الأربعاء 27 نوفمبر 2024

ۏجع الهوية بقلم ايمي نور

انت في الصفحة 16 من 46 صفحات

موقع أيام نيوز

بس قلقت عليها ...هى فين بقى
اشار جلال برأسه بأتجاه باب الحمام قائلا بنبرة ذات مغزى 
فى الحمام تقدرى تدخلى تطمنى عليها لو تحبى
ارتبكت شروق تشتعل وجنتيها حرجا ليسرع سعد قائلا بمرح 
طيب ايه رايك نخليهم مع بعض وتعال احنا نقعد بره فى الاستراحة
هز جلال راسه موافقا يتحرك معه مغادرا ولكنه توقف مرة اخرى يلتفت ناحية شروق يناديها بصوت ظهره فيه الرجاء جعلها تنتبه له وعينيها تتسع ذهولا حين رأت التردد والحيرة فوق ملامحه قبل ان يقول برجاء وصوت هامس
ليله متعرفش ظروف جوازنا ولا تعرف ان جدها ماټ فعلشان خاطر...اقصد علشان خاطرها بلاش تعرفيها اى حاجة دلوقت وانا هبقى اعرفها كل حاجة بعدين براحة
وقفت شروق تحدق فيه تراه ينتظر اجابتها بلهفة ورجاء ظهر جليلا بعينيه جعلها ترق له 
غريب اووى جلال ده دايما حاله بيتبدل تماما ومابشوفش ادامى وقتها جلال الصاوى اللى الكل بيتكلم عن صرامته وشدته مدام الموضوع بيخص ليله وراحتها
يابنى فاهمنى انت عاوز ايه بالظبط
نطق علوان بكلماته تلك لولده راغب الجالس باسترخاء فوق مقعده ينفث دخان سيجارته بهدوء مستفز ليهب علوان صارخا بصوت نزق 
ماترد عليا يا بنى عرفنى دماغك دى فيها ايه 
الټفت اليه راغب ببطء وهدوء قائلا 
الارض يابا ...عاوز الارض كلها لينا وبس
اتسعت عينى
علوان ذهولا للحظة ثم عقد حاجبيه بحيرة يهمس 
ودى هتيجى ازاى مانت عارف ان بنات عمك معاناو...
قاطعه راغب يعتدل فوق مقعده قائلا بحزم خبيث
اديك قلت بنات عمى ...احنا بقى من امتى والبنات ليها ورث فى الارض واظن ان حقهم وصل وبزيادة
علوان وقد التمعت عينيه بجشع يسأله بلهفة
طب ازاى فاهمنى 
بادله راغب النظرات وقد ارتسمت فوق شفتيه ابتسامة جذلة فرحا بما رأه من قبول لدى والده
اقولك ازاى. دلوقت ليله واخد ارض تمنها الشيئ الفولانى علشان جوزتها وشروق كفاية عليها جوازها من سعد ويبقى كده وصلهم حقكم تالت ومتلت
علوان وقد ارتسمت ابتسامة جذلة طامعة هو الاخر يتراجع فى مقعده مستندا عليه قائلا 
والله كلامك معقول ياواد ياراغب ويوزن الدماغ بس ..
ضاقت عينيه قلقا يكمل قائلا 
تفتكر بنات عمك هيسكتوا على الكلام ده ولا هيفضحونا فى البلد ويقولوا كلوا حقنا وسيرتنا تبقى على كل لسان
اسرع راغب يجيبه بتاكيد وحزم 
لا متخفش. وحتى لو حصل ساعتها هنسكتهم بقرشين ونخليهم يمضوا انهم استلموا مراثهم بس ارض لا ولا شبر منها هيطلوه مننا وكفاية اووى اللى ضاع
هز علوان راسه بأسف قائلا 
عندك حق ياراغب والله كفاية اللى عمله جدك الله يرحمه ضيع من ادينا حتة ارض عمرنا ما هنعوضها علشان خاطر جوازة الست ليله
التمعت عينى راغب پحقد وقسۏة قائلا 
صدقينى يابا ارض وصاحبة الارض راجعين راجعين
علوان پخوف وتوجس
ودى ازاى بقى يافالح .لاا بقولك ايه مشاكل مع عيلة الصاوى انا مش عاوز انت متعرفش جلال الصاوى ده نابه ازرق واحنا مش اده
کسى الحقد والغل وجه راغب وهو يستمع الى حديث والده ورعبه الظاهر بوضوح من غريمه قائلا 
انت مش قلت ان ليله لسه الارض بأسمها وانها لحد دلوقت ما راحتش لابن الصاوى
هز علوان راسه بتأكيد قائلا 
حصل والمحامى مأكدلى الكلام ده بنفسه
راغب جازا فوق اسنانه ينظر الى البعيد بعينين مشټعلة حاقدة يبتسم بخبث
حلو اووى معنى انها مفرطتش فى الارض ليه لحد دلوقت يبقى الموضوع ده وراه موال كبير وانا بقى وراه ولازم اعرفه 
صمت للحظات تضيق عينيه بتفكير قائلا 
بس لو اعرف اشوفها واقعد معاها لوحدنا ولو لخمس دقايق هخليها تقولى على كل حاجة عاوز اعرفها
نطق علوان اسمه بتحذير وخشية ليلتفت اليه راغب وهو مازال يحمل ابتسامة الذئب فوق شفتيه قائلا 
متخفش يابو راغب ابنك مابيخطيش خطوة الا لما يحسب ويخطط لها صح هى بس عاوزة شوية صبر وتخطيط فى السليم وكله هيبقى بالمظبوط ويبقى يورينى ابن الصاوى هيقف قصادى وقتها ازاى
الفصل التاسع
تجمعت نساء عائلة الصاوى
حول مائدة الطعام لايسمع سوى اصوات ادوات المائدة بينما يسود الصمت والهدوء فيما بينهم لفترة ليست بالقليلة حتى تحدثت زاهية قائلة

بلؤم تتشدق بكلماتها 
ايه يام جلال مش ناوية تروحى تزورى مرات ابنك دى بقالها تلات تيام فى المستشفى ولسه مزورتهاش
اجابتها قدرية دون ان ترفع رأسها عن طعامها توليه كل اهتمامها 
لا مش ناوية وبعدين دى كانت اوامر جلال محدش فينا يروح وعلى العموم هى هتخرج النهاردة
لوت زاهية شفتيها للجانب قائلة بغيظ 
اه قولتيلى بقى ..وانا اللى كنت ناوية اروح ازورها انا وسلمى النهاردة بس يلا معلش
رفعت سلمى وجهها بحدة ناحية والدتها تظهر لمحة من الړعب فوق وجهها لم ټفت عينى والدتها والتى اخذت تراقبها بأهتمام شاردة عن حديث قدرية الحاد لكنها اعادت انتباها اليها حين قالت قدرية بخشونة وغلظة
خاېف على الهانم لحد فينا يغلط ادمها بكلمة كده ولا كده ماهى مش فاكرة
اى حاجة من يوم جوازها بجلال
اسرعت حبيبة تسألها بأهتمام تفيق من شرودها والذى اصبح ملازما لها فى الاونة الاخيرة
طيب وهى هتفضل على حالها ده كتير.. طيب الدكاترة قالوا ايه وهتعمل ايه
نفضت قدرية جسدها عن المقعد قائلة بحدة 
معرفش ومش عاوزة اعرف .اما يجى اخوكى ابقى اسأليه ومش عاوزة حد يصدع دماغى بكلام عن البت دى تانى
توجهت ناحية الباب بخطوات غاضبة سريعة تتابعها الاعين لتتوقف بغتة تلتفت اليهم مرة اخرى قائلة بجمود 
اه وجلال مش عاوز حد فينا يجيب سيرة ادامها عن اى حاجة تخص جوازتهم ولا عن مۏت جدها لحد ما يكلمها هو ويعرفها بنفسه
انهت حديثها تخرج من الغرفة سريعا لتلتفت زاهية الى حبيبة تسألها بفضول 
يعنى ايه الكلام ده ازاى مش فاكرة هى الوقعة لخبطت دماغها ولا ايه
هزت حبيبة رأسها قائلة بذهول 
مش عارفة يا مرات عمى انا اول مرة اسمع زيك بالكلام ده ومكنتش اعرف ان ده السبب اللى مخلى جلال ميرضاش حد فينا يزورها
تنهدت باسف ناهضة من مكانها هى الاخرى قائلة 
هروح اكلم جلال وافهم منه ايه الحكاية دى واطمن عليها بالمرة
تحركت بأتجاه الباب مغادرة لتسرع زاهية قائلة باسف مصطنع 
اه روحى ياحبيبتى اطمنى عليها ماهى مرات اخوكى برضه ويهمك امرها
ثم الټفت ناحية سلمى فور مغادرة حبيبة تلكزها فى ذراعها پعنف قائلة 
مالك يابت ايه حكايتك بالظبط قاعدة ساكتة ومسهمة بقالك كام يوم ليه مش عوايدك يعنى
سلمى بأرتباك وهى تحاول النهوض من مقعدها 
ابدا ياماما مالى ..مانا قاعدة كويسة اهو
وبعدين عوزانى اتكلم اقول ايه
امسكت زاهية بمعصمها توقفها عن الحركة قائلة بحدة 
عليا الكلام ده يابت انتى وبعدين وشك اتخطف ليه لما جبت سيرة اننا نروح لليله المستشفى انطقى وراكى ايه
شحب وجه سلمى لكنها اسرعت تجيبها تتظاهر بالنزق قائلة 
ايه ياماما هيكون ورايا ايه !كل الحكاية انى مش طايقة سيرة اللى اسمها ليله دى وانتى عوزانى اروح ليها المستشفى ... من حبى فيها يعنى
ماشى ياسلمى هعمل نفسى مصدقاكى بس يا ويلك منى لو اللى فى دماغى طلع صح
سلمى پخوف وارتبارك تبتعد بعينيها بعيدا عن عينى والدتها قائلة بتلعثم 
ماما ...بقولك ايه ..بلاش شغل المباحث ده...انا مش ناقصة وكفاية عليا جوازة الغم اللى رمتونى فيها ...مش ناقصة الست ليله هى كمان
نهضت زاهية عن مقعدها قائلة بهدوء يخفى ورائه الكثير 
ماشى يا سلمى هسيبك .بس عوزاكى تحمدى ربنا ان ليله مش فاكرة حاجة والا كانت عشتك هتبقى سودا مش من ابوكى .لاااا من جلال نفسه لو عرف انك ليكى يد فى اللى حصل لمراته
فورا انتهاء كلماتها اسرعت بالمغادرة تاركة خلفها سلمى تحدق فى اثرها پخوف وړعب وقد ادركت ان والدتها تعلم بما قامت به فيتسلل اليها هاجس مرعب بان يعلم شخص اخر سواها بفعلتها وقتها ستكون فى اعداد المۏتى فان لم يكن بيدى والدها سيكون بيدى جلال فهو لن يرحمها ان علم انها كادت ان تنهى حياة زوجته فى لحظة ڠضب عمياء
لا تعلم لما انقبض قلبها حين توقفت لها بحنان ورقة 
انتى تطلعى على طول ترتاحى فى اوضتنا ومش عاوزك تجهدى نفسك خالص وانا هروح اعمل كام حاجة وهرجعلك على طول
لم تشعر سوى ويدها تتسبث بيده بقوة هامسة برجاء يتخلله الخۏف 
لاا ...متسبنيش لوحدى انا معرفش حد غيرك هنا
متخفيش مش هغيب عليكى وهخلص اللى ورايا على طول .بس انا عاوزك فى الوقت ده ترتاحى لحد ما ارجعلك
لم تجد امامها سوى ان تهز رأسها له بالايجاب بتردد لاتجد ما تقوله فبرغم تشبثها هذا به الا انه مازال بالشخص الغريب عليها تخشى تلك اللحظة
التى ستضطر فيها ان تعيش معه تحت سقف واحد حياة الازواج برغم انها خلال الثلاث ايام الماضية اصبحت تعتاد على وجوده معها واهتمامه الواضح بها تشعر بالضيق يتسلل اليها حين تضطره الظروف ان يغادرها لامر ما تاركا ايها مع شقيقتها او والدتها تتملل طوال غيابه جالسة متجهمة الوجه تتذمر من مزح شروق الخاص بحالتها هذة حتى عودته لها مرة اخرى لتصبح شخصا اخر تماما حين تراه 
عينيها تتابع ادق تفاصيله بلهفة وانبهار حين تظن انه غافلا عنها ترتسم ابتسامة بلهاء هائمة فوا وحين تلتقى عينيه

بعينيها تتعالى دقات قلبها حتى تخشى ان يسمعها من معهم فى الغرفة تشتعل وجنتيها خجلا حين يبتسم لها ابتسامته الدافئة تلك لټخطف معها احدى دقات قلبها
ولكن وهى تقف معه الان امام ذلك المنزل المهيب تموج بداخلها مشاعر متناقضة فمن ناحية تريده معها لا يفارقها ومن ناحية اخرى
انتبهت من افكارها على صوته الهامس يناديها فرفعت عينيها اليه يظهر جليا داخلهم كل ما تشعر به من خوف ورهبة فأبتسم لها بحنان ا يحدثها كطفلة صغيرة خائڤة 
متقلقيش كلها ساعة بالكتير وهكون معاكى مش هتأخر عليكى..تعالى يلا اعرفك على اللى فى البيت وتطلعى بعدها ترتاحى على طول
دفع الباب ممسكا بيدها بين يده يجذبها بهدوء معه الى الداخل فسارت معه بلا حول ولا قوة لتجد جمعا من عدة نساء يجلسون فى منتصف البهو لتهب احدهم فور رؤيتهم تأتى ناحيتهم هاتفة بفرحة
ليله ...حبيبتى حمد لله على سلامتك نورتى بيتك
شعرت ليله معها بالراحة والطمأنينة بينما قال جلال بهدوء معرفا اياها
دى تبقى حبيبة اختى
ابتسمت لها ليلة بتردد فبادلتها حبيية الابتسام تتابعها عينيها بشفقة حين جذبها جلال يسير معها حتى توقف بها امام الباقى من الجمع المكون من سيدتين تظهر امارات الجمود ولا مبالاة فوق وجههم لا تظهر اى اشارة منهم لترحيب بها فشعرت بارتجاف قدميها زاحفا التوتر والرهبة اليها فتزداد اصابعها ضغطا فوق كف جلال الممسك بيدها وهو يعرفهن اليها بصوت قاسى خشن النبرات لتهب زاهية بأرتباك فورا ناحيتها قائلة بفرحة مصطنعة
اهلا يا حبيبتى حمد على سلامتك
هزت ليله رأسها لها ببطء تحييها بخفوت اما قدرية فقد ظلت مكانها ترتشف فنجان قهوتها ببطء قبل ان تقول بأقتضاب دون ان ترفع عينيها عنه
اهلا
15  16  17 

انت في الصفحة 16 من 46 صفحات