حي المغربلي بقلم شيماء سعيد
حركت كتفها بلا مبالاة مردفة
_ حيلك يا عم الحاج كلام حلو و موضوع و أنا كمان ده لما تبقى جوزي مش دلوقتي خالص.
الصغيرة تلعب بمشاعره بكل احترافية و هو الأحمق كل تفكيره مع ضحكتها التي خطفت قلبه من مكانها بأقل الجهود اقترب منها بمسافة قليلة إلا أنها بالنسبة لها أكثر من مهلكة تضغط على الوتر الحساس لديه و الآن دوره ليلعب معها حدق بعينيها يسحرها بطريقته الخاصة هامسا بصوت أجش
_ طيب بذمتك بټموتي فيا والا لأ !
بخجلها الفطري أعلن انتصاره عليها ليقول مكررا طلبه
_ قوليها عايز أسمعها منك..
_ بحبك...
آه
و ألف آه على حلاوة و لذة تلك الكلمة كتم أنفاسه لعدة ثواني يستمتع بترددها داخل أذنه فقط بنظرات تفيض بها المشاعر الملتهبة حرك شفتيه بمتعة
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
إلى هنا عادت الحمقاء إلى أرض الواقع من جديد و سقطت معها أحلامها أرضا لتحسم أمرها قائلة پخوف
_ عابد أنا من زمان كدبت عليك في حاجة مهمة و لازم تعرفها دلوقتي عشان نبدأ حياتنا من غير كڈب...
_ مسامحك من غير ما تقولي هي إيه لأنك لو قولتي مش ضامن هعرف أسامح و الا لا و أنا مش عايز أخسرك...
_ و لو معرفتش أنا اللي هخسرك....
______شيماء سعيد______
بقصر المسيري...
أخذت أزهار تتجول بالمكان و كأنه بالمعنى الحرفي بيت أبيها دلفت إلى المطبخ معدتها تحارب من أجل البقاء تكاد ټموت جوعا لتلقي عليها الخادمات نظرات مستفزة بالنسبة لها حركت لهم بطريقة أكثر استفزاز قائلة
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
جاءت إليها كبيرة الخدم
التي كانت تتابع تصرفاتها من البداية و أشارت إليها بكبرياء قائلة
_ أنتي يا بنت اطلعي برة مش مسموح ليكي بدخول أي مكان إلا بأمر مني أنا...
أجابتها أزهار بدهشة كبيرة
_ أنتي مين يا ولية أنتي... اللي أعرفه إن أمه مېتة و أكيد مش متجوز واحدة في سن جدو دورك إيه في البيت هنا...
رفعت السيدة زينب رأسها بشموخ قائلة
_ Im the head of the house..
مرت لحظات و أزهار صامتة لا تبدي أي رد فعل لتزيد الثانية من فخرها بنفسها المفهوم الخطأ المرتبط بالفقر هو الجهل رفعت أزهار رأسها مردفة بقوة
أنتي زينب بنت فتحية بتاعت الفراخ!
خرجت من فم المرأة شهقة قوية... هذه الفتاة فاقدة لمعنى الإحترام اقتربت منها صاړخة بوجهها
_ أنتي واحدة قليلة الأدب بتعملي إيه هنا أصلا.. ليا كلام مع فاروق بيه لما ينزل من فوق...
_ زينب...
صوته القوى أربك الجميع و أخفضوا رؤوسهن إلا هي لا تعلم لما هيبته غمرت قلبها بالسعادة
لأول مرة وقف بجوارها جسده على بعد خطوة واحدة من جسدها و عينيه تقرأ أفكارها بشكل جيد أشار إلى السيدة زينب بالاقتراب قائلا
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
هل قلبها دق الآن أم أنها تعيش بدنيا الوهم سارت معه مغيبة يحركها كما يشاء حتى وصل بها إلى غرفة السفرة جاذبا لها المقعد المجاور له ثم جلس على مقعده قائلا بابتسامته المخصصة لها
_ يا رب الشوكولاته تكون راضية عني دلوقتي! طلباتك أوامر...
لم تخجل فهذا ليس
من طبعها أو شخصيتها بل وضعت ساق على الآخر قائلة ببرود
_ بقولك إيه يا عم النحنوح أنا مش زي ما دماغك عايزة توصل خالص عشان كدة بقولك اتعدل بدل ما تريح في المستشفى كام يوم أنا إيدي بتاكل فيا عشان ترن عليك...
يصمت لها و يتقبل أفعالها بكل رحابة صدر فهذه هي متعته بالصيد الصبر و السماح للفريسة بكل الحرية كانت يشعر بزهو الإنتصار غمز لها بعينه قائلا
_ ده يوم المنى يا شوكولاته لما ندخل في حرب خاصة سوا و تكون النهاية المستشفى تعالج اللي هيطلع من الليلة خسران خافي على نفسك لأني صحة و مش أول مرة حد يدخل المستشفى على أيدي...
شهقت من وقاحته قائلة
_ تقصد ايه بكلامك ده!
قهقه بمرح مردفا بمشاكسة
_ بصي مش لازم تفهمي بس أنا واثق إن السمنة البلدي هتكون شديدة و مش محتاجة رعاية دكاترة...
ضړبت بيدها على صدرها بعدما وصل إليها معنى حديثه رغم أنها رسمت له صورة الشرير بقصة أحدهم إلا أنها لم تتوقع انحلال أخلاقه لتلك الدرجة اتسعت عيناها هامسة بذهول
_ أنت طلعت بتاع بنات يا فاروق و أنا أقول مشكلته إيه مع الشيكولاته بالمكسرات اتاريك بتاكل فيها طول النهار.
معها لحياته نكهة لذيذة مستمتعا بها لاقصي درجة ضحكة عالية تخرج من أعماق قلبه لا يستطيع أحد غيرها رؤيتها تأكد أن دواءه من الملل معها و على بعد خطوة واحدة ليصل اليه غمز لها بلمعة عين خبيثة قائلا
_ و الليل.... نهار و ليل زعلانة إني بتاع بنات! طيب ده حتى النوع ده شاحح الفترة دي من السوق ما تيجي نتجوز يمكن على إيدك أتوب.
______ شيماء سعيد______
بصباح يوم جديد استعدت فريدة بكامل نشاطها ستبدأ اليوم أولى خطوات تحقيق حلمها بالإعلام من ليلة أمس و هي تحاول إستيعاب تلك المكالمة التي أتت إليها من
أشهر القنوات التلفزيونية للتقدم لوظيفة إعلامية...
ارتدت فستان من اللون الأسود يزينه حجاب من اللون الأحمر و بعض مساحيق التجميل البسيطة نظرت إلى نفسها برضا تعلم أن بهذا الزمان الحجاب عائق كبير بطريقها إلا أنها ستخوض التجربة دون التخلي عن دينها....
خرجت من المنزل هاربة من جليلة التي لو وقعت عينيها عليها ستفعل منها قطع صغيرة..
بعد ساعة وصلت أخيرا إلى مقر القناة بقلب يدق مثل الطبول متوترة خائڤة تخشى انهدام حلمها صعدت إلى الطابق المراد مقتربة من السكرتير قائلة بهدوء
_ لو سمحت فين الانترفيو بتاع البرنامج هنا!
حدق بها الرجل لعدة ثواني يحاول فهم عن أي برنامج تتحدث! آه تلك الفتاة هي التي يريد رب عمله مقابلتها ابتسم لها برسمية قائلا
_ حضرتك آنسة فريدة الحسيني صح!
أهو ضربها بكل قوته الآن دون شعور منه أما انها من قټلت نفسها! آنسة كلمة حرمت نفسها منها بلحظة لا تعلم لها أي معنى كتمت دمعاتها المھددة بالسقوط ثم أومات إليه مردفة
_ أيوة أنا يا
فندم..
قام من مكانه مشيرا لها بالسير خلفه مردفا
_ طيب يا فندم اتفضلي معايا الفنان مصر في إنتظار حضرتك...
لم تسمعه بشكل جيد عقلها شارد بحقيقة تحاول نسيانها بقدر المستطاع سارت خلفه حتى وصلت للمكتب المنشود دلفت بمفردها و ذهب الآخر إلى عمله..
دلفت للمكان بحماس يقل مع كل خطوة تخطوها للداخل و اختفت بشكل كامل مع رؤيتها إليه يجلس على مقعد المدير يضع ساق على الآخر.
مبتسم إليها بوقار مشيرا لها بالجلوس إلا إنها ضړبت المقعد بقدمها قائلة پغضب
_ ايه البجاحة اللي أنت فيها دي مش قولتلك يا بني آدم أنت مش عايزة أشوف وشك تاني...
عاد بالمقعد للخلف رافعا حاجبه لها بتعجب مردفا
_ في إيه يا آنسة هو أنا شوفتك أو حصل بنا حاجة قبل كدة لا سمح الله! أقعدي و اهدي عشان نتعرف أنا فارس المهدي صاحب القناة
و مديرك ده لو حابه تشتغلي معانا طبعا أنتي بقي آنسة فريدة المسيري سابقا و مدام فريدة المهدي مستقبلا...
_____شيماء سعيد_____
أستغفروا الله لعلها تكون ساعه استجابه
الفصل العاشر
بداية_الرياح_نسمة
حي_المغربلين
الفراشة_شيماء_سعيد
_ فتون يلا قولي الحقيقة.. ۏجع ساعة و الا ۏجع كل ساعة يعرف الحقيقة منك بدل ما يعرفها من غيرك.....
قطع ضغطها على نفسها صوته الحنون بأنفاس ساخنة تخفف من برودة جسدها
لماذا يصعب الأمر عليها أكثر من الصعوبة أضعاف يراها ملاك و هي ترى نفسها حمقاء ألقت نفسها بداخل الچحيم بكل غباء ابتلعت لعابها مغيرة مجرى الحديث لن تعترف الآن بتلك اللحظة يستحيل على قلبها تحمل خسارته أردفت بمرح يخفي نيران مشټعلة بصدرها
_ بس الكدب و الخېانة اتنين مش واحد يا أستاذ عابد..
علم من ملامحها أن خطأها كبير و هذا جعله هو الآخر يغير مجرى الحديث لا يريد معرفة ما فعلت يكفي عليه هي فقط ربما لو علم سيوضع بخانة أخذ القرار و هو لا يقدر على ذلك الأسوأ من اتخاذ
أي قرار التراجع عنه.
ضحك إليها قائلا بنظرات ثاقبة
_ لا يا حبيبتي الاتنين واحد خنتي يبقى لازم تكدبي عشان تخفي الخېانة كدبتي يبقى لازم تعرفي إنه في حد ذاته أكبر خېانة.
بأمل ضعيف سألته
_ بس أنا متأكدة من قلبك الطيب يقدر يسامح خصوصا لو اللي غلط حد غالي عليك...
ابتسم لها نافيا
_ مفيش حاجة اسمها كدة على مقدار الحب بيكون الۏجع و الغفران بيكون أصعب إذا مكنش مستحيل كفاية نكد بقى عايزين نقول كلمتين حلوين قبل ما تنزلي وحشتيني يا بت...
غصبت وجهها على الإبتسامة قائلة بتوتر
_ هو أنت مفيش حل فيك قولتلك نقي ألفاظك إيه بت دي...
قرب وجهه منها قليلا بهيام لا يهمه أي شيء إلا وجودها معه و هذا بالنسبة إليه أكثر من كافي غمز لها مشيرا لقلبه بنبرة مستفزة
عادت إلى أرض الواقع من ليلة أمس و هي فقط تعيد حديثه على سطح المنزل برأسها انتفضت من مكانها على صوت جليلة بالخارج وضعت يدها على وجهها بتعب ها هي جليلة علمت بخروج فريدة من خلف ظهرها
_ يا ربي على دي عيلة منكم لله كلكم ها بس كدة..
جليلة من خارج الغرفة
_ أنتي يا حيوانة يا اللي اسمك فتون تعالي هنا..
_ حاضر يا قلب فتون جاية أهو...
______شيماء سعيد______
_ أنت عايز مني إيه بالظبط!
قالتها بنبرة خالية من الضعف رغم أنها هشة منكسرة مڼهارة تائهة تعيش حالة من الصدمة و عدم الاستيعاب ترفض بشدة مجرد تخيل ما حدث معها هي فريدة و ستظل فريدة رمز للجمال و الطهارة لم يحدث لها أي تغيير هي كاملة...
تضحك على حالها بتلك الكلمات لتعطي نفسها بعض القوة حتى لا تسقط و يسقط معها كل شئ سألته و هي تعلم إجابته لعبة يريد الاستمتاع بها و لكن بطريقة مختلفة لا أكثر بكبرياء رفضت الجلوس معه على نفس المكتب
و برأس مرفوعة.
بإبتسامة باردة غير مفهومة تابع تفاصيل بسيطة تصدر منها لن يتركها دق قلبه لها و إنتهى الأمر يريدها بكل ما بداخله من قوة يضع ساق على الآخر و رأسه مسنودة على ظهر المقعد رافع