روايه مذاق العشق
فاهماها ومحتاجة مساعدتك أنا عارفة أن مستواك فى الانجليزي فوق الممتاز
استند زين بمرفقيه على سياج السلم قائلا بس كدة يلا ابتسمت وهي تتبعه الى احد المقاعد القريبة في غرفة الاستقبال جلس وانتظرها تجلس في مقابله وتضع كتبها على المنضدة أمامها في اللحظة التى كان يضع فيها هاتفه فتلامست أنامله بظهر كفها لمسة لم يشعر هو بها الا أنها كانت أشبه بمس كهربائي عڼيف اصابها فانتفضت للخلف ضيق زين عينيه في اهتمام قائلا سمر مالك فيه حاجة ازدردت ريقها المحمل بتوترها الزائد وهي تجمع شعرها الى كتفها الأيمن قائلة بنبرة تحمل تبعثر وشتات امرها لا مفيش حاجة يلا نبدأ تنهد في حيرة وهو يفتح كتابا أمامه ويطالعه في دقة لحظات قصيرة استغرق فيها بتركيزه ليعطها الفرصة في تأمله والاستمتاع بقربه كما يحلو لها زين يزداد وسامة مع الوقت شعره الكثيف الذي يحتفظ بلونه البني الداكن منذ الطفولة وعينيه العسليتين التي يبرز صفاء لونها هذا الحليب النقي الذي يحطهما لكنه تعكر اليوم بحمرة خفيفة ربما كانت ناتجة من ارهاقه في العمل تنهدت في عمق العمل !! هناك فتاة في العمل تمثل خطۏرة لديها الان هناك أخرى تحدث عنها بكل حماس واعجاب اخرى لا يمكنها أن تحمل له معشار ما تحمله هي نظرت الى أصابعه الرفيعة وهي تقلب في صفحات الكتاب وتتساءل ماذا تنتظر لتخبره بحبها الى متى ستظل تاركته على اعتقاده بأنها تعده أخا لها لماذا لا تخرج الكلمة بنفس سلاسة جريان حبها في كيانها بأكمله لا بد أن توثقها لا بد أن تخبره بها قبل أن ټندم على كتمها بعد ذلك أخذت نفسا عميقا كأنها تستعد للغطس بأعمق البحار قبل أن تناديه زين
ضيق محمود عينيه قائلا تفتكرى يكون عاوز سمر
هزت سميرة كتفيها قائلة وليه لا من زمان وهما منسجمين مع بعض
قلب محمود شفتيه قائلا ممكن يكون حب اخوي مش اكتر احنا لو فكرنا نجوزهاله مش هيعترض بس البنت كدة ممكن يظلمها معاه
اومأت سميرة برأسها وهي تنظر لهما فواصل محمود على فكرة يا سميرة أنا وافقت النهاردة على خطوبة ايتن وحسام
قالت سميرة فى توتر انت عارف اني متمناش لايتن حد أحسن من حسام بس هيا مش هتوافق هتغصبها يعني تتجوزه
تنهد محمود قائلا لا مش هغصبها تتجوزه بس هغصبها تعرفه عن قرب هيتخطبو فترة وبعدها نشوف
مررت سميرة يدها على رأسها قائلة ربنا يستر ونظرت الى زوجها نظرة ذات معنى وقالت وبالنسبة للبيه الكبير هنفضل سايبينو كدة واضافت فى همس أنا حاسة من طريقة كلامه انه بدأ يميل للبنت
ابتسم محمود قائلا بس ابنك مش بالسهل يعترف بده
عقد محمود حاجبيه فى دهشة فواصلت سميرة في استمتاع اسمعني وانا هقولك واستمع الى ما قالته وقد كان هذا هو الجنون بعينه الا إنه بالنسبة ليوسف المنطق الوحيد
الفصل الخامس
راقبتها في ألم وهي تتتلقى صډمتها وتبكي كما لم تبكي من قبل صغيرتها المدللة التى تخشى دوما تهورها ترفض ما أقروه بشأنها مهما حاولت اقناعها أنها مجرد تجربة ليس أكثر تمنت لو ضمتها الى صدرها بقوة لتهدأ ولكن الموقف ربما احتاج هذه المرة قليلا من القسۏة وبعضا من الحزم
مفيش داعى للى بتعمليه ده على فكرة قالتها سميرة وهي تربت على ظهر ايتن التي كانت تنتحب بشدة وهي تقول انا يا ماما انا تجوزونى حسام ليه حرام عليكو
حاولت أمها كتم انفعالها من غرورها المعتاد حتى وهي بهذا الحال وقالت وبعدين يا ايتن هتزعليني منك ليه
نهضت ايتن وهي تمسح عينيها بظهر كفها وتقول انتو مش بتحبوني ابدا انتو بتحبو حسام وبس وعايزين تفرحوه حتى على حسابي انا
نهضت سميرة وربتت على كتفها قائلة في لوم فى أب وأم ميتمنوش السعادة لولادهم
ردت ايتن في عصبية امتزجت بنحيبها وانتي شايفة ان حسام ممكن يسعدني انا مبحبووش يا ماما مش بطيقه
تنهدت سميرة وهي تمسح دموعها بابهاميها قائلة يا حبيبتى محدش هيغصبك انتو هتتخطبو فترة كدة وبعدين لو مش قادرة خلاص
نظرت لها ايتن فى شك فواصلت سميرة وهى ترتب خصلات شعرها التى تبعثرت من الانفعال اهدى بقا شوية انتى مش بتثقى فى كلام امك ولا ايه
تمعنت بها ايتن طويلا ولم تستطع أن تخفي غيظها فقالت اشمعنى انا
عقدت أمها حاجبيها فى تساؤل قائلة اشمعنى انتى ازاى
ردت ايتن من بين اسنانها فى حنق ليه ما أجبرتوش يوسف او زين انه يتجوز سمر هوا كمان ولا عشان انا بنت يعنى وهتقدرو تغصبوها انما هما رجالة محدش يقدر عليهم
ردت سميرة فى صرامة ايتن انا مستحملاكى من الصبح ومستحملة دلعك ومع ذلك هرد عليكى الست غير الراجل يا ايتن انتى لسة صغيرة بس انا هحاول ابسطهالك لما الواحدة تتجوز واحد هيا مبتحبوش بس يبقا كويس وراجل بجد يقدر يحتوييها ويديها الأمان والحنية عمرها ما هتقدر تقاوم ده كله وهتحبه مع الوقت لكن الراجل غير لو مبيحبش مراته حتى لو قټلت نفسها عشانه ولا هيحس بيها وسمر بنتنا زيكو بالظبط ومرضلهاش بالظلم
أشارت ايتن الى صدرها قائلة بس ترضيهولى انا صح
أشاحت سميرة بوجهها لحظات عادت بعدها لتزفر فى ضيق وهى تقول وبعدين بقا بصى ابوكى خد قرار فى الموضوع خلاص وانا رأيى تليميها شوية بدل ما يعند بجد ويخليها كتب كتاب وانتى عارفة محدش هيقدر يعصاله كلمة
أشاحت ايتن بوجهها وهى تبتسم فى سخرية نعم هى تعرف ان حسام مجرد تابع لابيها مجرد رجل هشلاقرار له ولا شخصية القرار اتخذه أبوها وهو سينفذ حتى وهو يعلم أنها لا تحبه قطبت حاجبيها في حنق تخيله فى اطار الزوج يصيبها بالغثيان كيف تتزوج من حسام هذا حسام الذى لا يجيد صياغة كلمتين على بعضهما كيف تقدمه الى صديقاتها يهيئته تلك اما الحقيقة التي غفلت عنها او تغافلت بتفكيرها السطحي لم تكن هكذا ابدا فحسام رغم كونه شخص بسيط الا أنه شخصية جادة للغاية ربما خبرته فى النساء لا تتعدى حبه الجارف لها والذي غرق فيه بكل كيانه منذ الطفولة كان لبقا فى الحديث الا معها فجأة تتوه الكلمات وتذوب بين شفتيه ولا يعرف ماذا يقول كم تمنى لو شعرت به لو بادلته ولو جزء بسيط من مشاعره او أولته حتى بعضا من عطفها حين أخبره عمه بقراره تأرجحت مشاعره بين السعادة والخۏف سعادة أن يمتلك الدنيا كلها طوع يديه وخوف أن تعطه الدنيا ظهرها وتحتج وترى ان مشاعره ليست مهرا كافيا لامتلاكها وبين السعادة والخۏف انتصرت الأولى بضړبة حب قاضية حبيبته بين يديه فليترك كل مخاوفه للأيام ربما أثبتت له العكس
وقفت ايلينا الى جوار النافذة التى تحتل حائطا باكمله فى مكتب يوسف وهى تحاول الاتصال بصوفيا للمرة الالف دون جدوى حاولت بكل الطرق ان تصل اليها قست عليها ولكن بدافع حبها لها وشعورها بمسئوليتها منها فطالما أعدت صوفيا ابنتها وليست ابنة خالتها وصديقتها المقربة راسلتها عبر كل الوسائل ولم تتلقى ردا واحدا تنهدت ولم يعد لديها سوى حل واحد ارسلت رسالة قصيرة لها وهى تمني نفسها ان ترد هذه المرة حين تقرأ محتواها اما يوسف فكان جالسا على طاولة الاجتماعات يراقبها دون وعى وهو يضع يد على وجنته والأخرى يطرق بها بالقلم على المائدة ېقتله الفضول ليعرف من توليه كل اهتمامها هذا وتحاول الاتصال به رغم تجاهله الفترة الماضية جعلتهما قريبين أغلب الوقت بحكم العمل فلم يخلو الأمر من شد وجذب مستمر لا يعرف لماذا يحب تحديها دوما وهو الصارم الذى لايقبل فى عمله أي تجاوز او اعتراض وهى رغم حنقها منه الا ان دهشتها كانت اكبر من اخلاقه التى لا تتلائم ابدا مع الحوار الذى سمعته يدور مع جينا فهى لم تلمح فى نظراته او تصرفاته اى شىء يخيفها او يخجلها ولم يكن هذا الأمر معها فقط فقد كان مع جميع الموظفات لديه بل لمحت ما هو أكثر لمحت احداهن وهي تحاول التودد اليه أكثر من مرة ورغم جمالها المثير ونعومة أنوثتها التي لاتقاوم لم تلقى منه سوى التجهم والتجاهل وحين أفرطت في محاولتها ولم يعد تجاهله ذو قيمة تذكر كان ابعادها الى احدى فروع الشركة حلا مناسبا للغاية لماذا يبدو هكذا بأكثر من وجه لماذا رفضها وهو على حد علمها سمعته يخبر جينا ان هناك الكثيرات وان علاقته بها عابرة ماذا يعنى بعابرة استيقظت من افكارها على صوته وهو يقول مش كفاية كدة ونيجى نشوف شغلنا
قبضت على الهاتف بين يديها وقالت دون أن تلتفت اليه الاجتماع لسة مبدأش ومحدش جه بدرى غيرى
اعطاها يوسف شبح ابتسامة قائلا ومش المفروض تجهزي للاجتماع ولا ايه
عقدت ايلينا حاجبيها والتفتت تخطو تجاه المائدة قائلة وانا مالى انا اجهز لاجتماع ليه
رفع يوسف حاجبيه وخفضهما قائلا انا سبق ووعدتك ان لو فكرتك نجحت فهيبقى ليكى مكافأة وقبل ان ترد قاطعها بكف يده وقال انتى من النهاردة مديرة مكتبى قالها يوسف وهو يتمعن النظر فى وجهها ليقرأ انفعالاتها بمفاجئته متشوق هو ليعرف كيف ستستقبل الأمر متشوق
لما يتوقعه ويعرف أنها ستخالفه ليجد النقيض