رواية كالينداـ رواية كاملة بقلم ولاء رفعت
أبعتها لعريس الغفلة يتفرج علي حرمه المصون وأنا
دعاء الكروان يتردد في سماء الليل الحالك ونجوم علي بعد ملايين الأميال وبرغم السكون والهدوء الذي يعم المكان استيقظت زينب من نومها بعد أن شعرت بوخزة في قلبها نظرت إلي ساعة الحائط لتجدها قد تجاوزت الثامنة نهضت لتذهب إلي غرفة ابنتها وتطمأن عليها لكن مضجعها
الشاغر والفراش المرتبة تدل على إنها لم تعد حتي هذا الوقت
تناولت هاتفها لتجري اتصالا لابنتها لكن أعطاها رسالة صوتية غير متاح هيهات و تذكرت إسراء صديقتها فأجرت عليها الاتصال
ألو يا إسراء أنا خالتك أم شمس هي معاكي ولا لسه ماخلصتوش
أنا ما روحتش المراجعة يا طنط وقولت لها لما تخلص تصوري لي الملزمة وهي راجعة فممكن هتلاقيها أتأخرت بسبب التصوير أول ما ترجع طمنيني عليها
ماشي يا حبيبتي أبقي سلميلي علي ماما وبابا وأخوكي وأنا أول ما ترجع إن شاءالله بالسلامة هخليها تكلمك مع السلامة
وصل إلي منزله و تسحب علي أطراف قدميه حتي وصل إلي غرفته و دلف إلي الداخل زفر
بأريحية لكن سرعان ما تبددت تلك الراحة إلي الفزع عندما كاد يضغط علي زر الإضاءة ووجد والدته تجلس علي الكرسي ترمقه پحده قائلة
داخل تتسحب زي الحراميه كده ليه طبعا زي عادتك تلاقيك عامل مصېبة وخاېف أبوك يقفشك
هي دي حمدالله علي سلامتك يا بني!
نهضت واقتربت منه ثم ضغطت علي زر الإضاءة كادت تتحدث لكن شهقت عندما رأت چرح رأسه وثيابه الملطخة بالتراب
مين اللي عمل فيك كده
ولي لها ظهره يتهرب من النظر في عينيها مجيبا
دي خناقة ما بين أصحابي وبين مصايبك وبلاويك اللي صهينت عليها وأبقي ساعتها يا حيلتها أبقي أنزل زي الرجالة وأشتغل
صاح بتمرد وهو يشيح بيديه في وجهها
يوه هو أنا مش هاخلص من أم الأسطوانة بتاعتك دي قولت لك أنا حر و راجل أعمل اللي أنا عايزه
لاء يا روح أبوك مش حر طالما بتضر نفسك وهتضرنا معاك يعني تسوي إيه لما الولية اللي أسمها زينب ديك النهار تيجي تهددني وتدعي علينا في قلب بيتي بسببك تبقي عايزني أعملك إيه!
أطمني عمرها ما هتعمل كده تاني ده يمكن تلاقيها جايه لك الصبح تبوس رجلك عشان تسامحيها
قصدك إيه باللي قولته ده يا ولاه
مازالت الابتسامة علي وجهه القبيح فأجاب
هاتعرفي كل حاجة بس عايزك تعرفي إن إبنك مفيش قوة في الدنيا تقدر تمنعه لو عايز يعمل الي في دماغه و أدي أخرة الي يتحداني
غادرت هذا المنزل المشؤم و سارت نحو الطريق تتمني أن لا تري أي مخلوق حتي لا يفتضح أمرها من هيئتها المزرية مع كل خطوة تمزق في القلب و عبرات تذرفها عيون يملأها الانكسار والهزيمة
يفتح باب المنزل وفي يده هاتفه ينظر إلي الشاشة منتظرا إجابتها و بيده الأخرى يحمل حقيبة هدايا
حمدالله علي السلامة يا آبيه
وضع هاتفه في جيبه بسأم وأجاب عليها
الله يسلمك هي شمس كانت معاكي النهاردة
أجابت والتردد ينبلج علي ملامحها خاصة نظرات عينيها
كنا مع بعض بعد الامتحان وقالت لي إنها هاتروح المراجعة وأنا ماقدرتش أروح معاها عشان كنت مطبقه ومنمتش و
صمتت عندما استشعرت من نظراته وحواسه إنه ينتظر إجابة أخري فقال لها
شمس ما بتردش من الصبح علي موبايلها لحد ما قفلته بقي لها يجي ساعه أو أكتر هي زعلانة مني أو فيه حاجه حصلت
أنا معرفش حاجة بس طنط زينب لسه مكلماني و بتسألني عنها
قطب حاجبيه وسألها
هو المفروض المراجعة تخلص الساعة كام
الساعة سابعة أصلي طلبت منها تصور لي الملزمة بعد ما تخلص فممكن ده أخرها لحد دلوقت
زفر بضيق ونظر إلي ساعة يده ثم قال
يارب مايكونوش ناموا
أوقفته شقيقته و سألته
أنت رايح لها
أجاب ويهم بالمغادرة
اه لو ماما صحيت وسألت عليا قولي لها رايح
أقعد معاهم شوية وراجع تاني
و في منزل عائلة شمس تجول والدتها الردهة ذهابا وإيابا تردد بتوسل
جيب العواقب سليمة يارب رجعها لي بالسلامة يارب
صمتت وتذكرت تعرض حمزة لابنتها و أكبر ما تخشاه أنه يكون سبب تأخرها ربما أقترف بها مكروها
انتبهت إلي صوت فتح باب المنزل لتجده زوجها الذي نظر إليها باستفهام و سألها
مالك فيه إيه خير
أجابت بتردد
شمس من وقت ماخرجت ما رجعتش لحد دلوقت وموبايلها مقفول
إزاي
صاح زوجها لكن دخول شمس من الباب الذي كان غير مقفل و مظهرها المزرى ودموعها المنسدلة جعل كليهما و كأن الطير حطت علي رؤوسهم وقبل أن يتفوه احدهم لها بحرف أسرعت
إلي داخل غرفتها و أوصدت الباب من الداخل بالمفتاح
ركض كليهما يطرقان الباب
شمس أفتحي يا بنتي إيه اللي حصلك وبهدلك كده يابنتي
قالتها والدتها وتدعو الله في قلبها أن يخيب ظنها وحدسها
أفتحي يا شمس يا بنتي إحنا مش ھنأذيكي يا قلب أبوكي طمنينا عليكي يا حبيبتي
قالها والدها و بداخله ۏجع ېمزق قلبه يتمني ما أستشفه من مظهرها أن يكون مجرد وهم
أوقف وصلة توسلاتهم لابنتهم رنين جرس المنزل برغم إن الباب مفتوحا ليجدوا الزائر آخر شخص تمنوا وجوده في هذا التوقيت
أستقبله السيد محمد قائلا
أهلا يا أحمد يا بني أتفضل
أجاب الأخر مبتسما
آسف يا عمي علي الإزعاج لو كنت جيت في وقت مش مناسب ومتأخر بس كنت حابب أطمن علي شمس وأديها هدية عيد ميلادها بنفسي
أشار له بعد تردد بالدخول
مفيش إزعاج ولا حاجة أنا لسه راجع من بره كان عندي ورديه زيادة
خلع نعليه بالخارج ثم دلف إلي ردهة استقبال الضيوف وجلس جلس حماه مقابله ولكي يلهيه عن أجوائهم سأله
عامل إيه يابني في شغلك
الحمدلله تمام مفيش شغل من غير راحة بس لازم الواحد مننا يعمل الي عليه كمان داخلين علي فرح ومسئولية
ربنا يقويك ويعينك ويعدي أيامكم علي خير
وأمام باب غرفتها تهمس والدتها حتي لا يصل صوتها إلي الذي يجلس في الخارج
أفتحي يا بنتي أبوس إيديكي خطيبك بره شكله جاي يطمن عليكي
اخترقت أذنيها كلمة خطيبك كيف وماذا ستخبره و ما الذي ستقوله
هل ستخبره بأن هناك من أقتنص ڠصبا واقتدارا شرف من ستصبح زوجتك بعد أيام! أم ستقول أنه سيصبح حديث أهل القرية وربما القري المجاورة!
انتفضت من مكوثها ويدها تمتد نحو الهاتف الذي ظنته خاصتها فوجدته هاتف ذلك اللعېن ألقته وكأنه شيئا مقززا وألقت فوقه الغطاء نهضت بثقل تتحمل علي آلامها وذهبت تفتح الباب إلي والدتها التي دلفت علي الفور فارتمت الأخرى بين ذراعيها وأخذت تبكي و تردد
أنا ضعت يا ماما
أخذت تكررها فعانقتها والدتها بقوة لتمنعها من البكاء وترديد ما تقوله حتي لا يصل صوتها إلي الخارج
كفاية يا شمس كفاية يا بنتي خلاص
حقك عليا يا ضنايا حقك عليا يا نور عيني
وبالخارج قد مل أحمد من انتظارها وخاصة بعدما أخبره حماه بأنه علم من زوجته إن ابنته عادت من الخارج تشعر بالتعب والإرهاق
نهض وقال
عن إذنك بقي يا عمي و هابقي أجيلها بكرة إن شاء الله نحتفل بعيد ميلادها
البيت بيتك يا بني تشرف في أي وقت أبقي سلم لي علي الحاج والحاجة
يوصل إن شاء الله
قالها وذهب نحو باب المنزل استعدادا للمغادرة ثم ألتفت قبل أن يفتح الباب وقال
معلش يا عمي أتفضل حضرتك أبقي أدي الهدية البسيطة دي لشمس لما تصحي
ربت محمد علي ذراعه بابتسامة عكس الألم الذي يشعر به من مصير ابنته
ربنا ما يحرمها منك يا بني
و بعد تبادل السلام غادر الأخر أتجه محمد إلي غرفة ابنته وقبل أن يطرق الباب و قف متسمرا في مكانه عندما وصل إلي سمعه صوت ابنته وهي تبكي بحړقة وتقول
صاح هذا البغيض في وجهها قائلا
مسكينة! الله يرحم لما كنتي بتقطعي في فروتها و علي يدك كنت ومازالت لحد ما قبل أعمل عملتي فيها كنت رايدها في الحلال لكن هي اللي رفضتني وراحت لحتة الواد المعفن اللي أخره يشتغل صبي عند أبويا في الهايبر بتاعه
أنا مكنتش طيقاها ولا طايقه أمها بس عمري ما أتمنيت ليها حاجة زي كده أنا عندي بنت و الدنيا دواره مخوفتش لتتردلك فيا ولا في أختك
صاح پغضب
ده اللي يفكر يبص لأختي أدبحه ولو نايم في حضڼ أمه
يالهوي ياهدي علي اللي هيجرالك من تحت راس إبنك الصايع الفاجر بكرة البلد كلها هتتقلب عليك وعلي أبوك وعلينا كلنا و يا خۏفي لو زينب و محمد خدوا بنتهم وقدموا فيك بلاغ ده تبقي مصېبة
ضحك بسخرية وعنجهية قال
يبلغوا عشان بنتهم تتفضح في كل مكان ما تقلقيش مش هايقدروا يعملوا حاجة هيخافوا علي سمعة بنتهم وأظن بعد اللي حصل مش هيعتبوا خطوة بره بيتهم سواء هم ولا جيران الهنا
أتسعت عينيها ووقفت أمامه
ناوي تعمل إيه تاني يا إبن ال
أنتبه لنبرتها الجادة والغاضبة فقال بتأفف
بقولك إيه أنا تعبان وعايز أخد لي دش وأنام يلا أطلعي برة وخدي الباب في إيدك
رمقته بنظرات
حادة وقاټلة فقالت قبل أن تغادر
ربنا يبعد عنك شيطانك يا ابن بطني
وبعد أن غادرت نهض مسرعا ليمسك بالهاتف وبعد أن تفاجئ إنه ليس بهاتفه بل هاتفها وتذكر إن الواقعة سجلت عليه صوت وصورة وأرسل نسخة منها إلي هاتفه قبل أن يفقده
ضغط علي جهاز توزيع الأنترنت ثم نقر في الهاتف علي الرقم السري الخاص بجهازه حتي أصبح الهاتف متصل بشبكة الإنترنت نقر علي علامة برنامج الدردشة الشهير و السرور يملأ محياه عندما وجد آخر دردشة تعود إلي أحمد فقام بفتحها وضغط إرسال فيديو فأختار مقطع الحاډثة الآثمة وأرفق بأسفله رسالة نصية
أنا خليتها لا تنفعك ولا تنفع لغيرك يا عريس الغفلة
ضغط إرسال
الفصل الثالث
بعد أن عاد إلي منزله مكث في غرفته لينعم بهدوء وراحة بعد شقاء عمل طوال النهار يفكر في أيامه القادمة والتي يتحمل من أجلها أي تعب يهون كل شيء في سبيل امتلاك شمسه
أمسك بالهاتف وكعادته كل ليلة قبل النوم يفتح الملف الممتلئ بصورها و ضحكتها الخجولة التي يعشقها تنهد بحرارة وقال
هانت يا شمسي كلها أيام و تبقي