الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية وردتي الشائكه بقلم ميار خالد (كاملة)

انت في الصفحة 5 من 47 صفحات

موقع أيام نيوز


لها ورد بكره و توعد ليقول الضابط لكريم كان كفايه تليفون منك و انا احل كل حاجه .. عموما شرفتنا بمجيتك دي .. تقدري تخرجي يا ورد 
ورد ابتسمت ابتسامة عريضة و حمدت ربها كثيرا لينهض كريم من مكانه و يشكر الضابط بابتسامة صغيرة و خرج مع ورد من المكان 
ورد انا متشكرة جدا .. مش عارفه اقولك ايه بس لولا وجودك كان زماني اتدبست في القضية دي و حياتي ادمرت 

كريم انا اللي بشكرك انك لما احتاجتي لمساعدة كلمتيني 
ورد تسلم يا بيه .. عن اذنك 
كريم انتي رايحه فين 
ورد مروحه زمان أختي الصغيرة قلقانه جدا عليا 
كريم طيب تحبي اوصلك 
ورد لا انا مش متعوده علي كده ! 
كريم بعدم فهم نعم 
ورد يعني انا مش متعوده علي المعاملة الطيبة دي من الناس ! انت عايز مني حاجه صح 
كريم و حتي لو عايز .. هتعملي اللي انا عايزه 
ورد تغيرت نظراتها في ثواني لتقول طيب هرجع اقولهالك تاني مش علشان
ساعدتني مرة ولا اتنين يبقي تنسي نفسك و انت بتكلمني .. و لا تفتكر انك كده اشتريتني .. انت قدمتلي مساعده و انا مدينه ليك بكده بس و ياريت تلزم حدودك معايا ! 
كريم انتي مجنونه .. انا لسه مخلصك من مصبية ! 
ورد انا بعرفك بس عشان لو فكرت في حاجه كده ولا كده ! معلش انا عذراك شكلك ابن ناس اوي اكيد متعود علي المناظر المايعه 
كريم مايعه !
ورد أيوة مايعه مستغرب ليه 
كريم ابتسم و ليه بتقولي كده 
ورد يعني .. بيبان علي البني ادم 
كريم رفع أحد حاجبيه لا
ولله ! 
ورد عن اذنك بقي مش عايزة اخلي بليه قلقانه اكتر من كده 
كريم لم ينتبه لاسم بليه التي قالته أمامه
و شرد للحظات فلم ينتبه أنها ذهبت من امامه
و فجأة قال هي دي اللي بدور عليها ! دي الوحيدة اللي قادرة تكسر غرور مروة و تقف في طريقها .. دي الوحيدة اللي هتقدر تنجح خطتي !
ورد كريم بيه !!
يا ترا ورد هتلحق كريم ولا لا 
الفصل الخامس
ورد كريم بيه !!
قالت تلك الجملة و ركضت نحوه سريعا لتبعده عن الطريق في آخر لحظة فاق كريم من شروده و نظر حوله پصدمه 
كريم حصل ايه ! 
ورد خد بالك و انت ماشي .. لولا اني شوفتك و العربية بتقرب منك كان هيجرالك حاجة 
كريم انا سرحت شوية بس 
ورد ابقى خد بالك يا بيه ده طريق
كريم شكرا جدا يا ورد 
ابتسمت ورد لا مفيش شكر .. كده احنا خالصين .. انت ساعدتني و انا انقذت حياتك .. كده اتساوينا عشان لو مشوفناش بعض تاني محسش أن ليا عند حد دين 
كريم بس دي مش
اخر مرة هنتقابل فيها 
ورد نظرت له بتساؤل ليكمل اقصد انك لو احتاجتي
مساعدتي تاني كلميني .. من غير ما تفكري 
نظرت له ورد للحظات
ثم تنهدت بحرارة و قالت كريم بيه .. انا طول عمري شايلة مسؤولية كل حاجه و مش بثق في حد بسهولة .. عمري ما اتسندت علي حد في عز اني يتيمة مطلبتش مساعدة حد ولا مرة .. و انا لما طلبت مساعدتك مش عشاني .. عشان
لو جرالي حاجه خواتي هيتفرقوا و احنا ملناش غير بعض اساسا .. انت ظهرت في حياتي فجأة و اتمني تختفي فجأة كمان 
كريم ليه بتقولي كده 
ورد صمتت للحظات ثم قالت عشان الواحد مش ناقص ۏجع قلب .. كفايه اللي انا فيه .. غير كده انا مش عايزة اتسند علي حد عشان الدنيا ملهاش امان يا بيه .. ناس بتظهر و ناس تختفي و انا مش حمل كسرة تاني 
كريم انا محترم كل الكلام اللي قولتيه ده .. بس صدقيني لازم نتقابل تاني !
ورد و ليه لازم 
كريم هتعرفي كل حاجه في الوقت المناسب .. برضو مصممه انك تروحي لوحدك .. لسه عند عرضي ممكن اوصلك 
ورد متشكرين يا بيه .. تعبتك معايا و انا عارفه أن وقتك غالي جدا 
كريم متشغليش بالك بوقتي .. وقت ما تحتاجي مساعدة كلميني علطول .. اتفقنا !
ورد نظرت له بتعجب نوعا ما فقال مالك بتبصيلي كده ليه 
ورد هو انت طيب
كده مع كل الناس ولا في حاجة غلط 
كريم ضحك ثم قال و هي الطيبة حاجه عيب 
ورد للأسف في الزمن ده بقت عيب .. أما حد يقول على فلان ده طيب ساعات بيكون بيشتم فيه مش بيمدحه 
كريم انا مليش دعوة بكل التعقيدات دي .. و خليكي عارفه أن صوابع ايدك مش زي بعضها في فرق بين الطيبة و السذاجة .. و المهم عندي انك لو احتاجتي اي حاجه تكلميني من غير ما تفكري 
نظرت له ورد بتعجب ثم تحركت من أمامه سريعا لتختفي عن نظره 
أنهت ريم عملها و امسكت رأسها بتعب فتذكرت أنها لم تأكل اي شئ من الصباح لملمت اغراضها و جاءت لتخرج من المكتب و لكن دخل عمر سريعا و اغلق الباب عليهم و لم يبقى سواهم في الغرفة 
ريم انت اټجننت ! وسع خليني امشي
عمر و لو موسعتش .. هتعملي ايه هتضربيني قلم تاني 
ريم تكلمت بهون نوعا ما لإرهاقها الشديد عمر ارجوك وسع خليني امشي 
عمر امسك ذراعها پعنف انتي مش هتخرجي من هنا غير لما تعتذريلي و مش بس هنا انتي تعتذريلي قدام الجامعة كلها ! 
ريم تألمت قليلا لتصيح به بتعب سيب ايدي انت اټجننت
عمر صدقيني انتي لسه مشوفتيش جنان لحد دلوقتي !
ريم طيب خليني امشي دلوقتي .. مش قادرة اقف على رجلي ! 
عمر بعصبية انا ميخصنيش كل ده !
ريم نظرت له بعيون زائغة و عدم تركيز و في تلك اللحظة تغيرت نظرات عمر لتتهاوي ريم علي الارض مغشي عليها 
عمر ريم ! 
التقطها عمر سريعا ثم حملها بين يديه و اتجه بها الي أحد المقاعد و تركها ليبحث عن ماء سريعا و رجع إليها ليجدها علي نفس الحالة .. ضربها بخفة علي وجنتيها 
عمر
ريم .. ردي عليا ! 
ريم لم ترد عليه و مازالت علي نفس وضعها امسك عمر يدها و احس بنبضات قلبها ليجدها ضعيفة و بطيئة .. تركها و خرج من الغرفة ثم عاد بعد لحظات و في يده كيس محلول سكري عالجها سريعا و وصل المحلول بيدها رمقها عمر للحظات لينبض قلبه بشده و انتعش بداخله شعور ما لم يستطيع تفسيره و هنا تأمل ملامحها و لأول مرة .. بشرتها الصافية مثل الاطفال و ملامحها البسيطة و التي تكسوها البراءة عكس ما تظهره من قوة .. عيونها ذو الرموش الكثيفة مع أنفها الصغير ظل ينظر لها للحظات حتي بدأت في استعادة وعيها مرة اخري 
عمر انتي كويسة 
ريم امسكت رأسها
بتعب حصل ايه 
عمر انا كنت بكلمك و فجأة اغمي عليكي
.. جالك هبوط
ريم نظرت إلي يدها و المحلول المعلق بها انت اللي عملت كل ده 
عمر و هو في غيري في المكان 
ريم غريبة .. كنت فكراك
هتسيبني واقعة في الأرض و تمشي 
عمر غريبه .. مش انا اللي كنتي لسه ضړباني قلم
.. بتشكريني دلوقتي 
ريم لكل فعل رد فعل .. انت قليت ادبك و انا ضربتك و دلوقتي ساعدتني و انا شكرتك
عمر نظر لها للحظات ثم الټفت ليخرج من المكان فلم ينتبه لمفاتيحه التي سقطت في مكتبها و
لكن ريم انتبهت لها .. خلعت إبرة المحلول من يدها ما أن احست
ببعض التحسن و التقطت مفاتيحه و خرجت من مكتبها للحاق به لتلاحظ
أن الوقت قد تأخر كثيرا و أن الجامعة خالية من الناس نوعا ما .. في نصف الطريق انتبه عمر أن مفاتيحه ليست في جيبه و تذكر أنها قد تكون وقعت منه في مكتب ريم زفر بضيق شديد و الټفت ليعود ادراجه ليجدها أمامه 
ريم مفاتيحك 
عمر أخدها منها و نظر لها بسخط متشكر 
ريم بتوتر و خوف النور راح ليه !! 
عمر و انا هعرف منين .. وسعي خليني امشي
عمر دقيقة و هترجع تاني 
ريم بتبص علي ايه ! مش كنت ماشي .. اتفضل 
عمر نظر لها بعدم اهتمام ليمشي في طريقه و كذلك هي خرجت من مكانها و اتجهت الي بيتها
ورد !!
قالتها بسملة ثم ركضت نحوها سريعا لترتمي في بدموع 
ورد مسحت علي شعرها اهدي بس .. انا كويسة اهو 
ورد و هو انا اقدر اعيش من غيرك برضو 
محروس خير يا بنتي في ايه .. و الحكومة كانت عايزة ايه منك 
ورد ده حوار كبير اوي يا عم محروس و انا هلكانه ولله .. بس كل اللي اقدر اقولهولك اني مش هقدر ارجع الشغل اللي كنت فيه تاني .. من اول بكره هبدأ ادور علي شغل جديد 
محروس لا حول ولا قوه الا بالله .. ربنا يوسع رزقك يا بنتي .. عموما انزلي انتي و متشيليش هم بليه .. هي جوه عيوني 
ورد ولله يا عم محروس ما عارفه اقولك ايه .. انا تقلت عليك اوي الفترة دي 
محروس عيب يا بنتي متقوليش كده .. ربنا يعلم البت بليه دي بتهون عليا اد ايه .. يكفي وجودها جمبي بس بيفرحني 
ورد الله يخليك يا عم
محروس و هو انا غريب برضو يا ورد 
ورد مش قصدي ولله 
ضحك محروس عارف يا بنتي .. و مش عايزك تفتكري أن بليه تقيله عليا ولا حاجه .. ده انا اخدت إجازة من الشغل عشانها .. انا عارف انك تعبانه يلا بقي الغدا جاهز اتغدوا معانا و روحي ارتاحي 
ورد تسلم ولله بس ..
محروس مفيش بس .. يلا 
جلسوا جميعا علي طاولة الغداء تناولت ورد بعض اللقيمات ثم نهضت لتتجه الي بيتها .. دلفت إليه بتعب و لم تمر ثواني حتي رن جرس المنزل 
ورد قال لبليه اوعي تقولي لريم اي حاجه .. فاهمه 
بليه ليه طيب 
ورد اسمعي كلامي يا بليه الله يخليكي .. مش عايزاها تقلق انتي عارفه ريم 
أجابت برأسها لها و اتجهت ورد لتفتح باب المنزل لتجد ريم امامها بوجهه شاحب ففزعت قليلا 
ورد مالك في ايه .. وشك مصفر كده ليه 
و وقع بصرها علي يدها فلاحظت اثار إبرة المحلول فقالت و ايه اللي في ايدك ده ! طمنيني عليكي متسكتيش كده 
ريم متقلقيش يا ورد .. انا ضغطي نزل شويه بس لكن دلوقتي انا كويسة 
ورد ڠضبت هو ايه اللي بتنسي .. عجبك خضتي عليكي و انتي داخلة عليا بالشكل ده ! 
ريم ولله يا ورد ما مستحملة حاجة خلي التهزيق ده لبكرة
ورد يا بنتي انا خاېفة عليكي
انتي اصلا ضعيفة و كمان
مش بتاخدي بالك من اكلك 
ريم
انا اسفه يا ورد .. بس صدقيني بتشغل و بنسي اكل 
ورد هو في حد بينسي ياكل !!
ده ايه المصېبة دي 
ريم طيب
 

انت في الصفحة 5 من 47 صفحات