رواية كالينداـ رواية كاملة بقلم ولاء رفعت
بيا وبصحتي
أجابت سحر عليها
أستهدي بالله يا مروة وما تتكلميش معاه لحد ما نطلع لكم دلوقت أنا وأبوه و نتأكد منه هو بيعمل كده ولا لاء
صاحت پغضب أكبر
والله كنتي هاتريحيني
كان هذا قول أحمد الذي عاد من عمله للتو فاستشاطت الأخرى
حنقا
سامعة ابنك
خلاص يا مروة زي ماقولتلك روحي أقعدي بعيد عنه وملكيش دعوة بيه وأنا مستنية خالك بيصلي وطالعين لكم حالا يلا سلام
قالتها وهي تزفر نيرانا كالتنين ثم ألقت بهاتفها علي الأريكة ولم تكترث لنصيحة حماتها بل كادت ټنفجر من الغيظ عندما دلف لغرفتهما ب برود وأبدل ثيابه ثم خرج ممسكا بالمنشفة القطنية وقال كأن لم يحدث شيء
حضريلي الغدا عقبال ما أتوضي وأصلي
صاحت به وركضت نحوه تسأله باستنكار ساخرة
تصلي! أنت اللي زيك يعرف ربنا
بطلي غلط فيا بدل ما أمسح بكرامتك الأرض
رفعت في وجهه شريط الحبوب وقالت
لما ألاقي ده في دولابك وناقص منه نصه عايزني أقولك إيه! لو أنت مكاني ولاقتني باخد من وراك البرشام ده ومش عايزة أخلف منك ردة فعلك هاتكون إيه
ترك يدها وأراد أن يجعل الموقف في صالحه
وأنتي مين سمحلك تفتشي في دولابي من ورايا
مكنتش بفتش كنت بروق الدولاب وسبحان الله ربنا كان عايز يكشف خداعك ليا طول الشهرين اللي فاتوا عماله أروح لدكتور للتاني ومهنش عليا أضايقك وأقولك تعالي حلل عشان نعرف المشكلة عند مين أتاريك منيمني في العسل وبتحطلي الزفت ده وكل ده عشان لسه عايش علي ذكري الهانم اللي لسه بتحبها ولو مش قادر أوي كدة علي فراقها مطلعتش راجل ووقفت قدام أبوك ليه وأتجوزتها
نهضت مروة في خالها تبكي بغزارة
ابنك ضړبني يا خالو
ربت عليها خالها و ينظر إلي ابنه پغضب مستطير فقال لزوجته
خدي مروة وأنزلوا تحت يا سحر
أنا مش هقعد هنا لحظة واحدة أنا هاروح عند ماما
ربتت عليها و قالت
ده شيطان دخل ما بينكم يا بنتي وهايروح لحاله تعالي معايا تحت وخالك هياخد لك حقك
رضخت لكلمات زوجة خالها وذهبت معها وبمجرد مغادرتهما المكان أقترب كامل من ابنه ونظراته لا تنبأ بخير وإذا به يهوي علي وجهه بكفه قائلا
في وأحابي عليها لأنها ملهاش غيري وأنا مليش غيرها
أطلق تنهيدة واستطرد حديثه
الست فيهم يا بني زي الأزازة بالظبط لو كسرتها مش هاتعرف تصلحها تاني ولو عرفت هاتفضل عايشة معاك وجواها شروخ منك مش هاتعرف تنساها أنا مش هكلمك علي موضوع حبوب منع الحمل اللي بتحطها لها لكن اللي أقولهولك بلاش تظلمها وإدي لنفسك فرصة معها وأبدأوا من أول وجديد هي بتحبك واستحملت كتير منك ولو فاض بيها هاتسيبك وعمرها ماهترجع لك ويبقي لا طولت الماضي ولا الحاضر وهاتعيش وحيد بين الذكريات اللي هتاكلك لحد ما هاتموت من جواك وهاتبقي عايش زي المېت
وحين ذكر تلك الكلمة الأخيرة ردد قائلا
مېت! ما أنا فعلا عايش مېت أنتم اللي أجبرتوني علي كل اللي حصل واللي بيحصل
إحنا أخترنا لك الصح مشينا بالعقل والمنطق اللي لو كنت خالفته و عملت اللي في دماغك وكملت معاها كنت مش هاتستحمل اللي حواليك وهتطلقها مش هينوبك غير عڈاب قلبك وأنت اللي بنفسك هاتسيبها فبدل ما تشكرنا أنا وأمك إن أخترنا لك الأصلح ليك ولحياتك جاي بتلومنا!
بس دي حياتي وأنا حر فيها
لاء مش حر حياتنا كلنا مرتبطة ببعض اللي هيصيبك هيصيبنا ولو مكنتش
باصص لنفسك حط في دماغك إن عندك أختك اللي كان هيقف حالها لو كنت كملت جوازتك الأولانية الناس يا بني ما بيبصوش للي جواك ملهمش غير الظاهر كلامهم زي السهم بيرشق فيك واحد ورا التاني لحد ما يبقاش فيك حته تستحمل فيها كلمة كمان خلاصة الكلام أعقل وعيش حياتك
مع مراتك وحبها زي ما بتحبك يمكن لما تجيب منها حتة عيل يملي عليكم
البيت حب وحياة جديدة تخليك تنسي أي حاجة ۏجعاك وهتلاقي نفسك عايش عشان ابنك ولا بنتك اللي ربنا هيرزقك بيهم
وضع يده علي كتف ابنه ثم أردف
يلا روح أتوضي وصلي ركعتين وأستغفر ربنا وتعالي معايا ننزل صالح مراتك و ياريت مسمعش عنكم غير الخير وإلا هتلاقيني واحد تاني غير أبوك اللي تعرفه غير قلبي اللي هيغضب عليك
تنهد أحمد وأومأ له في صمت مطبق و قد حسم الأمر بداخله
ها هي الآن قد عادت إلي قوتها و إرادتها الصلبة التي لا تنحني أو تنكسر عزمت علي إنه لابد من إرجاع حقها بنفسها كل ما تحتاجه الآن أن تصبح قضيتها منتشرة في الربوع و في جميع أنحاء المعمورة بث مباشر زهيد يصل إلي الملايين و علي رؤوسهم المسئولين و جمعيات حقوق المرأة
ضغطت علي التطبيق الشهير لتجري هذا البث و الذي جعلته بث للعامة و ليس للأصدقاء فقط جلست في هدوء وسکينة علي الكرسي و أمام هاتفها
مساء الخير عليكم أحب أعرفكم بنفسي شمس محمد نصار مواليد محافظة الدقهلية عندي ١٨ سنة حكايتي بدأت تقريبا من كام شهر
ظلت تسرد حكايتها و لم تستطع منع عبراتها بالانهمار انهالت عليها آلاف التعليقات ما بين مواساة وما بين عروض المساعدة و في آن الوقت لم يقف عمها كريم مكتوف الأيدي بل قام بالفعل بتنفيذ وعيده لذلك الظالم حينما كان يرسل لهما رسائل الټهديد دائرة معارفه توصل إلي إحدى الصحفيين الشباب في جريدة شهيرة يتابعها الآلاف علي مواقع التواصل الاجتماعي وليس هذا فقط بل قام بتوكيل محامي ذو صيت و جعل شمس تسرد له كل ما حدث معها من تعدي وتهديدات طمأنهم و أعطاهم وعد لا رجعة فيه إنه لن يتخل عن تلك القضية مهما حدث حتي لو تلقي تهديدات من المدعو حماد وسيجعل بعض المحامين الذين يعملون لديه في مكتبه بالعمل عليها أيضا والإسراع في الإجراءات حيث لا تأخذ القضية وقت كبير في المحكمة
وجاء اليوم وقد آتي كريم و برفقته الصحفي لمقابلة شمس و أخذت تسرد كل التفاصيل ويدونها الآخر كتابة مع التسجيل الصوتي وسرعان ما نشر هذا الخبر في الجريدة تحت عنوان
نجل نائب البرلمان علي فتاة الدقهلية
وأسفل العنوان تفاصيل المقابلة والتي يقرأها الآن حماد و هو يجلس خلف مكتبه كان يرتشف قهوته وعندما رأي ذلك الخبر قڈف بالفنجان علي الأرض وأخذ يصيح بالسباب والشتائم فلم يتمهل استيعابه لما قام بقراءته ليأتيه اتصالا هاتفيا أجاب عليه
الو
لاء يا فندم بالتأكيد في سوء تفاهم ساعدتك شكل الواد الصحفي أتلغبط في الحروف وال
يا فندم أنا ابني أصلا مش هنا بيكمل دراسته بره
تحت أمرك يا فندم حاضر مع السلامة
وبعد انتهاء المكالمة ألقي بالهاتف علي الأرض و يجز علي أسنانه التي أصتكت معا
الفصل العاشر والأخير
كاليندا
بقلم ولاء رفعت
قدمت أوراقها الشخصية إلي صاحب المتجر وكان رجل في بداية الأربعون عاما أخبرها أن كل ما يريده هو الإخلاص في العمل والأمانة وهناك عدة كاميرات بداخل وخارج
المحل تسجل كل حركة للوافدين وللمغادرين وأي مشكلة ما تعود إليه أولا وتخبره
و في يوم ما عادت من العمل وجدت عمها في إنتظارها و برفقته فتاة يبدو من مظهرها تعمل في مجال الصحافة بعد المصافحة وتبادل السلام قالت الفتاة
أزيك يا شمس أنا بسمة عمار صحفية في جريدة المرأة قريت من قريب مقال عن قضيتك وعملت بحث عنك وتقريبا وصلت لكل حاجة عنك وعن إبن النائب حماد السفوري بصي يمكن طلبي هايكون صعب شوية بس ده الحل الوحيد عشان توصل قضيتك للناس كلها وهم أنهم يشوفوكي صوت وصورةأنا عارفة طبعا أنك عملتي بث مباشر علي الفيس بوك قبل كدهبس بأكدلك دعم الجريدة هيكون أقوي و هيخلي الجهات العليا هتهتم بالموضوع بشكل أسرع
حدجتها شمس بعدم فهم ثم نظرت إلي عمها الذي قال
أستاذة بسمة تقصد إنها ها تسجل معاكي لقاء بالصوت والصورة تحكي فيه كل حاجة وهي
هتنزله علي قناة الجريدة اللي بتشتغل فيها وكمان هتشيرو علي عدة مواقع في السوشيال ميديا وبكدة ممكن صوتك يوصل لأكبر المسئولين وجمعية حقوق المرأة وبالتأكيد كل ده في صالحنا وهيدعم قضيتنا ضد حماد وإبنه
وهنا تحدثت الصحفية بإبتسامة إليها قائلة
بحيث كدة بقي نبدأ التصوير
وأخرجت من حقيبتها كاميرا رقمية وقامت بوضعها فوق إرتفاع ثابت وبدأت بتشغيلها أخذت تلقي عليها الأسئلة و الأخري تجيب وتسرد كل ماحدث وفي نهاية اللقاء قالت بسمة
و في نهاية اللقاء يا شمس تحبي توجهي رسالة لمين
نظرت نحو الكاميرا وأجابت
أحب أوجه رسالتي للقاضي اللي هيحكم في قضيتي ياريت تعتبرني زي بنتك وتحكم بالعدل وتجيبلي حقي من اللي ظلمني و ضيعني و رسالة لأكتر إنسان حبيته برغم صدمتي فيه موقفك قواني ما كسرنيش وشكرا
فرت عبرة من عينيها قامت سريعا بمسحها يكفيها ضعفا وهوان
أنتشر هذا اللقاء في خلال أيام علي جميع مواقع التواصل الإجتماعي و علي إحدي برامج التلفاز ففي منزل السفوري كانت هدي جالسة أمام التلفاز تشاهد إحدي المسلسلات قاطع مشاهدتها صياح ابنتها
ماما إلحقي يا ماما
ألتفت إليها والدتها وسألتها
في إيه يا آخرة صبري
جلست الأخري بجوارها ثم وضعت شاشة الهاتف أمام ناظريها
أتفرجي وأنتي هاتعرفي
بدأ الفيديو بالعمل وكانت تري وتستمع ووجهها يشتد من حمرة الڠضب قائلة
آه يا ولاد ال بقو عاملين تفضحونا وتفضحو ابني
أخذت الهاتف پعنف من يد إبنتها ونهضت ذاهبة إلي زوجها النائم لتوقظه
حماد يا حماد أنت يا للي نايم علي ودنك وشاطر تقولي أنا هددتهم ومش هيعملوا حاجة
أستيقظ بفزع من صوتها الجهوري
فيه إيه يا هدي علي الصبح حد يصحي حد بالشكل ده
أعطته الهاتف وهي تصيح
خد شوف المصېبة البت البجحة بدل ما تداري علي مصيبتها رايحة تفضح نفسها وتجرسنا قدام العالم صوت وصورة
وبعدما شاهد دقيقتين أوقف العرض وتناول