السبت 30 نوفمبر 2024

رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق (كاملة)

انت في الصفحة 51 من 94 صفحات

موقع أيام نيوز


اهلها للامر 
نظرة بسمه نحو مرام التي أخذت تمسد كف كريم بدلال وتارة تطعمه بشوكتها وتقص لها عن زواجهم وحبهم كانت بسمه تسمعها بقلب يتقطر ألما تخبرها عن حياه تمنتها ولكن تبخرت كل احلامها علي يد وأبتلعت غصة بحلقها ثم اخفضت رأسها نحو طبقها وهي تتمني ان تنتهي تلك العزيمة سريعا  وتفر هاربه تختبئ خلف جدران منزلها وتبكي 

بسمه انا حقيقي مش عارف أشكرك أد ايه علي اهتمامك بالاولاد بس اكيد انتي بقيتي فرد من العيلة 
هتف بذلك كريم وهو يطالع مرام التي تمضغ طعامها مؤكده علي كلامه
اكيد ياحبيبي بسمه بقت واحده مننا 
فطالعتهم بسمه وهي تحاول رسم ابتسامة علي شفتيها 
انا معملتش حاجه لكل الشكر ده يااستاذ كريم 
وتابعت بهدوء تداري به ما بقلبها
ده شئ يسعدني أن يبقالي اخوات زيكم في الغربه 
فأبتسم كريم بلطف وكل يوم يشعر بالتعاطف معها أكثر وأصبح ينظر لها بأنها أمرأة عطوفة حنونه 
اما مرام كانت تأكل سارحة في الانجاز الذي حققته وسيسعد جاسم وسيجعلها دوما بالمقدمة لديه 
نظر جاسم لمهرة وهي تجلس تتناول عشائها بصمت فسألها بقلق 
سكوتك ده لاما مصېبة بتفكري تعمليها او قلقانه على ورد 
وضحك وهو يجدها تمط شفتيها بتذمر 
انا بعمل مصايب ياجاسم 
فأبتسم بحب 
مالك يامهرة 
فتنهدت بشوق لشقيقتها 
ورد مش هتيجي خطوبة أكرم وحشتني اوي
فتناول كفها بحنو ونظر لعينيها الدامعه 
أكيد ياحببتي كنان مشغول وكمان ديه خطوبة يعني مش مستهلة اوعدك قريب اخدك تركيا بس لما اخلص من المشروع الحالي اللي انا فيه 
بجد ياجاسم  قول بجد 
فصدح صوت ضحكاته
بجد ياقلب جاسم 
فخجلت من عبارته وتمتمت برقة
انت طلعت طيب وجميل أوي 
فضحك على تلقائيتها التي أصبحت تتحدث بها معه دون قيود مهرة كان ينقصها ان تشعر بالحب والاهتمام الحقيقي وأنها ذو قيمة لدي أحد ثم تعطيه كل شئ داخلها وها هو بدء 
يحصد ما زرعه معها فقد كان مزارع ماهر 
وعبس بوجهه قليلا 
يعني انا مكنتش جميل وطيب
فأبتعدت عنه وطالعته بمشاغبة 
عايز الحقيقه ولا بنت عمها
فضحك بأستمتاع 
لاء بنت عمها 
فطالعته بمكر اكتسبته منه 
كنت شرير 
ثم فرت بعدها هاربة منه لينهض من فوق مقعده راكضا خلفها
مهرة استني عندك انا شرير 
وصعد الدرج خلفها لتقف فوزية تطالعهم بمعته 
ياسلام ياولاد يجي المنيل علي عينه جوزي يشوف 
وأنتفضت فوزية علي صوت هدي وهتفت بتسأل 
بس هو بيجري وراها ليه 
ورفعت احدي حاجبيها 
عيب يافوزيه 
وصدح صوت هدي اليأس منها لتركض لها فوزية حانقة 
جلست ورد علي الفراش بحزن الي ان انفتح الباب ودخل كنان الغرفة بأرهاق من كثرة العمل وتفكيره في ربط ماوصل به المحقق فوالدة عائشة من نفس الضيعة التي كان بها احدي مزارع والده وتم بيعها قديما 
ووقعت عيناه علي ورد الجالسة 
مازالتي حزينه ورد حبيبتي سأبعث لاكرم هدية بمناسبة خطبته لا تقلقي 
فرفعت عيناها نحوه 
انا لست حزينة علي هذا الأمر كنان انا حزينة لأنك ستسافر شهر وستتركني بمفردي 
وبكت بحړقة سيتركها مع والدته التي لا تحبها وتتفنن في اذلالها سيسافر بنفس الليلة التي ستكون بها خطبة شقيقها 
فشعر بالألم لما وصلت به حياتهم ولكن كل شئ سيعود
لا تبكي ورد حببتي ارفعي عيناكي لي
فرفعت عيناها المخبئة بين كفيها فأبتسم لها 
حتي وانتي باكية ملاك ورد 
وقفت مهرة تطالع شقيقها وسعادته بخطبته للفتاه التي اختارها قلبه وسهير تسير بالشبكة الفخمه التي جلبتها أمام المدعوين حتي اتت نحوها 
محدش يقدر ياخد ابني مني يابنت زينب 
وعندما لمحت جاسم قادم نحو مهرة ابتسمت بخبث 
منور ياجاسم بيه  
فخبأت سبب عبوسها عنه وابتسمت 
انا مبسوطه بس حاسه ان معدتي ۏجعاني 
شعر بالقلق عليها ولكن طمئنته
انا بخير متقلقش 
وسقطت عيناها علي والدها الجالس بجانب والد ضحي ولم يفكر للحظه ان يرحب بها  وكأنها ليست ابنته تشعر باليتم رغم أنه علي قيد الحياه 
وسمعت صوت خلفها فألتفت هي وجاسم نحو كرم الذي فور ان رأه جاسم لم يرتاح له فهو مازال يتذكر فعلته ولكن مهرة ابتسمت له بلطف ففي الاوان الاخيره أصبح يهاتفها ويطمئن عليها بعد ان اخذ رقمها من أكرم
ازيك ياكرم 
وتفاجأت
من رده فعل كرم الذي احتضنها تحت نظرات جاسم وسهير التي كانت تشعر بالغل داخلها اما أكرم ابتسم بسعاده 
تركها في صالة المطار ليحادث المحقق بعد ان بعث له برساله بضرورة مهاتفته
كانت عائشة سعيده بأنها ستسافر معه ذلك الشهر وهنا ستحاوطه بشده وتنفذ مارغبة به عندما عملت لديه وها هي الفرصه اتت بعيدا عن زوجته 
يامهرة ياحببتي هما يومين بس 
وجذبها نحوه يمسح علي وجهها الشاحب 
انتي مش عجباني من امبارح فيكي ايه 
فدفنت وجهها بصدره 
هو ضروري تسافر الإمارات 
فتنهد وهو يربت علي ظهرها 
لازم ياحببتي 
ووجدها فجأه تدفعه وتركض نحو المرحاض تتقئ 
فخطي خلفها بقلق 
لاء قومي البسي اوديكي للدكتور قبل ما اسافر واطمن عليكي 
ورن هاتفه في تلك اللحظه ليتحدث مع شريكه في الإمارات وضرورة قدومه فوجدت نفسها تمسد ذراعه بعد ان اغلق الهاتف وزفر أنفاسه بضيق
سافر ومتقلقش عليا 
ليضمها إليه بحب يخبرها بشوقه له وانه لولا ضرورة ذهابه ماكان تركها وهي هكذا 
نظرت إلي نتيجة التحاليل بسعاده وخرجت من المشفى وهي تعلم أنه سيأتي اليوم من رحلة عمله الذي غاب فيه أربعة ايام ورن هاتفها لتجد رقم مني فتعجبت وكأن مني شعرت بشوقها فأخبرتها انه أتي الشركه أولا لمطالعة بعض الاوراق 
فقررت ان لا تنتظر قدومه للبيت وستذهب له الشركه 
ووصلت للشركه أخيرا بعد ان كانت تعد الدقائق 
لم تكن مني موجوده بمكتبها فأتجهت نحو مكتبه وفتحت الباب دون ان تطرقه من شدة شوقها له
ضحكاتهم كانت عاليه ونرمين تخبره أنها أجمل رحلة عمل ذهبت إليها  
الفصل التاسع والثلاثون 
رواية لحن الحياة 
بقلم سهام صادق 
تجمدت عيناها علي هذا الموقف وصوت صدي ضحكاتهم مازال يتردد في اذنيها نهضت نرمين من فوق مقعدها عندما رأتها اما جاسم نهض بشوق ظاهر في عينيه وفتح ذراعيه لها 
مهرة تعالي ياحببتي
الغيره كانت ټحرقها من الداخل حتي قدميها أبت ان تتحرك من مكانها ك عيناها التي مازالت تحدق بهم بصمت  صحيح ان الوضع ليس به شئ مريب ولكن هي تغار بشدة عليه وأخذت تتفحص نرمين المرتبكه من قمة رأسها لاسفل قدميها وتحركت ببطئ نحو جاسم حتي أصبحت أمامه فضمھا بشوق هامسا 
كانت مهرة تختلس النظرات نحوها بحنق وتتفحص ملابسها ورقة وجهها نرمين مثال للأنثي ذو الوجه الرقيق الذي يجذب الأعين 
وتنهدت داخلها ستستخدم داهئها الأنثوي النابع من غيرتها 
وانت وحشتني أكتر ياحبيبي مقدرتش استني لما مني قالتلي إنك وصلت 
وقبلته علي وجنتيه ثم داعبت عنقه بلطف ليبتسم 
وهتفت بدهشة مصطنعه بعدما ابتعدت عنه وركزت بنظراتها علي نرمين 
اوه مأخدتش بالي ان انسة نرمين موجوده معانا ياحبيبي
ونظرت لجاسم برقتها الطبيعيه 
استأذن انا يافندم وهفضل موجوده في مكتبي أكمل الشغل اللي طلبته 
فحرك جاسم رأسه بأعتراض واحدي ذراعيه كانت تضم تلك التي وقفت تطالعهم بملامح هادئة عكس ما بداخلها 
لاء روحي ارتاحي المفروض كنتي روحتي من المطار علطول حقيقي بشكرك يانرمين انتي اثبتي جدارتك في وقت قصير 
وابتسم وهو يطالعها بتقدير 
هتبقي سيدة أعمال ناجحه 
فأبتسمت له نرمين بخجل فأطرائه كان فخر لها
وكادت ان ترد عليه ولكن نظرات مهرة المتفحصه نحوها اربكتها فأخذت الأوراق التي كانت تناقشها معه وتمتمت وهي تنصرف 
شكرا يافندم 
وأخيرا انتهي المدح والابتسامات اللطيفة وانغلق الباب لتنفض مهرة ذراع جاسم الذي يحاوطها متسائله 
هو سؤال واحد وتجاوب عليه
فأبتسم جاسم وهو يعود لمقعده 
اسألي ياحببتي انا برضوه كنت شاكك في هدوئك واللطافه اللي كنتي فيها من شويه 
فقبضت علي يديها بقوة ثم طرقت علي طاولة مكتبه پغضب 
نرمين كانت معاك
طالعها ثم عاد يطالع الأوراق التي أمامه 
اه كانت معايا وأكيد مش واخدها نتفسح ده شغل يامهرة
فتذكرت مديح نرمين للرحلة وسعادتها فرفعت حاجبيها بضيق وقلدت صوتها بحنق 
ديه أجمل رحله انا روحتها 
وتابعت بغيره 
ديه كانت رحلة عمل ولا فسحه بتستجموا فيها 
فرفع جاسم عيناه نحوها بملل 
تعرفي انا بقالي يومين مبنمش ومش مستحمل يامهرة 
وسألها بجمود 
انتي جيتي الشركه ليه مش المفروض تستنيني في البيت زي اي زوجه بتستني زوجها ولا جايه تحققي معايا 
وقبض علي الأوراق التي أمامه پغضب فأرتخت اهدابها وقاومت دموعها وهي تتذكر سبب قدومها اتت لتخبره عن حملها عن الجنين الذي داخل رحمها عن سعادتها وترى سعادته بالخبر 
وحملت حقيبة يدها بصمت ونظرت له وهو يحرك يده علي وجهه بأرهاق
صح انا جيت ليه معلش قطعت شغلك المهم
وكادت ان تنصرف من أمامه فنهض يجذبها إليه بحنان 
مهرة ياحببتي بلاش التسرع اللي انتي فيه ده نرمين موظفه عندي لا اكتر ولا اقل وجودها كان لازم معايا ده شغل يامهرة الرحله عجبتها ف ده رأيها هي نرمين انسانه هايلة وعملية غيرتك منها ديه ملهاش داعي ولا اسباب
وابعدها عنه برفق وابتسم ثم مسح علي وجهها العابس 
روحي علي البيت يلا وانا هخلص شوية حاجات في الشركه وهاجي وراكي 
بعد ان كان حديثه لطيف واهدء غيرتها انقلبت ملامحها مجددا فهو يمدح نرمين أمامها 
ونظرت له طويلا  ولم تجد شئ تخرج فيه ڠضبها فألتقطت قلمه الموضوع جانبا وكسرته بغل 
ورحلت ليقف يحدق بها بيأس ثم اڼفجر ضاحكا 
يامجنونه 
وتنهد بحب وعشق حقيقي 
خرجت من الشركه نحو السيارة التي
خصصها لها جاسم حانقه منه وقد انطفأت فرحتها   نرمين تلك التي تشغل بالها دوما وخاصه بعد مشكلة احدي زميلاتها في مكتب السيد فؤاد وما فعله زوجها وزواجه من اخري تعمل معه 
طيلة الطريق عقلها شارد وهي تقضم أظافرها بضيق وتحادث نفسها 
هفضل احړق في دمي كده كتير لاء والبيه بيمدحها قدامي 
مهرة محتاج منك مساعده بس عشان خاطري وافقي 
فتنهدت وهي تدلف لداخل المنزل وتصعد الدرج 
أنت مختار اليوم اللي انا مش تمام فيه وتطلب مساعدتي 
قول ياأكرم 
فشعر أكرم بضيقها 
مالك يامهرة حد زعلك سيبك مني انا خالص دلوقتي 
فأبتسمت لأحساس شقيقها بها وتمتمت بحب 
لاء قول محتاجني في ايه متقلقش عليا انا كويسه
فخجل أكرم من الأمر ولكن لا احد سيخدمه في ذلك الأمر الا هي فقد كان طلبه رفقتها ليوم كامل في منتجع كنان فقد اهداه كنان يومان يفعل فيهم مايشاء هناك هو وخطيبته التي فور ان علمت بالأمر رحبت به بشده فتلك فرصه ليلتقطوا صور خطبتهم هناك ويستمتعوا ولكن والد ضحي رفض الأمر فطلب منه ان ترافقه شقيقته كي تكون معهم ويطمئن قلبه 
فلو ضحي كانت لديها شقيقها لأخذها 
استمعت للعرض بصمت لم يروق لها الأمر في البداية ولكن عندما تذكرت جمله نرمين وسعادتها بالرحله 
قررت ان تأخذ هي أيضا رحله لنفسها تستجم بها حتي لو ليوم واحد 
مهرة انتي معايا جاسم مش هيوافق صح انا عارف ان جاسم لسا مسافر الإمارات 
لم يكن يعلم أكرم ان زوج شقيقته قد عاد من سفرته اليوم 
لاء متقلقش انا بس بفكر خلاص عدي عليا ياأكرم انا جايه معاك
فتهللت اسارير أكرم وضحي التي كانت تجلس بجانبه تنتظر كلمه الموافقه 
وضع النادل الطعام أمامه ثم اتجه لعائشة التي كانت تطالع ماحولها بسعاده هذه هي حياة الترف
 

50  51  52 

انت في الصفحة 51 من 94 صفحات