السبت 30 نوفمبر 2024

رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 74 من 103 صفحات

موقع أيام نيوز


كانت تعلم ذلك 
لينهض من فوق مقعده ناظرا إليها طويلا قبل ان يرحل من أمامها 
اسف يابسمه 
عاد من ذلك اللقاء وعندما وجد مرام تجلس تطعم الصغيران بحزن تقدم نحوها ونظر إليها طويلا واتجه بعدها نحو غرفته التي نقل ملابسه إليها من أجل الابتعاد عنها 
................
نظر ريان الي ريم التي أتت الشركه كي تقدم استقالتها .. فقد اتخذت قرار انها ستعمل في مكان آخر بعيدا عن كل هذا 

وفور ان دخلت مكتبه عندما استدعاها من شئون العاملين ..جاءت اليه مطرقة الرأس لينظر لها ريان بصمت ثم سألها دون مقدمات 
زواجك

من ياسر بسبب ما حدث ام كنتي تحبيه ريم
فاجأها سؤاله ..لترفع عيناها إليه وتقف الكلمات علي طرف شفتيها ..لحظتها علم ان حديث شقيقته حقيقي هي تحب ياسر وقد جاء كل ماحدث كفرصه 
ليلتف بظهره خافضا رأسه مفكرا ولكن تلك المره ليست بأنانية
أتمني لكي السعاده ريم
..................
ضحك مراد وهو يتأمل رقية التي تجلس بجانب والدته تأكل بغل من طبق الحلوي الذي احضرته لها 
وبعدما نهضت والدته من جانبها كما نهض والده هو الاخر كي يتركوهم بمفردهم
اقترب منها مراد يجلس علي مقربة منها متسائلا 
هتفضلي زعلانه كده لحد امتي 
فرفعت شوكتها أمام عينيه تحركها پشراسه وهي تتذكره عندما كان يلتقي بطليقته التي تريده ان يعود اليها بل استنكرت كيف سيتزوج منها 
وعادت صدي جملتها الخبيثه تتردد في اذنيها 
هتتجوز رقية الطفله اللي ربيتها 
ثم تابعت بتهكم 
انا دلوقتي عرفت سبب نظراتها ليك وكرهها ليا لما كنا متجوزين 
كلماتها مازال صداها داخلها ولولا احترامها له وتعقلها في ذلك الوقت لكانت اخرجت لها الطفله التي داخلها 
وفاقت من شرودها عندما ألتقط مراد احدي قطع الحلوي من طبقها لتضربه علي كفه بحنق
ده طبقي علي فكره ..خد من طبقك 
فقهقه مراد عاليا 
أخيرا سمعت ليكي صوت 
فزمت رقية شفتيها پغضب 
مش هنسالك لقاءك بيها يامراد 
فتنهد مراد بقوه وقد يأس من شرحه له 
قالها صارحة كي ينهي ذلك النقاش الذي ارهقه ونهض من جانبها 
وبتصرفاتك ديه هتخليني أتأكد ان مينفعش احكيلك حاجه
فأخفضت عيناها نحو طبقها پغضب ولكن حديث خالتها أخذ يدور بعقلها 
ان تنشئ لها كيان داخل قلبه ان تريه رقية المرأة الناضجه وليست الطفله .. مدام تحب فلتربح جولتها 
ونهضت هي الاخري من فوق الاريكه بعد او وضعت طبق الحلوي علي الطاوله التي أمامها وحملت حقيبتها لتتخطاه مندفعه من أمامه 
رقية انتي رايحه فين ..استني اوصلك 
ولكنها أكملت سيرها دون ان تستمع لندائه ووقفت فجأه وألتفت إليه تطالعه وهو يلتقط مفاتيحه الشخصيه كي يتبعها 
انا موافقه نتجوز آخر الشهر ... ومنأجلش الفرح تاني 
واكملت سيرها لتفتح الباب وتخرج من منزل خالتها تتنفس ببطئ غير مصدقه ما تفوهت به 
كان مراد مازال واقفا لا يصدق ما أخبرته به للتو ..للتسع ابتسامته وهو يهتف ويلحق بها
هتجنيني يارقية 
....................
وانسابت دموعها بغزارة وقهر حتي تطلخ وجهها بكحل عيناها ..لتسقط علي الارض ټضرب موضع قلبها بآلم
ليه بيحصل معايا كده ..ليه انا حياتي كده 
ليمر شريط حياتها أمام عينيها ولكن مقطع واحد وقف امامها ماهي أيضا مخادعه كم رجلا دارت حوله وهدمت منازل كانت معمرة .. عاشت تظن أنها مظلومه فقط ولم تفكر انها ظالمه ايضا
......................
هبط جاسم من سيارته أسفل بناية والدة زوجته ..فمهرة قررت ان يتناولوا العشاء مع ورد ويقضون سهرتهم هنا معها حتي لا تبقي بمفردها 
وقبل ان يدلف لداخل البناية سمع صوت احدهم يهتف بأسمه ولم يكن الا حسين الذي تقدم منه بترحيب بل واحتضنه شاكرا 
أخيرا اتقابلنا 
فأبتسم جاسم إليه رغم أنه مازال يشعر بقليل من الغيره منه لأنه كان اول شخص تميل اليه زوجته ولكنه اعتاد ان يسير مع الأمور بحنكة 
ازيك ياحسين ..عامل ايه في مشروعك
لتتسع ابتسامة حسين فمشروعه قد ربح وبدء اسمه ينتشر بالسوق 
انا مش عارف أشكرك ازاي .. بعد فضل ربنا عليا لولا مساعدتك مكنتش نجحت 
وربت علي كتف جاسم بحفاوة .. ليبتسم جاسم من فعلته التي تدل علي مدي سعادته وحماسه
انت قولت ده فضل ربنا 
وبدء يسرد له انجازاته في تلك الفترة ومن تعرف عليهم بالسوق ..وانه انتقل من الحاره هو وزوجته منذ فترة وانتهي حديثهم عندما خرج الحاج إسماعيل والد حسين ينظر إلي سيارة جاسم ورغم أنه رأه بها من قبل الا أنه اقترب من السيارة يتفحصها بعينيه 
سياره صناعه ألماني 
وظل يدور حول السياره ..ليضحك حسين علي أفعال والده أما جاسم قد اعتاد الأمر 
ابويا بيعشق العربيات .. معلش يا استاذ جاسم 
فأبتسم جاسم إليه وهو ينظر للحاج إسماعيل 
انا اتعودت علي كده منه ..ربنا يباركلك فيه 
وانصرف بعد ان صافح حسين متمنيا له التوفيق 
ليدق علي باب الشقة ..لتفتح له مهرة الباب وتحتضنه 
اتأخرت كده ليه.. انا شوفت عربيتك من نص ساعه 
فأبتسم وهو يردف للداخل مطالعا الشقه ..ناظرا الي ورد التي خرجت من المطبخ
ازيك ياورد
فبادلته ورد السلام وعاد ينظر لزوجته يخبرها الاجابه التي تنتظرها
طلعت لاستاذ عادل ومدام صفاء اطمن عليهم الأول 
فحركت مهرة رأسها بتفهم .. ثم نظر إليها والي ورد التي وقفت تضحك علي شقيقتها 
مين اللي عمل فيكوا الاكل 
وأشار لورد وهي يعلم ان في النهايه ستكون ورد هي من فعلت

الطعام 
اكيد ورد.. انا عارف قدرات مراتي 
فضحكت ورد وهي تري نظرات شقيقتها نحو زوجها وكأنها تتوعد له 
لاء ياجاسم انت كده ظلمت مهرة ..ده هي اللي عملت كل حاجه انا المرادي كنت بشجع بس 
فضحك وهو يدور بعينيه بينهم 
يعني طلعت انا كده ظالم .. آسفين ياحببتي 
ومسح علي وجهها وهو يضحك من طريقة وقفتها الملتوية ونظراتها الممتعضة
خلاص هقدم اعتذار لنقابة المحامين كلهم ..عشان ترضي عني ..حلو كده 
كانت ورد تقف تطالع مشاكستهم بسعاده وحنين الي زوجها متذكرة لحظاتهم السعيدة.
ضحكت ورد وهي تجد شقيقتها تجذب جاسم نحو المطبخ بعد ان جعلته يخلع سترته
عقاپا ليك هتعمل السلطه 
وجاسم يلتف لورد حانقا منها
ورد تعالي انجديني من اختك الشرسه 
وفي النهايه وقفت هي تقطع السلطه وهو يقف خلفها يبتسم بزهو 
طيبه وقلبك ابيض ياحببتي .. ياسعدك وهناءك ياجاسم 
وفجأه وجدها تحمل الأطباق وتضعها بين يديه 
خد بقي جهز السفره ياحبيبي ... انا عفوت عنك في السلطه اه .. بس انت اللي هتحط الاكل 
وتأوهت بآلم بعد ان ضړب جبهته بجبهتها 
أنا جاسم الشرقاوي يتعمل فيا كده 
فردت له ضړبته بخفه علي جبهته فقد كان مازال مائل نحوها 
بلاش غرور ونافخة كدابه .. ما انت في الاخر اتجوزتني 
ليضحك بصخب حقيقي علي كلماتها 
عندك حق صومت صومت وفطرت...
وقبل ان يكمل باقي تعبيره نظرة له پشراسه 
جاسم 
ليبتعد عنها بوداعه ممسكا الاطباق يخرج بها من المطبخ .. وفور ان وجدته ورد أمامها تقدمت منه كي تأخذ الاطباق 
بلاش ياورد لتعمل لينا محضر 
وأنقضي اليوم بمتعته وضحكاته حتي أنهم حادثوا مرام التي كانت ستبكي أمامهم ولكن تمالكت نفسها حتي لا يشعر جاسم بشئ 
واكتمل نهاية ذلك اليوم بآخر شئ كانوا قد توقعوا حدوثه 
لتقف ورد مصدومه وهي تري ليليان وجواد وامرأة أخري تعلم هويتها عائشة 
فآخر شئ كانت تتوقعه عندما اتجهت صوب الباب لتري من الطارق وفاقت من صډمتها علي صوت جواد
ورد اشتقت لكي وللنونو الجديد
 خالو أصبح نحيف ولحيته كبرت كثيرا ودوما غاضب 
كان صوته مسموع رغم أنه حرص علي ان لا يسمعه أحد فحتي مهرة التي تقدمت بترحيب من ليليان وعائشه سمعت ماحدث وضحكوا علي دعابته التي هي الحقيقه
أسفه ورد 
......................
طالعت مهرة الطريق بسعاده وهي لا تصدق تلك المبادره الجميله من أهل كنان 
كده ورد هترجع معاهم ..انا مبسوطه أوي أنهم بيحبوها 
فنظر إليها جاسم بطرف عيناه وهو يقود سيارته ..فقد كانت مفاجأة غير متوقعه 
فعلا خطوه حلوه منهم ..
ورغب في ممازحتها قليلا 
كويس أنك مقولتيش اقعد معاهم ..وروح انت ياجاسم 
فأبتسمت وهي تحدق به بمشاكسه 
واسيبك ياحبيبي ده حتي عيبه في حقي ..ده انا واخده منك فلوس الصبح .. لاء انت ليك أسبوع عندي دلع وحاضر ونعم 
ليلتف نحوها بعبوس مصطنع 
وانا اللي كنت فاكر حاجه غير كده ... ده المتوقع منك ياحببتي 
ثم ضحك وهو يطالع الطريق بتركيز
ياريت متبقيش صريحه اوى واكدبي عليا 
....................
وقفت ريم تطالع الكارت الذي أعطاه لها ريان من أجل وظيفه بشركة أخرى .. ففي آخر لقاء لها معه بالشركه وقبل ان تخرج من غرفة مكتبه .. قدم لها الكارت مدام لم تعد ترغب بالعمل هنا .. وابتسمت وهي تشكره داخلها علي مساعدته التي لن تنساها قط .. وتقدمت نحو مبني الشركه من أجل مقابله العمل 
وبعد ساعه كانت تخرج من الشركه بسعاده حقيقيه غير مصدقه انها حصلت على تلك الوظيفه بسهوله 
ووقفت ساكنه بعد ان سمعت صوته يهتف بأسمها 
ريم انتي بتعملي ايه هنا
فألتفت نحوه ويبدو عليه انه كان بنفس الشركه من أجل إجتماع ما واجابته ببساطه
كنت بقدم علي شغل فيها واتقبلت الحمدلله
لينظر لها ياسر بضيق 
قولتلك مافيش شغل غير معايا وبس غير كده لاء
دام الصمت للحظات قبل ان يرى فتاة أخرى أمامه غير ريم التي يعرفها 
وانا هشتغل هنا ومش هفضل البنت المنطوية اللي مستنيه حماية وكرم اخلاق حد يااستاذ ياسر 
وانصرفت بعدها من أمامه .. لتتجمد ملامح ياسر ووقف يتابعها بعينيه وهو لا يصدق ان من كانت تقف أمامه ريم 
.................
نظر عمار إلى رفيف التي تجلس أمامه بعدما انصرف الضابط الذي كان يلتهمها بعينيه 
ارايت عمار من يقف امامي افعل ماذا به
فنظر لها عمار بنفور وڠضب 
كنت حاسس انك وراها ..بس ليه كل ده عشان رغبة حقيره 
فوقفت رفيف علي الفور وتقدمت منه 
أريد الزوج منك عمار ..انا أريدك 
ليبصق عمار جانبه فلم يعد يتحملها 
ده ايه البجاحه اللي انتي فيها ..روحي اقضيلك ليلتين مع راجل غيري 
فتجمدت عيناها تطالع اشمئزازه منها ومازادها الا رغبه أكثر به
انقذ نفسك من السچن
 

73  74  75 

انت في الصفحة 74 من 103 صفحات