روايه نذير شؤم
....
فى الثالثة عصرا ...
كانت قد انتهت من غداءها ورتبت شقتها ثم ارتدت فستان أبيض به ورود حمراء صغيره ووضعت هذه المره وشاح مختلف عن وشاحها المعتاد وضعت حجاب صغير لفته حول شعرها بإهمال فهى ليست محجبه فى طبيعة الحال ومعظم أهالى منطقتها والمناطق المجاوره هكذا قليل منهم هو من يرتدى الحجاب حقا والباقى يضع وشاح فوق رأسه كعاده من عادتهم ارتدت وشاح صغير من اللون الأحمر ظهر منه خصلات شعرها من الأمام وكذلك طول شعرها من الخلف وارتدت خفها وترجلت للطابق السفلى حيث عيادة الطبيب يوسف المهدى ...
_
دلفت للشقه التى أصبحت مركز طبى ولم تنتبه للافته الموجوده بجوار الباب ..وجدت يوسف جالسا على أحد المقاعد الموجوده فى الصاله المعده لإستراحة المرضى ينتظر قدومها رفع رأسه عن هاتفه حين شعر بدلوفها كاد يتحدث لكن تجمدت الكلمات على لسانه حين طالعها بمظهرها الغريب عليه لم يعتاد رؤيتها بألوان فاتحه كالآن لكنها بدت رائعه عليها بل بدت هى فاتنه بها وخصلات شعرها الشقراء التى ظهرت بوضوح انتبه على حديثها ولكنه لم يدرى ماذا قالت وقف محمحما بحرج وقال
اختضبت وجنتيها بالحمره حين شعرت بنظراته إليها وهى تقول
كنت بسأل هى العياده لسه مفتحتش
لا النهارده مفيش عياده حنة محمد أخويا النهارده والفرح بكره فالنهارده وبكره أجازه ..بس قولت أعرفك نظام الشغل وأسيبلك مفتاح العياده عشان تبقى تنزلى تفتحى قبل ما اجى .
مرت ثلاث دقائق يشرح لها فيهم طبيعة عملها حتى هتفت له باستفسار
صحيح نسيت أسألك هو أنت دكتور ايه
رد بتقرير
دكتور نسا وتوليد ..
شهقت وهى تنتفض واقفه وتردد بذهول
نهارك أسوود .
اتسعت عيناه پصدمه من ردها وقال بتحذير
وأين نواره الآن ! وهل تعى نواره ما يحدث حولها بعدما نطق اسمها لأول مره منذ رأته ! رعشه بسيطه دغدغت جسدها وحواسها وهى تستمع لإسمها من نبرته المميزه مابها هى وماذا يحدث معها !
نواره !
رددها يوسف بتنبيه حين انتبه لشرودها فنظرت له وهى تردد
بتذمر
ملقتش غير النسا والتوليد ! مجال غريب يعنى !
عادى ما فى كتير دكاتره رجاله نسا وتوليد انتى أول مره تشوفى دكتور نسا راجل !
نفت برأسها وهى تقول
لأ شوفت .
نظر لها قليلا ثم قال بتوتر قليل
بالمناسبه حاولى تلبسى زى ماكنت بتلبسى الأول بالنسبه للطرحه يعنى بلاش الطرحه القصيره دى وكمان الالوان الفاتحه أوى دى بتلفت النظر ....
أدرك استغرابها فقال مبررا
أنت عارفه المناطق الشعبيه وكنت فى واحده منهم وهنا بييجى رجاله مع مراتتهم وأكيد مش كلهم محترمين فعشان محدش يضايقك منهم وكمان عشان محدش يقول عليك كلمه وأنت عارفه كلام الناس مبيسيبوش حد فى حاله .
اقتنعت بحديثه رغم أنه لم يكن الحقيقه هو فقط لم يحب أن يراها أحد هكذا فيفتن بها كما فتن هو لكنها رغم كذبه اقتنعت وردت بهدوء
معاك حق طيب هطلع أنا مدام مفيش عياده النهارده ..
ابتسم براحه حين اقتنعت بحديثه فقد ظن أنها ستجادله وقال
ردت بحرج
ايوه بس ...
قاطعها بإصرار وهو يقول
ده كلام الحاج أنا بوصله بس ...
امتعضت ملامحها وهى تسأله
يعنى أنت مش عاوزنى أجى
نفى برأسه سريعا وهو يقول
لا طبعا مش قصدى أنا بس بقولك كده عشان توافقى تيجى .
ابتسمت بسعاده وهى تقول بلؤم
وأنا مقدرش أرفض كلمه للحاج ..
ابتسم لها ابتسامه جانبيه ساحره فبادلته ابتسامته بخجل قبل أن تنسحب ذاهبه ....
شهران مروا دون جديد ...
فقط تقربت نواره من عائلة المهدى أكثر وأكثر وخاصة النساء بالطبع ..
كانت جالسه فى العياده وهى تنظر للمرضى بضيق لم عليهم أن يكونوا جميعا نساء ! ماهذا الحمق أليس هو طبيب نساء ! أخذت تهز قدمها بضيق مؤخرا بدأت لا تطيق هذا الجمع الغفير من النساء الذى يأتى له وأكثر ما يثير غيظها ويزيد اشتعالها إن جاءت أحدهم لتلد فهو مخصص غرفه بها جميع مستلزمات غرفة العمليات يقوم بها بعمليات الولاده انتبهت لخروج المريضه من غرفته وكادت تدلف التاليه ولكن رن الجرس الصغير معلنا إنه يحتاجها أوقفت المريضه ودلفت هى ...
سألها وهو ينزع قفازه الطبى
باقى كام بره يانواره
ردت بضيق
خمسه .
رفع نظره لها وهو يسألها بإهتمام
مالك مضايقه ليه
كادت تجيبه لكنهما انتفضا على صوت صړاخ عال يأتى من الخارج ركض يوسف واتبعته هى لشرفة الغرفه ليهتف يوسف بفزع وهو يركض للداخل
الصړيخ جاى من بيتنا .
ركض بعدما نزع معطفه الطبى للأسفل
...
وقفت هى وقد تصلبت قدماها فى الشرفه وتنظر لمنزل المهدى الذى يبعد عنهما ثلاث بيوت فقط ..
رأت تجمع الناس وركض يوسف فى الحاره متجها للمنزل ..
تعالى الصړاخ أكثر وأكثر واستمعت لصوت أحد الماره أسفل الشرفه حين سأله آخر
هو فى ايه فى بيت الكبير
رد الأخير بأسف وحزن........
يتبع
نذي ر ش ؤم
الجزء الخامس
المصائب لا تأتى فرادى
_هو فى ايه فى بيت الكبير
رد الأخير بحزن
بيقولوا الست رحاب تعيش أنت .
شهقت نواره بفزع وهى ټضرب بيدها على صدرها مردده
يالهوى ماټت !
وبعدها وجدت نفسها تركض للأسفل متجهه لبيت المهدى ..
دلفت من بين الحشد المجتمع أمام باب البيت بصعوبه حتى استطاعت الوصول للداخل وأصوات الصړاخ قد توقفت ...
وقفت أمام باب الشقه المفتوح متردده فى الدخول فهل من حقها أن تدخل أم سيبدو الأمر تطفل سخيف منها أنهى ترددها خروج زينب زوجة إبراهيم وهى تسند سمر المڼهاره فى البكاء حتى أن قدميها لا تحملها هتفت زينب پبكاء فور أن رأت نواره
نواره ساعدينى ندخلها شقة حماتى .
أسرعت نواره تسندها معها ودلفوا بها للشقه المجاوره شقة سريه أخذت سمر تبكى بنحيب وصړاخ خاڤت خوفا من أبيها الذى صړخ بها بالداخل رافضا صړاخها أجلساها فى صالة الشقه الأخرى فأخذت ټضرب بكفيها على فخذيها وهى تغمغم
آه يا أما آآآه ..مشيت بدرى يا أما سبتينى ليه ده أنا لسه محتاجاك .
انهمرت دموع نواره على حالتها وهى تتذكر حالتها المشابهه لها حين توفت والدتها مع اختلاف الوضع فهى كانت مصيبتها مصيبتان فقدنها أمها وأنها أصبحت بمفردها أما سمر فلديها أسره كامله تعلم أن لا أحد يعوض مكان الأم لكن تبقى مصيبتها أهون ومع الوقت ستهدأ قليلا وتنشغل مع عائلتها لكن هى حين تعود يوميا لتجد نفسها بمفردها وتأكل بمفردها ولاتجد أحد يؤنسها ...
تنهدت بحزن وهى تقترب من سمر لتواسيها فقد أصبحت قريبه لها فى الفتره الأخيره
اهدى يا سمر اهدى يا حبيبتى وادعيلها بالرحمه .
شهقت پبكاء وهى ترد
كانت لسه بتكلمنى يا نواره قالتلى هدخل اصلى العشا واعملى كوبيتين شاى نقعد نشربهم فى البلكونه دخلت بعد شويه لما استغيبتها لاقيتها واقعه على سجادة الصلاه ومبتردش عليا ماټت ..أمى ماټت يازينب ..راحت وسابتنى خلاص .
اقتربت زينب منها ټحتضنها پبكاء وهتفت نواره وهى تجلس بجوارها من الجهه الأخرى
أمك ماټت أحسن مۏته يا سمر ده أنت المفروض تفرحيلها بحسن الخاتمه يا حبيبتى .
جلس أمام والدته على
الفراش ينظر لها بصمت الصدمه لم يدركها بعد مازال مصډوما من رحيل والدته المفاجئ لم تشتك من شئ ولم تكن مريضه ! ذهبت فجأه هكذا دون أى مقدمات ! ظل ينظر لها بعدم استيعاب حتى دلف والده بثقل وهو يستند على عصاه يرمى حمله عليها وقال بصوت مخټنق
المغسله زمانها على وصول ...وبعت إبراهيم يجيب الكفن سيبنى مع أمك شويه يا يوسف .
توقف بآليه تامه وعقله بدأ يستوعب الأمر خرج ولم يخرج من الغرفه فقط بل من الشقه بأكملها وجلس على الدرج أمام باب الشقه يشعر بالاختناق وكأن المنزل أصبح كفتحة الإبره ...
جلس أمامها على الفراش بعد خروج ولده وأدمعت عيناه وهو ينظر لها وبدأ بالحديث
متفقناش إنك هتسبينى بدرى كده يا رحاب كنت فاكر أنى هفارق قبلك بس أنت سبقتينى عشت معايا على الحلوه والمره واستحملت معايا كتير كنت ونعمه الزوجه وكنت بتعاملى إبراهيم ومحمد كأنهم ولادك وعمرك ما قبلتى إنى أظلم سريه رغم أنك كنت يادوب مفتش أسبوع على جوازنا وقولتيلى روحلها يا حاج وأقعد معاها كام يوم عشان متحسش أنك هتملها وترمى طوبتها عشان لاقيت بديل طول عمرك طيبه وحقنيه وأولادك طالعينلك هتوحشينى يا رحاب هتوحشينى ويعز عليا فراقك ربنا يجمعنى بيك قريب على خير .
_
دلف محمد لشقة سريه وهو يقول
حد ييجى عشان المغسله جايه وأمى هتبقى معاها جوه بس هيحتاجوا حد يناولهم المايه .
هتفت نواره حين وجدت زينب هى الأخرى مڼهاره بالبكاء مع سمر التى بين أحضانها
ينفع أجى أنا
أومئ بإرهاق
تعالى يانواره عشان يمنى مش هنا عند أهلها أنا بعتلها بس بيت أهلها بعيد .
وقفت سريعا وهى تقول
مش مشكله تيجى براحتها .
سبقها محمد للخارج فوجد يوسف جالسا على الدرج أمام باب الشقه لم يلاحظه فى بداية الأمر لبعد الدرج قليلا عن باب الشقه لكنه انتبه له الآن اتجه له حتى وقف جواره فوضع كفه على كتف الأخير وهو يقول
وحد الله يا يوسف .
غمغم بهدوء رغم ملامحه التى تصرخ حزنا
ونعم بالله .
خرجت من شقة سريه لتجد يوسف جالسا على الدرج و أخيه يقف بجواره كادت تتجه له لكن قطعها وصول المغسله فوقف يوسف سريعا متجها للشقه دون حديث ..
اتبعه الجميع فاستمعوا ليوسف يقول لأبيه الذى خرج من الغرفه للتو
أنا عاوز أقعد معاها شويه
.
نظر منتصر للمغسله والمغسله التى دلفت يحملها صبيان من أهل المنطقه وأعاد النظر لولده فقال بتنهيده
متتأخرش .
دلف سريعا للداخل مغلقا الباب خلفه ...
لتشهد الدقائق التاليه انهياره كطفل صغير بين أحضان والدته للمره الأخيره ...
أسبوع مر ولم ترى يوسف من حينها لقد اعتكف بعيدا عن كل شئ حتى أنها عندما تذهب لترى سمر وتطمئن عليها لا تراه فقد فضل البقاء فى شقته مبتعدا عن الجميع ذهبت اليوم كعادتها فى الأيام الماضيه للإطمئنان على سمر فقابلته أثناء دلوفها من باب المنزل وقفت تنظر له بصمت تتفحص مظهره الذى بدى عليه الاختلاف .. بدا وجهه أنحف وعيناه غائره والهالات السوداء ظهرت بوضوح أسفلها وذقنه الناميه على غير العاده لم يكن بحاله جيده أبدا .. قطع شرودها صوته المبحوح الجاد
تعالى عشان هنفتح العياده .
أومأت له سريعا موافقه وارتدت للخلف كى تفسح له الطريق فخرج متجها لعيادته وتبعته هى بصمت ...
وصلا للعياده ودلف لغرفة الكشف فتبعته وهى تسأله بهدوء
تحب اعملك قهوه
أومئ بصمت فنظرت له لثوانى بتفحص ثم هتفت
بس هو أنت كلت
زفر بإرهاق وقال
أعملى القهوه يانواره .
أومأت بموافقه وهى تدرك أنه لم يأكل فحين كانت جالسه ذات مره مع زينب وسمر قالت زينب حينها أنه لا يهبط