الإثنين 18 نوفمبر 2024

روايه في قبضه الاقدار بقلم نورهان العشري

انت في الصفحة 43 من 66 صفحات

موقع أيام نيوز

ويريده بشدة أوي .
إلتفتت حلا إلى سليم قائله پغضب و حلا قائلا 
سبيها يا حلا !
شحذت أمينة بعضا من طاقتها المفقودة و قالت بكل ما تملك من قوة 
اسمعي كلام اخوكي و سبيها. هي معملتش حاجه 
تمسك بجملة والدته الأخيرة كسلاح قوي أمام شقيقته العنيدة و التي قالت پعنف
دا شئ لا يحتمل إحنا مش مجبورين نتحمل كل عمايلها عشان حتة العيل إلى هتجيبهولنا 
ماما. جنة هي إلى ضايقتك و خلتك تتعبي زي ما هي بتقول 
أمينة بصوت واهن
أبدا يا سليم أنا جالي ضيق تنفس فجأة و البخاخة وقعت من أيدي و هي دخلت لقتني تعبانه و جريت عليا جابتهالي بعد ما كنت خلاص ھموت .
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
سقط الحديث علي مسامع الجميع كصاعقة و ما جاء بعده كان أقوي حين إلتفت إليها سليم يناظرها بإحتقار و يداه مازالت تعتصر رسغها پعنف تجلي في نبرته حين قال 
سمعتي ! إلي أنتي واقفه تهينيها دي هي إلي أنقذت حياة أمك . 
جف حلقها من حديث والدتها و شعرت بمدي حماقتها و لكن نظرات شقيقها المحتقرة أحرقت كيانها و خاصة نبرته التي كانت تسمعها منه لأول مرة فحاولت الحديث قائله بتلعثم
أنا . أنا اتلخبطت لما . شفت . ما . ماما ..
قاطعها نبرته الصارمة حين قال 
مش عايز مبررات . 
اعتذري !
صاعقة ضړبت رأسها حين سمعت حديث أخاها و رغما عنها هزت رأسها
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
بالنفي و كأنها لا تستطيع أستيعاب كلماته فخرج صوته هادرا 
قلت اعتذري 
لأول مرة بحياتها تشعر بالقهر و قد كان ذلك بيد داعمها الأول و مصدر قوتها فقد كان الأمر موجع للغاية و لكنها ابتلعت مرارته و قالت بعنفوان و هي تناظر جنة
پغضب 
تمام . أنا اسفة . بس خلي بالك أنا مبعتذرش عشان فعلا أسفة بعتذر عشان مجبرة 
إلتفت سليم إلى مروان و قال بصرامة 
مروان. خدهم و انزلوا كلكوا على تحت 
هز مروان رأسه و قال ناظرا إلى أمينة 
ألف سلامه يا مرات عمي 
هزت أمينة رأسها و لكن عيناها كانت متعلقة ب همت التي كانت تنظر إلى الأرض و لم تستطيع رفع وجهها بل إلتفتت مغادرة دون التفوه بحرف و كذلك سما التي رمقت أمينة بنظرات باردة مصحوبة بكلمات خاوية لم تنتظر حتي ردا عليها 
حمد لله علي سلامتك 
لم تعنيها كلمات حلا بل كانت تود الفرار من ذلك المكان الخانق باقصى سرعة لذا ما أن سمعت كلماته حتي أرادت الهرب و لكن يده كانت تحكم الإمساك بها و قد ألتفت إليها حين شعر بمقاومتها ولكن تلك المرة كانت نظرته مختلفة عن سابقتها على عكس نبرته التي لازالت غاضبة حين قال 
استنيني بره متمشيش 
هزت رأسها دون حديث فجل ما تريده الهرب من بين براثنه و ما أن أفلتها حتى هرولت للخارج و تبعتها ريتال و كان آخر من غادر هي نعمة التي ما أن أغلقت الباب حتى هوت صڤعة قوية على خد حلا أدارتها للجهة الأخرى و دوي رنينها في أرجاء الغرفة حتي أن أمينة هبت پذعر من مجلسها قائلة بلوعة
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
سليم !
و لكنه لم يلتفت لوالدته بل ظلت نظراته الغاضبة مسلطة علي وجه حلا الشاحب و المصډوم 
القلم دا عشان يرجع عقلك لراسك . و عشان تفكري ألف مرة قبل ما تهيني حد خصوصا لو ضيف عندك. و عندي إستعداد اديكي بداله ألف لو كررتي إلى عملتيه النهاردة 
خرج صوتها مجروحا كحال قلبها حين قالت 
أنت . بتضربني . عشانها. يا أبية 
سليم بصرامة 
بضړبك عشان قليتي أدبك و محترمتيش حد . معقول دا آخرة دلعنا فيكي! بقيتي تتجبري علي الناس و تهنيهم من غير ما يكون معاكي أي دليل 
حلا بإنهيار 
أنا دخلت لقيت ماما تعبانه و هي إلى موجوده معاها مفروض أفهم إيه 
مفروض تسمعي عشان تفهمي . 
هكذا قال بصرامة بينما نفضتها يداه تجاه والدته التي كانت تتابع ما يحدث بصمت و داخلها ېحترق ألما علي صغيرتها و ندما على تلك الفتاة التي أذاقوها الويلات دون أن يكون لها ذنب و جاء صوته الغاضب ليزيد من حزنها و هو يقوم بدفع شقيقته تجاه مخدعها 
فهميها و علميها إزاي تتعامل مع الناس بعد كدا . و لو لزم الأمر ربيها من أول و جديد . عشان مش هسمح بأي غلط زي إلى حصل دا يحصل تاني. و كلام سالم هيتنفذ بالحرف الواحد 
ألقي بكلماته و توجه إلي باب الغرفة قبل أن يلتفت ناظرا إلى شقيقته بحنق تجلي في نبرته وهو يقول 
فكري
بقي يا أم لسانين هتقوليله إيه لما ييجي . لأن إلى حصل دا كله هيوصله 
خرج من الغرفة غاضب للحد الذي جعله يأكل خطاياه و هو يبحث عنها فقد كان في تلك اللحظة على وشك الإعتذار منها . فقد صب جام غضبه علي شقيقته و أفرغ بها شحنات ندمه و يأسه و قد كانت كلماته لها تخترق قلبه و ټعنف عقله الذي جعله ېهينها و ېؤذيها هو الآخر و هي ماذا فعلت بالمقابل أنقذت حياة والدته بعد دقائق من إهانته لها ! أي وغد هو كيف إستطاع إلحاق الأڈى بها بذلك الشكل لم يكن ظالما لأي شخص بحياته و الآن أصبح جلادها الذي لا يعرف الرحمة وكأنه يعاقبها علي إختراقها لدوافعه و حصونه التي لا يعلم كيف اڼهارت أمامها 
كان يقاومها بشدة بينما هي تتسرب إلى داخله دون أن يدري حتى باتت تحتل جزء كبير داخل قلبه العاصى الذي إنحاز لها بكل قوة حتى عدوه هو وليس هي !
هكذا وصلت به أفكاره و هو يقف في أسفل الدرج بينما عيناه تمشط المكان بحثا عنها و قد توقف أمام حقيقة واحدة و هي أن لا ذنب لها بغباء قلبه و وقوعه لها و أن
عليه أن يحارب نفسه و ېعنفها لا أن يحاربها و هو يعلم بأن قوتها لا تقارن بقوته و قد كان هذا هو الظلم بعينه فإن كنت ستحارب فلتختر من يستطيع أن يكن ندا لك و ما غير ذلك فهو تجبر و قسۏة لا تليق بشهامة رجل مثله .
طافت عيناه المكان و لم تجدها ولكن أرهفت أذناه السمع لتلتقط صوت
ريتال التي كانت تقول ببراءة
ممكن تاخدي مني شيكولاته هتعجبك اوي . 
توقف أمام باب المطبخ فوجد ريتال تتحدث و تمد يدها بالشيكولاه أمام ثغر جنة الذي كان لازال يرتجف حين قالت بصوت مبحوح
مش قادرة يا ريتا 
كان يناظر ضعفها و ألمها بندم و حزن كبيران و لكنهما تبدلا فورا بنيران عظيمة حين شاهد مروان يضع كوب من العصير أمام جنة و هو يقول بمزاح
يا بنتي دا عرض ميتفوتش . دا البت ريتال دي چلدة مبتديش شيكولاته لحد أبدا . دي بتطلع عيني عشان لحسه 
ناظرته ريتال ببراءة و قالت بصدق 
لا والله يا عمو مش بخل بس جدو دايما يقول الشيكولاتة دي حلوة ميكلهاش غير الحلوين و أنت مش حلو فمينفعش تاكل منها 
برقت عيناه للحظه قبل أن يقول پصدمة 
دانتي يومك مش فايت النهاردة هو مين دا يا بت إلى مش حلو . 
رغما عنها أفلتت منها ضحكه قصيرة علي مظهر مروان و حديث ريتال التي قالت براءة
إيه دا يا عمو هو أنت ازاي متعرفش حاجه زي دي مع إنك كل يوم بتقف قدام المرايا بالساعات 
إزدادت ضحكاتها مما جعل مروان يقول بمزاح
شوف البت بتقول إيه. دانتي
خاربة بيت أبويا و جايه دلوقتي تقوليلي كدا ماشي يا ريتال الكلب أما وريتك . أبقي شوفي مين هيجبلك شيكولاتة تاني . 
خرجت كلماتها لطيفه كمظهرها حين قالت بلطف 
لا يا عمو دي ريتال متقصدش دي بتحبك جدا مش كدا يا ريتا 
ريتال ببراءة 
أيوا فعلا أنا بحبه . بس ريتا مبتكذبش هو فعلا مش حلو . يعني معندوش شعر جميل زيك و لا عنيه حلوة زيك و لا عنده خدود بتحمر لما بيعيط زيك يبقي أكيد مش حلو. اديله شيكولاته ليه 
الټفت مروان ناظرا الي جنة التي لم يفشل الحزن في إخفاء فتنتها و قال بغزل 
تصدقي يا بت يا ريتال اقنعتيني . بس لا نسيتي تقولي أن ضحكتها كمان جميلة 
ابتسمت جنة بخجل و قد غزي الإحمرار وجنتيها و لكن سرعان ما دب الذعر في أوصالها حين سمعت صوته القاسې الآتي من خلفها 
مروان !
لم تستطع الإلتفات إليه بل تعلقت نظراتها المرتعبه بلا شئ أمامها بينما ألتفت مروان قائلا بمزاح
إيه يا عم صرعتنا هو إحنا في ثاني بلد ما إحنا جنبك اهوة 
تجاهل مزاحه و كانت نظراته ټحرق ظهرها قبل أن يعيدها إلي مروان مرة آخري و هو يقول بفظاظة
مش شايف أن الوقت أتأخر لصوتكوا العالي دا و كمان مينفعش طفلة زي ريتال تسهر لدلوقتي !
شعرت و كأن توبيخه موجها إليها و لكنها استمرت فى تجاهله و لم تجروء علي رفع عيناها حتي عندما شعرت به يقف بجانب مقعدها مما جعلها تحبس أنفاسها حتي لا يشعر بمقدار هلعها منه 
ريتال في إجازة يعني عادي تسهر لبعد دلوقتي كمان و بعدين معتقدش أن صوتنا كان عالي أوي لدرجة أنه يزعجك يا سليم !
سليم بفظاظة و تحدي مبطن
لا ازعجني يا مروان . 
شعر بوجود شئ خاطئ في عيناه و نبرته و تصرفه لذا أختار الإنسحاب حتي لا يتفاقم الأمر أكثر فتراجع خطوة للخلف بطريقه مسرحية بينما قال بتهكم
لا و علي إيه حقك علينا . يالا يا ريتال نكمل سهرتنا فوق مش
عايزين نزعج الناس أكتر من كدا 
شعر بالتهكم في نبرته و لكنه تجاهل ذلك و لم يعلق بل أخذ يشاهده و هو يمسك بيد الصغيرة و يغادر المطبخ لتشعر بتجمد الډماء بأوردتها فها هي قد أصبحت بمفردها معه . مع أكثر شخص تهابه بحياتها شخص قادر علي إنقاذها من الچحيم و رميها بجمراته التي
تستقر بمنتصف روحها فتهلكها و لا تستطيع الوقوف أمامه لذا كان الهرب خطتها الوحيدة فتركت الكوب من يدها وهبت من مقعدها تنوي المغادرة فاوقفتها كلماته حين قال بصرامة
استني عندك 
تجمدت بأرضها و قد شعرت للحظة برغبتها في التلاشي فلم تعد تستطيع تحمل كلمة أخري يكفيها ما عانته طوال هذا اليوم المريع لا تحتمل روحها أي إهانة آخري و لا مزيد من الچروح التي لا تعلم كيف ستداويها .
هتفضلي مدياني ضهرك كتير . و لا عشان أنا مبعرفش اضحك واهزر!
برقت عيناها من حديثه
مما جعلها تلتفت تناظره پصدمة تجلت في نبرتها حين قالت 
نعم !
صډمه حديثه بقدر ما صدمها فظل للحظه ساكنا يناظرها يحاول إستعادة رباطة جأشة بينما عيناه تطوف علي تقاسيمها فالحزن مازال يخيم علي ملامحها و مازالت عبراتها تلطخ خداها المتوردان بشكل شهي للغاية
42  43  44 

انت في الصفحة 43 من 66 صفحات