روايه امانه نوح
واحدة
ليذهب أسامة ويحضر جميع حقائب الهدايا ويعطيها لأمانة التى بدأت فى توزيع الهدايا على الجميع الا حاتم والذى قالت له ببعض الخجل انا ماكنتش اعرف انى هشوف حضرتك هنا بس هديتك أن شاء الله اول يوم شغل بعد العيد كالعادة
حاتم بابتسامة اعتبريها وصلت وكل سنة وانتى طيبة والمفروض ده واجب عليا
توجه الجميع بالشكر لأمانة على لفتتها الجميلة أما نوح فعندما نظر إلى هديته وجدها ثقيلة وضخمة وعندما قام بفتحها وجدها كتاب الاوديسة وهى ملحمة مستوحاة من أحداث حروب طروادة وعندما رآها شرد ذهنه لسنوات بعيدة كان يشكو لامه من عدم مقدرته على العثور على نسخة من قصائد هوميروس كيف تذكرتها أمانة رغم كل تلك السنوات ام هى مجرد صدفة وهل تكون الصدفة بأن تنتقى له كتابا ويحمل الكتاب عنوان قصائده المفضله ولكنه انتبه أن هذه الحقيبة لم تكن من ضمن مشترياتها فى الصباح إذا فهى هدية مبينة ومنتقاة بعناية من أجله فقط
سهر بلجلجة انا لسه راجعة مصر من كام يوم يخلق من الشبه اربعين
ايمن بشرود جايز بس عندى احساس قوى انى شفتك قبل كده
سهر وهى تحاول الهرب من هذا المأزق فتوجه حديثها إلى حاتم قائلة بس حقيقى فرصة هايلة يا حاتم بيه أننا اتقابلنا النهاردة
حاتم بتهذيب انا اسعد انى اتعرفت على الباشمهندس نوح كان نفسى اتعرف عليك من زمان واضح أن عيلتكم مليانة عباقرة لان أمانة الشهادة لله من يوم مادخلت الشركة وهى شغلها يعتبر علامة من علامات شركة عبد الراضى
ايمن وهو يقبل أمانة من رأسها اشوفك لما اصحى بقى احسن مش قادر افتح عينى اكتر من كده
هدى انت مش هتتغدى معانا
ايمن مش قادر ياماما معلش بقى لما اصحى ثم نظر للجميع وبطريقة تمثيلية قال كل سنة وانتم طيبين ودايما متجمعين على الخير اشوفكم بكرة بقى
ثم استدار متجها إلى الداخل ولكنه توقف فى منتصف الطريق ورجع إلى سهر مرة أخرى قائلا فى نيس السنة اللى فاتت فى رأس السنة بس ماكنتيش لابسة حاجة على شعرك وكنتى عاملة شعرك احمر وفى بار
نوح لسهر بخفوت بس انتى كنتى فعلا هناك فى رأس السنة
سهر الحقيقة مش فاكرة
لينظر لها ايمن بنصف عين ولكنه نظر لحاتم مرة أخرى الذى كان يبادله بنظرة ذات مغزى فعاد إلى الاتجاه للداخل مرة أخرى وهو يشير لهم بالتحية بظاهر كف يده
لينهض حاتم هو الآخر وهو يحاول الاستئذان للانصراف ولكن عامر أوقفه قائلا انت مش متفق مع أسامة انك هتقضى اليوم معانا
حاتم معلش ياخالى حاسس انى انا كمان عاوز انام
عامر خلاص بقى ياحاتم اقعد ولما نتغدى اعمل اللى انت عاوزه
ليجلس حاتم مرة أخرى ولكنه فى هذه المرة جلس بجوار نيللى التى كانت تمسك بيدها قلم من الفحم ولوحة متوسطة الحجم وتقوم برسم صورة جماعية تضم الجميع ولكنه لاحظ أنه يكاد يكون الوحيد باللوحة الذى يبدو وجهه واضح الملامح بشدة ولاحظ أيضا أن نيللى لم تضع نفسها معهم باللوحة ولكنه وجد بطرف اللوحة شئ يشبه الصندوق الزجاجى المعتم وبداخله شخص ما يراقب الجميع دون أن يلتفت إليه أحد أو يعيره انتباها
وقد شعر حاتم أنها تقصد نفسها
بهذا الصندوق المعتم وراح يتذكر نيللى فى طفولتهم فكانت دائما متكومة على نفسها لا تشاركهم لعبهم وتجمعاتهم ولهوهم بل كانت بطيئة الحركة بسبب بدانتها المفرطة وقتها فكانت فى طفولتها ذات جسد ممتلئ بشدة نتيجة تعاطيها لبعض الأدوية المحتوية على مادة الكورتيزون مما كان يسبب لها حرجا دائما فى التعامل مع من يحيطون بها ولكنها الآن تتمتع بجسد رشيق فتان جذب انتباهه رغم ارتدائها لملابس محتشمة فضفاضة لكن الهواء عندما حرك ملابسها لفت انتباهه أن تلك الفتاة لا تمت بأى صلة لطفلة الماضى ونضجها اثر أيضا على ملامحها فأصبحت جميلة الملامح إن لم تكن فاتنة فلم تحتفظ بشئ من ملامحها الا عيناها تلك العيون التى تشبه حبة البندق العائمة فى نهر من اللبن الصافى برموش كجيش من الحرس يصطف على جانبى طريق ممهد
حاتم وهو يحمحم و يجلى صوته ايه الجمال ده انا ماكنتش اعرف انك شاطرة كده اللوحة تجنن ماحدش ابدا
يصدق انك رسمتيها فى نص ساعة مش اكتر
نيللى بوجل شكرا
حاتم بجد تحفة اعملى حسابك أن معاد الانترفيو بتاعك أن شاء الله يوم الاربع اللى جاى الساعة عشرة الصبح انا مش هتنازل ابدا عن موهبتك دى
لتنهض