احتيال وغرام بقلم رحمه السيد
مش بتحبني يا يونس ثم هزت رأسها بسرعة وهي تكمل بتوسل وكأنه يسمعها طب مش عايزاك تحبني على الأقل ماتكرهنيش كبحت بصعوبة تلك الدموع التي لمعت بعيناها وهي تردف متسائلة بنبرة مخټنقة هو انا وحشة يا يونس أنت ليه پتكرهني اوي كده! اقف مكانك أنت غلطت يا يونس ولازم تتحمل نتيجة غلطتك البنيه دي ملهاش ذنب في اللي حصل وخلاص فيروز ماهياش راجعالك تاني بعد اللي حصل فأعمل حسابك انا هاخدك انت والبنيه دي وهتكتب كتابك عليها عندنا في البلد ثم عقد ما بين حاجباه ليردف بحدة وبعدين أنت كل حاجة بتكدبك يا يونس وأنت اصلا مش فاكر إلا طشاش من اللي حصل ف ازاي عايزنا نكدب كل دول ونصدقك أنت إتسعت عينا يونس وهو يستمع ما يتفوه به والده وسرعان ما كان يصيح مستنكرا لا يا حاج لا أنا اكتب كتابي على الجرسونه الكدابة ال دي! ده انا ماستنضفش أشغلها خدامة عندي هخليها مراتي!! مستحيل اللي بتقوله يا بابا أسف هخالف كلمتك المرة دي مبقاش قرارك يا يونس اللي حصل محدش غيرك هينفع يصلحه وبعدين متنساش إني داخل على إنتخابات والموضوع ده ممكن يضرني ويضر بسمعتنا عموما يابني ده احنا في ناس مستنية غلطة لينا !! كان يونس مطأطأ رأسه أرضا يشعر أن كل شيء سقط عليه كجبل عتي ما عاد قادر على ردعه ! إلى أن رفع قاسم وجهه الملتوي بالتذمر والرفض ليستطرد في شموخ ارفع راسك يا يونس اوعى تدي فرصة لحد إنه يوطي راسي او راسك وبعدين احنا منعرفش الخير فين بس اكيد مش في خطيبتك الملونة المتكبرة دي!! فنطق لسانه بما لا يرضاه قلبه قاطعا ذلك الصمت ماشي يا حاج أنا موافق بس هطلقها وقت ما دماغي تهفني وهتجوز عليها لو حبيت! من بعد ما اكتب كتابي عليها مش عايز حضرتك تحط أي قيود في حياتي تاني هز قاسم رأسه بنفي حازم عداك العيب وأزح يابن البنداري! حينها أدركت ليال أن الليالي القادمة ستأخذ من ألمها وشقاءها قربان لذلك العشق !! عادت ليال من براثن الذكريات انا والله ما وحشة يا يونس أنا عملت كده علشان بحبك ومش عارفه أنساك كان عندي أمل إنك تحبني أصبحت دمعاتها الحاړقة تتسرب دون أن تشعر على وجنتاها فراحت تهذي وكأنها تستجديه أن يرأف بها فتعطها حقها في العيش طب أعمل إيه عشان تحبني قولي أعمل إيه عشان تحبني زيها والله العظيم هي ما بتحبك قدي ولا حد في الدنيا دي هيحبك قدي وما أقساه ذلك الشعور حينما توهب كل ما تملك من مشاعر لأحدهم فتقابل بالمقت والرفض فترتد تلك المشاعر داخلك لتصبح نصل حاد ېمزق روحك التي لم تكن تستجدي سوى وصال يرضي شغف تلك المشاعر داخلها ! اليوم التالي صباحا في القصر خرج بدر من غرفته بهدوء ينوي التوجه لعمله كعادته كل يوم ولكن أستوقفه مشهد تلك السيارة المركونة أمام القصر مباشرة فتملك منه الفضول ليتوجه نحو فاطمة والدة أيسل التي وجدها جالسة على الأريكة تشرب قهوتها الصباحية فتنحنح في البداية هاتفا بهدوء صباح الخير فردت هي بابتسامة مرحبة صباح النور تعالى أقعد يا بدر ازي حضرتك يا ست فاطمة فأومأت هي برضا الحمدلله بخير انت عامل إيه يا بدر الحمدلله تمام سألته فاطمة بعدها باهتمام وهي تعيره كافة انتباهها في حاجة مضيقاك في القصر او أيسل عملت حاجة تاني فهز بدر رأسه نافيا ثم راح يغطي على سبب وجوده الحقيقي وهو يتمتم لها بجدية مسرعا لا لا مفيش اي حاجة انا بس قولت اصبح عليكي وانا رايح الشغل تسلم يا بدر متحرمش ردت بها فاطمة بابتسامة حلوة حانية فنهض بدر وهو ينظر يمينا ويسارا بصمت لتقول فاطمة مريم قالت رايحه تشتري حاجة من السوبر ماركت فأومأ بدر برأسه اه منا عارف انا مش بدور على مريم اومأت فاطمة برأسها ولم تعلق منعت ابتسامتها الماكرة بصعوبة من التحليق على ثغرها المجعد وهي تدرك أنه يبحث عن أيسل وليست تلك المريم ! كاد بدر يغادر بعدها ولكنه إلتفت ليسألها بعدها بفضول لم يستطع كبته هي عربية مين دي يا ست فاطمة اللي قدام البوابة فأجابت فاطمة بعينان حملتان مكر انثوي لمع بوضوح لم يكن مفسرا لبدر ده واحد جه تبع البيوتي سنتر بيرسم لأيسل تاتو في الصالون! اطلع برا يالا شهقت أيسل بفزع وهي تهمس تلقائيا بدر أنت بتعمل إيه سيبه فيما إتسعت عينا ذلك الرجل بدهشة سرعان ما كانت ڠضب وهو يفلت ملابسه من قبضتا بدر ويردد بغيظ في إيه يا استاذ أنت وسيب هدومي فزمجر فيه بدر پجنون استوطتن حدقتاه و كان بينه وبين الواقع شعرة ولو مامشيتش دلوقتي حالا مش هاسيبك أنت شخصيا إلا لما اعملك عاهه مستديمة نظر ذلك الرجل لأيسل بحنق لتتشدق هي بسرعة معتذرة سوري بجد بالنيابة عنه يا عمرو حقيقي سوري أتفضل أنت وشكرا ليك تعبتك فأومأ عمرو برأسه وهو يحدق ببدر پحقد مجيبا تعبك راحة يا أيسل ثم تحرك يلملم اشياؤوه ويغادر تلك الغرفة في نفس اللحظات التي صاح بها بدر بشراسة محذرا اسمها مدام أيسل يا ! رحل ذلك الرجل لېصفع بدر الباب غالقا اياه فهدرت فيه أيسل والغيظ يناطح عيناها إيه اللي أنت عملته ده أنت ازاي تتعامل بالھمجية دي ده كان بيرسملي بس وآآ مكنش ! إنتي مراتي يعني مفيش مخلوق مكتوب في البطاقة ذكر يشوف سنتي منك فاهمة ولا أفهمهالك بطريقتي! دفعت يده عن أنت بتزعق كده ليه هو انا عملت إيه لكل ده! ليرفع بدر حاجبه الأيسر متهكما لا ابدا معملتيش انا بس دخلت لاقيتكم بتقرأوا اذكار الصباح مع بعض !! انتي بتحبي كده صح حدقت به پذعر وهي تسأله بنصف عين كده إيه!! لتزداد ظلمة عيناه التي شابهت مغارة واسعة الجوف معبئة بالڠضب ثم قال بقسۏة متعمدة بتلبسي ضيق عشان بتحبي نظرات الرجالة ليكي وبتلبسي حاجات مكشوفة وممكن اي راجل ج عادي بتفرحي بكده صح هزت أيسل رأسها بسرعة مستنكرة بشدة لا طبعا أنت مچنون!! ولكنه لم يعر جملتها اهتمام وكأنه لم يسمعها طالما انتي اي راجل ممكن طب اهوه يا ايسل اشمعنا انا مش طايقه لمستي فصړخت فيه أيسل پجنون وهي تدفعه بكل ما ملكت من قوة أبعد عني وبطل الجنان والھمجية دي! وقف بدر انتي مسلمة ولا لا إتسعت عيناها وهي تحملق به كأنه مچنون ثم ردت باندفاع طبعا مسلمة! عاد بدر يسألها بهدوء حاد إيه الدليل إيه الدليل على إيه!! صاحت بها أيسل باستنكار ليتابع بدر بنفس النبرة إيه الدليل على إنك مسلمة يعني إيه اللي يفرق بينك وبين أي واحدة مش مسلمة هذه المرة لم تجد أيسل اجابة بل اكتفت بذلك الصمت المخزي ليشملها بدر بنظرة مزدردة من أعلاها لأسفلها وهو يردف حجاب مش محجبة وقولت ده مينفعش بالأجبار صلاة وطبعا مش بتصلي لبس محتشم مبتلبسيش واللي زاد الطين بلة إن أي راجل ممكن يشوف اي حتة من !! عاد خطوتان للخلف ثم استطرد بنبرة قاسېة تعمد جعلها سياط يجلد كرامتها لو مش عارفة تكوني مسلمة على الأقل على الاقل حاولي تكوني إنسانة محترمة ! ثم استدار ليغادر تلك الغرفة