احتيال وغرام بقلم رحمه السيد
سلام أغلق الهاتف ويداه تغوص بين خصلاته السوداء الطويلة ليستدير ويعود لداخل القصر وقف أمام فاطمة يعد كلماته بحذر ليهتف بجدية انا متأسف يا ست فاطمة بس انا مش هقدر أبات هنا على الأقل ٣ ايام تاني سألته فاطمة بلهفة عابسة لية بس إيه اللي حصل يا بدر بنفس الهدوء رد شارحا كل شيء بصدق تغلغل حروفه البنت اللي كانت خطيبتي وبنت عمي في نفس الوقت واللي هي تعتبر كل عيلتي زي ما قولتلك لسه مش متهيئة نفسيا لفكرة إني ابعد عنها ولو مؤقتا ف انا مضطر أمشي ولو حصل أي حاجة بتليفون واحد تلاقيني عندك عقدت فاطمة ما بين حاجبيها بقلق ومن ثم أستطردت مستنكرة تمشي ازاي بس وافرض جم في اي وقت ومعاهم البوليس وكمان الموضوع لازم يبان قدام الناس طبيعي عشان لو الشياطين دول فكروا يسألوا او يعملوا اي حاجة ويتنصحوا علينا دول هيعملوا أي حاجة عشان ياخدوها مني هز بدر رأسه بأسف وقال انا عارف ومقدر خوف حضرتك بس انا كمان خاېف على مريم خصوصا إنها تعبانة نفسيا شوية الفترة دي للحظات صمتت فاطمة تفكر في حل لتلك المعضلة هي لا تريد أي ثغرة في الموضوع ولن تترك أي شيء للحظ ! تشدقت بنبرة حازمة قطعت بها الصمت خلاص يبقى تجيبها تعيش معانا التلات اسابيع دول القصر واسع ويسع من الناس الف! لا ينكر تفاجئ باقتراحها الذي لم يخطر بباله اطلاقا ولكنه يعد حل اوسط فنطق بما يقلقه من ذلك الاقتراح طب والناس وبنت حضرتك تفتكري هتقبل بالوضع ده لم تحتاج فاطمة وقتا للتفكير فقالت الناس هنقولهم إنها اختك مش ازمة ثم تنهدت بقوة تتخيل القهر الذي سيسقط على صغيرتها كدلو ماء بارد قاټلا مشاعرها الحارة المتدفقة ! ثم تابعت بنبرة يائسة قليلة الحيلة وأيسل انا هقولها وهتكلم معاها متقلقش ماقدمناش حل إلا ده اومأ بدر مؤكدا برأسه ليتنحنح بخشونة بعدها طب هستأذن حضرتك همشي انا بقا وبأذن الله هجيب مريم ونيجي بليل اومأت فاطمة برأسها موافقة على مضض ليغادر بالفعل بينما هي جالسة تفكر كيف ستصدم أيسل بما سيحدث بعد فترة وصل بدر العمارة التي يقطن بها هو ومريم كلا منهما في شقة صغيرة بمفرده بدر اوعى تنسى أنت اشتغلت عندهم لية ووافقت تتجوزها لية اصلا يا أنت بتعمل كده عشان ټنتقم ليا منها اوعى تنسى ده مټخافيش مش ناسي مش ناسي ومش هنسى إني بعمل كل ده عشان ټنتقمي منها يا مريم!!!! الفصل الثاني صباح اليوم التالي وصل كلا من مريم و بدر وقد كانت مريم تحاوط ذراع بدر بقوة وكأنه سيهرب منها في أي لحظة وما إن اقتربا من بوابة القصر حتى استوقفته مريم للحظة تهمس له بقلق مصطنع بدر انا خاېفة مټخافيش طول ما أنا معاكي خليك جمبي طول ما احنا جوه اوعى تسبني لوحدي معاهم قالتها بنفس النبرة التي تجد صداها بين ثنايا قلبه الحاني والذي لطالما كان مضجع عشقه لها حاضر متقلقيش قالها وهو يومئ مؤكدا برأسه وبالفعل دلفا سويا للقصر ليجدا أيسل ووالدتها تجلسان بصمت وكأنهما منهكتان بعد نقاش حاد وقفت فاطمة تزفر بعمق ما إن رأتهما للحظة تخيلت إختفاء بدر بسبب تلك الفتاة وما يليه من مصائب فشعرت بجسدها كله يثلج بشعور بارد قاسې من الذعر حاولت رسم ابتسامة هادئة على ثغرها وهي تردد بترحيب اتفضلوا نورتوا استدركت مريم نفسها سريعا لتقترب من فاطمة راسمة تلك الابتسامة البريئة المستهلكة في خداع بدر ثم قالت برقة ده نور حضرتك ازي حضرتك يا طنط اومأت فاطمة برأسها متمتمة برفق بخير يا حبيبتي ازيك انتي الحمدلله بخير ردت في هدوء ثم ظهر الحرج مستلا قيادة تعبيراتها الماكرة وهي تغمغم بصوت منخفض نوعا ما أنا عارفة إني هتقل عليكم الفترة دي أسفة بجد لكن والله حاولت اتأقلم على إني افضل لوحدي بس مقدرتش فهزت فاطمة رأسها نافية بسرعة لا طبعا ما تقوليش كده أنا اكتر حاجة تفرحني إن ضيف يجي بيتي تلوى ثغرها بتلك الابتسامة المصطنعة ثم اقتربت من بدر الذي كان واقفا بصمت لتحاوط ذراعه مرة اخرى ولكن هذه المرة بتملك ازداد ثورانا وتأججا في وجود غريمتها لتتابع بعدها بمكر انثوي اصل انا وبدر مش بنسيب بعض ابدا طول اليوم إلا لما يروح الشغل فمبقتش بقدر أقضي يوم من غيره اومأت فاطمة بشبه ابتسامة مجاملة وهي تردد ربنا يخليكم لبعض يارب بينما أيسل كانت تحدق بهم بعينان مشتعلتان بچحيم الغيرة الذي أهلكت فقاقيعه روحها ! ثم نهضت تنوي المغادرة إلا أن مريم استوقفتها قائلة ببرود خبيثة انتي بقا أيسل صح ايوه أنا أيسل صاحبة القصر اللي إنتي واقفة فيه ده تلوت ملامحها كجلد الثعبان لتتغير للتأثر المصطنع وهي تتشدق ب كان نفسي نتقابل في ظروف أحسن من كده انا عارفة إنك مضايقة إنك اضطريتي تجبري حد يتجوزك لكن فعلا مفيش حل غير ده انا لو مكانك كنت عملت كده! اقتربت منها أيسل بخطوات بطيئة ترميها بنظرة حادة شعرت بها تنخر عظامها من قسۏتها لتردف بحروف بطيئة قټلت تلك الهالة من البرود التي كانت تحاوطها لتظهر باطنها الذي يغلي كالمرجل مش أيسل الرافعي اللي تجبر حد يتجوزها اديكي قولتي أنتي مش انا ! إنما أنا أخلي أي راجل يتجنن عشان يتجوزني مش العكس حينها تدخل بدر في الحوار مغمغما بنبرة رجولية عميقة ونظراته المظلمة مثبتة على أيسل أي راجل مش انا يا أيسل هانم !! تأرجحت نظراتها ما بين السخرية والڠضب تشعر بالتحدي يغرس مخالبه في أعمق نقطة داخلها ثم اومأت برأسها بكلمة كانت بمثابة قسم سيظل معلقا بينهما حتى يصبح قلبه بين قبضتها فيسقط ذلك القسم هنشوف يا بدر ما إن أنهت كلمتها حتى إنصرفت لم تنتظر كلمة اخرى بينما فاطمة حاولت التبرير بكلمات مقتضبة انتوا اكيد عاذرين أيسل اللي بيحصلها كله مرة واحدة مش شوية! اومأت مريم برأسها مؤكدة وبابتسامة مجعدة يكاد الحقد ينفجر من بين ثناياها ردت اه طبعا يا طنط ربنا يقويها على ما بلاها ! على الجهة الاخرى جلست ليال في الحجرة التي تقطن بها دوما شبه وحيدة تحارب أفكارها المذبذبة التي لم تجد سواها حاضرا للحظات تأن كرامتها وذلك الرفض ينحرها وفي اللحظات الاخرى يكتم قلبها ذلك الڼزيف رافضا الاستسلام لتيار العقل تخشى الاستسلام للعقل فتسير في طريقه لتصل لمنتصفه وحيدة شريدة ممزقة بنصل الندم الندم الذي لن يتركها حتى يطفئ بريق روحها كما فعل بوالدتها تماما ! ازيك يا ليال سړقت ليال ابتسامة من ضجيج الذكريات لترد بخفوت الحمدلله تمام إنتي عامله إيه الحمدلله بصي انا عارفه إن لما اتجوزتوا انتي ويونس معملناش حنة ف بنات العيلة تحت هيجيبوا واحدة بترسم حنة حلوه اوي إيه رأيك تيجي معانا ترسمي للحظة ترددت ليال كادت ترفض وذاك الضجيج المؤلم داخل رأسها يتصاعد ولكنها أسكتته حينما دوى صوت موافقتها لتعلن اشطا ياريت إتسعت ابتسامة ورد وكادت تنهض ولكن ليال أسرعت ممسكة بيدها وتابعت بشيء من التردد ورد هو انا ينفع اطلب منك طلب أصلي بصراحة مليش كلام مع حد اوي هنا اومأت ورد برأسها مؤكدة بترحاب حار طبعا اؤمري رفعت ليال يدها تتلمس خصلاتها المقصوصة التي غطتها ب