رواية كالينداـ رواية كاملة بقلم ولاء رفعت
يا إسراء لو ما مشيتي وغورتي من وشي دلوقت لأديكي حتة علقة زي زمان وما هيحوشني عنك حد
ولج كامل من باب المنزل قائلا
في إيه صوتكم جايب لآخر البلد
تعالي شوف بنتك اللي واقفه لي كأني عدوتها وبتعلي صوتها عليا وقال إيه عايزه تطول لسانها كمان
زجرها والدها بنظرة مخيفة وأمرها
تعالي وطي علي إيد أمك وبوسيها وأتأسفي لها
يا بابا والله ما أقصد كل اللي ماما قالتهولك أنا بس كنت بلومها علي مروحها عند شمس واللي قالته لمامتها الموضوع ده يقرره آبيه أحمد
صاح والدها
وأمك أتصرفت صح أخوكي الله يكون في عونه أول يوم يخرج بره النهاردة ولو سمع ربع اللي بسمعه من الناس مش هيخرج من أوضته فاللي عملته أمك أحسن ليه وبكره يا سحر
غرت إسراء فاها واتسعت عيناها من قرارات والديها الظالمة لصديقتها وإنهاء حب شقيقها الوحيد أجابت سحر
رمقتها ابنتها من أسفل لأعلي دون أن تتفوه لكن نظراتها تعبر عن كل السخط الذي بداخلها أطلقت زفرة بتأفف ودلفت إلي غرفتها ثم أوصدت الباب في وجههم
تعالي أقعدي يا زينب عايزك في كلمة
جلست علي كرسي مجاور له وسألته
خير يا محمد
أخرج من جيبه ظرف ورقي كبير و وضعه علي الطاولة نظرت له و سألته
إيه ده
أجاب
فلوس أدهالي صاحبي اللي قولت لك عليه عشان أروح أقوم محامي وأرفع قضية
أنت خلاص قررت ترفع قضية
أجاب بتعجب من ردة فعلها
أومال عايزاني أخد حق
لاء مش قصدي بس لما جيت فكرت قضية يعني كل الدنيا هاتعرف
أجاب عليها بنبرة حادة
علي أساس إن البلد كلها معرفتش! أوعي يكون حد لعب في دماغك وخۏفك منهم ولا حد هددك تبعهم
أبدا والله بس أديك شايف البت لسه خطوبتها متفشكله و نفسية بنتك اللي في النازل
تنهدت بقلة حيلة ثم قالت
كان مستخبي لينا فين ده ياربي! طول عمرنا في حالنا وقافلين بابنا علينا ولا لينا في شړ ولا في آذيه
أستغفري ربنا يا زينب وأدعي له يفك كربنا بدل ما عماله تنوحي زي غراب البين كده
أخس عليك يا محمد أنا غراب! ربنا يسامحك
ربنا يسامحنا جميعا أنا هاقوم أريح لي ساعة وبعدها هاروح للمحامي وهاشوف المطلوب إيه
أوقفته قائلة
طيب ماتصبر شويه كده عقبال بس البت نفسيتها تتحسن شويه ما بالتأكيد المحامي هيطلب إنها تيجي معاك وتحكي له كل حاجة
صمت وهو يفكر في الأمر ليجد لديها حق فقال
أنا عندي فكرة جهزي لها شنطة هدوم صغيرة كده هاخدها ونسافر بكرة عند أخواتي تقعد عند أخويا أهي تغير جو ونفسيتها تهدي وبعدها نروح مشوار المحامي
رمقته بتهكم وقالت
وتفتكر بنتك نفسيتها هتهدي عند شوقية مرات أخوك
ومالها مرات أخويا يا أم شمس لسه برضو شايلة منها ما خلاص ده كان شيطان وراح لحاله والست اعتذرت لك وحبت علي راسك مفيش داعي نقلب اللي فات وياستي بنتك هتقعد مع بنت عمها يسلوا بعض ولو في أي حاجه هاروح هاخدها علي طول
أعمل اللي أنت شايفه بس والله لو بنتي حد قرب منها بأذي لتكون أنت المسئول قدامي وهانسي إن ليك أخوات
وبدون أن يصيح أو يصب جام غضبه عليها رمقها بنظرة ڼارية ثم تركها وذهب إلي غرفة النوم
ما زالت تمكث في غرفتها تجلس أمام المرآه تتأمل ملامحها التي تذبل مثل الزهرة المتروكة بلا ماء أو عناية بدأت الهالات السوداء تحيط ذهبتيها التي انطفأت من كثرة البكاء
لم تشعر بنفسها وهي تمسك بالهاتف الذي أشتراه لها والدها بدلا من هاتفها الذي فقدته في الحاډث وبرغم خلوه من الأرقام لكن ما زالت ذاكرتها الفولاذية تحتفظ برقم هاتفه وبعد أن نقرت علي الاثني عشر رقما تراجعت عن الإتصال أدركها الخۏف وعقلها ېصرخ عليها بأن تكف عن تلك المحاولة الحمقاء بينما قلبها ليريح رغبته الملحة أتاها بفكرة أفضل وهي
إرسال رسالة نصية محتواها
أنا عارفة إن كل اللي ما بينا أنتهي بس ممكن أعرف حاجة واحدة بس و أوعدك من بعدها مش هاتشوفني ولا هاتسمع صوتي تانى أنت فسخت الخطوبة ولا ده ضغط عليك من أهلك
وآسفة علي الإزعاج
شمس
ضغطت إرسال قبل أن ترضخ لعقلها الذي ينهرها وتتراجع عن فعل ذلك
بينما هو كان يجلس شاردا أمام الخزينة الإلكترونية ويقف أمامه مشتري يقول له
يا كابتن يا كابتن
جاء زميله في العمل يلكزه في ذراعه لتنبيهه
رد علي الأستاذ يا أحمد
أنتبه له وأعتدل في جلسته وقال معتذرا
معلش يا فندم
أخذ المشتريات ليضع كل سلعة علي جهاز البار كود ويظهر له علي شاشة الحاسوب إجمالي أسعار كل ما أشتراه الرجل فقال
350جنيه يا فندم
أعطي الرجل إليه المبلغ ثم حمل الأكياس المطبوع عليها اسم وشعار المتجر فذهب لم تمر ثوان وجاء إليه إحدى العاملين قائلا
أحمد مستر عصام عايزك في مكتبه
نهض أحمد وذهب إلي مكتب مديره طرق الباب ثم ولج إلي الداخل فوجده ينتظره وملامحه ينبلج عليها الانزعاج من رؤية ما حدث وقام بمشاهدته في شاشة
المراقبة
تحت أمرك يا مستر عصام
الأمر لله يا أحمد أنا ندهت لك عشان أقولك لو أنت مش قادر علي الشغل قولي وأنا أديلك أجازة بس هاتكون مخصومة من مرتبك
أجاب بإحراج
لاء يا فندم مش محتاج أجازات أنا بس اليومين اللي فاتو كان عندي ظروف وبلغت حضرتك وقتها
زفر عصام وهو ينظر له لثواني وقال بلهجة تحذير
طيب ياريت تاخد بالك من الزباين وتبطل سرحان أنا المرة دي نبهتك اللي جاية هاتبقي بجزاء وأظن أنت خلاص كلها أيام وهاتبقي عريس يعني محتاج لكل قرش مش يتخصم لك! تمام يا أحمد
أومأ له الآخر وقال
تمام يا فندم
أشار له بأن يذهب
أتفضل علي شغلك
أوقفه صوت صدح من هاتفه يعلن عن رسالة واردة أخرج هاتفه وقرأ محتواها أتسعت عينيه وأنتفض كأن مسه تيار كهربائي تعالت أنفاسه أستند علي الحائط بظهره ودون أن يفكر لوهلة قام بالاتصال علي رقم صاحبة الرسالة
انتهت من أداء فرضها ليفاجئها رنين هاتفها خفق قلبها بشدة قبل أن تري من المتصل وعندما أمسكت به ورأت الرقم إعتراها الخۏف من المواجهة تخشي أن تسمع صوته ألقت الهاتف علي الفراش حتي أنتهي من الرنين
تنفست الصعداء لكن هيهات و صدح الرنين مرة أخري أمسكته بحذر ونقرت علي علامة الإجابة وضعته علي أذنها في صمت فأتاها صوته بنبرة حادة
أنا عايز أقابلك ضروري!
في منزل السفوري يتجمعون حول مائدة الطعام سأل حماد زوجته
أومال فين ابنك الصايع
أجابت هدي بعدما ابتلعت ما بفمها
ها يكون فين يعني ها تلاقيه واقف مع زمايله
ضړب المائدة بقبضة قوية وصاح پغضب
مش قولت إن ابن ال ده مايعتبش بره باب البيت لحد ما نشوف حل في المصېبة السودة اللي هببها
فيه إيه يا حماد هو بت عشان أحبسه! وعارفين إنه عامل مصېبه هانعملهم إيه يعني
أهو دلعك للمحروس ابنك ده هو اللي وصله للي هو فيه كان نفسي يبقي راجل وعاقل يبقي سندي اللي هايشيل عني المسئولية بس إزاي وأنتي وراه بتداري عليه في كل مصېبه و بتشجعيه بدل ما تقفي له وتديه بالجذمة عشان يعقل
نهضت وصاحت بحنق
ليه هو أنا اللي روحت لأهل الواد اللي خبطه ابنك بالموتسيكل لما كان سکړان والواد ماټ فروحت دفعت لأهله ديه ومن وقتها وابنك في دماغه مهما عمل مصايب وبلاوي وراه أب بيدفع ويحوش عنه
أومال كنتي عايزاني أسلمه للبوليس بأيدي! و يكون في علمك لما يرجع إبنك من بره خليه يعمل حسابه إنه هيسافر ويقعد في شقة إسكندرية ويبعد عن البلد لحد ما نشوف محمد هو وبنته ناويين علي إيه
فتح باب المنزل بالمفتاح خاصته قائلا
وأنا مش هسافر ولا أهرب كأني عامل عملة وخاېف
صاح والده به
لاء عامل يا
حيلة أمك
ولا حد يقدر يتعرض لي ده أنا كنت دفنت اللي يفكر يقرب لي مكانه
ألقي بالمحرمة علي المائدة وأردف
خلفة عار
ثم ذهب إلي الداخل فاقتربت هدي من نجلها و ربتت تحميل عليه
ملكش دعوة بكلامه أنت عارف أبوك لما الجنونة بتجيله روح أغسل إيدك وتعالي كل عملالك الأكل اللي بتحبه
أبعد يدها وقال
مش عايز أطفح
و توجه إلي باب المنزل مرة أخري صاحت والدته
رايح فين يا ولاه
أجاب بتهكم و سخط
رايح في داهية يمكن جوزك يرتاح مني
و في إحدى الحدائق العامة في المدينة يربت محمد علي يد ابنته التي قالت
تعالي نروح يا بابا إيه اللي خلاك توافق إني أقابله
أجاب والدها
عشان كان لازم تقابليه وتواجهيه وتسمعيها منه وده يرتاح
أشار لها لدي موضع قلبها أثرت الصمت وتمسكت بيده كأنها تستمد منه القوة التي تحاول أن ترسمها علي ملامح وجهها الشاحب
أقبل عليهما ليجدهما في إنتظاره فكان مرتديا نظارة شمسية ليخفي خلفها نظرات الحزن والإنكسار توقف لدي الطاولة وقال
سلام عليكم يا عم محمد
و مد يده ليصافحه الآخر مجيبا السلام
وعليكم السلام يا أحمد
سحب كرسي وجلس يسألهما
تشربوا إيه
أجاب الأخر
شكرا يا بني أنا طلبت لنا وليك عصير ليمون
كانت شمس تنظر نحو مياه النيل تتفادي النظر إليه تنهد والدها و قال لكسر توتر الأجواء
بص يا أحمد يابني أنا كان بإمكاني أرفض المقابلة دي لكن راحة بنتي عندي أهم حاجة أنا هاسيبكم تتكلموا علي راحتكم عشان دي هاتكون أخر مرة تشوفها
نهض وقبل أن يبتعد ربت علي يد ابنته فشعر برجفة وبرودة أناملها أنحني بالقرب من سمعها
أطمني أنا هاقعد في الطرابيزة اللي وراكي خليكي قوية
أعتدل وذهب ليجلس علي مقربة منهما جاء النادل و وضع أمامهما كأسين من عصير الليمون ثم ذهب إلي محمد بعدما أشار له ليعطيه الكأس الثالثة
و بعد