روايه يمني بقلم ايمان حجازي
انت في الصفحة 1 من 120 صفحات
الفصل الاول
حينما يتغلغل الشړ داخل النفوس ولم يرحم تلك القلوب الضعيفه.... دائما ما يوجد هناك مخرجا...
الغردقه...
بعد حلول الثانيه عشر منتصف الليل اطل القمر بنوره لينير قلب الظلام علي الامواج الهادئه وهي وحركه حول المركب الصغير الذي سكن عرض البحر والذي كان خاصا ب فاروق الفداء.....
فاروق الفداء.. رجل في منتصف الأربعينات من العمر ذو جسد ضخم عريض وعيون بنيه وكذلك شعر بني وذقن مستديره حيث كان في غايه الوسامه مع ملابسه الانيقه الفاخره من انقي واغلي الماركات العالميه.. كان يجلس علي كرسي وثير يتوسط سطح المركب الكبير ودلو صغير ملئ بالثلج وطبق صغير من الطعام وكان ينظر الي البحر امامه في شرود تام ..
روز قاسم فتاه في منتصف التلاثينات من العمر عيون رماديه ذو بشره نرجسيه وشعر احمر قصير كانت تمتلك كل مفاتن الانثي الناضجه التي تذيب اي رجل يتحداها
فاروق عرفتي ايه قولي كل حاجه
روز الفايل ده فيه كل اللي انت محتاجه حاليا هي في شقه في المعادي عنوانها موجود فيه ومن مراقبتنا ليها الفتره اللي فاتت لقيناها بتتردد علي مركز صحي بأستمرار ومش عايزه اقولك احنا عرفنا ايه عنها تاني بجد هتتفاجئ
أمسك فاروق الفايل من يديها وأخذ ينظر لتلك المعلومات التي يحتويها في تشفي وانتصار وأخذ يقهقه بقوه......
إيمووو
في مكان اخر داخل شوارع مدينه المعادي المزدحمه افاقت من شرودها علي اصوات كلاكسات السيارات وهي تحثها علي السير والتقدم للأمام لتسيير حركه المرور.. قادت سيارتها وذهبت الي المركز الطبي المعتاد.. ازدادت حالتها سوءا كل يوم تزداد اكثر من اليوم السابق تتحامل وتتحامل لكن لا تدري الي متي!!.. فحتما سينتهي المطاف قريبا...
وشردت مره ثانيه...
دكتوره فيروز !!
لم تستمع إلي صوته حيثما تملكها الشرود فنادي عليها مره أخري يا دكتوره....!!!
فيروز بأنتباه وحرج افندم...!! اسفه يا دكتور اتفضل!! مع حضرتك
نظرت له بتحدي وتماسك وهي تهز رأسها بتنهيدهقضاء ربنا وهينفذ بأمر الله سواء هنا او هناك واللي مكتوبلي هشوفه.. دلوقت لازم امشي.. واما احتاج اني اجي تاني هاجي او ربنا يعلم ممكن تكون دي اخر مره... متشكره يا دكتور عن اذنك
نهضت من مكانها وخرجت من المكان بأكمله بينما نظر إلي طيفها ذلك الطبيب بحزن ويأس...
بقلم إيمان حجازي
إيمووو
في شقه تدل من اثاثها علي الثراء والرفاهيه كانت تجلس بجانب الشباك المطل
علي الشارع فتاه لم تكمل عامها السابع عشر بعد مرام ملامحها تعد مطابقه الوصف للدكتوره فيروز في صغرها شعر بني كثيف حريري طويل وعيون زرقاء بشره بيضاء تمتلك برائه العالم اجمع فدائما كانت لا تحب الاختلاط تقضي معظم اوقاتها في المذاكره وقراءه الكتب العلميه ليس لها اصدقاء او اخوات تتمثل حياتها في والدتها الدكتوره فيروز ووالدها زكريا التي حزنت حزنا شديدا علي فراقه ولكن وجود والدتها معها جعلها تتخطي الامر انطوائيه جدا يتملكها خوف من الناس الجدد برغم الكثير من محاولات والدتها معها ان تخرج من عزلتها تلك.. كانت تطيع والدتها وبعد ذلك لا تعطي للموضوع اهميه ..
اغلقت الكتاب الذي بيديها وتمتمت في ضيقياربي... يا ماما اتأخرتي قوي كده ليه !!
نظرت اللي الخلف فوجدت الباب يفتح فعلمت انها والدتها اتت اخيرا...
أسرعت إليها مرام وتوقفت امامهاماما حبيبتي.... كل ده!! اتأخرتي ليه كده انتي عارفه مبحبش اكون لوحدي..
نظرت لها فيروز في ضعف والم حاولت قدر المستطاع ان تخفيه عنها فهي لم تعلم شيئا عن مرض والدتها ولم ترغب فيروز في أخبارها
فيروز بحب معلش يا حبيبه ماما بس كل الحكايه اني كنت بجيب لك بيتزا ال اللي بتحبيها سخنه من العلبه اللي الفم مباشره
ضحكت مرام علي طريقه والدتها لاسعادها دائما فهي الان لاتملك من الدنيا سواها هي ملاذها الاول والاخير...
نظرت إلي علبه البيتزا بفرحه شديده تسلميلي يا مامتي
فيروز بضحكماشي يا بكاشه .. ها قوليلي
اخر امتحان امته !
مرام لسه بعد بكره
فيروزتمام والمذاكره !
مرام بضيقيا ماما هو انا بعمل حاجه ف حياتي غير المذاكره والكتب !
فغمزت لها والدتها طيب والاكل !
مرام بضحكه سريعه وهي تقضم قطعه من البيتزا اه طبعا اهم حاجه الاكل عيب عليكي !
ضحكوا سويا لبعض الوقت...بعدها شعرت فيروز بصداع شديد وكادت ان تتقيئ دما فذهبت مسرعه الي الحمام كي لا تلاحظها مرام...
كانت تكتم صرخاتها وأهاتها وتتحمل من اجل خاطر طفلتها الوحيده كي لا تراها بتلك الحاله من الضعف والألم..
ادت صلاه العشاء وظلت تدعو وتدعو بدموع منهمره ان يحفظ لها ابنتها من الثعابين المحيطه بها ...ان ينصرها ويمد بعمرها قليلا لكي تجد مخرجا لابنتها مما يبطش بها..... إلي أن غلبها النوم وغفت بمكانها من شده الوهن...
بقلم إيمان حجازي
إيمووو
روز مقولتليش يا فاروق بتفكر ف ايه دلوقت !
اشار فاروق بسبابته موضحا قصدك نويت علي ايه !
روز بسخريه لحقت تقرر !
فاروق مش محتاجه قرار يا زوزه هروح لها طبعا
نظرت لها نظره اشمئزاز وڠضب وقالت ايه هي وحشتك !
أردف في عڼف واضح وكبرياءلازم تعرفي مكانك كويس... انتي تحمدي ربنا اني نضفتك وخليتك سيده الاعمال روز قاسم ولا نسييتي اصلك !!
لتجيبه في الم وغيره شديدهمنستش اصلي ولا هنساه بس انا بحبك ومستعده اعمل اكتر من كده عشانك يا فاروق...سبت اهلي وجوزي وامي وابني وخواتي وجيت وراك بعد ما غيرت نفسي... بقي ده جزائي ليه مش عايز تتجوزني يا فاروق!
ليجيبها بتعالي بعدما ضحك بتهكماسطوانه كل مره مبتزهقيش صح!! طيب هقولهالك للمره العاشره .. انتي تحمدي ربنا اني بمتعك معايا شويه.. انتي واحده مينفعش تشيلي اسمي اخرك السرير اللي جوه ده... شاطره أوي فيه
نظرت له بجفاء وتهكم وغيرهطب وفيروز !
نظر لها بكل ڠضب لمجرد لفظ اسمهااخرسي...!!!! انتي عارفه انتي ايه وفيروز ايه كويس اوي.. علي الاقل بالنسبه لي فأياكي ثم اياكي تقارني نفسك بيها والا إنتي عارفه
هتخسري إيه ..
ثم تركها وذهب ليتجه بالمركب الي الشاطئ للعوده مره أخري إليها... شعر بأنه أشتاق لها كثيرا ولزرقاويتيها التي تسكره...
بقلم إيمان حجازي
إيمووو
صحت فيروز من غفوتها علي الم شديد وكابوس مزعج.. جلست تفكر قليلا بعدما اخذت الدواء الذي لا يجدي نفعا الا تسكين الالم قليلا ثم اخذت تفكر وتفكر وحسمت امرها ونظرت الي هاتفها وقالت لنفسها مفيش قدامي غير الحل ده يارب ينجح....
وقامت بالاتصال برقم معين وبعد قليل ارتدت ثياب الخروج وذهبت بسيارتها لمقابلة شخصا هاما.....
عادت الي منزلها بعد ان اصبحت الساعه السادسه صباحا فدعت ربها ان يتم ما تخطط له من اجل ابنتها .. قبلت مرام ولكنها جيدا وذهبت الي النوم ...
استيقظت علي صوت ابنتها وهي تهزها بفزع شديد وتعابير الخۏف تعتري أوصالهاماما اصحي يا ماما بسرعه الحقي
فتحت عيونها بهلع واضح وعرق يتصبب منها وصداع دائم اي في اي يا مرام!
مرام پذعر وخوف شديدقومي شوفي مين بيخبط بره!
فيروز وهي تتمني أن لا يكون هو من تخشاه مين !
مرام عمي فاروق
ذهبت الډماء من وجها وتلعثمت وهي لم تعد قادره علي النطق.. ازدادت ضربات قلبها خوفا شديدا وحاولت بقدر المستطاع ان تجمع شتات نفسها وتستعد لمواجهته التي كانت دائما تهرب منها وتعلم انها اتيه لا محاله...
خرجت امامها وخلفها ابتنها التي كانت تحتمي بها...
اهلا!... ازيك يا دكتوره كل ده عشان تفتحي الباب مش عيب كده يبقي عم بنتك واقف كل ده علي الباب !
قالها فاروق ببرود وثقه وهو يقف علي مشرفه باب منزلها لتجيبه فيروز في هدوء مصطنع وهي تحتضن ابنتها عايز اي يا فاروق! انا بنتي ملهاش اعمام ولا ليها صله بيك أصلا!
ليضحك فاروق متهكما ههههههههه مين اللي قال كده !!
ثم نظر الي مرام التي كانت تختبئ وراء والدتها خوفا منه واكمل في نبره حنونه كاذبه معقوله يا مرام مامتك اللي بتقوله ده!! هي معرفاكي ان انا وحش !!..لا يا مرام اوعي تسمعيلها
لكن منعته والدتها وقالت الي مرام بلهجه خوف تأمرها ادخلي اوضتك يا مرام واقفلي علي نفسك
أسرعت مرام تنفذ ما قالته لها والدتها بينما التفتت فيروز الي فاروق وأردفت پغضب شديدمش مكفيك يا فاروق كل اللي عملته...!!! عايز ايه تاني مني ومن بنتي!!.. كفايه بقه كفاااايه .. حل عننا يا أخي أنت إيه معندكش ډم
رمقها فاروق وهو يخبرها بمكنون قلبه لها عملته !! هو انا عملت ايه ! انا اللي قدمت لك قلبي وكل حياتي في سبيل رضاكي وانتي ولا اهتميتي بكلمه واحده ولا حسيتي بيا ولا قلتي مره كلمه واحده ..كلمه واحده بس تريحي بيها قلبي.. وبعد كل ده رحتي اتجوزتي اخويا اللي عمره ما كان هيحبك ربع حبي ليكي .. انا اللي انتي كسرتيه وخليتيه تايهه لا عارف يتجوز ولا يبقي له اولاد زي باقي الخلق لمجرد انه كان بيتمناهم منك انتي!.. انا اللي حتي بعد مۏت جوزك رفضتيني للمره
المليون.. ليه يا فيروز !
نظرت إليه فيروز پغضب وكراهيه هو ايه يا اخي!! .. هو بالعافيه !! مبحبكش يا فاروق ولا عمري هاحبك وفي حياتي مدخلش قلبي غير زكريا....فوق بقه واصحي لنفسك.. وبعدين انت عايز تفهمني انك جاي وبتدور عليا ليل ونهار انا بنتي بس عشان حبك ليا ليه مفكرني غبيه للدرجه دي يا فاروق !!
نظر لها فاروق بأعجاب وأردفعمرك ما كنتي غبيه يا
فيروز..بس خليكي عارفه انتي كل الفرص كانت في ايدك وانتي اللي ضيعتيها
نظرت له في ثقه وتحديمكانتش يا فاروق... هي لسه في ايدي فعلا واعمل اللي انت عايزه.. مش هتطول شعره مني ولا من بنتي ولا من فلوسها ولا حتي اللي