كاملة وهو يرسل لها مبلغا كافيا ويفيض وهو يعلم هذا
هاتو ماما اكلمها وسيبونا لوحدنا شوية
قالها بتجهم فابتعدوا وأتت تجيبه ببرود نعم
ايه اللي انا سمعته ده
اللي هو ايه
جز علي أسنانه رضوي ماتعصبنيش وتردي سؤالي بسؤال البنات بتقولي كلام غريب عن ماما انها مش بتحبهم وليه مش بتشتري ليهم اللي نفسهم فيه ومخلية شكلهم كأنهم جعانين حتى انتي نفسك وشك غريب وليه كمان مش هتجيبي لبس العيد للبنات ايه اللي حاصل معاكم فهميني
أسأل الأسئلة دي لمامتك اللي بعتلها فلوسنا وخليتها تتحكم فينا والنتيجة اهي قدامك
تاااني يا رضوي تاني
ماما مالها بيكم الفلوس بتوصلكم وانتي اللي بتصرفي
تهكمت بقولها
أنا اللي بصرف محصلش سعادتك أكتر من 500 جنية مش بمسك في أيدي وكتر خيرها أمك بتجبلنا حبة بطاطس وبصل علي كيسين رز ومكرونة وفرختين وشوية لحمة مش بيكفوا غير تلات أيام في الشهر كله
انتي بهزري صح
لو شايف اني بهزر يبقي بهزر يا يونس
مسح علي وجهه ليخفف من ثورته واشتعاله ثم قال رضوي حبيبتي انا ببعتلك 5000 جنيه وماما كل شهر بتوصلهم ليكي هي بتأكدلي ده
وأنا بقولك محصلش امك بتديني 500 جنيه وبتاخد الباقي ليها بتسرقك وحارمة بناتك من خيرك وانت حي على وش الدنيا يا يونس
أخرسي أمي مستحيل تعمل كده انتي كدابة
طالت نظرتها العاتبة البائسة إليه ثم أغلقت المكالمة والهاتف بأكمله وراحت غرفتها تجلس بشرود كما كانت
وعداد صبرها تتقلص أرقامه
النهاية أتية
وهي تنتظر ما سيؤل إليه الحال
حمم تفور وتكاد تسيل من رأسه بعد ما قالته زوجته
أمعقول والدته تسرق قوت صغاره وتحرمهم من خيره كما قالت رضوي هل تخدعه وتكذب عليه
لما تفعل هذا وهو ابنها وحبيبها
كما تسميه
لا لن يصدق فيها شيء گ هذا
امسك هاتفه وحاول الاتصال علي زوجته ثانيا فلم تجيب وبدون تردد ضغط رقم
والدته منتظرا سماع صوتها
حبيب امك عامل ايه يا غالي
الحمد لله يا ماما وانتي
بخير ياحبيبي
تردد قبل قوله الحذر ماما هو انتي بتوصلي لرضوي المبلغ اللي ببعته
تلعثمت قائلا ها أه أه طبعا ياحبيبي بحط في ايدها خمس تلاف جنيه زي ما بتقولي ثم تساءلت بتوتر هي قالتلك حاجة أوعي تكون بتوقع بيني وبينك يا يونس انت عارفها مش بتطقني
لا ابدا يا ماما طب على كده جبتوا فساتين العيد بتاعة بناتي
فساتين
ثم تداركت أمرها أأه قصدك فساتين العيد أمال ايه يا ضنايا جبناهم طبعا
غريبة حفصة بنتي بتقول مش هيجيبوا هدوم للعيد!
صمتت لخطات تحيك ردا مناسبا لتهتف بإدعاء كاذب
ماهي مراتك ايدها مخرومة قولتها اعملي حساب هدوم العيال عشان العيد قالتلي يعني احرم نفسي وقالت كمان أبوها ولا عمهم هيجبلهم بس انا طبعا مايخلصنيش حد يجيب لعيالك حاجة وغلاوتك شيلت اللقمة من بقي عشان اجيبلهم فساتين وعاملاها ليهم مفاجأة أول يوم تحب تشوفهم بنفسك يا ضنايا
غمغم بغموض ياريت
طب اقفل هصورهم وابعتهملك بس اوعي ټحرق المفاجأة وتعرفهم حاجة
حاضر مش هعرفهم
اتصلت به ثانيا بعد إرسال صور الأثواب ايه رأيك بقي وغلاوتك اشتريت لبناتك فساتين غالية وتشرح القلب امال دول بنات الغالي
أومأ بشخوص تعيشي وتجيبي لحفيداتك ياماما
وتعيش ياحبيبي صحيح انت نازل امتي
لسه بدري مش