الخميس 28 نوفمبر 2024

سجينة جبل العامري بقلم ندا حسن

انت في الصفحة 12 من 104 صفحات

موقع أيام نيوز

هتطلع من هنا.. والقرار قرارك
تحدته وعيناها تقابل عيناه المخيفة ولكنها حاولت الصمود لأجل أن تذهب من هنا هي وابنتها في أقرب وقت فقد كان يونس الوحيد على حق
هنمشي يا جبل بيه.. ومتقوليش أن كل ده علشان خاطر وعد لأن وعد دي أنت مسألتش عليها مرة واحدة من يوم يونس ما ماټ أنا مش غبية أنا فاهمه كل حاجه
رفع حاجبه يسألها بوضوح وهو يعلم مقصدها
اومال علشان ايه
قالت بجدية وكره ظهر له لأنها تفهمت جيدا ما الذي يريده ليس الفتاة الصغيرة ولا المال أنه لا يريد غيرها
أسأل عيونك وهي تقولك علشان ايه
اسمعي يا غزال.. أنا سبق وقولتلك زعلي وحش الله الوكيل وحش بلاش أحسنلك
استغربت هذا الاسم الذي يناديها به للمرة الثانية ولكنها تغاضت عن ذلك الأمر الآن وصړخت بوجهه غير مبالية بحديثه
ما تزعل ولا تتفلق
تحولت نبرته إلى الحدة والجمود وهو يضغط بيده على ذراعها ضاغطا على كل حرف يخرج من فمه بغلظة
ماهو زعلي ده هيطلع على اللي خلفوكي واحد واحد لحد ما يطلع عينك من مكانها وتتمني المۏت ومتلاقيش اللي يدهولك
عاندته وهي تصيح بوجهه ماحيه معالم الخۏف الذي رآها سابقا على ملامحها ووقفت صامدة
راقت له اللعبة واللاعبة عاند أكثر معها وجعلها ترى العناد كيف يكون وداخله الفرحة تزداد أكثر وأكثر لأنه يحب هذا النوع كثيرا.. شرسة للغاية ولكنه سيروضها وسيجعلها تخاف فقط عندما تلمح خياله
أنا حذرتك أكتر من مرة أنتي اللي مصممة تشوفي قلبتي ومسيرك تشوفيها وتجربيها وفي أقرب وقت.. وأعملي حسابك بقى مافيش خروج من هنا ولا لوحدك ولا مع بنتك ايه قولك
نظرت داخل عينيه وقالت
هنشوف هي مش بالقول
دفعها للخلف وهو يترك ذراعها فتراجعت خطوات أثر دفعته لها وأخفض عيناه على ذراعها الأبيض المرسوم عليه أصابع يده الغليظة باللون الأحمر والتي بدت تليق بها كثيرا.. ابتسم بشماته وسخرية ثم خرج من القصر تاركا إياها..
نظرت إليه وهو يذهب والډماء تغلي داخل عروقها لقد شعرت أنها على وشك وضع يدها 
نظرت إلى وجيدة بغيظ وغل ناحيتها ولم تريد التحدث معها ولو بكلمة واحدة توجهت إلى الخارج وتركتها جالسة تنظر إليها بغرابة.. وكانت في تلك اللحظات وجيدة في أسعد لحظات حياتها لأن ولدها فكر بها كزوجة وأتضح هذا أمامها.. وبما أن هذا حدث فهي لن ترحل من هنا أبدا وستكون زوجته قريبا وفي أسرع وقت..
ذهبت زينة إلى الخارج وقفت في حديقة القصر تنظر إليه وإلى البوابة والحراس المتواجدين بكل مكان.. ليس أمامها إلا حل واحد ستفعله ولو كان المۏت يدق بابها لن تصمت إلا عندما تأخذ حقها منه وترحل وتتركهم
جميعا..
وهذا لن يحدث إلا إذا تأكدت من شكوكها ناحيته وفي هذه اللحظات تتمنى أن يكون كل ما فكرت به صحيح ويصبح أخطر مما رأت لتفعل به ما يحلو لها ولتريه كيف يكون ڠضب إمرأة مثلها..
ذهبت إلى البوابة الخارجة وطلبت من الحارس أن يفتح لها لتخرج وهو لم يكن لديه أوامر بمنعها من الخروج ففتح لها البوابة وخرجت منها سريعا قبل أن يرصدها أحدا من القصر..
رأته وهو يسير مبتعدا إلى الأمام على خط طول القصر سيره يوازي خط الترعة المتواجدة أمامهم بقيت واقفة قليلا إلى أن أبتعد بمسافة كافية لتجعلها تسير خلفه دون أن يراها كان الجو بارد قليلا والهواء يداعب خصلات شعرها السوداء المتناثرة على جانبي وجهها بقيت تنظر 
سارت بعد أن تأكدت من إنه أبتعد عنها ولن يستطيع رؤيتها علمت أنه متوجه إلى نفس المكان الذي تريد التوجه إليه يالا حظها السعيد لأول مرة إن كان هو الآخر هناك في نفس التوقيت ستسطيع أن تعلم ما الذي يخفى عنها هنا..
ابتسمت بفرح
وسرور وهي تسير خلفه على بعد ثم توجهت إلى الجسر الخشبي فوق الترعة والذي يفصل الطريقين عن بعضهم رأته وهو يختفي عن الأنظار بعد سيره ما يقارب الثلاث دقائق في الناحية الأخرى ودلوفه خلف الجبل.. جبل العامري
عبرت الجسر ووقفت على الطريق الآخر تسير متقدمة من الجبل لكي ترى ما تريد وتتأكد من شكوكها وتتمسك بالأدلة القاټلة له بين يدها لا تدري كل هذا بناءا على ماذا لكن إحساسها لم ېكذب عليها أبدا.. وهذا هو الحل الوحيد السير وراء الوهم إلى أن يتحول إلى حقيقة والتمسك به..
أثناء تقدمها من الجبل ونظراتها عليه لقد كان عاليا ترتفع برأسها لتنظر إلى آخره يأخذ مساحة كبيرة للغاية من الأرض وشكله مهيب كأنه بركان وداخله الكثير من الأسرار الذي تود الفوران بحممها البركانية لټحرق كل من أخفى داخله سرا..
أتت على رأسها ذكرى راحلة من ذكرياتها المتكررة مع زوجها عندما تقدمت إلى هنا في المرة السابقة..
سارت على قدميها بعد أن عبرت الجسر متقدمة من الجبل وهي تنظر إليه بسعادة كبيرة وفضولها يقت لها ناحيته أن تتجه نحوه وتراه عن قرب فلا يوجد شيء قيم مثله على هذه الجزيرة الغريبة..
هواء الليل ونسماته كان يداعب خصلاتها ويجعلها تتطاير خلفها الجو معتم للغاية والسماء 
استمعت إلى صوت زوجها الصارخ وهو يركض ناحيتها بسرعة كبيرة يهتف بإسمها
زينة
استدارت بلهفة تنظر خلفها بفزع أن الليل هنا مخيف وهو ظهر على حين غرة بصوته المنزعج نظرت إليه متسائلة وهو يقترب منها
في ايه
وقف أمامها لاهثا بعد ركضه خلفها عندما أخبره أحد الحراس أنها خرجت
رايحه فين
عايزة أشوف الجبل
صړخ بوجهها بانفعال وعصبية يشيح بيده غاضبا من تصرفاتها لأنه سابقا حذرها من الذهاب إليه ولكنها لا تستطيع الإستماع إليه وذلك الفضول سيقت لها
لأ يا زينة قولتلك متحاوليش تروحي عنده
تابعته باستغراب شديد وأجابته باستياء متسائلة
هو فيه سر يعني.. أنا عايزة أشوفه
أجابها بحدة نافيا ما تقوله رافضا ذهابها تجاهه بكل الطرق
وأنا بقولك لأ ومتفكريش بعد كده مجرد تفكير تعدي الجسر ده تاني.. سامعه يا زينة
أكمل بجدية وانفعال وهو يشعر أنها لن تصمت إلا عندما تأتي إليه بمصېبة لطالما استمرت هنا على هذه الجزيرة
حدودك آخرها سور القصر.. المنطقة دي متفكريش تيجي عندها
وجدها تنظر إليه باستغراب وذهول شديد وهي تتابع حديثه الذي يشعرها بالرهبة تجاه ذلك الجبل أو تجاه ما داخله!..
عقلها أصبح يلعب بها وبتفكيرها حوله وحول ما يحدث به..
أثار فضولها أكثر كلما تحدث عن البعد عنه أصبح بالنسبة إليها كمغارة يخفى داخلها الكثير متوارية بعيدا في الخفاء والظلام الدامس فما كان منها إلا أن تصر على معرفة ما يخفيه البشر في الجزيرة داخل هذا الجبل
جذبها عندما وجدها تقف صامتة تنظر إليه باستغراب وتوجه إلى الجسر مرة أخرى عائدا بها مرة أخرى إلى القصر
قد لعب به تفكيره هو الآخر حول زينة التي لن تصمت إلا عندما تفعل شيء لن يعجب الجميع هنا لن تق تل فضولها نحو الجبل ونحو كل ما يحدث على الجزيرة إلا عندما تعلم بكل شيء وهو لن يسمح بذلك
بقيت ذكرى ما حدث في عقلها وحديثه معها عندما عادوا إلى منزلهم وما يحدث إلى الآن منذ أن أتت مرة أخرى إلى الجزيرة.. مؤكد كل هذا ليس من فراغ هناك شيء يحدث
يجب عليها أن تعلم ماهو
وقفت
11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 104 صفحات