روايه عيون مصعوبه
ما هنسي رد فعلك مع أمي وإنك مش كنتي فظة وانتقمتي منها شكرا انك راعيتي سنها ومكانتها عندي ومشيتي المركب وحقك عليا مليون مرة علي اللي حصل منها واوعدك ده مش هيتكرر تاني مش أمي بس اللي اتعلمت الدرس أنا كمان فهمت الفرق بين اني اكون طيب ومطيع لدرجة العمى واني اسيب حد يستغلني حتى لو أقرب الناس مش هخلط تاني الأمور واسيبكم تحت رحمة حد حتى لو كانت امي محدش بعد كده هيعرف عننا حاجة
تنهدت ومازلت قابعه بين أحضانه مغمغمة كلنا بنغلط يا يونس المهم اننا نتراجع ونصلح غلطنا قبل فوات الآوان ثم رفعت وجهها إليه أنا عمري ما همنعك تأدي واجبك ناحية أمك واخواتك ولا اخليك تقسى عليهم كل اللي طالباه ميزان عدل مايظلمش حد فينا يعني ولا تظلمنا عشان أهلك ولا تظلم أهلك علشانا وفي نفس الوقت كل واحد يعرف حقوقه تساعد اخواتك ماشي بس بدون ما حد يستغلك ويستحل شقاك اللي بناتك أولي بيه لأنهم مالهمش غيرك أمانتك اللي هتتسئل عنها يوم القيامة
رفعت رأسها إليه ومازحته طب خلي امك تديني سجادتي الغالية وصواني التيفال
قهقة وقال وغلاوتك لاشتريلك أغلي سجادة تعجبك وتشاوري عليها وطقم تيفال كامل
يونس عامل ايه يا اخويا
رمقه بنظرة ذات مغزي وقال الحمد لله
يا حسان بخير
طب مش ناوي تجيب مراتك والبنات وتتغدي عندي يوم قبل ما تسافر تاني
صمت برهة ثم قال باقتضاب خليها للظروف
وهم بالسير بعيدا ليوقفه شقيقه استني عايز اكلمك ظل يونس يواليه ظهره صامتا فاستطرد الأخر أنا ماكنتش اعرف ايه اللي بيحصل بين مراتك وامي انت عارف اني بخلص شغلي اخر الليل وباكل لقمة مع العيال
إن ايه كمل يا حسان أنت في نفس البيت عايز تقولي ولا مرة حاولت تسأل علي بنات اخوك ومراته تطمن بنفسك كنت مستني صدفة تجمعك بيهم عشان تفهم اللي حاصل ولا كنت شايف وقلت وانا مالي اهم حريم و يصطفلوا
اهتزت حدقتي حسان بتوتر فقال يونس أنت اخويا وعارف طبعك طول عمرك تحب تبقي مع نفسك ومالكش دعوة بحد بس يعز عليا يا اخويا ان بناتي ومراتي يحصل فيهم كده وانت معاهم بيتقفل عليكم باب عمارة واحدة كنت فاكر لما اسيبهم هنا هيكونوا في حمايتك كنت فاكرك عيني وسطيهم وقت الجد هتسد مكاني بس كل واحد فيكم اتعود يفكر في نفسه وبس اتعودتم تاخدوا وماتدوش
أوقفه ثانيا واقترب ليواجهه حقك عليا يا اخويا أنت طول عمرك كبيرنا وفي مقام ابونا رغم ان فرق العمر مش كتير أنا فعلا كبرت دماغي وعملت نفسي مش فاهم وقلت امي تتصرف زي ما هي عايزة واكيد انت عارف وموافق بس كان لازم اهتم واراعيهم واسد اللي امي قصرت فيه سامح اخوك الصغير يا يونس ولو عايز تسيبهم في مصر عشان توفر لهم قرشين اطمن أقسم بالله ما هغفل عنهم تاني وهيكونوا في رقبتي وده قسم هتحاسب عليه قصاد ربنا ووائل هعرفه ازاي ينشف ويعتمد علي نفسه مش هسيبه لامي تدلعه وتحل مشاكله زي الأول المهم ماتمشيش زعلان مننا عشان خاطري
مهما حدث لا يساعه إلا أن يغفر لهم هم أهله واحبائه وبمثابة صغاره بسط ذراعيه يدعوه لعناق فتلقفه حسان بقوة وأسفه يغمر وجهه فربت عليه يونس خلاص يا حسان احنا اخوات مهما حصل والزعل راح لحاله أما رضوى والبنات انا هاخدهم معايا لأن لقيت ان مافيش حاجة تستاهل ابعدهم عني
ثم مازحه وهو يبتعد عنه بس مش هسافر قبل ما تعملي عزومة رومي وبط ومحشي من بتاع زمان
منحه ضحكة دامعه وقال من عيوني حالا هشتري الطلبات لمراتي وهتشتغل فيهم من دلوقت
لا ياسبع خليها الجمعة يوم أجازتك انهاردة أخو مراتي عازمنا عنده يلا روح شوف رزقك ربنا يوفقك
كاد ان يغادر لكنه استدار ثانيا يقول بجد مش زعلان يا يونس
ابتسم رابتا علي كتفه كأنك مش عارفني
أطيب قلب في العالم كله أنت الوحيد اللي طالع لابويا الله يرحمه اخدت كل حنيته وأخلاقه
الله يرحمه يا حسان الله يرحمه
يلا بقي روح لحالك وبالليل نتكلم
ماشي يا اخويا
بجد يابابا هنرجع معاك يعني خلاص مش هتسيبنا لوحدنا تاني
ربت على رأس ابنته حفصة لا ياحبيبتي مش هسيبكم منين ما اكون هتبقوا معايا
أبرار أنا فرحانة أوي يا بابا انك هتاخدنا عشان خاطري ما تسبناش لوحدنا تاني ابدا
تنهد وطيف حزين غزى خياله وقال مټخافيش يا بنتي مش هيحصل روحي بقي نادي ماما وحفصة عشان ننزل نقعد مع تيتة وأعمامك شوية خلاص بكرة مسافرين
حاضر هشوف خلصت رص الشنط ولا لسه
ماما خلصتي بابا بيقولك يلا عشان ننزل لتيتة
أنزلوا وانا هحصلكم